الثرثرة - كيف نتجنب الحاق الضرر (2-2)

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 14:01
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

مادام هنالك اناس ستكون هنالك ثرثرة. فالتكلم العرضى غير الرسمى عن الاصدقاء والمعارف هو جزء متمم من الطريقة التى بها نتصل احدنا بالاخر ونحافظ على علاقات سليمة.
ومع ذلك. لا يوجد ابدا عذر للثرثرة المضرة الماكرة. او الافتراء. فهذا النوع من الكلام يجرح ويشوه , حتى انه فد يدمر الحياة , العلاقات , والسمعة. لذلك كيف يمكنكم ان تتجنبوا حد اللياقة والانغماس فى الثرثرة المؤذية ؟ كيف يمكنكم ان تحموا نفسكم منها ؟ ان بعض افضل النصائح التى اعطيت على الاطلاق حول هذا الموضوع مكتوبة فى الكتاب المقدس. دعونا ننظر الى مجرد بعض هذه النصائح.
الزموا الصمت : قيل ان " المحادثة تمرين العقل , لكن الثرثرة هى مجرد تمرين للسان. " حقا, معظم الاحاديث الجارحة تعكس لا المكر بل الفشل فى التفكير قبل التكلم. يفشى البعض شؤون الاخرين , يضفون نكهة , يبالغون , يحرفون باعتبار قليل للعواقب. فيعرضون للاخرين اخطاء اصدقائهم, رفقائهم , واولادهم حتى دون ان يميزوا الضرر الذى يسببونه.
لذلك يعطينا الكتاب المقدس هذه النصيحة : " كثرة الكلام لا تخلو من معصية. اما الضابط شفتيه فعاقل. " امثال 10 عدد 19. وبكلمات اخرى , فكروا قبل ان تتكلموا , فكروا قبل ان تقولوا امرا ما عن شخص اخر. اسألوا نفسكم : هل اكرر ذلك فى حضور الشخص ؟ كيف اشعر لو قيل هذا عنى ؟ يقول المزمور 39 عدد 1 : " اتحفظ لسبيلى من الخطأ بلسانى. احفظ لفمى كمامة. "
على نحو لا يمكن انكاره , قد تكون هنالك ظروف يمكن ان يكون فيها التزام الصمت مستحيلا تقريبا. مثلا , قد تكون لديكم شكوك قوية فى اساءة خطيرة ارتكبت ضدكم او ضد عائلتكم. وربما لا تملكون اى دليل , لكنكم تشعرون بالحاجة الى فعل امر ما بشأنها. فهل يكون افترائيا التكلم عنها مع صديق موثوق به او شخص ما مسؤول ؟ هل انتم ثرثار ماكر اذا اقتربتم من شخص ما من اجل النصيحة ؟ من الواضح لا. وبالتأكيد , فان الحكم الجيد والاتزان حيويان عند معالجة حالات دقيقة كهذه.
لا تصغوا الى الثرثرة المضرة : ماذا يحدث للأفواه الكبيرة ان لم تكن هنالك اذان كبيرة ؟ ان الذين ينهمكون دائما فى الكلام التافه ليسوا سوى جزء من المشكلة , فالذين يسرون باظهار الانتباه هم مسؤولون ايضا. ان مجرد الاصغاء يمكن ان يشكل موافقتكم الصامتة ويساهم فى نشر الثرثرة المضرة. تقول الامثال 17 عدد 4 " الفاعل الشر يصغى الى شفة الاثم والكاذب يأذن للسان فاسد. "
لذلك عندما يخرج عن سيطرتكم التكلم عن شخص ما, قد يلزم ان تظهروا شيئا من الشجاعة وتقولوا : فلنغير الموضوع. واذا ثبت ان جماعة اصدقائكم الحالية ميالة على نحو مستعص الى الانهماك فى الثرثرة المؤذية , قد يلزم ايضا ان تتأملوا فى العثور على عشراء جدد. يقول الكتاب المقدس : " الساعى بالوشاية يفشى السر. فلا تخالط المفتح شفتيه. " امثال 20 عدد 19. وعلى الارجح , انها فقط مسألة وقت قبل ان تصيروا انتم موضوع النقاش.
لا تبالغوا فى رد الفعل تجاه الثرثرة : يتمتع معظم الناس بالثرثرة طالما ان الثرثرة ليست عنهم. ومن ناحية اخرى , افترضوا انكم ضحية اشاعة بشعة او قصة باطلة , احيانا يكون من الممكن تعقب مصدر اللقصة وتسوية الامور بهدوء. ولكن ماذا اذا كنتم لا تسنطيعون ذلك ؟
ان غضبكم لا ينجز شيئا. " السريع الغضب يعمل بالحمق " امثال 14 عدد 17. الثرثرة من واقع الحياة. وفى وقت او اخر من المحتمل انكم كنتم انتم مشتركا فعالا فيها. فهل تستحق المسألة حقا ان تنزعجوا بشأنها ؟ هل ستزول على الارجح بعد مدة قصيرة ؟ ربما بالاظهار انكم تملكون روح الفكاهة , يكون تناسيها بالضحك هو الطريقة الفضلى لاخماد الاشاعة. - جامعة 3 عدد 4.
لا تصبوا الزيت على النار : اذا رفضت القصة ان تزول , اسألوا نفسكم : هل من الممكن ان اعطى للاخرين سببا للثرثرة ؟ هل اتصرف ربما بطريقة مشكوك فيها , معطيا مظهر فعل الخطأ ؟
اذا كنتم ضحية للثرثرة الماكرة , فقد يكون مساعدا ان تحددوا ما اذا كان سلوككم , طريقة تعاملكم مع الاخرين , حتى لباسكم وطريقة قص شعركم , يصب بطريقة ما الزيت على النار. وربما تسكت بعض التعديلات فى نمط حياتكم الاشاعات. " بعدم الحطب تنطفئ النار. " تقول الامثال 26 عدد 20. بالاضافة الى ذلك , اذا كانت افعالكم قريبة من تخم ةعدم اللياقة , فهنالك دائما الخطر الحقيقى للانجراف فعليا نحو فعل الخطأ - جاعلينه حقيقة ما كان ذات مرة اشاعة.
الثرثرة امر باق. ولكن يجب ان نحذر من قوتها التدميرية المحتملة. ويمكنكم ان تجنبوا نفسكم والاخرين الكثير من الاسى العميق والغم بمجرد اتباع هذه الكلمات الحكيمة : " كل ماهو حق كل ماهو جليل كل ماهو عادل كل ماهو طاهر كل ماهو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففى هذه افتكروا . . . واله السلام يكون معكم. " فيلبى 4 : 8,9.
نعم الله نفسه مهتم بالطريقة التى نتكلم بها عن الاخرين. وبكلامنا سيؤتى بنا الى الدينونة.
هل تريدون علاقات جيدة بالاخرين. سلام العقل , والامر الاكثر اهمية , موقفا حسنا امام الله ؟ اظهروا اهتماما بالاخرين , ولكن افعلوا ذلك بطريقة لطيفة ورزينة . وهكذا تبقون بعيدين كليا عن الثرثرة الماكرة المؤذية.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات