أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - صكوك التكفير والاستبداد














المزيد.....

صكوك التكفير والاستبداد


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‎لطالما سألت نفسي هذا السؤال .. ما هو الأسوأ .. الاستبداد السياسي للحاكم .. أم استبداد المجتمع الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الانسان ..
كيف يفكر وكيف يعبر عن فكره .. كيف يلبس ويأكل .. حتي وصل الحال الي كيفية دخوله الحمام .. بل وأحيانا يدخل معه الي غرفة نومه بل ويتدخل في العلاقة بينه وبين زوجته .. وقد يفرض عليه هذه الزوجة أو هذا الزوج كما هو الحال غالبا ..


طرأ هذا السؤال علي عقلي القاصر بعد اكتشافي أننا مجتمعات تعشق الاستبداد .. بل وتبحث عنه بنفسها .. 
ففي فترة الشباب الأولي أو النصف الأول من عمري .. كانت مصر تعاني من الاستبداد السياسي ولكنها كانت تتمتع بمساحة معقولة من الحرية الاجتماعية والثقافية .. ولكنني اكتشفت أن المجتمع بدلا من أن يأخذ الطريق المنطقي في رأيي آنذاك ويحاول استكمال حريته عبر التخلص من الاستبداد السياسي .. قرر أن يتخلص من حريته الاجتماعية والثقافية ويستبدلها باستبداد هو أسوأ من الاستبداد السياسي ..

‎وبدأت تنتشر في الجامعات .. تلك المفروض أن يتخرج منها أحرار ومثقفين .. جماعات تتدخل في كل شيء .. في العلاقة بين الإنسان والله والعلاقة بين الطالب والطالبة .. وبدأ يتواري الجدل الحر وقيم الاختلاف .. لتحل محله ثقافة السمع و الطاعة والانصياع اتقاءا للعنف المعنوي وأحيانا الجسدي التي كانت تمارسه مثل تلك الجماعات ..
‎هناك في جامعات مصر بعد حرب 73 بدأت المأساة وزاد الأمر سوءا في النصف الثاني من السبعينات .. بدأ التحالف بين الاستبداد السياسي والاستبداد الاجتماعي والثقافي .. ليصل الحال في مصر في الربع الأخير من القرن الماضي وحتي الآن الي ماوصلت اليه .. انحدار ثقافي وحضاري .. جعل مصر تتنازل عن دورها الريادي في المنطقة .. دور الدولة النموذج ..

‎لقد نجح تحالف الاستبداد .. لأنه عرف كيف يبدأ بين شباب مثقفي مصر وأملها في التغيير .. في الجامعات ..
‎كانت مصر في النصف الأول من القرن العشرين نموذجا للتنوير والتعددية الثقافية والسياسية ..
‎ومنها انطلقت الشرارة الأولي في منطقتنا نحو التحول من العصور الوسطي الي القرن العشرين .. في جميع المجالات .. ثقافية وحضارية ..
‎وفي النصف الثاني من القرن العشرين كانت أيضا مصر الدولة النموذج التي انطلقت منها شرارة التحرير والاستقلال ..
‎ولكن انتصار فكرة الاستبداد السياسي علي أنه اسرع وسيلة للتغيير .. كان هو أسرع وسيلة لوقوع مصر في براثن الاستبداد الاجتماعي والثقافي .. الذي انتشر للأسف من مصر أيضا .. ليخيم علي المنطقة ..

‎إن الاستبداد الاجتماعي لهو أشد قسوة وتخريبا لأي مجتمع .. ولكنه الابن الشرعي للاستبداد السياسي ..

‎ولن ترجع مصر الي سابق عهدها الا بالتخلص من جميع أنواع الاستبداد السياسي منه والاجتماعي والثقافي والديني ..
‎ترجع لقيم الحرية والتعددية والتسامح والدولة المدنية
‎وقد بدأت إرهاصات هذه العودة مع ثورة 25 يناير وهي مستمرة رغم وصول اصحاب صكوك التكفير من سلفيين و اخوان الي السلطة .. ولن يستطيع أنصار الاستبداد الوقوف في وجه عجلة التغيير ..
‎تمرد الانسان علي الوصاية .. السياسية منها والثقافية والدينية ..
‎تمرد الإنسان في الغرب علي صكوك الغفران وسيتمرد في الشرق علي صكوك التكفير .. فهما وجهان لعملة واحدة .. عملة الاستبداد باسم الدين ..التي تشبه في الحقيقة محاكم التفتيش في أوروبا في العصور الوسطي .. تلك المحاكم التي قادت الي عصر التنوير هناك .. ونفس المحاكم سوف تؤدي الي نفس النتيجة ..

‎ ولعل وصول الاخوان الي الحكم بمساعدة السلفيين حاملي صكوك التكفير لكل من يخالفهم سياسيا هي ما نقول عنه رب ضارة نافعة .. لتنتهي الي غير رجعة في مصر ثقافة الاستبداد .. السياسي والديني والاجتماعي والثقافي ..

هل هو أمل آم حلم .. انه قراءة للواقع علي الارض وفي الشارع ،، سيخرج الشعب المصري صارخا فلنشنق آخر مستبد بامعاء آخر رجل دين يحمل صكوك التكفير .. لتعود مصر الي فكر العظماء التنويريين أمثال محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي الذي كتب منذ اكثر من قرن طبائع الاستبداد وكأنه يصف مايحدث اليوم في كل انحاء العالم العربي بعد ما يسمي الربيع العربي الذي تحول الي كابوس عربي بفضل حاملي صكوك التكفير



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كان يعبد محمدا فان محمد قد مات .. ومن كان يعبد الله فان ا ...
- أبو القاسم المصري: اذا الشعب يوما اراد الموت .. فلا بد ان يس ...
- الربيع العربي تحول الي كابوس عربي
- سأظل أقولها .. ‏العدل‏ ‏حق‏ ‏للجميع‏ ‏فلا‏ ‏تقبلوه‏ ‏إحسانا‏
- رأي مواطن مصري مختل عقليا في انتخابات الرئاسة
- الديمقراطية طريق ذو اتجاهين
- ديمقراطية الحكم من وراء ستار
- مصر .... هل هي أرض النفاق والخنوع
- برلمان سميكا لا يشف واسعا لايصف
- بعد عام من الثورة المصرية مضطر ان أسأل مرة أخري لماذا ؟
- خيرت الشاطر .. مهندس التمكين
- رسالة الي المواطنين الشرفاء بمصر .. أنتم ليسوا شرفاء
- الي من يهمه الأمر ..أحب الحياة ولكنني احب الحرية اكثر .. وسأ ...
- تهنئة سعودية ساخرة لمصر وعرض لتقديم الخدمات الشرعية
- رسالة الي شعب مصر ..اذا الشعب يوما أراد الموت فلابد أن يستجي ...
- الي شعب مصر ..ماذا سيحدث عندما تعطي صوتك للاخوان
- بمناسبة القبض علي الجاسوس الاسرائيلي .. عبد الله بن سبأ حفظه ...
- أطالب المجلس العسكري ان يطبق إعلانه الدستوري
- رسالة الي الإخوان ..ستخسرون لأن مصر علمانية حتي النخاع ونعم ...
- إخوتي أقباط مصر .. للمرة العاشرة .. لا تقبلوا العدل احسانا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - صكوك التكفير والاستبداد