أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟















المزيد.....

ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 18:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لسنوات خلت كمراقب وباحث سياسي في الشأن الفلسطيني والعربي وفي مجمل العلاقات الدولية، كنت اتهم في ما اكتب أنني أميل إلى السياقات الحدية في البحث عن الحلول، وفي التفكير في وضع فرضيات التصور الاستراتيجي والخوض في تفاصيل التكتيكات.
يعني ما سبق أنني أميل إلى فكرة التدافع الإنساني الاجتماعي الحاسم، في سبيل غاية الإصلاح لتلك المجتمعات التي تحدّرت في شوط كبير جدا من التخلف والضياع والدخول في موجة التيه على مستوى الأس، وفي سياق مفردات الحياة الإنسانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وفي جل معتلق التداخل الإنساني العلائقي لمجتمع أو امة معينة عبر التاريخ.
عبر التاريخ سواء على المستوى الإنساني المجرد أو في سياق الحالة الدينية الدعوية والتشريعية؛ للعودة بالأمور إلى نصابها الكوني السنوي، بعد الخروج عن جادة الصواب، كنا دائما نجد إما ثورات أو صراع الحق والباطل.
صحيح انه في دعوات العودة بالأمور إلى نصاب الانسجام مع مقتضيات الحراك الإنساني المطلوب المتناغم مع الكل الكوني في حركة دائبة منتظمة أساسها وفلسفتها العدل النسبي، لا بد أولا من الدفع فكرا ورأيا ونصحا بالإحسان، ليقتنع من يقتنع بأهمية العودة إلى جادة الصواب الكلية الشمولية، وليترك الخيار بالضد رفضا لأولئك الذين لا يقتنعون، ويبقى المطلوب في سبيل العودة والإصلاح أن تكون الطريق دائما سالكة دون عراقيل أو معيقات، لكن في اللحظة التي يشهر فيها سيف الحرب على مبدأ الناموس القائد نحو تحقيق العدل الإنساني وتوفير مزيد من رفاهية الإنسان ارتباطا بحريته وكرامته، فانه لا مندوحة عن المواجهة ولو كان قيمة ذلك وجهده مذيلا في الختام برسم الجماجم والأشلاء والدماء.
لان غير المواجهة الدامية هذه، سيكون التعطيل لفكرة الناموس الكوني التي جوهرها حرية الإنسان وكرامته ورفاهيته وسعادته، وسيحل البديل الشاذ على مسيرة التاريخ ظلما وتعسفا وعبودية الإنسان للإنسان.
لم يكن الصراع الديني والإنساني منذ بدء الخليقة إلا على هذا النحو؛ لأجل غاية سامية: الخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد التي تقابلها الحرية والكرامة والإخاء بالمعنى الإنساني المجرد لحقيقة الثورات وهدفها في الشرق والغرب وفي كل مكان من المعمورة.
فما جرى منذ أشهر من حراكات وثورات في المنطقة العربية بدءا من المغرب العربي وفي القطر التونسي تحديدا إلى مصر الكنانة في المشرق العربي، وفي غير امتداد لهذه الثورات في ليبيا وسوريا، كلها لا تخرج في سياق التفكير العلمي ومن منطلق اسيات المبادئ الكونية التي يعتبر الإنسان جزءا منها من ناحية، وحالة مصغرة عنها من ناحية أخرى، عن حقيقة ما تم التقديم له وسرده فيما سبق من سطور.
فالمنطقة العربية منذ أكثر من قرن من الزمان تعاني من حالة ذل وضعف وتخلف وإسفاف، في الدخول في مسارب حراكية لا ضرورة لها ولا لزوم، يضيع معها وقت الأمة وجهدها، وهذا –بالطبع- حال الأمم والجماعات الإنسانية التي يكون حالها على ما سلف توصيفه؛ ابتعاد عن أساسيات الرقي والتقدم الإنساني وإغراق في تفاصيل تنم عن حالة الوسوسة القهرية التي يعاني منها أي مريض نفسي يكون منطلق مرضه الضعف والتخلف وفقدان الثقة بالذات.
وهذه المعاناة العربية على مستوى الإنسان في حريته وكرامته أولا، وأرضه وسيادته بوقوع أقطاره وأقاليمه تحت الاحتلال الأجنبي ثانيا، كانت ولا زالت خاتمة مرحلة شيخوخة الأمم والدول في مرحلة من مراحل تاريخها كما جاء في مقدمة ابن خلدون الشهيرة. وكانت الخاتمة العربية في هذا السياق في خاتمة الضعف والوهن الذي أصاب الحكم العثماني للوطن العربي مع نهاية القرن التاسع عشر ومفتتح القرن العشرين.لقد جرت محاولات جادة منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى عهد قريب ما قبل اندلاع شرارة الثورات العربية على مستوى الحراك الحزبي والفصائلي ونظم سياسية بعينها تبنت خيارات قومية وإسلامية وغيرها، لكنها جميعها لم تقد إلى واقع الحراك الجماهيري العارم لأجل مواجهة منظومة الاستبداد والطغيان في الحالة العربية، بل إن هذه الحراكات شكلت واقعا مأزوما ومضاعفا في السوء في مسيرة الضعف والتخلف العربي الناتج عن قمع الناس وتكريس حالة الاستبداد.
فالأحزاب والجماعات الوطنية والقومية والإسلامية كانت ولا زالت، تقع في دائرتين قاتلتين؛ في إطار منطلق عملها الداعي للتغيير والإصلاح، والمحاول في محطات زمنية لممارسة هذا الإصلاح والتغيير؛ أما الدائرة الأولى أن هذه الأحزاب يتجمع في مجاميعها الفاعلة مجموعة من النخب القوية أساسا، بحكم تكوينها الطبقي الاقتصادي والاجتماعي، أو بحكم الصدفة القائمة على حالة الاستثناء بالفرصة الفردية، ولا شك أن هذه الأحزاب والجماعات لم تصل إلى فكرة أن الإنسان هو الهدف من الإصلاح، وان الحاجة تقتضي وجود برامج تنموية حقيقية على أسس علمية مدعومة بمسوحات إحصائية شاملة، بل كانت هذه الأحزاب والجماعات تتطلب في الأفراد شروطا ومواصفات، وإلا فانه يقع فعلا خارج دائرة الحزب والجماعة، وان كانوا يمدونه ببعض أنواع مساندة ودعم لأجل المناصرة والاقتراع يوم الاقتراع، وبهذا تبقى الغالبية تعاني من الضعف والتخلف والمرض، وتقيم على هامش الطريق؛ وتتهم في الآن ذاته بالرذيلة والسقوط ضمن معايير القيم والأخلاق الشكلية السائدة في المجتمع العربي؛ وتصبح مسألة الأخذ بيد هؤلاء نوعا من العيب والشنار في عرف الأقوياء، وما هو متعارف عليه في الطبقة السياسية الحزبية التي تمسك بزمام الأمور في مجال حراكها. والدائرة الثانية هي كون هذه المجاميع الحزبية الفاعلة في إطار دائرتها لها من القوة المجتمعية أولا والمصلحة الذاتية ثانيا، بحيث نجدها مترددة جدا بل ومنافقة في سياق مخاطبتها أو مواجهتها للنظم السياسية الرسمية الحاكمة. فكثير من هذه الأحزاب كانت تصل بالشعوب العربية إلى مرحلة التضليل بشأن حقيقة النظم العربية الرسمية، فلا هي تصرح أن هذه النظم مرتهنة لصالح المجموعة الغربية والأمريكية ولتابعتها إسرائيل في ارض فلسطين المحتلة، ولا هي تؤكد عروبة أو شرف الانتماء الوطني والعروبي لهذه النظم.
وحقيقة النظم العربية الرسمية في جلها وعلى اختلاف أدوارها، لمن يرى الأمور بمنظار الحقيقة منذ عقود أنها نظم عميلة وفاسدة ومرتبط وجودها لأجل تمرير المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية في المنطقة العربية الإسلامية.
ولما ملّت الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن من نفاق هذه الأحزاب والجماعات العربية غير الرسمية، ومن طول انتظار ما يأتي به الصبر على استبداد وقمع وخيانة هذه الأنظمة، ومنعها لأي حراك جدي يؤدي إلى نهوض الأمة وتقدمها ولو برسم الدم، لم تجد الشعوب في هذه الدول سوى المواجهة وان كانت سلمية في ثوب المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة مع هذه النظم، وكان التوقيع أيضا منها برسم الدم. يقول الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو طاليس: إن التاريخ يكره دوما الفراغ.
محام وباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية- نابلس.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح المشروعية القانونية في اراضي السلطة الوطنية
- ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية
- صراع مطلوب قبالة الادعاء بضرورة المصالحة الفلسطينية
- مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية المحتلة
- حضارة الشيء في قلب تدمير المناخ
- شعب مقاوم وقلة تساوم
- بين جدار الضفة وجدار غزة
- معنى الانتصار او الانكسار لحلف المقاومة والممانعة في المنطقة ...
- هل انتخابات 2006 آخر انتخابات للسلطة الفلسطينية؟
- هل الحرب في الربيع؟
- فلسطين المحتلة: مسؤولية بالتقصير تقع على الشعب والمعارضة
- لماذا سيكون الانتصار في غزة مميزا أكثر عن سابقة انتصار تموز ...
- الحلف العربي الاسرائيلي
- مسار العلاقة بين فتح وحماس وتطوراتها المستقبلية
- الحوار مع غاز لحركة تحرر حولّها اشلاء!
- لماذا لا يمكن ان ينجح حوار بين فتح وحماس؟؟
- مستقبل المستوطنات في ظل تصور اتفاق فلسطيني- إسرائيلي-
- تزوير تاريخ فلسطين بإنكار حق العودة
- سلطة الضفة لا تعمل لصالحها شعبيا
- أبا مازن متى تغضب؟!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟