فيفا..حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر باريس

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فـيـفـا.. حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر بــاريـس...

بناء على طلب أخ ملك الأردن الحالي, الأمير على بن حسين وعضو مكتب الفوتبال العالمي, طلب أن يسمح لفرق نساء الدول الإسلامية, وخاصة المملكة الوهابية, أن تساهم في المباراة التي سوف تفتتح لبطولات العالم في لندن, باللباس الإسلامي الشرعي. وبعد مداولات ومفاوضات طويلة من فوق الطاولة وتحت الطاولة.. نجحت مفاوضات تحت الطاولة ولعبت الدولارات البترولية السعودية والقطرية, التي اشترت عديدا من الأندية الأوروبية, نجحت بتقرير الفيفا, وقرر السماح بالمشاركة باللباس الرسمي الشرعي الإسلامي... ولتسقط حرية المرأة... ولتبقى المرأة ملفحة بالنقاب والحجاب والسروال... ولتسقط الديمقراطيات العالمية ســروالها... ولا حياة سوى للدولار والبترول والغاز... والعلمانية وحقوق المرأة والحضارة... قصة قديمة, محيت حتى من الكتب ودخلت في عالم الأسـاطير والنسيان....
هذا النبأ مر مرور الكرام, في غالب صفحات الإعلام الغربي... ولم يحظ سوى مانشيتات ممسوحة هزيلة في الصفحات النصف خفية منه... هكذا شاءت القوى الظلامية التي توجع إعلام العالم اليوم... نسينا الفيفا وقرارات الفيفا الكاريكاتورية, رغم أن لعبة الفوتبال هي الكوكايين الأكثر انتشارا في العقول العادية... الشاغل الإعلامي اليوم هو مؤتمر أصدقاء سوريا اليوم في باريس...نعم أكثر من مئة دولة غربية وعربية, بإشراف كلينتون وفابيوس.. وما فابيوس وغيره من العربي وحمد والسعودي وأوغلو, سوى الكورس الذي يردد مطالب ماما كلينتون وتوجيهاتها, كلمة كلمة, وحرفا حرفا, كيف يجب إنهاك سوريا وتفتيتها. بدلا من إنقاذ سوريا ومساعدة شعبها, بلا حرب أهلية وفوضى خلاقة, للوصول بأمان إلى ديمقراطية حقيقية... هذا هو الشغل الشاغل لهذه الدول المتحضرة المائة. إنقاذ بلد.. بعد هدمه, وتهديم كل أبنيته الاقتصاديه وكيانه القومي وسيادته كدولة... هل سمعتم حمد القطري.. إنه يريد التدخل العسكري, فورا, مع أو من غير مجلس أمن. وكل ما قيل في مؤتمر جنيف الذي سبق مؤتمر باريس, بالنسبة له هراء بهراء. التدخل والضرب الفوري. هذا ما يريده هذا العنتر الصحراوي الجديد الذي استبدل الكالاشنيكوف والعباءة الحريرية, ببدلات هيرمس وآرماني ودفتر شيكاته, وطاعته العمياء لماما كلينتون التي تختار كل ما يـبـاع و يـشـتـرى من ضمائر وحكومات وأنظمة, وهو يدفع نقدا.. من دماء شعبه, ومن دماء الشعوب العربية................
*******
اليوم.. اليوم لا يهم ماذا ترغب الشعوب وماذا تنتظر... من يملك دفتر الشيكات يدفع ويشتري... يشتري فرق الفوتبال والفنادق والنوادي والشركات والحدود.. وسيادات وحكومات وأسلحة وفوضى وفتاوي.. وفرق وفرق معارضة...
قناعتي أن هذا القرن الواحد والعشرين... ومن بدايته ظهرت جميع علامات ضياع جميع القيم... حتى الشرائع والمبادئ الدينية صارت تبدل وتباع وتشترى حسب العرض والطلب. وأصبح تجار الفتاوي والسياسة شركاء في البنوك العالمية التي تدير العالم... ومن يدير البنوك اليوم؟؟؟... منظمات لا استطيع تسميتها. لأنني في البلد الذي أعيش فيه, والذي يحتضن اليوم مؤتمر أصدقاء سوريا.. يا لمهزلة الاسم والحقيقة الحقيقية.. يمكن أن يدينني بتهمة العنصرية!!!...
ما بين قرارات الفيفا اليوم.. ومؤتمر أصدقاء سـوريا في باريس, خطوط متوازية, محزنة, أليمة.. ضاعت فيها غالب القيم الإنسانية الحقيقية, والعدالة الإنسانية.
وكم كنت أود أن تسأل النساء السعوديات عما ترغب حقيقة... كما يسأل الشعب السوري البسيط العادي والصامد.. بلا غاز, بلا كهرباء والعديد من الأدوية الضرورية والمواد الغذائية, بسبب الأمبارغو الاقتصادي الرهيب عليه.. وخاصة بلا أمــان... أن يــســأل ماذا يريد.. ماذا يريد حــقــا!!!...
ولكن ـ كالعادة ـ كل صرخات الحقيقة اليوم.. ضـائـعـة في وادي الــطــرشـــان!!!..............
*********

ـ آخر خبر
الشرطة الفرنسية تمنع مجموعة متظاهرين من الجالية السورية التي تعيش في فرنسا, والتي تريد التظاهر ضد مؤتمر باريس.. وتمنع الصحفيين من الاقتراب منها... حــريــة... حــريــة.. باتجاه واحد!!!...
فـولـتـيـر.. آه يا فولتير... هـولانـد وفــابــيــوس يـنـكـرانـك اليوم الف مرة................
مع تحية مهذبة... حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل