أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق














المزيد.....

عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تحتاج الى عالم اجتماع لتعرف ان المشكلة الكردية في العراق ليست مشكلة عسكرية ولا امنية، وانما تنشأ بسبب اختلافات ثقافية تاريخية، اقتصادية اجتماعية وحتى جغرافية، في داخل الجسد العراقي، وبذلك فهي تحتاج الى القليل من التروي والدراسه.
الا ان القادة العراقيين لم يعاملونها طوال تاريخها الا بالسلاح، بسبب سيادة المنطق العسكريتاري، وهوس "الاخضاع بالقوة" الذي دائما يعتبره السياسيون في العراق هو المفتاح لحل جميع المشاكل.

تاريخيا، فان استخدام القوة العسكرية لم يفلح في حل هذه المشكلة، مرض العراق المزمن، منذ ان ضمت بريطانيا منطقة كردستان الى العراق في العام 1925 الى اليوم، مرورا بكل تقلبات العهدين الملكي والجمهوري، حتى تطورت الى غدة سرطانية تهدد بالعدوى مختلف مناطق جنوب وغرب العراق.

ولم يستفد القادة في العراق من دروس وعبر الماضي، ومن فشل الحل العسكري، والخطط الذي تقدمها ادارة السيد المالكي اليوم لا تعدو كونها تكرار لنفس السيناريو، والمحاولات القديمة الجديدة الفاشلة.
كان الاجدر بادارة السيد المالكي ان تقدم دراسة لهذه القضية تعتمد على نظرة متحضرة وبالاستفادة من تجارب الشعوب المتعددة الثقافات وطريقة حل المشاكل الادارية بصورة سلمية. الا انه (السيد المالكي) فضل استمرار النهج العسكري الفاشل، وطرحه بدون بدائل سلمية، او محاولة استمالة الشعب الكردي بخيارات ثانية، وهو خطأ تاريخي من شأنه ان يقود الى الكسر.
ليس هذا فحسب، فقد وصل الامر بالسيد المالكي، في لعبة كسر العظم التي ينتهجها مع كردستان الى تعيين احد المجرمين المعروفين بعدائهم الشخصي للاكراد، كقائد لعمليات دجلة في المنطقة، والذي سبق وان عمل تحت امرة الديكتاتور السابق صدام حسين في كركوك، في ترحيل العوائل الكردية من المحافظة كجزء من عملية التطهير العرقي الذي كان يمارسه النظام انذاك، وفوق ذلك فهو من المشاركين في عمليات الانفال تحت امرة علي حسن المجيد (الكيمياوي).

كان من الافضل لو منح السيد المالكي نفسه فرصة خمسة دقائق لمراجعة تاريخ هذه القضية، وسلسلة تطورها.
فلو القى نظرة تاريخية بسيطة، لوجد ان مطالبات الكرد لم تتجاوز في بداياتها السماح لهم بفتح المدارس باللغة الكردية، الا ان الرد العسكري ايام العهد الملكي دهور الامور مما صعد مطاليب الكرد الى تشكيل وحدات ادراية خاصة وتعيين ابناء المنطقة في المناصب الادارية.
ولم تنجح الاجراءات العسكرية بالقضاء على المقاومة الكردية، التي تنامت بعد ذاك، بل زادت المطاليب الى حكم ذاتي.
وجابهتها الحكومة ايضا بالقمع العسكري فارتفعت المطاليب الى نظام فيدرالي، وفي كل مرة كان يزداد عدد المتطوعين البيشمركة من جهة، ويزداد الشعور بالغبن، ويغذي الوعي الجماهيري في كردستان من جهة اخرى.

وكان المؤمل من الحكومات العراقية الثلاث التي تعاقبت بعد 2003 ان تقدم ورقة عمل مفهومة لحل هذه القضية المستعصية، الا انها فوتت فرصة الحل بسبب قصور الفهم المزمن لدى الساسة في بغداد.
اما المنطق العسكري الذي ينتهجه السيد المالكي، ومن نظرة سطحية للتاريخ يتضح انه لا يجابه سوى الفشل، ومن دراسة كل هذه التغيرات في موازين القوى فان مراهنة السيد المالكي على (عمليات دجلة) لن تقود في حالة شنت الحرب الا الى واحد من احتمالين:
النصر، وهو احتمال سيئ، فعلى ضوء الاحباط من التفاهم مع المركز، بعيدا عن السلاح، سوف تدخل القضية الكردية في مرحلة جديدة، وسترفع القيادات الكردستانية شعار "الدولة الكونفيدرالية"، وتلقى المطاليب الجديدة بلاشك الدعم والزخم الجماهيري، الذي يزيد من تعقيد الامور.
اما الاحتمال الثاني، اي الفشل العسكري فانه يقود الى انتزاع الكرد لبقية المناطق "المتنازع عليها" بالقوة.
وفي كلتا الحالتين فان عمليات دجلة لن تقود الا الى تعميق الجراح، ولن تكون الى خطوة اخرى على طريق تمزيق العراق.

لذلك فمن الافضل للدولة العراقية، من اجل تامين مستقبلي لخارطة العراق هذه ان تقوم بدراسة هادئة للوضع، بالاستفادة من خبرات الدول التي قدمت تجارب ناجحة وعملية في ادارة البلدان المتعددة الثقافات، كالهند، ماليزيا، جنوب افريقيا، وليس اللجوء للقوة، وتكرار سياسات التصعيد الكارثية، فتلك الدول حققت نموا اقتصاديا بلا ثروات طبيعية، بفعل الاستقرار الاجتماعي، الذي انعكس الى استقرار سياسي، لم يحققه العراق الغني، بفعل النهج العسكريتاري.

قبل ذلك عليه ان يعي ان المشكلة الكردية في العراق ليست عسكرية ولا امنية، وانما تنشأ بسبب اختلافات ثقافية تاريخية، اقتصادية اجتماعية وحتى جغرافية.
وقبل ذلك عليه ان يعي ان الحل العسكري لن ينجح في القضاء على تطلعات الشعوب، وان تشكيل الافواج والفرق الخاصة، على غرار (دجلة) لن يقود الا الى المزيد من التمزيق.. وان كنت اشك في ان بامكان السيد المالكي ادراك ذلك، فالرجل يبدو مصرا على الحل العسكري!؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق