إعادة صياغة الذات

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 10:41
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

قبل عام، وفي مثل هذه الأيام من شهر أكتوبر، حدثت ما حفزتني على أن أقوم بمراجعة ذاتية لبعض الأمور في حياتي. وكان فيها الإيجابى والسلبي،  خلقت بمجموعها الأرضية الملائمة لحصول تحولات إيجابية في حياتي كحاصل تحصيل. كان الإيجابى جداً منها يتعلق بإمكانية السفر والتنقل بحرية أكثر إلى العديد من بلدان العالم  بدون الحاجة إلى الحصول على سمات الدخول وتعقيداتها المملة، جاء هذا بفضل الحصول على الجوازالسويدي. أما السلبي كان ظهور إرتفاع شديد في ضغط الدم فجأة وبصمت ومن دون أن يصاحبه أية أعراض جانبية، وللمرة الأولى في حياتى، حيث وصل إلى 245/ 125 رغم توقفي النهائي عن تدخين 40 سيگارة/اليوم  قبل أربعة سنوات من ذلك اليوم( منذ أوكتوبر 2007). جرت ملاحظة هذا الإرتفاع في الضغط بشكل عرضي وبالصدفة لأن مراجعتي للدكتورة رشا الخميسى(وهي مندائية-عراقية) كانت بسبب الحموضة التي كانت تحدث في معدتي في بعض الأحيان. لم تتمكن الدكتورة من تحديد الوصفة الطبية الملائمة لمعالجة هذا الإرتفاع الشديد في ضغط  الدم  قبل خضوعي للمراقبة الطبية لفترة كافية وهذا لم يكن ممكناً في مركز صحي لهذا قررت تحويلي إلى مستشفى الطوارئ  بعد أن تشاورت مع أطباء أخرين في المركز حول حالتي، و رغم قناعتها بأن بقية أعضاء الجسم تعمل بصورة طبيعية، ولم تقنعها إقراري لها بأننا لم نتعود في حياتنا أن نججر أحداً إلى المحكام للمطالبة بحقوق شخصية أو عن مظالم تعرضنا لها طوال حياتنا وكيف نعملها مع طبيبة مخلصة لمهنتها. وكنت على دراية كاملة بخطورة هذا الإرتفاع الشديد فى الضغط خصوصا على الدماغ لانني كسبت بعض المعارف عن مثل هذه الحالات خلال عملي  في المستشفي لعدة سنوات بحكم مهنتي، ورغم ذلك تقبلت الأمر بكل هدوء وسكينة ... وفي النهاية أصبحت الكرة في ملعبى حيث تبلور العلاج إلى ضرورة فهمٍ أكثر لحاجات جسمي الحقيقية و بعض النصائح والتوجيهات المحددة للمحافظة على اللياقة البدنية وإتباع نظام صحي معين للتغذية للحيلولة دون إرتفاع السكروالكوليسترول في الدم، المشي لساعة يومياً، الإبتعاد عن كل ما يسبب في رفع درجة التوتر بما معناه ضرورة تغيير نمط حياتي كلياً. هكذا بدأت مرحلة جديدة في حياتي تعتمد إستمراريتها على التفكير والتصرف السليمين لكي يستمر الجسم سليماً ومعافاً، وضرورة التحررمن العديد من العادات و الطبائع التي إستقرت في أعماقي من دون وعي أو إرادة وبدأت تتحول إلى مصادر جدية لتهديد حياتي، والذي أود ذكره بأنني عندما كنت متوجهاً نحو مستشفى الطوارئ لم أكن خائفاً أو قلقاً من تعرضي لضربة مميتة على الأطلاق وإعتبرتها نتيجة طبيعية جداً، ولكنني كنت متوجساً تماماًمن ضربة تُحولني، خلال لحظات، من إنسان بكامل قدراته ونشاطه و فعاليته إلى شخص أخر مصاب بالشلل... 
(يتبع)
إسكلستونا 6 أكتوبر 2012

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل