رسالة إلى السيد جهاد مقدسي

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رسـالة إلى السيد جهاد مقدسي
الناطق بلسان وزارة الخارجية السورية

مع كل احترامي لثقافتك وقوة تعبيرك ووضوح تفسيراتك ولباقتك وأناقتك وتهذيبك... ولكنني لـم أكن موافقا على الإطلاق على تصريحاتك العنترية والدونكيشوتية, حول مخزنات الأسلحة الكيميائية لدى الجيش السوري.
لأننا اليوم أمام حـرب إعلامية.. عاطفية. والعالم كله ضدنا بسلاح الإعلام. أنا لا أنكر أسلحتهم وعصاباتهم الاعتدائية والدعم الخارجي بالسلاح والمال. ولكن أسلحة الانقضاض والسيطرة وتفجير المرافق العامة.. هي الإعلام.. ثم الإعلام.. ثـم التجسس والمعلوماتية المتفرعة منه.
العالم كله يعلم قوة إسرائيل بالسلاح الذري والنووي والكيميائي, وتخزيناته لديهم بكميات هائلة وغير محدودة. بالإضافة أنهم يملكون التقنيات الكاملة لكل أسلحة الدمار الشامل... ولكنهم ينكرون باستمرار لأي وجـود لها عندهم... وهذه المعلومات تبقى خطا أحمر, حتى للاختصاصيين بمؤسساتهم الإعلامية الواسعة الانتشار.. وحتى للمقربين من أصدقائهم.. وهم يرفضون دائما لجميع المنظمات الدولية المسؤولة عن تخزين هذه الأسلحة, التفتيش أو السؤال عنها.. بمساعدة جميع حكومات الولايات المتحدة.. الجمهوريون أو الديمقراطيون.
ونحن نتعنتر ونتمختر ونهدد ونصرح ونصرخ, إذا اقترب أحد منا سوف نحرق الأخضر واليابس... ولو ماتت البيئة عندنا وعند جيراننا.
وهكذا يثور العالم كله ضدنا. الكبير والصغير.. حتى روسيا استنكرت هذه التصريحات...طبعا لأنها تحرجها.
إذن يا سيد مقدسي.. رغم حبي للوطن, ومن خلال حبي للوطن, أعتبر أن تصريحك كان خسارة وصفرا إعلاميا كاملا...
كم كنت أتمنى لـو أنك صرحت أن الحكومة السورية قررت مصادرة مليارات مليارات الفاسدين...وحتما سوف تفوق هذه المبالغ عشرات المرات ميزانية الدولة. وتبني أكبر مركز عالمي إعلامي, لا يعتمد على أي قـمـر أجنبي. لأن سوريا سيكون لها قمرها الخاص. بالإضافة إلى معهد إعلامي كامل لخلق جيل من الصحفيين والإعلاميين الذين يتقنون كل الأسرار الحديثة بالإعلام, لتغيير جميع هذه الطواقم المحنطة التي لا تعمل سوى تحت إمرة السماعة الأذنية التي تردد ما تقول لها السلطة فقط.. كأننا نسمع كــوريــا الشمالية.. وليست سوريا الحديثة.
وما يتبقى من حصيلة هذه الأموال... إذ أن الفوائض سوف تبقى غزيرة غزيرة.. تخصصها الدولة الحديثة الحقيقية لإعــمــار البلد ومحاربة الفقر.
وهكذا لن يؤثر على البلد أمبارغو السيجار.. والـكـافـيـار!!!..............
ولك مني يا سيد مقدسي, كل مودتي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات