أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي














المزيد.....

البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 11:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



بأفول نجم الحضارة الإسلامية عن واقع الحياة الإنسانية منذ قرون سيطر على الفكر الإنساني عموما والفكر السياسي خصوصا مقولات مادية وواقعية مجردة تنطلق من ما يسمى فكرة الموجودات وحالة المعالجة ومن ثم المخرجات. وهذه المقولات نجد سندها في جذور الحضارة الرومانية واليونانية التي تعتبر المنطلق الإشعاعي لقيام ومن ثم انتشار الحضارة الغربية المادية على مختلف توجهاتها الرأسمالية الفردية أو الاجتماعية ذات الهدف الاشتراكي أو الشيوعي اللاحق.
تأثر بهذه المدرسة قطاع عريض من العلمانيين العرب وحتى المفكرين والاستراتيجيين الإسلاميين، فكان معظم هؤلاء ينطلقون في التحليل السياسي وفهم الأوضاع القائمة واستشراف المستقبل من النظر إلى الحقائق المجردة وتفاعلاتها ومن ثم مآلاتها.
هذا التفكير البراغماتي أو ما يسمى الواقعي العملي قاد إلى عديد من الكوارث السياسية والاجتماعية والإنسانية وحتى البيئية في العالم الغربي؛ حيث انطلقت الحروب المدمرة والصراعات الأهلية فيما بين الجماعات الأوروبية نفسها في القرنين السابع عشر والثامن عشر ومن ثم قادت إلى الحروب العالمية في النصف الأول من القرن العشرين المنصرم.
هذه المادية المجردة غير المتجاوزة إلى العالم الآخر برغم كل تجليات الجانب المادي في المكتشفات العلمية والتكنولوجية وحتى على مستوى التخطيط الاجتماعي والإداري الناجح في مجتمعات الحضارة الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها لم تكن على المستوى الفكري الإنساني الاجتماعي والسياسي الرسمي بقادرة على تلافي أو الحد من الكوارث الحربية المدمرة عبر حروب الوكالة التي كان يضطرها إليها تفكيرها المادي المجرد.
وعلى المستوى العربي والإسلامي الرسمي رأينا أن النزعة البراغماتية قادت إلى كثير من التراجعات والتنازلات سواء ما تعلق بمصير الفلسطينيين أو بمصير كيانات ودول عربية، وكل ذلك لان المنطلق مادي لا يستند إلى اعتبارات المبادئ ومنظومة القيم التي تقوم عليها أية حضارة إنسانية ناجحة بما فيها الحضارة الإسلامية حيث جوهر الثقافة فيها هي الأخلاق .
ومنذ عديد سنوات كان هناك صراع محتدم بين تيارين كبيرين في المنطقة سواء على مستوى التشكيل أو على مستوى التحالفات؛ تيار ما يسمى بالمقاومة والممانعة وتيار الاعتدال العربي الموالي للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين بما فيهم إسرائيل.
اذكر أن جملة التحليلات التي كانت تخرج في دراسات أو أوراق عمل أو مؤتمرات أو حتى في كتابة مقالات كانت تشير إلى احتمالية الحرب على هذه الجبهة أو تلك مرة من جهة حزب الله اللبناني بينه وبين إسرائيل ومرة أخرى بين إسرائيل وحماس أو توقع نشوب حرب مدمرة بين إيران وسوريا من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وهكذا دواليك.
كان المديح والتشجيع والاصطفاف وقتها في أوجه من قبل قادة مثقفين وسياسيين ومفكرين مع تيار المقاومة والممانعة بما فيه سوريا وإيران.
كانت توقعات التحليل السياسي والاستراتيجي تتجه إلى أن الحرب بين هذه الأطراف اليوم أو غدا، كانت الآمال الكبيرة معلقة على هذا الطرف أو ذاك.
اليوم تغيرت الأمور رأسا على عقب وفي الاتجاه المضاد بعد اندلاع شرارة الثورات العربية في تونس أولا ومن ثم في مصر وليبيا.
لم يكن ليتوقع احد قيام هذه الثورات في المنطقة العربية في ظل التصور البراغماتي والمادي (الموضوعي)، ولم يكن احد ليتوقع هذا التغير في الموقف من سوريا وإيران وحزب الله اللذين كانوا عدو الشيطان الأكبر أمريكا وحلفائها، حيث أصبح هؤلاء اليوم هم الشياطين وأعداء الإنسانية الذين يجب أن نحذرهم ويحذر منهم الناس أجمعون.
قامت الحراكات الجماهيرية المحدودة في أراضي الضفة الغربية ضد المنظومة المالية الفاشلة للسلطة الفلسطينية، ولم يكن احد بالطبع يتوقع قيام هذه التحركات والمظاهرات وربما الثورة تاليا وبشكل مفاجئ بسبب الأساس السياسي الفاشل لهذه المنظومة المالية أو الاقتصادية المقننة في بروتوكولات باريس الاقتصادية لسنة 1994.
ما السبب في كل هذا الارتباك في التحليل وفهم الواقع واستشراف المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبالتالي إطلاق الحكم أو المقولة الصائبة مبدئيا وسياسيا على وقائع معاشة ومتداخلة في المجتمع الفلسطيني وعموم المجتمعات العربية والإسلامية؟
انه بلا شك عائد إلى غياب منظومة القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحضارات الإنسانية والتي من خلالها يتم فهم الوقائع والملابسات وتخريجها بالتالي من خلال ما يسمى بالظواهر الاجتماعية، وهي هي التي نتبين من خلالها كيف تؤول المجتمعات والأمم إلى الانحطاط والاندثار ومن ثم حتمية الثورات في نهاية المطاف لان الإنسان طبيعته تأبى الفراغ والسكون المؤبد.
قبل اندلاع المظاهرات الأخيرة بسبب الأزمة المالية في الضفة الغربية بخمسة أشهر كتبت مقالا فلسفيا يخضع لاعتبارات القيم والمبادئ وحقوق الإنسان بعنوان( أيها الشباب الفلسطيني…… هذا هو ضغط التاريخ) تطرقت فيه إلى مقولة فلسفية اجتماعية بان قدر الشباب في المجتمع المضطهد المتخلف هو التراجع وعدم الإبداع والإنتاج الحقيقي حتى لو كانت هناك محاولات فردية جادة للتغيير والتطور نحو الأفضل ما دام أن البيئة الاجتماعية الحاكمة هي نفسها مضطهدة ومتخلفة، ما لم يتحرك الشباب ويثور على الأوضاع القائمة.
هذه المقال وغيره من نفس الطراز أجد ككاتب صعوبة في نشره سواء في الصحف أو في المواقع الإعلامية الالكترونية؛ لأنه كما قال لي صديق وازن في الشأن الثقافي أن هذا يعتبر في نظر كثيرين من الغيبيات والمبادئ والقيم غير المستندة إلى الواقع الملموس براحة الكفين.

محام وكاتب



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق الازمة المالية في الضفة الغربية
- لماذا الازمة المالية في السلطة الفلسطينية؟
- هل نحن في فراغ من المشروع الحضاري الاسلامي؟
- من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى
- نكبة.... ام قابلية للانتكاب؟!
- القضية 101/2007: سابقة القضاء الفلسطيني في التعويض عن الاعتق ...
- هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟
- الحرب على غزة اولا
- حين يراد تحويل الديمقراطية الى ايديولوجيا!
- الثورات العربية في ميزان الشريعة
- الخطة الاحادية الاسرائيلية للانسحاب من الضفة الغربية
- المصالحة الفلسطينية والتنسيق الامني
- تهيئة الميزان الاستراتيجي في المنطقة
- البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط
- كي وعي المجتمع الصهيوني بصفقة شاليط
- ايها الشباب.... هذا هو ضغط التاريخ.
- الضرر القانوني في استحقاق أيلول على الشعب الفلسطيني
- لدى القضاء يحبس الذي يدافع عن القضاء!
- لماذا لم تكن الثورات العربية اسلامية؟
- ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي