هل يتآمر السوريون أنفسهم على سوريا؟؟؟!!!

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 21:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

أتساءل وبعد عشرين شهر من القتال وأكثر من ثلاثين ألف قتيل من قوات حفظ النظام ومن مقاتلين سوريين وجنسيات مختلفة. جهاديون أو مرتزقة. ولم يصل أي من الطرفين, أو عشرات الأطراف من دول عربية أو أجنبية, لها في سوريا مـــآرب وأهداف ومصالح ومطامع مختلفة...أتساءل هل يتآمر سوريون.. أو السوريون أنفسهم على سـوريا؟؟؟... تــفــجــر ودمـــر حتى اليوم أكثر من نصف البلد... وبدأت تنتشر مجاعات وقلة وحاجات, لم تعرفها أي شعوب في العالم سوى خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. بالإضافة إلى هجرات اضطرارية لمواطنين سوريين... عائلات كاملة, سكان أحياء بكاملها, اضطرتهم هذه الحرب, التي لا اســـم لها, إلى مغادرة بيوتهم والهرب, داخل سوريا وخارجها... وغالبا هجرات تحمل لونا طـائـفـيـا وإثـنـيـا, مع مزيد الألم والأسف...وعلى سبيل المثال مئات العائلات الأرمنية والتي تعيش على الأرض السورية, حيث لجأ أجدادها منذ أكثر من قرن كامل وحصلت على جميع حقوق المواطنة السورية وأمانها.. تركت كل شــيء وهاجرت إلى أرمينيا, رغم الصعوبات العديدة والجمة...
ما الغاية من هذه الحرب الشرسة وكل هذا الخراب الشامل اللذين دمرا حتى هذا اليوم أكثر من نصف البلد, وفجرا أركان اقتصاده وأمانه وحياة مواطنيه في جميع المدن والقرى, بدون أي اسـتـثـنـاء؟؟؟... مطالب حرية؟؟؟... أم حرب دمار شامل وتجزئـة للوطن السوري؟؟؟!!!... نعم تجزئة للوطن السوري... وكل الأطراف المتقاتلة على الأرض السورية, سلطة, معارضة, أصحاب مصالح مختلفة, سياسيون, رجال ديـن.. شـركـاء بهذه الجريمة النكراء.. تـقـسـيـم البلد!!!.......................
*********
من يومين تعنتر السيد مرسي, رئيس دولة مصر الإسلاموية, وفقع خطابا ضمن مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة طهران, شاتما الرئيس بشار الأسد, تاهما إياه بأشنع التهم, طالبا منه التنحي فورا.. في طهران عاصمة الدولة الإيرانية, الحليفة الأولى والصديقة للسلطة السورية الحالية. أو ليس من العجب أن الوزير المعلم, انسحب من الاجتماع, ولم يجب بأية كلمة...مكتفيا بالانسحاب... وأن الرئيس نجاد المشهور بعنترياته الخطابية والتي لا تعرف أيا من منطق أو مبادئ الدبلوماسية المهذبة الماكيافيللية, لم ينبس ببنت شفة, ولم يبد أي اعتراض أو كلمة دفاع, عن حبيبه وصديقه بشار الأسـد... عجب العجاب...عجب العجاب.. ماذا يحدث في بلاد المشرق.. بلد العجائب والغرائب, والخلافات الطائفية والمصالحات المصلحية والمحالفات والمخالفات!!!........ لم أعد أفهم أي شـيء من سياسة هذه البلدان... هل مصلحة الأرض والوطن والشعب التي تبقى ـ عادة ـ فوق وقبل أيـة مصلحة؟... أم أن ماكيافيل هو نبيها الموجه الرائد الوحيد...أو أن مخطط الـتـقـسـيـم الطائفي والإثني هو الذي يطفو على السطح السياسي اليوم في مفوضيات تقسيم العالم ومصالحه... وأن حكامنا ومعارضونا المحترفون الـقـابـضون.. راضــون من بداية البدايات بهذا التقسيم.. وليسوا سوى كــراكــوزات منفذه؟؟؟!!!...........
أما الشعب البسيط, بجنوده الصغار, بمجنديه, بضباطه الصغار المؤمنين بمهماتهم وشرفهم ووطنهم, بمعترضيه (ولم أقل معارضيه) الذين كانت لهم مطالب شرعية إنسانية بالحرية والديمقراطية والخبز ومحاربة الفساد المزروع في كل مكان.. والذين قتلوا بالآلاف, ضحية هذه التمثيلية الحربجية الحقيقية, حتى يتعب البلد ويتمزق ويموت ألف ألف مرة.. ويــتــجــزأ...أهذه كانت الغاية حتى يموت ويتجزأ؟...لمصلحة مـن؟ من كان يحرك هذه اللعبة الكراكوزية الدموية الإجرامية.. ومن يريد إنــهــاء سوريا ـ حقيقة ـ كدولة وشعب ووطن؟؟؟!!!...
كل من يـسـاهـمـون في هذه الحرب الشنيعة التي لا اســم لها, شـــركــاء. محركون, منفذون, أو مخـطـطـون... او قــابــضــون!!!.......
كل الذين رفضوا المصالحة السورية ـ السورية حتى هذا اليوم, شركاء في هذه الجريمة اللاإنسانية واللابشرية...وسوف يحاسبون عليها أمام الضمير الإنساني.. وهذه الحقيقة الحقيقية لا بد أن تظهر يوما.
أصـرخ في وجهكم هذا المساء.. أصرخ بوجه من تبقى في أعمق أعماقه بقية وطنية سورية إنسانية. قتالكم لا نهاية له... قتالكم لا غاية له.. سوى حرق وتفتيت وتـجـزئــة هذا البلد...وكل من يفكر منكم أنه رابح..هو خــاســر أبــدي..................
وللقارئات والقراء كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل