أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - عودة إلى البلد














المزيد.....

عودة إلى البلد


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 22:43
المحور: سيرة ذاتية
    


عــودة إلى الــبــلــد
إثـر كلمتي البسيطة المنشورة بعد ظهر البارحة في الحوار, والتي أحي فيها دخول الكاتب الرائع اللبناني الأصل السيد أمـيـن مـعـلـوف إلى الأكـاديـمـيـة الفرنسية http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=311981
جاءتني مخابرة من صديقة سورية ـ فرنسية تعمل في مجالات الإعلام المحلي, تتساءل نصف (متغنجة) ونصف جــديــة, فيما إذا تركت الكتابة عما يجري في سوريا. أو إذا تقاعدت أو تقاعست أو تعبت من الكتابة عنها.. وتفرغت للكتابة عن الأدب والأدباء.. وأشياء أخرى, لا علاقة لها عما يجري على الأرض في ســـوريــانــا الغالية, بلد مولدنا...بلد الأحبة والأحباب. بلد الربيع والخريف الدائم.. بلد الذكريات الطيبة والمأسـاوية الدائمة...وخاصة اليوم.. البلد الذي لا نعلم ولن نعلم عدد آلاف قتلاه... وناعورة الموت تدور وتدور...........
وكان جوابي مختصرا.. وبلا أي تأكيد أو تفسير...لا يا صديقتي..لم أنـــس.......
كيف أستطيع النسيان وغـض النظر, وجميع أجهزة التلفزة, بعشرات المحطات الذي يحتويها جهازي, لا ينقل سوى صور الموت والموات... أطفال.. شيوخ.. نساء.. رجال وشباب من جميع الأعمار.. ممزقون.. بلا حياة.. بلا ســبــب...سوى أنهم وجدوا كل هذه الأشهر الحزينة الأليمة على هذه الأرض السورية, التي أصبحت مخبر تجارب لخبراء الموت من حاملي رسالة مضمونة إلى جنة الحوريات.. وآخرون من خبراء الحرب الباردة بين أمـريـكـا وروســيـا الجديدة. كل في جعبته طريقة لخلاصنا من هذه السلطة التي لم نخترها أبدا.. كما أننا لم نخترهم أبدا لخلاصنا.. وكل منهم يصر على هدايتنا وتخليصنا وإعادتنا إلى الحرية والديمقراطية...الحرية والديمقراطية التي لم نتذوقها أبدا. ولم نعرف لها أي لون أو طعم. ولا حتى الذين يدفشوننا قسرا على طريق الخلاص هاتفين : الله أكبر. إذا أصبح هذا الإله اليوم هو الموزع الأول للحريات والديمقراطية.. والموت والاستشهاد تفجيرا.. وكلما قتلنا وقتلنا وقتلنا.. يرتفع سعر هذه الحرية... ونـأمـل أن نحظى على مزيد من الحريات والحوريات الموعودة.
وأنا يا صديقتي لا أستطيع التفرج على كل هذا بصمت... لا يمكنني السكوت كأنني شبح صنم غطته غبار الأيام والحروب والمآسي... لأنني كلما رأيت جثة.. أو سمعت أن فلانة أو فلان من بلدي مات أو اختفى في طريق ذهابه صباحا إلى عمله أو ما تبقى من مدرسته.. أموت معه وأختنق حزنا وغضبا وأثور على الله وزلمه والحكام والرؤساء والقتلة... ولكن ماذا تنفع ثورتي, وماذا ينفع غضبي. لأنني كما ذكرت في كتاباتي التي لا أملك سلاحا سواها...لا أملك البارودة ولا قوة المال والخيوط التي تحرك كل هذه التجارب ولا هذه الغايات الظاهرة والمخبأة على الأرض السورية... أنا لا أملك سوى الكلمة... وإن تحدثت البارحة بين خبرين مأساويين عن أمين معلوف.. وما أعطانا من أمـل حضاري بالإنسان... كانت استراحة قصيرة حتى أتنفس قليلا من غبار الفحم والحرائق والموت..قبل أن تعود الصور ونعيق المذيعين ليذكرني أن جهنم ما زالت في ســـوريــا...وأن أهلنا يموتون كل دقيقة.............
لا يا صديقتي... وإن رغبت... لا أستطيع أن أنسى سوريا.. ومن يموتون في سوريا. لأنها في دمي. لأنها في فكري وبكل أحاسيسي...وكم أتمنى أن يهدأ الضجيج والصراخ وكل النشازات المحيطة بالموت حتى أهديها أغنية ربيعية. ولكنها اليوم نائمة بأحضان غريبة. نائمة بأحضان الموت. لا تسمع سوى أصوات الرصاص والقنابل. وصرخات الــحــقــد التي تحجب كل كلمات الحكمة و الهدوء والأمــل!!!...
اليوم هي غارقة بعتمة الأشباح والموت... اليوم هي لا تسمع ما كانت ترغب وتسمو إليه... اليوم هي غارقة في الحقد والموت والصراخ... وأنا هنا لا أملك سوى كلمتي... ودموعي... والغد...والغد قد يكون أفظع وأعتم!!!..................
مع تحية صادقة مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا هولاند
- رسالة إلى السيدة رندة قسيس
- تتمة رسالة
- وعن مجلس النواب الجديد
- بداية حوار
- وعن الاتجاه المعاكس
- صرخة ألم !...
- برنامج مواطن عادي
- رد على مقال برهان غليون
- بعد تفجيرات دمشق هذا الصباح
- رد بسيط للسيدة فلورنس غزلان
- رسالة إلى نبيل السوري
- مراقبون؟؟؟..لماذا؟؟؟...
- ماذا يريد السيد آلان جوبيه؟؟؟
- قصة شخصية قصيرة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - عودة إلى البلد