أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟















المزيد.....

النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 08:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نتابع المحور الثاني من الملف الذي نشرته مجلة المستقبل العربي في عددها الأخير.
ماذا تريد النساء.؟ نحو خريطة نقدية للاتجاهات المستقبلية للنسوية العربية بقلم ميرفت حاتم*
لقد اقترضت من سيغموند فرويد سؤالاً: " ماذا تريد النساء.؟" حيث قال بالتحديد:
" هذا السؤال العظيم لم ينجح أحد في الإجابة عنه حتى الآن، وبعد ثلاثين عاماً من البحث في النفس الأنثوية لم أستطع الإجابة عنه."
على الرغم من إشكالية سؤال فرويد، إلاّ أنه احتل مكانة فكرية وسياسية في تاريخ النضال النسوي من أجل حقوق المرأة داخل وخارج العالم العربي.
السجل التاريخي يُظهر أن المجتمعات العربية الأبوية ومؤسساتها قللت من قيمة رؤى النساء، وتعاملت معها إمّا بشكل انتقائي أو تجاهلتها تماماً. في ضوء ذلك، وعندما نطرح الأسئلة التالية:
- ماذا تريد النساء من المشروع النسوي العربي.؟
- ماذا تريد النساء من بعضهن البعض.؟
هذه الأسئلة والتعريفات الجديدة للنسوية تعكس الإنجازات التي حققتها بعض نساء الطبقة الوسطى في القرن/20/ في مجالات التعليم والعمل والحقوق السياسية. وفي محاولة لأخذ خُطى هذا الاتجاه، اخترت بعض النقاط التي أعتبرها مهمّة في تمثيلنا لأجندات النسوية العربية المختلفة التي تتضمّن ما يلي:
1- هناك حاجة نقدية إلى إعادة تقييم البدايات التاريخية للمشاريع النسوية العربية، بحيث تعكس أصوات النساء بدلاً من أصوات الرجال التي ما زالت تسود الطرح الحديث والقومي لهذا التاريخ. كما يمكن أن نصف هؤلاء الرجال بأنهم عظماء مشروع الحداثة العربي، وبخاصة تحرير المرأة، ومنهم مثلاً رفاعة الطهطاوي، قاسم أمين، طاهر حداد، والحبيب بورقيبة.
2- هناك مهمة أخرى تتعلق باستمرار نقد مشاريع الحداثة العربية التي نمت وتطورت في سياق استعماري أدى إلى إنتاج أشكال من "عقليات حكم" بحيث استمرت هذه الأشكال في استعمال الأمومة والحياة العائلية كأدوار أساسية للمرأة في خدمة الأمة.
علينا بدايةً مناقشة كيف أدى فشل المشاريع القومية والحداثية في حلّ مشكلة التنمية في العالم العربي إلى ظهور تيار الإسلام السياسي الذي أدى إلى استقطاب حاد بين الخطابات العلمانية والإسلامية، مما أدى لظهور انقسامات جديدة بين نساء الطبقة الوسطى المهتمّات بقضايا المرأة، رغم تلاقي الخطابات العلمانية والإسلامية في تأكيد الأدوار العائلية للنساء، وتجاهل احتياجاتهن الأخرى الملحة إلى العمل، وتعميق ممارساتهن السياسية.
أولاً: تفكيك الأساطير المؤسسة للنسوية العربية:
هناك حاجة إلى نقد أسطورتين شائعتين في بناء التاريخ الحديث للمرأة العربية هما القص السردي الذي يُمثل الرجال كأول دعاة ومؤيدي حقوق المرأة، فثمّة حاجة إلى نظرة أقلّ تقديساً لهؤلاء الرجال ومناقشتهم لحقوق المرأة، حتى تستطيع النساء إعادة تقدير فاعليتهن وفهمهن للدور الذي قُمن به كجزء من المشروع النسوي والمجتمعي الحديث.
تقدّم السردية السائدة كتاب رفاعة الطهطاوي(المرشد الأمين للبنات والبنين) وكتاب قاسم أمين(تحرير المرأة) كنصوص مؤسسة للنسوية العربية تفرض الصمت على الأدوار التي أدّتها النساء في تلك الفترة التي شهدت تغييرات مهمة في المجتمع.
إنّ أيّ باحث لهذه النصوص يرى بشكل واضح النظرة المتفضّلة لهذين الكاتبين تجاه النساء، فعلى سبيل المثال يقول الطهطاوي في كتابه المذكور:
" ينبغي صرف الهمّة في تعليم البنات والصبيان معاً، فتعلّم النساء القراءة والكتابة، فإن ذلك يزيدهنّ أدباً وعقلاً، وزوال ما فيهنّ من سخافة العقل والطيش..، وإن تعاطي المرأة للأشغال يُشغل النساء عن البطالة، فإن فراغ أيديهنّ عن العمل يشغل ألسنتهنّ بالأباطيل، وقلوبهنّ بالأهواء وافتعال الأقاويل" "1"
إن القارئ لهذه الفقرة، لا بدّ أن يتخيّل أن الجهل صفة لصيقة بالمرأة فقط، فالطهطاوي وغيره من الكتّاب الرجال قلّما يصفون الرجال الجهلة بسخافة العقل والطيش. والأسوأ من ذلك أن الحديث عن بطالة المرأة ينمُّ عن عدم تقدير الطهطاوي وغيره لعمل المرأة من تربية الأطفال، والأعمال المنزلية، ورعاية الأزواج، واختزال هذه الأعمال إلى بطالة، أو افتعال الأقاويل وشغل اللسان بالباطل، كلّه يقدّم حجة لاحتقار هذه الأعمال والمرأة نفسها.
إنّ قاسم أمين ليس أفضل حالاً في تمثيله للمرأة إذ يقول:
" إنّ جهل المرأة، وعدم تربيتها، نتج عنه عدم استعمال مداركها وقواها العقلية والجسدية لتكون نفساً فعّالة تُنتج بقدر ما تستهلك، لا كما هي اليوم عالة لا تعيش إلاّ بعمل غيرها." كما يصف نظر الرجل في المرأة فيقول: " هي حيوان أليف يوفيه صاحبه ما يكفيه من لوازم تفضّلاً منه على أن يتسلى به." "2"
لقد حاولت بعض المؤرخات المصريات والأجنبيات نقد هذه السردية الأبوية عن طريق استراتيجيات بحثية مختلفة عن طريق الصحافة النسائية التي بدأت في مصر عام/1892/ واستمرت إلى عشرينيات القرن/20/ إن كتابات بث بارون ومارلين بوث قدمت آراء الكاتبات السوريات، اللبنانيات، الفلسطينيات، والمصريات في تغيير أدوار المرأة في العائلة والمجتمع، ويمكن القول إن هذه المجموعة النشطة من نساء الطبقة الوسطى كنَّ من أكثر المؤيدات لتحديث أدوار المرأة عن طريق التعليم الذي يخدم الأمومة والأدوار الأسرية للمرأة، والاعتراف بها كعضو فاعل في بناء الأمة.
في المقابل، كان هناك محاولة لاستخدام دراسة أعمال عائشة تيمور لإزاحة الطهطاوي وأمين عن مركز الصدارة، ففي كتابها الروائي( نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال) تُلقي تيمور اللوم في تأخّر المجتمع المصري على فساد الحكومات الوراثية التي تحتاج إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي. وفي كتابها( مرآة التأمل في الأمور) تعلّق تيمور على القيم المادية الجديدة التي صاحبت الاحتلال، وأثرها السلبي على العلاقات الأسرية، وتُقدّم اجتهاداً لمفهوم القوامة الإسلامي الذي يقبل برئاسة الرجل على المرأة في الأسرة، إذ تعتقد أن القوامة ليست مُطلقة، ولكنها شرطية تعتمد على قيام الرجال بأداء واجباتهم الأسرية وتمثيل الرجولة بشكل إيجابي.
وكرد فعل على ذلك، قام الرجال بتنظيم حملة للردّ على آراء تيمور عن طريق تجنيد شيخ أزهري لتفنيد وجهة نظر تيمور الجريئة التي قدّمت اجتهاداً في النص القرآني.
لقد مثّل كتاب تيمور( مرأة التأمّل في الأمور) أوّل مناظرة عامة على صفحات الجرائد، أدّت فيها المرأة دوراً قيادياً بهدف إعادة تعريف الأدوار الأسرية للمرأة والرجل.
أمّا في لبنان، فقد مثّلت أعمال نظيرة زين الدين التي ظهرت في العشرينيات من القرن/20/ مواجهة نقدية مهمة لوجهات نظر رجال الدين المسلمين والمسيحيين بخصوص سفور المرأة، كانت تمثّل مصالح المسلمات والمسيحيات في الاجتهاد بهذا الخصوص. وفي قراءة للنص الديني حاولت زين الدين أن تؤكّد أن الحجاب ليس الشرط الأول لكينونة المرأة المسلمة، وإن حجاب عصرها لا علاقة له بالحجاب الشرعي الذي تطلّب غطاء الوجه واليدين. من هنا واجهت آراء زين الدين هجوماً شرساً من رجال الدين الإسلامي والمسيحي بتهمة الدعوة إلى الانحلال الأخلاقي للنساء.
أمّا الأعمال الجديدة التي تناولت تاريخ المجتمعات الخليجية، كانت هناك دراسة جادة لأدوار المرأة في الأساطير القومية لتأسيس هذه الدول الحديثة، فالمؤرّخة السعودية مضاوي الرشيد تقدّم وجهة نظر تقدمية للظروف التي أحاطت بقيام الدولة، إذ إن الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية كان قد تزوج/134/ امرأة في محاولة لتوحيد الجزيرة العربية عن طريق خلق الروابط الأسرية بين القبائل.
لا تقبل مضاوي الرشيد هذه الحجة التي تُشرّع النساء في خدمة بناء الدولة، إذ توضح أن ابن سعود تزوج من هؤلاء في أعقاب هزيمة قبائلهنّ كرمز لقبولهنّ السيطرة السعودية، لذلك يجب أن نتصور الصعوبة النفسية والسياسية التي تحملتها النساء في سبيل خدمة قبائلهنّ، إضافة إلى الألم الشخصي والعاطفي الناتج عن هذا الزواج السياسي والطلاق الذي كان يقوم به ابن سعود عملاً بالشريعة الإسلامية، وهنا لا يمكن أن نتعامل مع وضع أولئك النسوة بطريقة رومانسية، أو نقبل به كطريقة مشروعة للممارسة السياسية.
ثانياً: نقد الحداثة كوسيلة للضبط/ السيطرة ونظام النسوية العربية.
الأسطورة الثانية المطروحة على الأجندة النسوية العربية، والمطلوب تفكيكها، هي الحداثة كمشروع مجتمعي ارتبط تاريخياً بالحديث عن حقوق المرأة وتحريرها. هذا التعريف للحداثة يُسقط من الحسبان أن مناقشة هذا الخطاب لتعليم المرأة كوسيلة لتحريرها، كان جزءاً من السياق الاستعماري للمجتمعات العربية الذي هدف للسيطرة على هذه الشعوب عن طريق تقديم طرق جديدة للضبط والسيطرة.
إن الخطاب الاستعماري عن أهمية تغيير أدوار المرأة العربية أتاح للمستعمر وللرجال الدخول إلى مساحات اجتماعية كانت مغلقة كوسيلة لتطوير أساليب سيطرة تعمل من الداخل إلى الخارج، وقد حظي هذا المشروع في الماضي والحاضر بتأييد النخب القومية، وأيضاً من رجال ونساء وعلمانيين وإسلاميين، لأنه قدّم أنماطاً جديدة لعقليات حكم استمر استعمالها في فترة ما بعد الاستعمار، حيث شهدت المنطقة قيام حكومات غير ديموقراطية استملكت الأجندة النسوية لنساء الطبقات الوسطى والعليا عن طريق إعطائهنّ حقوقاً موّسعة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية(انتخاب وتصويت) كي تخلق نوعاً من التبعية للدولة.
في المقابل أيّدت النسويات العربيات هذه الدولة بمنحها قدراً كبيراً من الشرعية السياسية ومظاهر التقدّم، والأمثلة على هذه الظاهرة كثيرة في مصر، تونس، الجزائر، سوريا والعراق، فقد قدّمت هذه الدول نفسها لمواطنيها وللعالم على أنها ذات طابع اجتماعي وسياسي متقدّم على الرغم من طابعها المتسلّط في كثير من المجالات. إن المشكلة في هذه النماذج الكاملة أو غير الكاملة من نسوية الدولة هي أنها تُعطي نساء الطبقة المتوسطة معظم هذه الحقوق مقابل سكوتهنّ عن غياب الاحتياجات الأساسية لنساء الطبقة العاملة في التعليم والعمل المناسب بأجور مقبولة. هذا التهميش لنساء الطبقة العاملة يحدٌّ من قدرة النساء على خلق تحالفات اجتماعية وسياسية تعطيهنّ عمقاً سياسياً في تفاوضهنّ مع الدولة لتمثيل أجنداتهنّ المختلفة، وتُسهّل من عملية استلاب الدولة لقضاياهنّ وتوظيفها في خدمة مصالحها.
هناك ظاهرة أخرى مرتبطة بنظام نسوية الدولة، ألا وهي اختيار الدولة لبعض نساء الطبقة الوسطى الناشطات أو غير الناشطات لملء مراكز بيروقراطية عليا، لإظهار وتأييد الدولة اشتراك النساء في الحكم. النتيجة هي ما يمكن أن نُطلق عليه النسوية البيروقراطية التي تُمثّل وصول بعض العناصر النسائية إلى المراكز الوزارية، ليس لأنهنّ سيمثلنّ مصالح النساء، بل لأنهنّ سيُضحيّن بهذه المصالح خدمة للدولة. هذه المظاهر تطرح على النساء تحديات سياسية مهمة مثل: ما هي الاستراتيجيات التي يمكن استعمالها من قبل النساء لإعادة سيطرتهنّ على أجندتهنّ النسوية، وتعريف علاقتهنّ بالدولة.؟ وبما أن النساء في هذه الأنظمة أخذن حقوقهنّ القانونية، هل هناك حاجة إلى خلق علاقات جديدة مع الدولة.؟ وهل يمكن للنساء مقاطعة هذه الأنظمة المتسلطة والمستغِلة لحقوقهنّ كوسيلة لاستعادة زمام المبادرة.؟
هناك أكثر من مشكلة تجعل الردّ على هذه الأسئلة مهمة صعبة. فالكثير من الحقوق القانونية للمرأة تحتاج إلى تعميق لا يمكن أن يتمّ من دون تأييد الدولة، حتى إذا حاولت مجموعات من النساء العمل خارج الرادار السياسي والاجتماعي للدولة، فإن موقف الدولة التاريخي من قضايا المرأة خلق مناخاً عاماً لشرعية استخدامها حتى دون تعاون المرأة.
ثالثاً: بين العلمانيين والإسلاميين: الحوار مع النسوية الإسلامية.
أدى ظهور تيار الإسلام السياسي، وانتشاره في معظم البلدان العربية إلى ردود فعل عدائية من جانب العناصر والنخب العلمانية بما فيها القومية والنسوية. إذ رأت هذه الفئات في هذا التيار وخطابه الإسلامي تهديداً لمراكزها المتميّزة وخطابها المهيمن الذي يؤكّد أهمية تحديث المجتمع. وعلى الرغم من أن معظم الخطابات الإسلامية أثبتت طابعها المحافظ اجتماعياً وسياسياً، فإن الهجوم على انتشار الزيّ الإسلامي بين الجيل الجديد من نساء الطبقة الوسطى بالذات، أدى إلى خلق انقسامات جديدة بين النساء العربيات.
لقد رأت بعض النساء العلمانيات اللواتي يرين في النسوية العلمانية المنهج الصحيح والوحيد لقضايا المرأة، أن الزيّ الإسلامي رمزٌ لتراجع نسوي في المنطقة. وهذا الاختلاف الفكري لا يحلل اللغة العدائية التي تستخدمها بعض النساء العلمانيات في الحديث عن النساء المسلمات اللواتي اخترن الرجوع إلى الزيّ الإسلامي أو الحجاب كقرار شخصي، ديني وفكري. وتُعتبر نوال السعداوي ممثلة لهذه النظرة المتدنية للإسلاميات، فقد شنّت في الثمانينيات حملة على المحجبات في سلسلة من المقالات والمحاضرات العامة.
رغم أنها شخصية نسوية مهمة وذات تاريخ نضالي طويل في سبيل حقوق المرأة، وتُعتبر كتاباتها عن قضايا الوعي الجنسي للمرأة والرجل جزءاً مهماً من تاريخ فتح هذه المجالات للنقاش العالمي والعام.
ولكن علينا أن نعلم أنه لا يختلف الخطاب العلماني الحديث للمرأة عن الخطاب الإسلامي في تعريفه لأهمية دور المرأة في الأسرة. في الوقت نفسه، لا يعني ذلك عدم وجود اختلافات مهمّ بين النساء الإسلاميات والعلمانيات، فمثلاً المحجّبات يعترفنّ للرجال بالرئاسة في العائلة من أجل تفادي الشقاق.
في هذا السياق، علينا مناقشة ظهور تيار النسوية الإسلامية كأحد أهم التيارات الواعدة في العشر سنوات الماضية. إن أحد أهم إنجازات هذا الخطاب هو تفنيد دعاوى خطاب الحداثة، وطرحه للمشروع التحريري للمرأة المسلمة، ولفترة طويلة أقنع خطاب الحداثة الكثيرين من أن الإسلام عقبة أساسية لتحرير المرأة. في هذا الطرح نجد أن الحل الوحيد لتحرير المرأة هو العلمانية لفصلها بين الدين والدولة، وتهميشها لدور الإسلام كمصر رئيسي لعدم المساواة في الطلاق والإرث والحضانة والشهادة في المحاكم.
هنا قامت النسويات الإسلاميات بالفصل بين الإسلام وتفسيرات الرجال له عبر التاريخ، ولوم هذه التفسيرات على عدم مساواة المرأة بالرجل داخل الإطار الديني، وبالفعل قامت منظّرات هذا المنهج بتقديم تفسيرات جديدة للآيات القرآنية والأحاديث والتاريخ الإسلامي بطريقة تغيّر من فهمنا لحقوق المرأة في الإسلام.
وإذا اختارت النسوية الإسلامية أن تٌنكر على النسويات العلمانيات مكانتهن على مائدة النقاش، سنواجه كنساء عربيات مأزق إعادة التاريخ الذي ثبت فشله.
لقد قطعت المرأة العربية ومشروعها النسوي مسافات طويلة، لكنّ رحلتنا لم تنته بعد، بل هناك الكثير الذي نرغب في تحقيقه، وهناك مكان لكل وجهات النظر النسوية على مائدة النقاش.
* ميرفت حاتم: قسم العلوم السياسية في جامعة هاورد، واشنطن، ورئيسة مؤسسة دراسات الشرق الأوسط، تجمع المرأة والذاكرة.
هوامش:
"1" عبد الرحمن الرافعي، عصر محمد علي( القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1951) ص/522/
"2" قاسم أمين، تحرير المرأة والمرأة الجديدة( القاهرة: المركز العربي للبحوث والنشر 1984/) ص/27/



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسوية العربية: رؤية نقدية
- الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة
- تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة
- هل ينهض الفينيق من رماده
- أهمية عمل المرأة من منظور الرجل
- أما آن الأوان لرفع التحفظات عن السيداو..؟
- مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان ع ...
- الاغتصاب الزوجي.. أشد فتكاً بالمرأة.
- إلى متى تبقى الكوتا طريق المرأة للعمل السياسي.؟
- دور المرأة في تطوير وتنمية موارد الأسرة
- الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.
- عيد المرأة.. وتحديات الدستور
- المرأة العربية في ظل المتغيّرات الجارية
- عيد الحب... في زمن الكراهية والدم
- المخدرات... سعادة زائفة تغتال الشباب
- حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متز ...
- بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟