أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - النق والنقيق














المزيد.....

النق والنقيق


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــنــق والنــقــيــق
أرسل لي صديق جامعي عراقي, غادر العراق نهائيا, أيام قمة سلطة صدام وبعد تجوال في العديد من المدن الأوروبية.. استقر نهائيا في فرنسا من عدة عقود.. قصيدة حديثة لشاعر عراقي مليئة بالجلد والحزن. تبدأ بهذا الشكل :
وصاح المنادي طربا أيها العرب...
فقد جـاء يومنا بعد هذه الحقب...
فاليوم افتتح المزاد...
واليوم ستباع بغداد...
ألخ...ألخ...قصيدة طويلة لن أنكب القراء بعرضها...
وكان هذا جوابي له...
*********


يا صديقي الغالي
كل هذا النحيب وهذا النق سوف يضيعان في وديان الطرشان والمغول والتتر الذين
يحكموننا من خمسة عشر قرن... وخصيانهم ومشايخهم لا يفهمون لغة صـراخـاتنا وجوعنا.
نحن لا نستحق الأفضل. لأننا نسجنا وجدلنا لهم بأيدينا حبال مشانقنا. وفتاوينا حللت لهم شنقنا وقتلنا, وحـرق كل أثار حضارة زرعت قبل توليهم علينا.........
لم تكفنا خمسة عشر قرن حتى نتعلم دروس الحياة والتاريخ... أنظر إلى بقية البشر. عاشوا عصور جهل وجهالة, ثم انتفضوا على الموت والجمود ونظموا حياتهم وحرياتهم ورفاههم ولذة عيشهم وعادوا إلى الإنسانية...بينما نحن نتطور من الإنسانية إلى شـراسـة الحيوانية... أنظر إلى حياتنا.. أنظر إلى تعاستنا وكل حضاراتنا جفت واحترقت...
أنظر إلى فلسطين آخر تراثنا... الهزيل المتبقى منها مقسم إلى عشرات الأمارات الميتة, حسب طول اللحى, وتفاسير الفتاوي المختلفة... بينما الطرف الآخر يهدم ما تبقى من بيوتنا, ويقتلع زيتوننا ويقتل حتى أطفالنا الصغار.ويمتد ويمتد ويتسع.. ويسيطر.. ويحرم ويطغي ويتعنتر.. لأن العالم.. لأن أمة العبايات واللحى والعربان مشغولة بكيف تدمر بلدا آخر, وتفجره وتفجر شعبه كفلسطين أخـرى.. حتى ترضي حماتها أسيادها باراك حسين أوباما وهيلاري كلينتون, ومن يورد لهم الغلمان والحوريات... وكل منهم له نبيه وكتابه وتفسيراته المرضية.
يا صديقي.. نحن لعنة التاريخ.. نحن اليوم (دملة) الحضارة.. نحن اليوم شعوب الــنــق والنقيق. إيماننا مزور. وحتى الإله الذي نتعربش به من خمسة عشر قرن معلنين ـ كذبا ـ أننا أفضل أمــة عنده... هرب منا.. هرب منا...لأن صلاحنا وإصلاحنا يتعب ألف ألف إله!!!.................
كيف نستيقظ من هذا التخدير الاجتماعي.. كيف نعالج من هذه السرطانات الغيبية والاجتماعية, كيف نتخلص من هذا العبء التقاليدي الذي يجنزرنا كعبيد بلا خلاص وشعوب تصنف في مخلفات التاريخ البائدة؟؟؟... أختنقت من البحث عن أجوبة وحلول كلها مغلقة مسدودة. لا جواب عندي.. ولا حل عندي. بعدما أعطيت كل أيام شبابي ورجولتي وشيخوختي بحثا عن الحل...
يا صديقي... قل لصديقك الشاعر الذي يبكي بغداده المباعة.. أنا أبكي سوريانا من سنين طويلة... وجفت مشاعري من زمن طويل من الـنـق والـنـقـيـق!!!... وكلماته وحزنه وصرخته.. ضأئعة.. ضأئعة.. ضائعة!!!....
أتمنى أن نستيقظ ونغضب...,بدلا من النق والنقيق, وأن نسعى لمعرفة العلات الحقيقية التي تخنقنا......

ولك وله تحية طيبة صادقة... حــزيــنــة.
غـسـان صأبـور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...
- أين فولتير.. يا مجلس الاتحاد الأوروبي
- المومس و المشغل
- الأب باولو دال اوغليو
- دفاعا عن الحق.. والحقيقة
- رسالة إلى الجنرال روبرت مود
- عودة إلى البلد
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا هولاند
- رسالة إلى السيدة رندة قسيس
- تتمة رسالة
- وعن مجلس النواب الجديد
- بداية حوار
- وعن الاتجاه المعاكس
- صرخة ألم !...
- برنامج مواطن عادي


المزيد.....




- هل يوجد مستقبل لحركة حماس في قطاع غزة؟
- الحكومة الأمنية الإسرائيلية تقر خطة نتانياهو لـ-هزيمة- حماس ...
- إسرائيل..-الكابينت- يمنح نتنياهو -الضوء الأخضر- للسيطرة على ...
- الكابينت الإسرائيلي يوافق على خطة -السيطرة الكاملة على غزة-، ...
- البيت الأبيض يستضيف قمة سلام تاريخية بين أرمينيا وأذربيجان ب ...
- قمة ترامب وبوتين المرتقبة.. 5 سيناريوهات لإنهاء الحرب الروسي ...
- كيف تحولت المظلة في اليابان إلى منصة لجذب الأرواح؟
- نتانياهو يعلن نية إسرائيل فرض السيطرة العسكرية الكاملة على غ ...
- عاجل | أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي: المجلس السياسي والأمني وافق ...
- خبراء أمميون: إسرائيل تستخدم التجويع -كسلاح وحشي- لإبادة غزة ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - النق والنقيق