أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جهاد -حزب الله- في سورية!














المزيد.....

جهاد -حزب الله- في سورية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّهم "مجاهدون"، من "حزب الله (الشيعي اللبناني)"، والذي كُنَّا نفخر به، ونعتز، لقتاله البطولي ضدَّ العدوِّ القومي الإسرائيلي، سقطوا "شهداء" في "مَوْقِعة جهادية"، تعمَّد البيان الرسمي للحزب عدم تعيينها؛ مع أنَّنا جميعاً نَعْرِف أنَّ سوريَّة الآن هي المكان، أو هي وحدها المكان، الذي فيه يُجاهِد "حزب الله"، أيْ يُقاتِل "محاماةً عن الدِّين"، وفي "سبيل الله"!
هذا بـ "لغة الدِّين (الإسلامي)"، التي تُسْتَعْمَل الآن للتعبير عن جُمْلَة من المعاني السياسية، وفي مقدَّمها معنى "الانتصار لسوريَّة الأسد"، على ما أعلن من قَبل، وغير مرَّة، الأمين العام للحزب حسن نصر الله؛ فـ "الجهاد (السوري)" لـ "حزب الله" إنَّما يعني خَوْضَه القتال (ضدَّ الشعب السوري، وثورته) محاماةً عن "سوريَّة الأسد"، وفي "سبيل سوريَّة الأسد"؛ وكفى الله هذا الحزب شرَّ الجهاد ضد إسرائيل؛ وإلاَّ ما معنى (وما هو تفسير) أنْ يتحلَّى "حزب الله" بـ "الحِكْمة (والعقلانية)" السياسية والقتالية والجهادية في الصِّراع ضدَّ العدوِّ القومي الإسرائيلي، فيَمْتَنِع هو نفسه، ويَمْنَع غيره، من من القتال ضدَّ هذا العدو، انطلاقاً من جنوب لبنان، أو عبر حدود لبنان مع إسرائيل، التي ما زالت تحتل أرضاً يعتدها الحزب جزءاً من الأراضي اللبنانية؟!
أعْلَم أنَّ جوابه (الذي يفيض "حِكْمَةً" و"عقلانيةً") هو أنَّ الحزب يحرص على أنْ يكفي لبنان (وشعبه) شرور وويلات آلة الحرب الإسرائيلية، وعلى أنْ يُحْبِط سعي أعدائه وخصومه لتصويره على أنَّه "غير لبناني" في قتاله ضدَّ إسرائيل، أيْ أنَّه يُقاتلها، إذا ما قاتلها، مُضحيِّاً بلبنان، وليس في سبيل لبنان.
أمَّا قتاله دفاعاً عن "سورية الأسد"، وضدَّ الشعب السوري، وثورته، فَسَهْلٌ، رخيص الثَّمَن، محمود العواقب؛ فـ "المُعْتَدى عليه"، وهو الشعب السوري (و"الجيش السوري الحُر") لا يملك ما يملكه "جيش الدفاع الإسرائيلي" من قوى ووسائل الرَّدع، ومن آلة عسكرية تنشر الموت والدَّمار في طول لبنان وعرضه.
ويستطيع الحزب، وبقليلٍ من الجهد الفكري، أنْ يُؤوِّل هذا الموقف السياسي له، أيْ وقوفه مع الأسد ضد الشعب السوري، بما يجعل تمييزه من الموقف الدِّيني، أيْ الجهاد في سبيل الله، من الصعوبة بمكان؛ فـ "الحزب" هو، في فكره ووجوده ونشاطه، جزء من "ولاية الفقيه"، التي هي "حكومة الله الانتقالية"، أيْ التي تحكم حتى ظهور المهدي، فإذا ظَهَر رَأَيْنا "حكم الله" بأوضح صوره ومعانيه. ولَمَّا كان سقوط حكم الأسد ينال من قوَّة "الحزب" و"الولاية"، ويعود عليهما بالضَّرر، أصبح الدِّفاع عنه (من طريق هذا التأويل) جهاداً في سبيل الله، ولو بدا قتالاً في سبيل الأسد؛ فإنَّ كل عَمَلٍ، أو فِعْلٍ، من شأنه درء المخاطِر عن "حزب الله"، وعن "ولاية الفقيه"، وعن هذا "الحكم الإلهي الانتقالي"، ولو كان تقتيلاً للشعب السوري، لا بدَّ من أنْ يُفْهَم ويُفسَّر على أنَّه جهاد في سبيل الله!
إنَّني لستُ من مُنْكري العداء بين "حزب الله" وإسرائيل، ولا من المشكِّكين فيه، وفي قوَّته؛ فانحيازي إلى ثورة الشعب السوري، وضدَّ "حزب الله" في "جهاده السوري"، لا يَحْملني على أنْ أَزْعُم زَعْماً من قبيل أنَّ هذا الحزب ليس بمعادٍ لإسرائيل، أو أصبح غير معادٍ لها؛ لكنَّ هذا لا يعني أنْ نَفْهَم العداء لإسرائيل على أنَّه عداء قومي عربي فحسب؛ فـ "حزب الله"، وعلى ما أثبتت وأكَّدت مواقفه العملية، يعادي إسرائيل؛ لكنَّه لا يعاديها عداءً قومياً عربياً؛ فهوية "حزب الله" الحقيقية هي جزء من هوية إيران؛ وينبغي لنا أنْ نَفْهَم عداءه المتبادل مع إسرائيل على أنَّه جزء من العداء المتبادل بين إيران (الفارسية الشيعية) وبين الدولة اليهودية؛ وهذا ما يُفسِّر استقرار ما يسمَّى "قوى المقاوَمة" على هوية طائفية (دينية) واحدة، بعد خروج "حماس" و"الجهاد الإسلامي" منها (فهذه القوى تضم الآن إيران الفارسية الشعية، وحكم الأسد العلوي، و"حزب الله" الشيعي اللبناني).



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتباكون على -الربيع العربي-!
- معركة -كامب ديفيد- في سيناء!
- طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟
- لله يا ناخبين!
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!


المزيد.....




- أزمة جديدة تواجه السياحة المصرية بسبب إفلاس شركة FTI.. ومستث ...
- العثور على جثة طفل بعمر عامين في -حاوية قمامة-.. والمشتبه به ...
- ماكرون يعلن حل البرلمان ويدعو إلى إجراء انتخابات في نهاية حز ...
- في يوم واحد 3 استقالات متتابعة في إسرائيل: غانتس وآيزنكوت وق ...
- ++ تغطية مباشرة لانتخابات أوروبا: -الشعب الأوروبي- يتصدر وتق ...
- صحيفة سويسرية: مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا لا يملك مقومات النج ...
- كيف ساعدت واشنطن إسرائيل في عملية استعادة الرهائن بغزة؟
- طائرة مسيرة ترصد الحمم البركانية تبتلع طريقا سريعا وتتقدم نح ...
- العاهل السعودي يأمر باستضافة 1000 حاج من -ذوي الشهداء والمصا ...
- مفتي سلطنة عمان يدعو جميع المسلمين -للإنفاق من حر أموالهم لإ ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جهاد -حزب الله- في سورية!