أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - ديمقراطية الحكم من وراء ستار














المزيد.....

ديمقراطية الحكم من وراء ستار


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نهاية عام 73 ومع أحلام الشباب الجميلة و انتصار أكتوبر كنت متأكدا أن مصر في خلال سنوات قليلة ستصبح دولة قوية تنافس الدول الصاعدة فى آسيا اقتصاديا و تنافس دول أوروبا في الديمقراطية و حقوق الإنسان. لم يكن عندي حينئذ ذرة شك في ذلك لأني كنت أعتقد أن جمال عبد الناصر قد بنى قاعدة اقتصادية قوية وأنه حين نطبق المبدأ السادس من مبادىء ثورة 23 يوليو وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة وبعد انتهاء الأعباء الاقتصادية للحروب مع إسرائيل ستنطلق مصر بسرعة الصاروخ نحو التنمية والتقدم و الديمقراطية.
لم يكن عندي شك فى ذلك لأني كنت أعتقد و ما أزال أن مصر تملك قاعدة بشرية مؤهلة وكنت أعتقد أن السادات سيقود هذه القاعدة نحو الديمقراطية مفجرا الطاقات الهائلة للشعب المصري تلك الطاقات التي كنت ومازال أومن أن الشعب المصري يمتلكها وأن كل ما يحتاجه فقط هو توفر الإدارة السليمة لهذه الطاقة .
ولكن للأسف كل سنة بعد الأخرى كنت أكتشف كم كنت واهما فالديمقراطية تم استبدالها بتشجيع التيار الديني ليقضى على التيار التقدمي فى المجتمع الذي بدوره استبدل ثقافة العمل و الإنتاج بثقافة الاستهلاك و المظهرية الكاذبة مع موجات الهجرة إلى دول الخليج النفطية مستوردا منها كل مساوئها من الأتكال على الغير فى العمل والتدين الطقوسى الخالي من الجوهر و التعصب الفاشي الذي يستعدى الآخر حتى أصبح هو الآخر متعصبا.
لقد تدهور كل شىء فى الثلاثين عاما الأخيرة فى مصر, من الصناعة إلى الاقتصاد و من الثقافة إلى الفن, حتى الدين لم يسلم فتحول التدين السمح (سواء أسلامى أم مسيحى) الذى اشتهرت به مصر طوال تاريخها إلى تعصب مقيت, مجرد تشدد فى الطقوس دون أي تحسن فى الأخلاق.
ماذا حدث ؟ لماذا تدهور بنا الحال بدلا من أن نتقدم ؟ هذا هو السؤال الذي يعذبني و أنا فى خريف العمر....
وأكثر مايعذبني أنني أري نفس الشيء يتكرر بعد ثورة 25 يناير 2011 وهانحن في منتصف 2012 لم يتحقق هدف الثورة في الحصول علي ديمقراطية حقيقية ولا حتي عدالة اجتماعية .. بل ارانا نسرع نحو ديمقراطية زائفة اسميها ديمقراطية الحكم من وراء ستار .. مؤسسات ديمقراطية زائفة بينما الحاكم الفعلي يكون مختفيا وراء ستار .. سواء كان العسكر أو مكتب ارشاد جماعة الإخوان.

فهل هناك تفسير لما حدث.. فى رأيي إن التفسير الوحيد الذي يبدو بالنسبة لي منطقيا ان السبب لتدهورنا هو نفس السبب الذي أدى ألي هزيمة 67 و انهيار التجربة الناصرية رغم ما حققته من مكاسب على الأقل فى البداية وهو اننا لم نطبق المبدأ السادس لثورة يوليو و هو أقامة حياة ديمقراطية سليمة رغم أن الحقيقة كانت ساطعة لنا جميعا ومازالت, ولكننا لا نراها أو نتعامى عنها لأننا شعوبا لا تؤمن أو لا تحب الديمقراطية.
دائما نبحث عن الديكتاتور الذي نتمناه عادلا , نتمثله فى عمر بن الخطاب أو صلاح الدين, فى عبد الناصر أو صدام حسين.. حكامنا يعتقدون إن الديكتاتورية هى أسهل و أفضل طريقة لحكم هذه الشعوب المتخلفة و نحن فى الحقيقة نشاطرهم الرأي و كل ما نتمناه ان يكون الديكتاتور عادلا. حتى الحاكم الذي يبغى أصلاحا يدعى أو يعتقد أننا شعوبا غير مستعدة للديمقراطية الكاملة وإنما يجب ان نحصل عليها بالقطارة كما لو إن الديمقراطية ستصيبنا بمرض عضال لا علاج له أو كما لو أننا شعوب من المتخلفين عقليا الذين يستحقون الحجر عليهم. منتهى الإهانة و الذل الذي لا أدرى كيف نحتمله .
وللأسف فأن التيارات التي تستحوذ على عواطف الجماهير هى تيارات فى جوهرها ديكتاتورية, فالإسلاميون يرون إن الحل هو الخلافة , كما لو أنهم يريدون أن يرجعوا بنا إلى عصر هارون الرشيد عندما كان يأمر بإعطاء اى شاعر جربان يقول فيه قصيدة مدح مائة ألف درهم كما لو أن بيت المال هو بيت أبوه, واليساريون يرون ان الحل هو الديكتاتور الأشتراكى الذي يؤمن بالعدالة الاجتماعية و القوميون يؤمنون أن الحل هو الديكتاتور القومي الذى يؤمن انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وانه لا كلام عن الديمقراطية قبل ألقاء إسرائيل فى البحر و بالتالي يضمن بقاؤه فى الحكم طوال حياته .

الحقيقة أننا شعوب تعشق الديكتاتورية و نمارسها يوميا فى بيوتنا و مدارسنا و جامعاتنا و مصانعنا و مساجدنا و كنائسنا .. ولهذا بعد مايطلق عليه ثورات الربيع العربي لا أري أي تحول ديمقراطي حقيقي في بلادنا .. بل أري أننا نتجه بسرعة وراء ديمقراطية الحكم من وراء ستار .. وقبل انتخابات الرئاسة في مصر أتوقع أن الرئيس القادم لن يستمد سلطاته من الشعب ولن يكون ولاؤه للشعب بل سيكون ولاؤه للحاكم الفعلي وراء الستار .. العسكر أو مكتب الارشاد
ولعلني أعرف سبب عدم قدرتنا علي إقامة نظام ديمقراطي حقيقي في بلادنا ولكنني لا أستطيع الإفصاح عنه



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .... هل هي أرض النفاق والخنوع
- برلمان سميكا لا يشف واسعا لايصف
- بعد عام من الثورة المصرية مضطر ان أسأل مرة أخري لماذا ؟
- خيرت الشاطر .. مهندس التمكين
- رسالة الي المواطنين الشرفاء بمصر .. أنتم ليسوا شرفاء
- الي من يهمه الأمر ..أحب الحياة ولكنني احب الحرية اكثر .. وسأ ...
- تهنئة سعودية ساخرة لمصر وعرض لتقديم الخدمات الشرعية
- رسالة الي شعب مصر ..اذا الشعب يوما أراد الموت فلابد أن يستجي ...
- الي شعب مصر ..ماذا سيحدث عندما تعطي صوتك للاخوان
- بمناسبة القبض علي الجاسوس الاسرائيلي .. عبد الله بن سبأ حفظه ...
- أطالب المجلس العسكري ان يطبق إعلانه الدستوري
- رسالة الي الإخوان ..ستخسرون لأن مصر علمانية حتي النخاع ونعم ...
- إخوتي أقباط مصر .. للمرة العاشرة .. لا تقبلوا العدل احسانا
- الدولة المدنية هي الحل الوحيد للفتنة الطائفية في مصر ..
- لماذا ضعف الحماس في الحوار المتمدن لثورات العالم العربي؟
- الشعب يريد تطهير مصر من الفساد والمفسدين ..
- هل انتصرت الثورة المصرية فعلا ؟
- دلاديل حسني مبارك يقودون التغيير .. أي مسخرة
- البيان رقم 1 للشعب المصري
- نظام سقط بفضل توجيهات الرئيس


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - ديمقراطية الحكم من وراء ستار