أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - الانتخابات المقبلة ومستقبل البلاد














المزيد.....

الانتخابات المقبلة ومستقبل البلاد


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يجتاز الشعب العراقي ظروفاً بالغة الصعوبة بسبب تصاعد النشاط الإرهابي الذي يمارسه حزب البعث الذي جرى إسقاط سلطته الفاشية وبالتعاون مع قوى الظلام الأسود التي تتلبس لبوس الإسلام من أعوان بن لادن والسلفية المتخلفة عن العصر والتي تدعي تمثيلها للطائفة السنية كذباً وزوراً.
وتحاول هذه القوى من خلال تصعيد نشاطها الإرهابي هذا الحيلولة دون تمتع شعبنا بحق كان يحلم أن يمارسه منذ ثمانية عقود ،ذلكم هو حقه في انتخاب ممثليه إلى البرلمان بجوٍ من الحرية والديمقراطية التي حُرم منها طيلة تلك العقود.
فلم يكد يمر يوماً واحداً دون أن نشهد المزيد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات والخطف بغية إرهاب المواطنين وتخويفهم ،ومنعهم من التوجه لصناديق الانتخاب .
وفي ظل هذه الظروف البالغة الصعوبة ، ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في الثلاثين من هذا الشهر نجد المشهد العراقي الحالي تتقاذفه الصراعات والتناقضات التالية :
1 ـ قوى الإسلام السياسي الشيعي متحمسة لإجراء الانتخابات في موعدها مطمئنة إلى قدرتها على الفوز فيها بنسبة عالية ، مدعومة بالحوزة العلمية وعلى رأسها السيد علي السيستاني ، ولها بطبيعة الحال أجندتها الإسلامية ، لكن هذا لا يعني أن هذه الأحزاب تمثل وحدها الطائفة الشيعية ، فهناك جانب كبير جداً من الطائفة والتي تؤمن بالنظام الديمقراطي والدستور العلماني .

2 ـ قوى الإسلام السياسي السني التي تهيمن على إرادتها ما يسمى بهيئة علماء المسلمين والتي هي على صلة وثيقة بما يجري اليوم على الساحة العراقية من أعمال إرهابية بدعوى مقاومة الاحتلال ، وتحاول هذه القوى الحيلولة دون ممارسة الطائفة السنية لحقها في الانتخاب من خلال ترهيب وتخويف المواطنين ، ودفع قيادة الحزب الإسلامي لإعلان انسحابه من الانتخابات ، علماً أن الأغلبية السنية الصامتة، والتي تنشد قيام عراق ديمقراطي متحرر تتطلع بشغف لممارسة حقها الانتخابي لو استطاعت السلطة تحقيق وضع أمني حقيقي في مناطقها.

3 ـ القوى السياسية الكردية تسودها حالة من التردد في المشاركة في الانتخابات في موعدها الحالي أو طلب تأجيلها بسبب مشكلة المهجرين الأكراد من محافظة كركوك حيث مارس النظام الصدامي عملية التهجير والتطهير العراقي البشعة للقوميتين الكردية والتركمانية ، وإسكان العشائر العربية مكانها لتغيير الطبيعة الديمغرافية للمحافظة ، وتطالب بتنفيذ الفقرة 58 من قانون إدارة الحكم ، وتهدد برفض الاشتراك بانتخاب مجلس المحافظة ، وقد اختارت الأحزاب الكردية دخول الانتخابات بصورة منفردة مما كان سيعزز جانب القوى الديمقراطية في الانتخابات بما يحقق فوزاً كبيراً فيها .

4 ـ القوى الديمقراطية والعلمانية ، وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي لم تستطع إيجاد قواسم مشتركة لخوض الانتخابات في قائمة موحدة على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الحزب الشيوعي في هذا السبيل مع هذه القوى مما دفعه إلى الدخول بقائمته [ اتحاد الشعب ] بالتحالف مع بعض العناصر الوطنية المستقلة .

5 ـ أحزاب وقوى السلطة وعلى رأسها حركة الوفاق بقيادة علاوي والياوروالتي تحظى بمباركة الولايات المتحدة والتي تحلم بالاستمرار بحكم العراق بوجوه بعثية جديدة يرفضها الشعب العراقي الذي اكتوى بنير عصابة البعث طيلة 35 عاماً بكل تأكيد .
وبالرغم من هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها العراق ، وبالرغم من تكالب دول الجوار في التدخل في شؤون العراق ، ودعم الإرهابيين من قبل البعض نرى في المشهد السياسي الحالي هذا الكم الكبير من القوائم المتقدمة للانتخابات فقد كان يتطلب الوضع الخطير هذا تكاتف وتعاون سائر القوى الوطنية المكتوية بنظام صدام حسين وحزبه الفاشي في جبهة متحدة تقوم على أساس برنامج وطني يحدد معالم الدستور الدائم للبلاد بشكل توافقي يضمن كامل الحقوق والحريات الديمقراطية في البلاد ،وحل دائم للقضية الكردية قائم على أساس الفيدرالية والحفاظ على وحدة الوطن أرضاً وشعباً ، وهذا هو السبيل الأمثل والأضمن للخروج بالعراق من هذا النفق المظلم وإيصاله شاطئ السلام والأمن ، والتوجه نحو بناء العراق الجديد والسير به نحو الازدهار .
ومن المؤسف أن القوى الوطنية لم تتوصل إلى تحقيق هذا الحلم قبل الانتخابات وأصرت على الدخول أما منفردة ، أو من خلال تكتلات محدودة والنتيجة ستكون بكل تأكيد قيام مجلس تأسيسي تتقاذفه الصرعات حول الدستور، قسم ينادي إلى دستور علماني ديمقراطي ،وقسم آخر ينادي بالدستور الإسلامي في وقت تجابه هذه القوى محاولات مستميتة من جانب القوى الصدامية للعودة للسلطة من جديد.

لكني اعتقد أن المجال سيبقى مفتوحاً حتى بعد الانتخابات لقيام هذه الجبهة إذا ما صدقت النيات بالسعي لبناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي ، وإذا ما شعرت القوى الوطنية بمسؤوليتها تجاه الشعب والوطن ، واتفقت فيما بينها على الخطوط الأساسية لمشروع الدستور ومستقبل العراق الديمقراطي المتحرر، وركزت جهودها على التصدي لقوى الإرهاب والجريمة ، وإحلال الأمن والسلام في ربوع العراق الذي هو الشرط الأساسي لإعادة بناء العراق الجديد ، وتحقيق حلم الشعب بحياة هانئة وكريمة .
إن ما يثير القلق لدى أبناء شعبنا هو أن تسفر نتائج الانتخابات عن فوز قوى تتنكر لقضية الديمقراطية والحل الفيدرالي للقضية الكردية ، والموقف من الاحتلال وتحقيق السيادة الحقيقية والاستقلال الناجز للعراق، فالموقف من هذه المسائل التي تتسم بالأهمية القصوى هو الذي سيحدد طبيعة العلاقات بين القوى الوطنية توافق أم صراع ، وبالتالي سيتقرر مصير الشعب والوطن فإما تحقيق الأمن والسلام واستئصال الإرهاب والتطور والازدهار ، وأما امتداد الصراع بين سائر الأجنحة وما يمكن أن ينتج عنه من ويلات ومصائب لم يعد الشعب العراقي قادراً على احتمال المزيد منها فقد كفاه ما تحمل من طغيان نظام صدام حسين وحزبه الفاشي .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أسلحة الجيش العراقي المنحل ؟
- أبو فرات ستبقى خالداً في قلوب رفاقك ومحبيك
- بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟
- أخلاق الجيرة تقتضي تضميد جراح الشعب العراقي لا طعنه بسيوفكم ...
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
- رسالة تهنئة للأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد
- جرائم الأشرار في النجف وكربلاء تستهدف إشعال الحرب الطائفية
- صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الدي ...
- هل الانقسامات في الحركة الوطنية ظاهرة صحية في الوضع الراهن ل ...
- من أجل وضع حد لجرائم الاغتيالات في الموصل وسائر المدن الأخرى
- لماذا لا تفصح القوى والأحزاب السياسية عن برنامجها الانتخابي ...
- الانتخابات والحلم بعراق ديمقراطي مستقل آمن
- موقع الحوار المتمدن يواصل تألقه
- هذا هو الطريق لإصلاح منظمة الأمم المتحدة
- الشعب الكوردي وحق تقرير المصير وآفاق المستقبل
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية ـ الحلقة الأخيرة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الحاد ...
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكورية ـ الحلقة العاشرة
- إلى روح الشهيد وضاح حسن عبد الأمير
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاس ...


المزيد.....




- تأجيل قرار محكمة نيويورك حول إدانة ترامب
- بلينكن: سنواصل حشد الدعم لكييف
- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 11 مليون قرص من مادة ا ...
- الخارجية الأوكرانية: كييف لا تمتلك أسلحة نووية ولا تنوي صنعه ...
- الجزائر.. المجلس الشعبي الوطني يعتمد بالأغلبية أكبر ميزانية ...
- -مستهدفا مقر وزارة الدفاع مرتين ومقر وحدة استخبارات-..-حزب ا ...
- مصر.. توضيح جديد بشأن احتمال إيقاف عمل ملايين الهواتف المحمو ...
- عاصفة شمسية تفسر غموضا أحاط بأورانوس وأقماره منذ 38 عاما
- السودان يمدد فتح معبر أدري مع تشاد لثلاثة أشهر إضافية لإيصال ...
- ترامب يعين روبيو للخارجية وغايتس مدعيا عاما ومنشقة ديمقراطية ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - الانتخابات المقبلة ومستقبل البلاد