أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - البابا.. البابا عندنا في زيارة














المزيد.....

البابا.. البابا عندنا في زيارة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شاهدت اليوم على فضائية لبنانية البابا..بابا روما.. واسمه بينيديكتوس السادس عشر...واسم مولده جوزيف راتزينكر. وهو الماني المولد. البابا في زيارة للبنان...موجها رسالته عبر لبنان للسلام في بلاد المشرق.. وخاصة داعيا لديمومة التآخي بين مسيحيي هذا المشرق ومسلميه..حتى يحيا السلام في كل المنطقة.................
ظننت في البداية أن الريمونت كونترول لا يعمل عندي.. لأنني حاولت تغيير عشرات المحطات اللبنانية من مختلف الاتجهات, وعديد من المحطات العربية..والصورة لم تتغير...استقبال البابا وخطابه على أكثر من عشرين محطة فضائية.. احتفال استقبال البابا وخطابه الذي كان يتكلم باللغة الفرنسية مباشرة, مترجما للعربية وعديد من اللغات الحية. خطاب يدعو للسلم الفوري في المنطقة... السلام والسلم... بأية منطقة بالذات؟...وهنا بدأت أستمع باهتمام.. أنا العلماني الراديكالي وأكثر...فنصت وانتبهت.. ولم أعد أهتم بأي شيء آخــر... ثم سمعته يضيف بالفرنسية طبعا : أوقفوا إرسال السلاح والمسلحين إلى سوريا..حتى يعود الأمن والسلام لهذا البلد!!!...
بعد انتهاء الخطاب سمعت أن باخرة متوجهة من ليبيا إلى تركيا تنقل اربعمئة طنا من الأسلحة الثقيلة والخفيفة عبر الموانئ التركية إلى السلحين الجهاديين الذين يقاتلون على الأرض السورية. نبأ نقلته ال BBC بعد انتهاء خطاب البابا الذي دام حوالي النصف ساعة عن ضرورة توقف القتال والمصالحة, منوها بوضوح عن وجود المسيحيين الذين باشروا بالهجرات الجماعية من أرضهم هذه التي يعيشون عليها منذ أكثر من ألفي سنة.
أتساءل...اتساءل...لماذا جاء هذا البابا إلى أرض المشرق؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ أيخاف البابا من تكاثر وازدياد هجرات المسيحيين في هذه الفترة بالذات, بعدما تفجر ما سمي بالربيع العربي, الذي يتحول يوما عن يوم إلى خريف سلفي وهابي واضح, يخيف الشرائح المسيحية بالذات, ويضطرها للهجرات حـتـمـا, كما شاهدنا بالعراق مثلا, حيث فرغ هذا البلد كليا من ثلثه المسيحي, الذي هاجر نهائيا إلى بعض البلدان العربية, والعديد من البلدان الأوروبية وكندا وأمريكا وأستراليا. بالإضافة إلى التفجيرات في سوريا التي وجهت إلى هذه الطائفة بالذات في العديد من المدن السورية الرئيسية والمتوسطة, والتي أدت إلى هجرات مسيحية تجاوزت المائة ألف مهاجر خلال أكثر من سنة. رغم الضمانات التي كانت تقدمها السلطات السورية حتى لا يغادروا بيوتهم. بيوت سبيت, نهبت.. أو هدمت كليا... بالإضافة إلى تفجير كنائس عدة.
لا بد أن يستغرب العديد من أصدقائي, كيف أكتب عن طائفة, وأنا العلماني الراديكالي والذي لا يتعاطى ولا يتداخل إطلاقا بالشؤون الدينية إطلاقا, سلبا أو إيجابا. وأمانع وأعترض بشكل قاطع على تدخل رجال الدين بشؤون الدولة والدنيا. ولكنني أعتبر أن مسألة الهجرات الجماعية مسألة قومية سياسية. ومنها خشيتي ومداخلتي. حيث أن المواطنين المسيحيين في أي بلد عربي كان, وخاصة في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين, كانوا دائما أول صناع الاستقلال والفكر القومي وبناة حضارة واقتصاد وازدهار وإبداع البلد الذي ولدوا فيه, مساهمين بعزم وإيمان صادق في بناء قواعده وحياته ومستقبله. وإذا اضطرتهم الأحداث وبعض المقاتلين الجهاديين المرتزقة الأغراب للهرب والهجرة... هذا يعني أن هناك ـ صدقا وحقا ـ مؤامرة دنيئة مخربة لتفريغ سوريا من ركائز صمودها وبنيانها الفكري والحضاري.. وخاصة الانتاجي المستقبلي. لتدميرها ومحوها نهائيا من الخريطة, ليحتلها مغول السلام الوهابي القطري السعودي, والذين بهيجاناتهم في كل مكان اليوم لأسباب مفتعلة مفبركة مزورة مصطنعة, لا يخدمون لا المصلحة السورية ولا العربية, ولا أكثر الإسلامية, فينفذون ـ بكل غباء ـ الأجندة الأمريكية ـ الصهيونية المتوسطة والبعيدة المدى, المؤدية كما كتبت ونوهت عشرات المرات إلى تصحير المشرق والعالم العربي وبعده العالم الإسلامي, وتهميشه وإفقاره فكرا واقتصادا وعلما وإنتاجا, حتى لا تسلم ولا تعيش عبر مئات السنين القادمة سوى مصلحة دولة إسرائيل, وتوسعها على أوطاننا ومصائرنا وحياتنا.. إذ أننا سوف نصبح عمال هذه الدولة الفقراء, نعمل على توسعها, ونأكل فتات وبقايا موائدها. لأنها سوف تبقى الدولة الوحيدة القوية في المنطقة التي تملك الفكر والإبداع والإنتاج... ونحن كباندوستانات وأميرات إسلامية متحجرة مجزأة متفتتة مهترئة, لا ننتج أي شـيء.. أي شيء.. نشتري من عندها ما نأكل ونتعايش... وهي تتوسع وتتوسع على جهلنا وتركب ظهورنا..لأنها القوة الوحيدة الواسعة في كل المنطقة... بينما العرب كل العرب.. يتقاتلون.. يصرخون.. يتنازعون.. يصلون.. يـنـامـون.. ويـفـرخـون جماعات وجماعات متناحرة, متكاثرة, تستهلك ما تنتج وحدها دولة إسرائيل!!!.........
صـرخـة أليمة.. يذكرنا بها البابا بينيديكتوس..بابا رومـا.. بأسلوبه الخافت المهذب الحزين... ولكن من يسمع اليوم في مشرقنا... أصوات الرصاص والتكبير.. تغطي كل صوت.. وأي صـوت حــزيـن واع أخـر...
وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة..حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال.. يبق البحصة
- سوريا.. برج بابل!!!...
- كلمة أمل ومصالحة.. رد على السيدة فلورنس غزلان
- رد وتعليق على مقال نضال نعيسة
- تعليق على مقال نضال نعيسة
- مواطن سوري.. يبق البحصة!...
- هل يتآمر السوريون أنفسهم على سوريا؟؟؟!!!
- تحية إلى الصديق الفنان نزار صابور
- ربلة...آه وألف آه يا ربلة
- كلمة لمن يفهم.. وحتى لمن لا يريد أن يفهم
- تحية للمعارض السوري الدكتور هيثم المناع
- الله..بشار الأسد.. ولوران فابيوس
- برنار هنري ليفي في راديو مونت كارلو
- رسالة مفتوحة إلى رابطة مراسلين بلا حدود الفرنسية
- ماذا أصابك يا بلدي؟؟؟...
- بضعة كلمات.. و خواطر
- يا جماعة.. يا بشر
- وعن الانشقاق.. والمنشقين
- تصريح شخصي ضروري.. لآخر مرة
- رسالة إلى السيد جهاد مقدسي


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - البابا.. البابا عندنا في زيارة