الاطفال عندما يكبرون قبل الاوان ( 1 )

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 20:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

عندما تضيع الطفولة
" الطفولة هى من اهم حقوق الانسان المتعلقة بالاولاد ". - استعجال الولد للرشد ( كتاب )
قد توافق على الارجح ان لكل الاولاد الحق فى التمتع بطفولة بريئة وخالية من الهموم نسبيا. لكن واقع الحياة المرير يجعل الاستمتاع بالطفولة بعيد المنال لكثير من الفتيان والفتيات. فكر فقط فى الالاف, ربما الملايين, من احلام الطفولة التى تتبدد حين يقع الاولاد ضحية الحروب. وتخيل كل الاولاد الذين تحطمت حياتهم بسبب العبودية والمعاملة القاسية.
ويصعب على معظمنا ان يتصوروا شعور ولد يضطر للعيش فى الشارع لأنه يلقى الامان هناك اكثر من البيت. وفى الوقت الذى يحتاج فيه هؤلاء الاولاد الى قدر كبير من المحبة والحماية, يضطرون ان يتعلموا كيف يتدبرون امرهم فى الشوارع ليحموا انفسهم ممن يسعون الى استغلالهم. وهكذا غالبا ماتكون الطفولة نفسها ضحية ازمتنا المصطربة.
" ليتنى استعيد طفولتى "
قضت كارمن, البالغة من العمر 22 سنة, سنوات طفولتها وهى تكافح. فقد اجبرت هى واختها على العيش فى الشوارع لكى تهربا من اساءة معاملة والدهما ومن اهمال والدتهما, ورغم المخاطر التى تعرضتا لها بسبب نمط حياتهما الجديد تمكنت كلتا الفتاتين من تجنب بعض الاشراك التى يقع فيها كثيرون من الصغار الهاربين.
لا تزال كارمن تبكى طفولتها, فانها لا تذكر انها كانت طفلة يوما. تتحسر وتقول : " لقد قفزت من صغرى الى عمر 22 دون مرحلة انتقالية . والان انا متزوجة ولدى ولد, لكنى اتوق بشدة ان افعل ماتفعله الفتيات الصغيرات, ان العب بالدمى مثلا, ارغب ان يكون لدى والدان يحباننى ويعانقاننى. ليتنى استعيد طفولتى ".
كثيرون من الاولاد يقاسون الامرين مثل كارمن وشقيقتها. انهم يعيشون فى الشوارع محرومين فعليا من طفولتهم. وكثيرون منهم يرتكبون الجرائم لمجرد البقاء على قيد الحياة.
وتظهر التقارير الاخبارية والاحصاءات ان الاولاد يشتركون فى الجرائم بعمر مبكر جدا. وما يزيد الطين بلة هو ان فتيات كثيرات ينجبن اطفالا وهن بعد فى سن المراهقة - وهن بعد اولاد.
ازمة اجتماعية خفية
لا عجب ان ينتهى المطاف باعداد متزايدة من الاولاد فى بيوت عائلات بديلة. وقد ذكرت افتتاحية فى صحيفة ذا ويك اند استراليان : " تدريجيا وقعت الرعاية البديلة فى ازمة. فالمزيد من الاولاد الذين يأتون من عائلات محطمة يقعون ضحية الاهمال ". وذكرت الصحيفة ايضا : " بعض الاولاد الذين تعنى ىهم عائلة بديلة يقضون شهورا, حتى سنوات, دون ان يزورهم اى عامل اجتماعى. فيما ينقل اخرون من عائلة بديلة الى اخرى دون ايجاد اسرة دائمة ".
يخبر ان فتاة فى ال13 من العمر تنقلت بين 17 عائلة بديلة فى فترة ثلاث سنوات, ولم تبق فى بعض البيوت سوى ليلة واحدة. وهى تتذكر اليوم مدى معاناتها مشاعر النبذ وعدم الامان. لقد ضاعت طفولتها, شأنها فى ذلك شأن العديد من الاولاد الذين تعتنى بهم عائلة بديلة.
فلا عجب ان يتحدث الخبراء اليوم عن المأساة المتفاقمة للطفولة الضائعة. اذا كنت والدا, فقد تنظر الى هذه الوقائع المروعة وتحسب نفسك موفقا لأنك قادر على تأمين المسكن وضروريات الحياة لأولادك. لكن هنالك خطر اخر, ففى عالم اليوم لا يخسر بعض الاولاد طفولتهم كاملا, لكنهم يجبرون ان يكبروا قبل الاوان, كيف ؟ وبأية نتائج ؟
" يتبع "

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل