المورمون - طائفة المرشح الاميركى (2)

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

معتقدات المورمون
المورمون والكتاب المقدس : يذكر البند الثامن من بنود الايمان للمورمون : " نؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله مادامت ترجمته صحيحة. " لكنه يضيف : " ونؤمن ايضا بأن كتاب مورمون هو كلمة الله. " ولكن كثيرون يتساءلون, لماذا الحاجة الى اسفار مقدسة اخرى ؟
قال شيخ مورمونى يدعى بروس ماكنكى : " ليس هنالك اناس على الارض يقدرون الكتاب المقدس تقديرا رفيعا كالمورمون . . . ولكننا لا نعتقد . . . ان الكتاب المقدس يحتوى على كل لامور اللازمة للخلاص. " وكتب الرئيبس غوردون هينكلى فى كتيب ماذا عن المورمون ؟ ان الطوائف والكنائس المختلفة العديدة تشهد على ان الكتاب المقدس غير كاف.
يشك الكتاب فى الكنيسة المورمونية كثيرا فى امكانية الوثوق بالكتاب المقدس بسبب مايزعم عن اجزاء محزوفة واخطاء فى الترجمة. يحث الرسول المورمونى جيمس كالماج فى كتابه دراسة بنود الايمان : " اذا فليقرأ الكتاب النقدس يتوقير واهتمام ورع. والقارئ الذى يبحث عن نور الروح يمكن ان يميز الحق من اخطاء البشر. " ومضى اورسون برات, رسول من المورمون ابعد من ذلك قائلا : " من يعرف ما اذا كانت هنالك ولو اية واحدة من الكتاب المقدس غير مشوبة ؟ "
ولكن فى هذه المسألة, لا يظهر ان المورمون يدركون كل الوقائع, صحيح ان نص الكتاب المقدس نسخ وترجم تكرارا على مر السنين. ولكن الدليل على صحته الكاملة قاطع. فالاف المخطوطات العبرانية واليونانية الباكرة جرت مقارنتها بنسخ الكتاب المقدس الاحدث. مثلا, جرت مقارنة درج البحر الميت لاشعياء الذى يعود تاريخه للقرن الثانى ق.م بمخطوطة مؤرخة بعده بأكثر من الف سنة. وهل تسربت اليها تحريفات خطيرة ؟ على العكس, ذكر تحليل احد العلماء ان الاختلافات القليلة الموجودة شملت بصورة رئيسية زلات قلم واضحة واختلافات فى التهجية.
بعد سنوات طويلة من الدرس الكثيف, شهد مدير المتحف البريطانى السابق السير فريدريك كنيون : " يمكن للمسيحى ان يأخذ الكتاب المقدس بكامله ويقول دون خوف او تردد انه يحمل فيها كلمة الله الحقة التى تناقلتها الاجيال دون نقص جوهرى على مر القرون. " فهل نحتاج الى المزيد ؟
" احمق " يوبخ كتاب مورمون من يقول كتاب مقدس, لدينا كتاب مقدس, ولسنا بحاجة الى كتاب مقدس اخر. " لكن كثيرين من المورمون يتأملون فى كلمات الرسول بولس الصارمة فى الكتاب المقدس فى غلاطية 1 عدد 8 : " ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما ( ملعونا ). "
يوضح العلماء المورمون ان كتابهم الدينى الجديد ليس غير ماهو معلن فى الكتاب المقدس بل مجرد توضيح وتتمة له. " ليس هنالك تعارض بين الاثنين. "
يكتب ركس لى رئيس الجامعة المورمونية " فالكتاب المقدس وكتاب مورمون كلاهما يعلمان الطريقة نفسها للخلاص. " هل هناك اتفاق بين هذين الكتابين ؟ تأملوا فى طريقة المورمون للخلاص.
" مع اننا لا نتذكر كل ذلك. " يوضح ركس لى, " فقد كنا موجودين كأرواح قبل هذه الحياة. " واستنادا الى اعتقاد المورمون بالترقى الدائم, يمكن بالطاعة التامة ان يصير الانسان الها - خالقا كالله. ذكر جوزيف سميث مؤسس المورمونية : " الله نفسه كان ذات مرة كما نحن الان. وهو انسان مرفع, ويجلس متوجا فى السموات البعيدة. " واضاف : " يجب ان تتعلموا كيف تصيرون انتم الهه . . . كما فعلت تماما كل الالهه قبلكم. " وقال النبى المورمونى لورنزو شنو : " كما هو الانسان الان. هكذا كان الله ذات مرة, وكما هو الله الان , هكذا يمكن ان يصير الانسان. "
هل تقدم صفحات الكتاب المقدس مستقبلا كهذا ؟ ن العرض الوحيد للالوهية المسجل هناك كان وعد الشيطان ابليس الكاذب فى جنة عدن. ( تكوين 3 عدد 5 ) ويظهر الكتاب المقدس ان الله خلق ادم وحواء ليعيشا على الارض واوصاهما ان ينتجا عائلة بشرية كاملة تحيا هنا بسعادة الى الابد. وعصيان ادم العمدى جلب الخطية والموت الى العالم.
يقول كتاب مورمون انه لو بقى الروحان السابقان ادم وحواء بلا خطية لكانا بلا اولاد وكئيبين, وحدهما فى الفردوس. لذلك فان روايته لخطية الزوجين الاولين شملت العلاقة الجنسية وانجاب الاولاد. " سقط ادم لكى يوجد البشر والبشر موجودون لكى يفرحوا " هكذا ادعى كتاب مورمون. وبالتالى يقال ان الارواح فى السماء تنتظر فرصة لتحيا على ارض شريرة - خطوة ضرورية الى الكمال والالوهية. تقول مجلة مورمونية " نحن ننظر الى مافعله ادم وحواء بتقدير كبير لا باذدراء. "
وهذه العقيدة ( ان الانسان وجد فى العالم الروحانى ) يقول جوزيف فيلدنغ سميث حفيد المؤسس " لا يمكن تمييزها بشكل واضح فى الكتاب المقدس . . . لأن امورا كثيرة واضحة ونفيسة حذفت من الكتاب المقدس. " ثم يضيف قائلا : " هذا الاعتقاد مؤسس على وحى منح للكنيسة فى 6 ايار 1833. "لذلك, فيما يقبل المورمون نص الكتاب المقدس. فان عقيدتهم تمنح حتما اهمية اكبر لكلمات انبيائهم فى حال حدوث اى تعارض.
" يتبع " المقالة الاخيرة.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات