أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)














المزيد.....

الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 21:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انها فى اللغة الصينية شندان , فى الفنلندية يوارو , فى الايطالية بتغلزو , فى الاسبانية تشيزمى. نعم , الثرثرة عالمية. وفى بعض اللغات قد يكون للثرثرة معنى ضمنى سلبى تماما. وفى اللغة العربية تعنى الكلمة " ثرثرة " من حيث الاساس " كثرة كلام " محادثة حول امور عادية.
ولكن على نحو مثير للاهتمام , اكتسب النعبير العربى معنى ضمنيا سلبيا. وهكذا كثيرا ماتلى ثرثرة الكلمة ماكرة او مضرة , ذلك لأن كثرة الكلام كثيرا ما تؤدى الى كلام مضر او مثير للمشاكل . ويمكن ايضا ان تتحول الثرثرة الى الافتراء الكامل, الذى جرى تحديده بصفته التلفظ بتهم باطلة او اساءات تمثيل تشوه وتضر سمعة شخص اخر. لا عجب , اذا , ان يقول مثل قديم : " الثرثرة تجلب الغضب تماما كما تجلب ريح الشمال المطر. " - امثال 25 عدد 23.
نظرا لأحتمال كونها مضرة , اذا , لماذا كثيرا مانجد ان الثرثرة لا تقاوم, تروق للغاية ؟ واين يرسم المرء الحد بين الثرثرة غير المؤذية والثرثرة المؤذية ؟
هنالك سبب اساسى تماما للثرثرة : ان الناس مهتمون بالناس. فمن الطبيعى اذا ان نميل الى التكلم عن اناس اخرين. وكما ذكر مرة ماكس غلمكن , عالم بالانتربولوجيا : " كل يوم , ولجزء كبير من كل يوم , ينهمك معظمنا فى الثرثرة. واتخيل انه لو لزم ان نحفظ سجلا عن كيفية استعمالنا وقت يقظتنا , لأتت الثرثرة بعد العمل فقط - بالنسبة الى البعض منا - فى مجموع النقاط. "
عندما يكون معتدلا ولطيفا يمكن ان يعمل الكلام الرسمى على تبادل المعلومات المفيدة كوسيلة لأدراك اخر الحوادث. وقد يشمل امورا بريئة مثل من تزوج , من هى حبلى , ومن مات , او يمكن ان يكون مجرد كلام فكاهى خال من كل نية ماكرة.
ولكن فى كثير من الحالات , تشرد كثرة الكلام متعدية حدود اللياقة والذوق السليم. فتزين الوقائع , تبالغ فيها , او تحرف. ويجعل الاذلال مصدرا للفكاهة , تنتهك الحرمة , تفشى الاسرار , تلطخ السمعة او تدمر. والامور الجديرة بالمدح تحجب بالتشكى , التذمر , والتعييب. وكون الاذى غير مقصود ليس امرا معزيا لمن يجرى التكلم عنه. لذلك جرت مقارنة الثرثرة المؤذية بالوحل الذى يرمى على جدار نظيف. فربما لا يلتصق به , ولكنه يترك دائما علامة قذرة.
والسبب الاخر الذى من اجله يمكن ان نجتذب بسهولة الى الثرثرة هو رغبتنا الطبيعية فى ان يحبنا ويقبلنا الاخرون. لسبب او لاخر. كتب عالما النفس جون سابينى ومورى سيلفر " لديكم واجب التكلم , والثرثرة هى طريقة ممتعة , سهلة , ومقبولة عالميا لأتمام الواجب. " الى حد معين , اذا , تكون الثرثرة وقودا مفيدا للمحادثة , وسيلة للتلاؤم.
والمشكلة ان الناس يميلون الى الصيرورة مثارين تجاه المعلومات السلبية اكثر بكثير مما تجاه المعلومات الايجابية. ويبدو ان البعض ايضا يتمتعون ان تصدمهم تلك المثيرة والشنيعة. وهكذا تكون الثرثرة حافزا حقيقيا للانتباه - فكلما كان النبأ الممتع فظيعا او فاضحا اكثر كان افضل. ونادرا مايكون اى اهتمام باثبات الادعاءات التى تصدم.
ان هذا النوع من الثرثرة يروق ضعفا بشريا اخر ايضا - الفضول المفرط. اننا نحب الاسرار , نتمتع بامتلاك معلومات سرية.
تستمر ثرثرة وسائل الاعلام فى البقاء - وتزدهر , ففى اوروبا تفيض فعليا اماكن بيع الصحف بالصحف التى تبرز فصصا عن العائلات الملكية , سائقى سيارات السباق , وكل المشاهير. وهكذا دعت احدى مقالات الصحف الثرثرة تجارة تدر مالا وفيرا.
ولكن هل ينفع ان يكون المرء فضوليا على نحو مفرط بشأن مايتحدث فى حرمة بيوت الناس , غرف نومهم , واذهانهم ؟ هل يمكن لقراءة ومشاهدة مواد كهذه تميل الى اثارة الرغبات الشهوانية ان تكون ربما سليمة ؟ من الواضح ان ثرثرة وسائل الاعلام تصل بالفضول الى ابعد من الحقوق المعقولة.
ان الاشاعات التى لا اساس لها زودت ايضا الوقود للثرثرة المؤذية.
لقد كانت الاشعات مسؤولة عن الذعر , الموت , والفوضى الشديدة. والكلفة بالنسبة الى التجارة وحدها كانت لا تحصى. فقد صرفت سلسلة مطاعم للاطعمة السريعة التحضير اكثر من سنة وهى تحارب اشاعة كاذبة ان الهامبورغر الذى لها يحتوى على ديدان. وثمة شركة مشهورة بصناعة منتجات الصابون صرفت سنوات - وملايين الدولارات - محاولة اسكات اشاعة ان رمز شركتها هو شارة الشيطان وان المؤسسة نفسها متورطة بشكل ما فى عبادة الابالسة.
لكن الافراد هم الذين يعانون الاسى العميق والضرر الاكبر من الاشاعات. ومع ذلك , لأن القصص الغريبة تميل ان تكون فاتنة , يميل الناس الى تعزيزها باعتبار قليل للحقيقة او العواقب.
الحسد والكراهية غالبا مايكونان فى جذر الشكل الاكثر تدميرا للثرثرة - الثرثرة الماكرة , او الافتراء. والكلمة اليونانية ل مفتر هى ديابلس , الكلمة المترجمة ابليسا. واللقب ملائم , اذ ان الشيطان هو المفترى الاعظم على الله. وكالشيطان , يتكلم بعض الناس عن الاخرين بنية شريرة. واحيانا يكون الدافع الانتقام , نتيجة المشاعر المجروحة او الغيرة. وعلى اية حال , انهم يسعون الى تقديم مصالحهم الخاصة بالقضاء على الاسم الحسن الذى للاخرين.
على الرغم من ان الثرثرة الماكرة , او الافتراء , هى بوضوح شكل الثرثرة الاكثر استنكارا , فان الانهماك فى اى نوع من الثرثرة المضرة المثيرة للمشاكل هو لا اخلاقى ولا مسؤول. اذا , كيف يمكن للمرء ان يمنع الكلام غير المؤذى من التدهور الى افتراء مؤذ ؟
الى المقالة التالية والاخيرة.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (2-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (1-2)
- نافذة على الرحم
- مواجهة الحياة - بروح مرحة
- مصدر القيم الحقيقية (4)
- القيم المتغيرة - هل تشعر بالخسارة ؟ (3)
- هل القيم فى طور الانحطاط (2)
- ماذا يحدث للقيم ؟ (1)
- هل يعقل ان نموت من قلب مكسور ؟
- سورية - اصداء من ماض عريق
- المورمون - اضافات اخرى
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (3)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (2)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى ( 1 - 2 )
- من قراءاتى - نوادر ونكات فيسبوكية
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 3 )
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 2 )
- الاطفال عندما يكبرون قبل الاوان ( 1 )
- رؤية مسبقة عن الات الدمار
- رؤية مسبقة عن آلات الدمار


المزيد.....




- ما المخاوف الأمنية المتعلقة بقبول ترامب الطائرة القطرية؟ محل ...
- -الديفا-..هيفاء وهبي بإطلالات مميزة بين باريس وبيروت
- عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس بعد إطلاق سراح عيدان ألكسندر ...
- فواز جرجس يفصّل لـCNN ما يجب تتبعه بزيارة ترامب وكيف سيبدو ا ...
- -سافر بشكل مستقل-.. ماسك في السعودية خلال زيارة ترامب
- محمد بن سلمان يستقبل ترامب في قصر اليمامة.. شاهد لقطات من ال ...
- قمة سعودية أمريكية في قصر اليمامة بالرياض (فيديو)
- شبح الماضي يلاحقه.. أحمد الشرع يعتذر عن حضور القمة العربية ...
- في اليوم العالمي للمرض، لماذا يصعب تشخيص الفايبروميالجيا؟
- ما سر المنطقة الغامضة في محور موراغ، وما علاقتها بالمساعدات ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)