أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (2-2)















المزيد.....

القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (2-2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 22:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الانتقال الى الحياة الاخرى على حصان او فى مركب :
الفايكنغ هم محاربون من اسكندنافيا جابوا البحار وزرعوا الرعب فى كل انحاء اوروبا قبل نحو 1000 سنة. وكانوا هم ايضا يأملون ان ينعموا بعد موتهم بالرفاهية التى نعموا بها فى حياتهم. وقد اعتقدوا ان الموتى ينتقلون الى العالم الاخر على صهوات احصنتهم او فى مراكبهم الطويلة. لذلك قد تحتوى قبورهم على هياكل عظمية لأحصنة مذبوحة وعلى اخشاب متعفنة من المراكب الطويلة. يكتب غوين جونز فى كتاب تاريخ الفايكنغ : " كان الرجل, او المرأة, الذى يموت يعطى كل الاشياء التى تجعل حياته فى العالم الاخر مريحة وكريمة كما كانت على الارض . . . والسفينة المدفونة فى لاذبو فى الدنمارك . . . تحمل على متنها مرساة جاهزة لكى تلقى فى البحر فى نهاية الرحلة ".
واذ كان الفايكنغ شعبا مولعا بالحرب, اعتقدوا انهم فى حال ماتوا فى المعركة يذهبون الى بيت الالهة, وهو مكان يسمى اسغارد. وهناك " يمكنهم خوض الحرب كل النهار وتناول الطعام كل الليل ". كما تقول دائرة معارف الكتاب العالمى. وكانوا هم ايضا يجرون مراسم دفن تتضمن تقديم الذبائح البشرية. يقول كتاب الفايكنغ : " عند موت احد الاعيان, كان العبيد والخدم يسألون هل يودون ان يموتوا معه ".
فى اوروبا الشمالية اعتقد السلتيون القدماء ان الدين يمكن دفعه فى العالم الاخر. وربما كانت هذه حجة ذكية لتأجيل الدفع. اما فى بلاد مابين النهرين فكان الاولاد يدفنون مع العابهم. وفى بعض انحاء بريطانيا القديمة كانت المأكولات مثل فخذ الخروف, تدفن مع الجنود لكى لا يبدأوا حياتهم الاخرى جائعين. وفى اميركا الوسطى, كان افراد الاسرة المالكة عند شعب المايا يدفنون مع مصنوعات من اليشم, وهو حجر كريم اخضر اعتقدوا انه يمثل نفس الكائن الحى والرطوبة المكثفين. وربما كان القصد من ذلك ضمان استمرارية الحياة بعد الموت.
فى وقت ما بعد السنة 1,000 قبل الميلاد, كانت المنطقة التى تشمل اليوم بلغاريا وشمال اليونان وتركيا موطنا للتراقيين. وقد اشتهر هذا الشعب المخوف بمصنوعاته الذهبية المتقنة. وتكشف القبور التراقية ان الاعيان كانوا يدفنون فى قبور فخمة مع عربات وخيول واسلحة متقنة الصنع. حتى ان زوجاتهم كن يدفن معهم. وفى الواقع, كانت الزوجة التراقية تعتبر قتلها ودفنها مع زوجها شرفا لها.
وبعد وقت قصير, وفى منطقة مجاورة شمالى البحر الاسود, عاش السكيثيون وهم شعب متعطش الى اثارة الحروب. وكان هؤلاء يستخدمون جماجم ضحاياهم كؤوسا ويلبسون عباءات صنعت من من فروات رؤوس هؤلاء الضحايا. وقد وجد فى احدى القبور السكيثية هيكل عظمى لأمرأة بجانبها كمية من القنب. وكان فى جمجمتها ثلاثة ثقوب صغيرة ربما احدثت لاراحتها من الالم الناجم عن ورم فى فى رأسها. وعلى الارجح وضع القنب بجانبها لتستعمله فى العالم الاخر بغية التخفيف من ألم رأسها.
تعد الاهرامات المصرية القريبة من القاهرة وقبور وادى الملوك بجوار الاقصر من اشهر القبور القديمة. وبلغة المصريين القدماء, كانت الكلمة بر. اى قبر, تعنى ايضا " بيت ". وهكذا كان هنالك بيت اثناء الحياة وبيت بعد الموت ". كما تقول كريستين المهدى فى كتابها المومياءات, الاساطير, والسحر فى مصر القديمة. وتضيف : " بحسب المعتقدات المصرية, كان من الضرورى ألا يتلف الجسم لضمان بقاء الكيانات الاخرى التى يتألف منها الانسان اى ال كا, وال با, وال اخ ".
اعتبر ال كا نسخة روحانية من الجسم المادى, وهو كائن لديه امال ورغبات وحاجات هذا الجسم. وبعد الموت يترك ال كا الجسم ويعيش فى القبر. وبسبب حاجة ال كا الى كل مايحتاج اليه الانسان خلال حياته, " كانت الاغراض توضع فى القبر لسد حاجاته بشكل رئيسى ". كما تذكر كريستين المهدى. ويمكن تشبيه ال با بشخصية المرء او صفاته , وهو يصور كطائر له رأس انسان. وال با, كما اعتقد, يدخل فى الجسم عند الولادة ويخرج منه عند الموت. اما الكيان الثالث ال اخ, فكان ينبثق من المومياء عندما تتلى عليها كلمات سحرية, ويعيش فى عالم الالهة.
ان فكرة تقسيم الانسان الى ثلاثة كيانات التى امن بها المصريون هى اكثر تعقيدا من فلسفة الاغريق التى تقول ان المرء يتألف من كيانين هما الجسم والنفس الواعية. ومع ان هذه الفلسفة لاتزال شائعة اليوم, فهى غير مؤسسة على الكتاب المقدس الذى يقول : " الاحياء سيعلمون انهم سيموتون, اما الاموات فلا يعلمون شيئا ". - جامعة 9 عدد 5.
لماذا يستحوذ هاجس الموت على البشر :
يكتب الدكتور أ جيمس فى كتابه الدين فى ازمنة ما قبل التاريخ : " بين كل الحالات . . . التى يواجهها الانسان, يعد الموت الحالة الاكثر تشويشا وايلاما . . . لذلك لاعجب ان تحتل عبادة الموتى هذه المكانة البارزة وان تلعب دورا اساسيا فى المجتمعات البشرية منذ ظهورها ".
ان الموت عدو البشر هذا مايقوله الكتاب المقدس, وفى كل القبائل وجميع الحضارات, رفض البشر رفضا قاطعا الفكرة القائلة ان الموت هو النهاية التامة للأنسان. لكن الكتاب المقدس يذكر فى التكوين 3 عدد 19 حقيقة تشهد لها جميع القبور. فهو يقول : " انك تراب والى تراب تعود ". ومن ناحية اخرى, يستعمل الكتاب المقدس عبارة " القبور التذكارية " عندما يتحدث عن موتى كثيرين. لماذا ؟ لأن عددا كبيرا من الراقدين فى القبور, حتى لو كانت جثثهم قد تحللت كاملا, هم فى ذاكرة الله وبانتظار الوقت حين يقيمهم الله ويعطيهم فرصة التمتع بالحياة مجددا تحت حكمه البار وفى احوال فردوسية.
حتى ذلك الوقت يبقى الموتى غير واعين, وقد شبه يسوع حالتهم بالنوم, ( يوحنا 11 عدد 11 الى 14 ).
على الرغم من ذلك, ليست القبور الفخمة التى بناها الاقدمون عديمة الفائدة. فلولا ماتحتويه من اثار كثيرة وبقايا جثث لما توضحت معرفتنا عن الماضى السحيق عن بعض الحضارات التى قد زالت من الوجود.
كيف كانت صحة الاقدمين :
توصل العلماء الى معرفة الكثير عن صحة اجدادنا القدماء بفحص بقايا الاجساد, وخصوصا الاجساد المحنطة التى وجدوها فى القبور والجثث التى حفظت طبيعيا فى المستنقعات المليئة بالمواد العضوية او فى رمال الصحراء الحارة او فى الثلج والجليد, وقد استفاد العلماء كثيرا من التقدم العلمى, ولاسيما فى علم الوراثة. فقد اتاح ذلك لهم استخدام وسائل جديدة فعالة تمكنهم من معرفة امور كثيرة تتراوح بين سلسلة نسب الفراعنة وملكاتهم وفئة دم العذارى الانكاويات. وابحاثهم هذه كشفت ان الاقدمين عانوا الكثير من المشاكل الصحية التى نعانيها اليوم والتى تشمل التهاب المفاصل والثاليل ( جمع ثألول ).
وكما يبدو, ابتلى المصريون القدماء بشكل خاص بالكثير من الامراض. ويعزى ذلك بشكل رئيسى الى كثرة الطفيليات التى التقطوها من نهر النيل وقنوات الرى, كالبلهارسيا ودودة غينيا والدودة الشريطية. وهذا يذكرنا بما قاله الله للأسرائليين بعد تحريرهم من مصر سنة 1513 ق م : " كل علل مصر الرديئة التى عرفتها لا يضعها الله عليك ".



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (1-2)
- الزواج ام المساكنة - ايهما ؟
- الازهار - تخبر ان احدا يهتم
- فى طرفة عين
- العمل التجارى الكبير يضيق قبضته
- الخيانة الزوجية - اختيار الطلاق (3)
- الخيانة الزوجية - هل المصالحة ممكنة ؟ (2)
- الخيانة الزوجية - نتائجها المأساوية (1)
- موت الولد - لماذا يسمح به الله ؟
- الفن الاباحى - هل هو مجرد تسلية ؟
- الاناء الاضعف - هل هى اهانة للنساء ؟
- مستقبل ورجاء للأيمان به
- الشعر - فن التصوير بالكلمات
- من قراءاتى - كلمات وطرائف
- كل الطرق تؤدى الى روما
- الثرثرة - كيف نتجنب الحاق الضرر (2-2)
- الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (2-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (1-2)
- نافذة على الرحم


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (2-2)