أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟














المزيد.....

إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ها قد مضى خمسة وعشرون يوماً على إجراء الانتخابات العامة ، وأسبوعان على إعلان النتائج من دون أن يشهد الشعب العراقي الحكومة العتيدة التي بات ينتظرها بقلق شديد من أجل معالجة الأوضاع الصعبة التي يحياها المواطن في ظل الوضع الأمني المتدهور ، وفي ظل تدهور الخدمات الأساسية التي يحتاجها وفي مقدمتها الماء الصافي للشرب والكهرباء والوقود بأنواعه والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الأمور الهامة الأخرى .
كما يتطلع الشعب إلى معالجة مشكلة البطالة المستشرية في عموم القطر وتأثيرها السلبي الخطير على حياة المواطنين ، ودورها الأخطر في تنامي الأعمال الإرهابية حيث تشكل هذه الظاهرة مرتعاً خصباً لتوليد عصابات الإرهاب والجريمة .
وينتاب الشعب العراقي قلقاً مشروعاً حول مستقبل الديمقراطية في العراق على ضوء نتائج الانتخابات التي جاءت بانتصار كاسح للقوى الإسلامية ، يقابله قلق مشروع آخر حول توجهات حكومة السيد أياد علاوي الذي يمارس سياسة استرضاء البعثيين وضمهم إلى سلطته في مختلف أجهزة الدولة ، والأجهزة الأمنية على وجه الخصوص حتى بدا الأمر وكأن شيئاً لم يتغير بعد التاسع من نيسان 2003 ، ولا شك أن الشعب العراقي ينتابه شعور بالغضب المشوب بالقلق من هذه السياسة بعد كل تلك المعانات والويلات والمصائب التي حلت به على أيدي هذه الزمر البعثية الفاشية .
ولقد بدأ يطفو على سطح الأحداث صراع مكشوف بين القوى الإسلامية وكتلة السيد أياد علاوي وحلفائه من أجل السلطة المتمثلة برئاسة الوزارة ، وتقف القوى الكردية بين الطرفين تنتظر من يتعهد ويلتزم بتلبية مطالبها التي باتت ترفع من سقفها ،لتقف بجانبه ، وهي تجد أن فرصتها اليوم لا تعوض .

وفي ظل هذه الظروف البالغة التعقيد تلعب الولايات المتحدة من وراء الستار دورها القيادي في توجيه الأحداث وتطورها ، وتمارس شتى أنواع الضغوط على سائر الأطراف من أجل تحقيق الأهداف الآنية والبعيدة المدى للسياسة الأمريكية .
وهكذا تبدو الصورة للوضع السياسي الراهن معقدة جداً ، ومما زاد في تعقيدها الشروط والضوابط التي حددها قانون إدارة الحكم لانتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه ، ومن ثم تسمية رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء .
فرغم أن الكتلة الإسلامية الشيعية قد حصدت أكثر من 50% من المقاعد في المجلس التأسيسي فهي ليست بقادرة على تأليف الوزارة من دون الائتلاف مع أحدى القوى ، الكردية أو مجموعة السيد أياد علاوي ، فهناك عقدتان لا بد من تجاوزهما للوصول إلى رئاسة الوزارة .
العقدة الأولى تتمثل بنص المادة التي حددت انتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه بموافقة ثلثي أعضاء المجلس التأسيسي ، وهو ما لم يتوفر للقائمة الإسلامية ، ولا لقائمة علاوي .
أما العقدة الثانية فتتمثل بوجوب تسمية رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية شرط موافقة نائبيه ، وهذا يعني أن رفض أي من النائبين لتسمية رئيس الوزراء يعني رفض المرشح لهذا المنصب .
وهكذا بات على كافة القوى التي حازت على أغلبية أعضاء البرلمان والمتمثلة بالكتلة الإسلامية والكتلة الكردية وكتلة السيد علاوي أن تجد ائتلافاً يسمح لها بتحقيق ما مجموعه ثلثي أعضاء المجلس التأسيسي لكي يتم انتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه ، والتوافق بين هذه القوى أو حداها على الأقل لتسمية رئيس الوزراء والوزراء .
وهذا يقتضي توافق القوى المؤتلفة أن تتفق على صيغة الدستور القادم وعلى السياسة التي ستتبعها الحكومة القادمة قبل تأليفها .
ومن هنا يبدو واضحاً الموقف الحالي المعقد ، والذي حال لغاية اليوم عدم التئام المجلس التأسيسي لانتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه وتسمية رئيس الوزراء وتأليف الوزارة العتيدة .
والوضع الحالي ، ونتيجة للظروف والأسباب التي تحدثنا عنها ، لا يخلو من المخاطر التي تتهدد الوحدة الوطنية ، والتي تتطلب الحكمة والتفكير العميق بكل خطوة تخطوها هذه القوى لكي لا تنزلق إلى صراعات لا يحمد عقباها ، وإن السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة والوصول بالعراق إلى شاطئ السلامة يتمثل بالحرص على الوحدة الوطنية ، والاتفاق بين سائر القوى الوطنية على برنامج وطني ديمقراطي مشترك ، والاتفاق على الخطوط الأساسية للدستور المنشود بما يضمن قيام نظام حكم ديمقراطي فيدرالي تعددي يصون الحقوق والحريات العامة للشعب ،وتحقيق الأمن والسلام في ربوع الوطن ، والتوجه نحو إعادة بناء العراق الجديد ، والأخذ بيد الشعب العراقي نحو الحياة الحرة الكريمة التي تليق به .
إن أية محاولة من جانب أية قوى للاستئثار بالسلطة وتوجيهها بما يتعارض مع طموحات شعبنا في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان سوف لن يقودنا إلا إلى الاحتراب والصراع الذي لا يخدم سوى أعداء شعبنا ، فالحذر ثم الحذر
من الوقوع في هذا المطب الخطر ، والتقدم بخطوات ثابتة وعزم صادق وأكف متشابكة نحو تحقيق المستقبل المشرق لشعبنا ووطننا .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب وأنواعه وسبل علاجه
- ماذا بعد الانتخابات ؟ أسئلة تتطلب الجواب
- هل تتعلم قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية الدرس من نتائج ا ...
- ماذا يدور وراء الكواليس ؟ ومتى نشهد الدخان الأبيض ؟
- في الذكرى الثانية والأربعين لانقلاب شباط واستشهاد عبد الكريم ...
- الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد هل ستستطيع السلطة القا ...
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للوصول بالعراق نحو المستقبل ...
- لماذا تحرم مناطق بعشيقة وبحزاني وبرطلة والقوش من حقها في الا ...
- إنه يوم النصر العظيم لشعب العراق
- تحقق الحلم ومارست حقي في انتخاب ممثلي الشعب بكل حرية
- حذار فالقادم أخطر ،وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية
- من أجل عراق ديمقراطي ودستور علماني أصوت لقائمة اتحاد الشعب
- ما قبل وما بعد الانتخابات ، العراق إلى أين ؟
- الانتخابات المقبلة ومستقبل البلاد
- أين أسلحة الجيش العراقي المنحل ؟
- أبو فرات ستبقى خالداً في قلوب رفاقك ومحبيك
- بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟
- أخلاق الجيرة تقتضي تضميد جراح الشعب العراقي لا طعنه بسيوفكم ...
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
- رسالة تهنئة للأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟