أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟















المزيد.....

بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 10:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن الشعب العراقي يتمنى أن يتم إسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي عبر الحرب الأمريكية إدراكاً منه لما تجلبه الحرب من الويلات والمآسي التي ذاق منها الشيئ الكثير عبر كل حروب صدام التي امتدت طيلة فترة حكمه .بدءاً من الحرب ضد الشعب الكردي مروراً بحرب الثمان سنوات ضد الجارة إيران [ حرب الخليج الأولى ]، فغزو الكويت ثم حرب الخليج الثانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها والتي انتهت باندحار القوات الصدامية ، واستعادة الكويت سيادتها واستقلالها ، وتدمير الجانب الأكبر من القوات والمعدات العراقية وأسلحة الدمار الشامل ،وانهيار الاقتصاد العرقي وبنيته التحتية، وإغراق العرق بالديون ، وأخيراً فرض الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب دون حكامه والذي استمر 13 عاماً وكان تأثيره أشد من جميع الحروب قسوة وتخريباً للبنية الاجتماعية التي لا يمكن إصلاحها إلا عبر أجيال .
ولقد دعت القوى الوطنية ، وفي المقدمة منها قوى اليسار ،دكتاتور العراق صدام إلى الاستقالة والخروج من السلطة لتفادي وقوع الحرب ، كما وجه الشيخ زايد رحمه الله نداءه للدكتاتور بضرورة الاستقالة وأعلن عن استعداه لاستضافته ، لكن الدكتاتور أبى واستكبر ، وظن نفسه قادراً على منازلة أمريكا وحلفائها فكانت النتيجة الاندحار السريع والمريع للقوات الصدامية وسقوط نظامه الفاشي .
ولقد كان في وسع الولايات المتحدة ، وعن طريق مجلس الأمن تغيير النظام العراقي من خلال إجراءات ملزمة تجبر النظام العراقي على أجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة ، لكن المؤسف أن الإرادة الأمريكية لم تكن بهذا الاتجاه ولذلك فقد كان القرار الوحيد من بين كافة القرارات التي أصدرها مجلس الأمن رقم 688 الخاص بحرية وحقوق الشعب العراقي قد تم إصداره ليس تحت البند السابع لكي يجبر النظام الصدامي على تنفيذه ، ولا شك أن الولايات المتحدة لها أجندتها وأهدافها الخاصة التي من أجلها أقدمت على إسقاط النظام الصدامي عن طريق الحرب .
إذاً لقد وقعت الحرب ولم تكن خياراً عراقياً ، ولم تكن للشعب العراقي القدرة على منع وقوعها ، بل لم تكن الحرب خياراً للعديد من الدول الكبرى .
لقد كان من نتائج الحرب ليس سقوط النظام الصدامي فحسب ، بل لقد انهارت كل مؤسسات الدولة بكاملها ، وجرى حل الجيش والأجهزة الأمنية بأسلوب خاطئ لكي تُترك البلاد دون حماية أمنية للمواطنين والممتلكات العامة والخاصة التي أصبحت مباحة للسراق والمجرمين والقتلة الذين امتدت أياديهم الآثمة إلى نهب المتحف الوطني العراقي بما يحتويه من الآثار التي لا تقدر بثمن ،ونهب كافة مؤسسات الدولة وإحراقها تحت سمع وبصر القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة .
ولم تتخذ قوات الاحتلال أية إجراءات فعالة ضد قوى النظام ومؤسساته القمعية وتنظيمه الحزبي الفاشي وما يسمى بفدائيي صدام وعصابته مركزة جهدها على اعتقال 55 شخصاً من رؤوس النظام !! وكأنما ذلك النظام كان يرتكز على هؤلاء فقط ، تاركين تنظيماته وعناصر الجيش المنحل وأجهزته القمعية وقوات أمنه تستعيد أنفاسها، وتعيد تنظيم نفسها لتعلنها حرباً شعواء على شعبنا بحجة [ مقاومة الاحتلال ]!!!، حيث لا يكاد يمر يوم دون تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ، واغتيالات واسعة شملت العديد من الكوادر العلمية العراقية والمواطنين الآمنين ، واختطاف الأطفال وابتزاز ذويهم ، ولم يتورعوا عن القيام بكل الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية مما حولوا حياة المواطنين إلى جحيم حقيقي .
ليس من الغريب على أعوان النظام الصدامي اقتراف هذه الجرائم وهم الذين عودونا خلال 35 عاماً من حكمهم الكريه بمثل هذه الجرائم التي لا تحتاج إلى إلى عمق تفكير ودراسة ، فالمقابر الجماعية ومجزرة حلبجة وحملة الأنفال ، والقمع الوحشي للانتفاضة آذار المجيدة عام 1991 هي الدليل الصارخ على وحشية ذلك النظام المقبور حيث دفع الشعب العراقي ما يزيد على مليوني شهيد وتشريد ما يزيد على أربعة ملايين مواطن هرباً من بطش النظام الصدامي الفاشي ، فهل يحتاج اليسار العربي إلى أدلة أخرى لكي يعترفوا بالحقيقة الفاشية العدوانية لنظام القتلة المدحور ؟؟؟
أي مقاومة هذه التي يتحدث عنها من يطلقون على أنفسهم بقوى اليسار العربي،وهل تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي ذهب ضحيتها أكثر من 50 ألفاً من المواطنين العراقيين الأبرياء ؟؟
هل قتل العشرات من أفراد قوات الشرطة والحرس الوطني التي تتولى حماية أمن المواطنين كل يوم تدخل تحت يافطة المقاومة ؟
ثم هل يمكن أن يحقق القتلة الإرهابيون من وراء جرائمهم هذه هزيمة الولايات المتحدة لتترك العراق لقمة سائغة لقوى الظلام اللادينية [ زمرة بن لادن ] القادمة من وراء الحدود لتجعل من العراق أخطر بؤرة للإرهاب العالمي ؟؟
إن النتيجة الأكيدة لهؤلاء القتلة الإرهابيين هي الفشل الأكيد والاندحار ، لكن الشعب العراقي يدفع اليوم وسيدفع غداً ثمناً باهظاً من أرواح أبنائه ، بالاضافة إلى تخريب البنية التحية للعراق وإعاقة بناء ما خربته حروب النظام واستعادة العراق عافيته وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين .
كيف تبرر قوى اليسار العربي وقوفها إلى جانب أعوان النظام الصدامي وظلاميي العصر المتخلفين الذين يطمحون في إقامة دولة طالبانية جديدة في العراق ، أللهم إلا إذا اعتقد أخواننا المناصرين لقوى الإرهاب هذه أن حكومة طالبان كانت تقودها قوى وطنية تقدمية !!! .
وبودي أن اسأل قوى اليسار العربي ألم يحارب صدام حسين إيران لثمان سنوات نيابة عن الولايات المتحدة مضحياً بأبناء شعبه وكل مدخرات العراق ، بل وإغراق العراق بالديون ، وقد اعترف صدام نفسه للرئيس الإيراني السابق رفسنجاني بهذه الحقيقية قبيل حرب الخليج الثانية ، وأكد هذه الحقيقة هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية في مذكراته !!! .
ولقد أكد الراحل عبد الناصر في حديثه مع وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس أن صدام حسين هو رجل أمريكا الأول في الشرق الأوسط ، وأن المخابرات المصرية قد رصدته مراراً وتكراراً وهو يدخل السفارة الأمريكية في القاهرة عندما كان لاجئاً فيها؟
كيف ينطلي على قوى اليسار أكذوبة قائد الأمة العربية والمناضل ضد الإمبريالية ومحرر فلسطين صدام حسين ؟
أليس صدام من مزق التضامن العربي ؟
أليس صدام من خرب القضية الفلسطينية ؟
أليس صدام من جلب الجيوش الأمريكية إلى المنطقة ؟
إن صدام يستحق من أمريكا أن تقيم له تمثالاً في كل مدينة من مدنها لقاء الخدمات الجليلة التي قدمها لهم .
لكن أمريكا ليس لها صديق دائم ، بل مصالح دائمة كما قال ونستن تشرشل من قبل ومن أجل ذلك ضحت بشاه إيران ، وضياء الحق رئيس باكستان وماركوس رئيس الفليبين ، ونوريكا رئيس بنما بعد أن استنفذت مصالحها معهم ،وصدام حسين بلا شك واحد من هؤلاء الخدم للمصالح الأمريكية .
أنكم مدعون أيها الأخوة أن تقرأوا حقائق التاريخ ، وتعيدوا النظر في مواقفكم من الحملة المسعورة ضد شعب العراق التي تنفذها قوى النظام الصدامي الفاشي وحلفائهم قوى الظلام والبغي السلفي المتخلف من أنصار بن لادن ، وتقفوا إلى جانب الشعب العراقي وقوى اليسار العراقي الذين هم أدرى بما يجري في وطنهم وأكثر حرصاً من غيرهم .
وليكن معلوماً إن الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية وفي المقدمة منه قوى اليسار هم حريصون أشد الحرص بعد إعادة الأمن والنظام العام في البلاد ، ومطالبة كافة القوات الأجنبية دون استثناء بالخروج من العراق وإعادة سيادة واستقلال العراق وحريته كاملة غير منقوصة ، وستناضل من أجل تحقيق هذا الهدف بكل ما تمتلك من الوسائل السلمية ، وإقامة العلاقات المتكافئة مع سائر دول العالم على أساس احترام سيادة واستقلال العراق والمصالح المشتركة ، وستصعّد من أساليب كفاحها إذا ما استمر احتلال العراق بعد تحقيق الأمن والنظام العام وقيام المؤسسات الدستورية وتحقيق النظام الديمقراطي الفيدرالي الذي يضمن كافة الحقوق والحريات العامة لشعبنا وأحزابه السياسية وحرية الصحافة لمنع ظهور دكتاتور جديد في البلاد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق الجيرة تقتضي تضميد جراح الشعب العراقي لا طعنه بسيوفكم ...
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
- رسالة تهنئة للأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد
- جرائم الأشرار في النجف وكربلاء تستهدف إشعال الحرب الطائفية
- صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الدي ...
- هل الانقسامات في الحركة الوطنية ظاهرة صحية في الوضع الراهن ل ...
- من أجل وضع حد لجرائم الاغتيالات في الموصل وسائر المدن الأخرى
- لماذا لا تفصح القوى والأحزاب السياسية عن برنامجها الانتخابي ...
- الانتخابات والحلم بعراق ديمقراطي مستقل آمن
- موقع الحوار المتمدن يواصل تألقه
- هذا هو الطريق لإصلاح منظمة الأمم المتحدة
- الشعب الكوردي وحق تقرير المصير وآفاق المستقبل
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية ـ الحلقة الأخيرة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الحاد ...
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكورية ـ الحلقة العاشرة
- إلى روح الشهيد وضاح حسن عبد الأمير
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاس ...
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الثام ...
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق البعثيون يغدرو ...


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟