أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ طائفي إقليمي














المزيد.....

صراعٌ طائفي إقليمي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع قوى الأمم الإسلامية خلال العقود الأخيرة أن تشكلَ تجارب ديمقراطية تحديثية واسعة، وبدت تجاربُ تونس وتركيا ومصر ومضات وسط ليل العصر الوسيط السائد.
هزيمة أنظمةِ القفزات العسكرية مؤشر لقوى الفئات الوسطى التي قفزت على مهمات التحول الديمقراطي التدريجي ومحاولاتها عبر رأسماليات الدول أن تحل مشكلة التخلف والمحافظة بالارتفاع عن المهمات الحقيقية في إنشاء ثورات ديمقراطية.
وقد قامت الأنظمة العسكرية الأخيرة خاصة النظام السوري بتصعيد الطائفية الاجتماعية السياسية كبديلٍ عن العجز في التحول الديمقراطي ومقاربة مجموع البشرية السائر في الحداثة الديمقراطية السياسية والاجتماعية.
كانت هذه حاجة النظام الإيراني كذلك الذي دخل في مأزق الشمولية ذاته، رافضا حتى الليبرالية، فقام بإنشاء المحور الطائفي المخترق للقومية العربية.
تكوينات الأمم الإسلامية المحافظة في إقطاع القريةِ والبيتِ والعقل، كانت تُريد أن تحل عبر القفزات العسكرية الشمولية وبقاعها ممتدة في الجزائر نظاما وجماعات وفي السودان العسكري المتحلل، وفي العراق الممزق قوميات وطوائف شمولية، والأنظمة الجديدة مشت نحو المقاربة الديمقراطية، وتواجهها تحدياتُ تلك الحداثة الاجتماعية الديمقراطية التحولية، وبقية الدول العربية في الليبراليةِ الحذرةِ غير المفتوحة تماما على الديمقراطية بشروطها العالمية.
هذا المناخ أفرز تصعيد الطائفية السياسية على مستوى إقليمي، وهذا التصعيد يؤكد كون الأمم الإسلامية البارزة في حالاتِ تحول، ومضامين علاقاتِها الاجتماعية تعودُ للعصر الوسيط، وكون الجماعات السياسية الغالبة هي في ذلك العصر، رغم وجود رِجلٍ واحدة في العصر الحديث.
في القلب من العالم الإسلامي، وهو المنطقة العربية خاصة، تقدم نسبي على الأطراف التي لاتزال في علاقات اقتصادية واجتماعية أكثر محافظة، حتى التشكل القومي المحدود لم يبرز، فتظهر الغلواءُ الدينية كشكلٍ للحفاظِ على دولٍ متعددةِ القوميات القبلية، عجزتْ خلال قرون عن النمو التحديثي اليسير.
استخدمت قوى المحور السوري الإيراني حل مشكلات السلطة الشمولية العسكرية بتصعيدِ الطائفية، وهذه العودةُ للوراء وتصعيدُ مخلفاتِ العصور الوسطى، وتنميةُ التياراتِ اللاعقلانية وقوى العنف الفوضوي، تبرز عجز التكوينات الطائفية الاجتماعية السياسية عن أن تكون ديمقراطية معاصرة، وتحول الدولة لجهاز عسكري اقتصادي ساحق يعني عدم قدرته حتى على التعايش مع ليبرالية نسبية، وبالتالي دفع المجتمعين الى أزمة طاحنة.
تكشفت دول المحور عن مساندة قوى دولية كروسيا والصين فشلتا كذلك في التحول الديمقراطي، وصارت عملية رد الهجوم الديمقراطي العالمي بتصعيد تلك الجوانب الطائفية والمحافظة، بل بالهجوم العسكري العنيف كما في سوريا، وبدا أن أسلحة الطائفية و(التمترس) وراء العسكرية لا تنجح في صد هجوم الربيع العربي المتسع.
تحويل الصراع بين أغلبية الشعوب ضد مُلكياتٍ مهيمنة عليا متمركزة على طبقات صغيرة، إلى صراع بين سنة وشيعة، يعبر عن الاستفادة من نقاط ضعف وثغرات في الجانب العربي، وتصعيد لغرائز ومستويات وعي متخلفة، عبر نشر الصدامات والتعدي على الرموز وتحويل قضايا الأدب العميقة لفهم التاريخ العربي الإسلامي إلى المحاكم ولجان الرقابة ومن ثم جاءت الفضائيات الدينية بموادها الأكثر جنونا لتعزز هذه الصراعات وتحرفها.
دخلت دوائر غربية محافظة في حرف التوجه نحو الحداثة الوطنية وأيدت مشروعات الفسيفساء السياسية، بهدف تفكيك الشعوب والأمم الإسلامية بعيدا عن المركزيات الديمقراطية المؤثرة اقتصاديا وسياسيا.
لقد كان الخيارُ العربي سنيا، وكان الخيار الفارسي شيعيا، وكان النمو القومي يحذرُ من التعدي على الجانبين، لكن الغلواء القومية المذهبية اُعتبرت ذريعة لعدم التوجه للديمقراطية ودفع ثمنها، وجاء مشجب (شماعة) (إسرائيل) لعدم التوجه للديمقراطية كذريعةٍ أخرى ومستمرة من قبل الأنظمة العسكرية المحافظة اجتماعيا وفكريا، ولهذا جرى خلق التمزقات القومية المذهبية على الجانبين العربي والفارسي.
هكذا يتم نشر الفوضى من أجل الفوضى، ويتم التعدي على الأديان والمذاهب الأخرى بهدف خلق استمرار دول المحور ولعدم تنامي العمليات الديمقراطية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ


المزيد.....




- بلو آيفي كارتر تتألق في جولة والدتها بيونسيه -Cowboy Carter- ...
- سوريا: ما حصيلة المواجهات في صحنايا والسويداء وما الاتفاق ال ...
- غارات إسرائيلية في اليمن بعد يوم من سقوط صاروخ باليستي على م ...
- إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها في غزة.. وعائلات الرهائن: يعرض ...
- مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز تدين الاعتداءات الإسرائيلية ...
- المبادرة المصرية تطالب نيابة أمن الدولة بإسقاط اتهامتها الجد ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا يحظى بترحيب دولي ويعد ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات تستهدف مناطق على الحدود السورية ا ...
- شولتس يوجه رسالته الأخيرة لزيلينسكي
- تسريبات عبرية عن اتفاق إسرائيلي مع حماس في الدقيقة الـ 90 بو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ طائفي إقليمي