أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجدى زكريا - رؤية مسبقة عن آلات الدمار














المزيد.....

رؤية مسبقة عن آلات الدمار


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 21:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


" لا يتوانى الانسان عن استخدام تفكيره الشرير لتسخير مواهبه فى سبيل استعباد رفيقه الانسان, اهلاكه, والاحتيال عليه ". - هوراس وولبول, كاتب انكليزى من القرن الثامن عشر.
لا شك ان الملاحة الجوية عادت بفوائد جمة على البشر. ولكن كم تصح كلمات هوراس وولبول المدونة اعلاه. فقبل ان يحقق الانسان حلمه بالطيران, كان يتفكر فى كيفية استخدام الات طائرة فى المعارك والحروب.
ففى عام 1670, قبل اكثر من 100 سنة من تحليق اول منطاد يقوده انسان. اشار الكاتب اليسوعى الايطالى فراتشسكو لانا ان " الله لن يسمح ابدا بأن تصنع مثل هذه الالة ( المركبة الهوائية ), منعا للعواقب الوخيمة العديدة التى يمكن ان تزعزع استقرار الادارات المدنية والسياسية بين البشر ". ولكنه اضاف مما يدل على بعد نظره : " من من الناس ( لا يدرك ) انه مامن مدينة ستنجو من الهجمات الفجائية, اذ يمكن ان تظهر المركبة الهوائية فى اية ساعة فوق ساحات الاسواق وتنزل فيه طاقمها ؟ وستتعرض أفنية البيوت الخاصة والسفن التى تعبر البحار للخطر نفسه . . . وتقدر ( المركبة الهوائية ), حتى دون ان تهبط, ان ترمى قطعا حديدية تقلب السفن وتقتل الرجال وان تحرق السفن بواسطة الادوات الحارقة, الرصاص, و القنابل ".
ولكن فى نهاية المطاف, ظهر فى اواخر القرن الثامن عشر المنطاد المملوء بالهواء الساخن والنطاد الهيدروجينى. فخشى وولبول من ان تتحول هذه المركبات الهوائية بسرعة الى " الات للدمار تقضى على العائلة البشرية ". وفى الواقع. بحلول نهاية عام 1794. استخدم الجنرالات فى الجيش الفرنسى المنطاد الهيدروجينى فى التجسس على العدو وتوجيه تحركات جنودهم. كما استعمل المنطاد فى الحرب الاهلية الامريكية وكذلك فى النزاعات البروسية - الفرنسية التى وقعت فى سبعينات القرن التاسع عشر. وخلال الحرب العالميتين اللتين شهدهما القرن العشرون. استخدم كثيرا فى المهمات الاستطلاعية التى قامت بها الجيوش الالمانية, الاميركية, البريطانية, والفرنسية’.
وفى الحرب العالمية الثانية, تحولت هذه المركبات فعليا الى ادوات للقتل حين ارسل الجيش اليابانى باتجاه الولايات المتحدة 9,000 منطاد من دون ربان ومحملة بالقنابل. وقد وصل الى اميركا الشمالية اكثر من 280 منطاد محملا بالمتفجرات.
مذ اخترعت الطائرة سعى البشر الى استخدامها فى الحرب. ففى عام 1907, قال الكسندر غراهام بل : " قليلون جدا يعرفون ان اميركا اوشكت ان تجد حلا يحدث ثورة فى الحروب فى كافة اقطار العالم, وانا اعنى بذلك صنع طائرة حربية ناجحة ". وفى تلك السنة عينها, اقتبست صحيفة ذا نييورك تايمز قول ربان المنطاد توماس ت. لافليس : " فى غضون سنتين الى خمس سنوات, سيصبح لدى كل الدول العظمى طائرات حربية ومدمرات للطائرات مثلما لديهم الان زوارق طوربيد ومدمرات لزوارق الطوربيد ".
وبعد مضى ثلاثة اشهر فقط, طلب الجيش الاميركى من الاخوين رايت ان يصنعا اول طائرة حربية. وبينت مقالة وردت فى عدد 13 ايلول ( سبتمبر ) 1908 من صحيفة ذا نييورك تايمز سبب اهتمام الجيش بالطائرة, فقالت : " يمكن القاء قذيفة فى مدخنة سفينة حربية, فتلحق اضرارا فادحة بمعداتها الالية وتتمم مهمتها التدميرية بتفجير غلاياتها ".
وقد احدثت الطائرة كما قال بل تماما, " ثورة فى الحروب فى كافة اقطار العالم ". فبحلول عام 1915, طور مصممو الطائرات رشاشا موجها الى الامام ومضبوطا بحيث لا تصيب رصاصاته عنفات المروحة, وسرعان ما انضمت قاذفات القنابل الى الطائرات المقاتلة وصارت اكبر واكثر فعالية بحلول الحرب العالمية الثانية. وفى 6 اب ( اغسطس ) 1945, القت طائرة سوبر فورترس ب-29 على هيروشيما اليابانية اول قنبلة ذرية تستخدم فى الحرب فسوتها بالارض وحصدت 100,000 قتيل.
وقبل سنتين فقط من هذه الحادثة, اى سنة 1943, كان اورفيل رايت قد ذكر فى حديث خاص بانه نادم على اختراع الطائرة. وقال انه فى الحربين العالميتين تحولت الطائرة فعليا الى اداة قتل رهيبة. وفى ايامنا هذه " فيما تقوم امة على امة ". لا يزال خطر الطائرات المميت يتفاقم بسبب انتاج الصواريخ الموجهة بالليزر ومايعرف بالقنابل الذكية.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضوء المثالى
- كيف نرى الجمال حولنا ( 4 )
- البحث عن الفنان الاعظم ( 3 )
- الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )
- البحث عن الفنان الاعظم ( 1 )
- هل تعول الارض الاجيال المقبلة ؟
- حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )
- حرية القول هل يساء استعمالها (2)
- حرية القول هل يساء استعمالها (1)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (2-2)
- اديان كثيرة جدا . . من اين جاءت ؟ (1-2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (4)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (3)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (2)
- احم اولادك من التحرش الجنسى (1)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (4)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (3)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (2)
- العلم والدين هل يمكن ان يتوافقا ؟ (1)
- الحق وهو يعمل ( 3 )


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجدى زكريا - رؤية مسبقة عن آلات الدمار