أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (2)















المزيد.....



الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (2)


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 15:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" تبدو افعال الافراد في التاريخ حرة ، لكن المبدأ الكامن وراء سلوكهم يتصف بالحتمية ، وهذا هو التناقض المتاصل في طبيعة التاريخ "
هيجل

كثيرون هم من تنبهوا بأن للتاريخ مسالك محتومة ( أو تكاد ) في حركته ، وأن حوادثه لا تجري على نحو من الحرية المطلقة كما هو مالوف في الوعي الثقافي البشري المعاصر ، ومنهم هيجل الذي عُرف بانه فسر التاريخ تفسيرا مثالياً مبني على ميتافيزيقيا تاملية ..
و سبق لكثير من فلاسفة التاريخ ان رصدوا بعض الملاحظات ، على سبيل المثال التشابه بين زوال الحضارتين الرومانية واليونانية لتحل محلهما حضارة مسيحية – غربية معاصرة من جهة ، وبين زوال الحضارتين البابلية والمصرية لتحل محلهما حضارة اسلامية – عربية شاملة من جهة اخرى ..
لكن مثل هذه الحوادث قد تعزى للصدفة المحضة وليس الى نوع معين من " الحتمية " في قوانين حركة التاريخ ، أما في موضوع اليوم ، واستكمالاً لما بداناه في سابقه ، سنناقش متشابهات جديدة قد تبدو هي الاخرى حتمية على نحو ديناميكي احتمالي - كوانتي مغاير للحتمية الكلاسيكية الجامدة تمثل علاقة التضاد بين السنة والشيعة في حركة تاريخ الحضارة الإسلامية ، والتي سنجد فيها نوعاً من الحتمية الكامنة وراء قوانين " كوانتية " واضحة المعالم ضمن دائرة هذا التناقض ..

(1)

قصة كراهية الشيعة ، والامتعاض الجمعي الذي يعانيه الوعي الثقافي الاسلامي العام من اي كلمة لها علاقة بالتشيع ( والعكس ايضاً لدى الشيعة ) ، لها في الحقيقة جذور ممتدة في وقائع تاريخية نسجتها وصيرتها بهذه الكيفية وعلى هذه الشاكلة ، ومنها حادثة سقوط بغداد في 27 يناير من العام 1258 م وقتل الخليفة العباسي المقدس في الثقافة الاسلامية وتحميل الشيعة مسؤولية غير حقيقية عن اجتياح المغول للبلاد الاسلامية مع ان العباسيين انفسهم اول من حرض المغول على ذلك كما سناتي لهذا بعد قليل ..
مثل هذه الاساطير التي تحمل مسؤولية الفشل لمذهب مغاير نجدها تبرز بقوة على يد بن تيمية الذي عاصر الاجتياح المغولي والانهيارات الدراماتيكية للبنية الحضارية للدولة الاسلامية في ذلك العهد الذي تعج به امثال هذه الاساطير التي اوصلتنا اليوم لدرجة باتت تهدد الكيان الكلي ، و العميق تاريخياً للحضارة الاسلامية ، بان يزول برمته بسبب ما تبثه من الفرقة و الإنقسام لتحل محله كيانات مذهبية طائفية ضحلة متناثرة هنا وهناك تفقد الحضارة الاسلامية دورها التاريخي كحضارة منافسة للحضارة الغربية ، وهو ما تضطلع به ايران ومحورها وتنائ عنه العربية السعودية وحكام الخليج ..
ربما يعتقد البعض بان للاستعمار الدور الابرز في هذه التفرقة ، وهذا فقط جزء من الحقيقة ..
الاستعمار يهيج الصراعات ويحرض على تقليب المواجع " التاريخية " ليؤجج نار الفتنة لا اكثر ..
جمرُ هذه النار مخبوءٌ تحت رماد التاريخ السابق لهذا الاستعمار ، جوهر التناقض التاريخي " السني – الشيعي " في تكوين الفكر السياسي الإسلامي ..
هذا التناقض البادي في وقائع الحاضر وما تبشر به غيوم المستقبل السوداء بالنسبة لكثير من المثقفين تعزز الخوف بأن الامة الاسلامية ربما تكون ماضية في طريقها لمزيدٍ من الفرقة و الإنقسام في ظل استقطاب اميركي غربي للفكر السلفي تجاه ايران والشيعة ، وهو ما يزيد من رصيد هذا الجمر تحت ذلك الرماد ..
فالتناقض حركة وحياة جديدة حسب هيجل ، وهو تكامل بين ضدين لتشكيل وحدة واحدة ايضاً حسب فلسفة طاو الشرقية ، لكن حالة الاستقطاب السلفي من جهة ، و الامامي الشيعي من جهة ثانية لا تبشرنا اليوم بتكامل ولو بابسط انواعه ، وإنما بنوع " حاد " من علاقات التضاد قد تزيد من التفكك بدلا من ان تؤدي الى تعزيز وتنويع الكيان الإسلامي العام ..
واول خطوة نحتاجها للمعالجة الشاملة هو قبول الشيعة لأهل السنة كمكون حضاري " مختلف " في الاسلام وقبول اهل السنة للشيعة كمكون حضاري " مختلف " في الاسلام لتخفيف حدة التناقض التصادمي ليصبح تناقضاً تكاملياً ..
هناك حاجة ملحة لقبول " المختلف " مهما كان وجه اختلافه ، واعتباره مسلماً ، كذلك قبول غير المسلم واعتباره إنساناً ، وهو ما يعني الحاجة إلى " أنسنة " جذرية شاملة للدين من جديد ..
هذا طبعاً لن يتم إلا بخطوات تاريخية تتخذها السلطات السياسية التي تحكم ايران والعراق والشام و مصر والمغرب العربي ..
( اذا استثنينا طبعاً حكام الخليج ومن يمثل صوتهم من رجال الدين ، كوننا على يقين بانهم بعيدون كل البعد عن مثل هذه الافكار وهم غير مستعدين ابداً لقبولها باي صيغة من الصيغ لأسباب تتعلق بالتبعية السياسية للمشروع الامبريالي إضافة لطبيعة البنية الثقافية والمذهبية وهي ليست موضوع اليوم ..)
من هذه الخطوات التاريخية على سبيل المثال لا الحصر ، ان يقوم الحكام ورجال الدين الشيعة بتحريم " سب " الخلفاء من قبل عامة الشيعة وتوضيح الخلاف السياسي بين البيت الهاشمي والاموي ، وبين علي واصحاب الرسول ، بانها خلافات سياسية بحتة ، ولو استوجبت الكفر لطرفٍ فيها ، فهذا ما يبت بأمره الى الله ولا يجوز للامة الاسلامية ان تخوض في ذلك الماضي السحيق ..
أي ان تسلم امر الخلافة والخلفاء لله العزيز الحكيم ..
كذلك الحكام ورجال الدين من اهل السنة ، عليهم ان يشددوا على عدم قبول التطرف واحترام الاقليات الدينية وطقوسها واعرافها واعتبارها " جزءاً " من الحضارة الاسلامية واثبات ذلك بخطوات عملية ، كالسماح للشيعة بممارسة طقوسهم في اي مكان في العالم الاسلامي والاعتراف بمذاهبهم كمذاهب اسلامية في المدارس والجامعات الدينية ..
وكذلك افساح المجال للمسيحيين وغيرهم ببناء الكنائس والمعابد ضمن قوانين وشروط تحافظ على المجتمع وتحترم تنوعه و تأخذ في الحسبان التوزيع السكاني والطبيعة الاجتماعية للمدن ..
فالوعي الجمعي الشيعي حالياً ، يعتقد بان البيعة لغير علي واهل بيته خطيئة تاريخية ارتكبتها الامة الاسلامية .
وحسب الوعي الجمعي السني وما فيه من اعتقاد سائد حالياً ، الشيعة روافض وكفرة بأحقية الشورى واجماع الامة بالحكم ...
لو تقبل عامة المسلمين موضوعة " الخطأ النسبي " في التاريخ الاسلامي ، قبول اهل السنة للشيعة بأخطائهم وقبول الشيعة لأهل السنة بأخطائهم ، وقبول حق البشر " اجمعين " بــ { نسبة } من الخطأ استناداً على التناقض الاصيل في طبيعة الاشياء الجدلي في الوجود ، عند ذلك تتقارب مكونات المجتمع الاسلامي مشرعة لانطلاقة جديدة للحضارة الاسلامية ، ويكون فقط عندها التناقض الجدلي في هذا الكيان الحضاري تناقضاً بناءاً ( حسب فلسفة طاو ) ، لا تناقضاً هدمياً صدامياً حسب رؤية التطرف الامبريالي – السلفي الممثل لافكار المحافظين الجدد وحكام الخليج ..
هذا كله ممكن فقط اذا تخلص العرب من خوفهم تجاه ايران وتجاه الشيعة الذين باتوا اليوم متقدمين عسكرياً .. و صناعياً بما تمثله ايران كدولة اقليمية " عظمى " في المنطقة متفوقة على اسرائيل ، وهو ما لا تستطيع ولا ينبغي لها ان تبلغه كافة الدول العربية مجتمعة وفق ما تمليه الهيمنة الغربية عليها..
فبعض الاخوة وجدني ( حسب رايه ) منحازا للشيعة بهذا الخصوص .. مع اني لا انكر بان السلطة الدينية في ايران هي سلطة ثيوقراطية متصلبة ، لكنها ليست متطرفة على الإطلاق بما يتعلق بقضايا الامة المصيرية الجامعة ، واتحدى إثبات عكس ذلك ..
لماذا الخوف من ايران نووية في الوقت الذي تدعوا ايران فيه العرب ان يصبحوا " نوويين " مثلها ، واين هو وجه التطرف الايراني كدولة لها سياسة خارجية تجاه الامة الاسلامية والعربية ؟
لماذا يهتم العرب بابي موسى وطنب الصغرى والكبرى المحتلتين منذ عهد الشاه ، او يهتموا بمجرد تسمية " الخليج الفارسي " ، ولا احد يذكر " سبتة ومليلة " اللتين تحتلهما اسبانيا ، او " الجولان " او الجزر السعودية في البحر الاحمر التي تحتلها اسرائيل ؟؟
لماذا لا تحسب لايران وقفاتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية منذ اليوم الاول للثورة الشعبية الايرانية في 1979 ؟
لماذا لا يقبل الحكام العرب ، في ان تكون القوة العسكرية الايرانية في خدمة العرب ، وايران تمد يدها دائماً وتجعل قوتها العسكرية في خدمة العرب حتى مع حركة سلفية متشددة مثل حماس ، لماذا لا يقبلها العرب .. بل يصرون على انها عدوهم الاول ؟؟
في الحقيقة ، لستُ هنا بصدد التشنيع بالموقف الثقافي او السياسي للعقل الجمعي العربي الذي تستفزه ايران اكثر مما تستفزه اسرائيل واسبانيا والولايات المتحدة .. لان هذه الاستثارة سببها " تناقض " حاد في الوعي الجمعي الاسلامي العربي وهو ما نحن بصدد دراسته وتفكيكه في هذه السلسلة ..
فهذه المشكلة تتعلق بقضية جدلية ثقافية عميقة في التاريخ تختصر الصراع بكليته في صورة ، ولا يمكن تشخيص المشكلة الحقيقية ما لم نمر على اهم المفاصل التاريخية التي خلقت هذا الخوف في العقل الجمعي الاسلامي تجاه كل ما هو شيعي ..

(2)

لعل الشعور العربي المزمن تجاه الايرانيين بانهم ذوي طموح " استعماري " توسعي ، هذا الشعور تاريخي و عميق جداً حتى ينسب الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قوله :
ليت بيننا وبينهم جبلاً من نار فلا يصلون الينا ولا نصل اليهم ( يقصد الفرس )
التراكمات التاريخية كبيرة تلك التي جعلت العقل العربي ينفر ومنذ فترة مبكرة في التاريخ الإسلامي من كل ما هو فارسي ، وهي بصورة عامة تراكمات ثقافية تتعلق بطبيعة الثقافة والموروث الحضاري الفارسي بالغ القدم والذي كان يتربع على مواريث بين النهرين الاقدم وكذلك الطابع الثقافي الخاص للحضارة الايرانية القديمة ..
هي بجملتها قائمة على قدسية الدولة والانتماء لشعبٍ واحد يعتز بموروثه الثقافي ، اصطدمت بثقافة الفتح الاسلامي المقدس الذي دخل العراق ومن ثم بلاد فارس ، هذا الاصطدام ارهق " العرب " منذ البداية وجعل عمر بن الخطاب يصرح بمقولته الشهيرة تلك ..
و بعد كل هذه القرون، هناك ما لا يستطيع العقل العربي استيعابه :
ان ردة الفعل " الحضاري " طبيعية جداً ، خصوصاً لدى شعوب تمتلك مثل هذا الموروث الثقافي العميق ، لهذا السبب وعلى نقيض العرب ، كان الفرس ولا يزالون ذوي نزعة ريادة وقيادة مركزية لا يفضلون من يتحكم بهم بسبب الشعور القومي والحضاري العظيم الراسخ الجذور في الوعي الجمعي للشعوب الايرانية قديماً وحديثاً ، وهو ما يؤهلهم اليوم اكثر من غيرهم لقيادة " الامة " لولا المذهب الإمامي السائد في هذا البلد ..
الايرانيون على الاقل انصهروا في الاسلام ومنذ وقت مبكر ، بينما ما حدث مع " الاقباط " في مصر انهم لم ينصهروا في الاسلام ، بل حتى لم ينصهروا في الكاثوليكية الرومانية قبل الاسلام ..
كذلك اللاتين الاسبان الذين استعادوا هوية بلادهم المسيحية بعد صراع طويل مع المسلمين ولو بعد حينٍ من الزمان ..
الايرانيون إذن ، ابتلوا بقبول نوع من الفكر العقائدي في الاسلام مناوئ للسلطات السياسية التي حكمت الامة عبر التاريخ .. وهو الفكر الشيعي الاثنا عشري ( الإمامي ) ، فهل كان من الاجدى لهم ان يبقوا على الزردشتية والمجوسية التي تركوها ولا يزال العرب يوصمونهم بها ؟
قبول الايرانيين للإسلام الشيعي ، وحسب نظرية هذه الدراسة فرضته قواعد الحتمية في الوعي التاريخي للحضارة الاسلامية كما سناتي لهذا بعد قليل .
و هذا بطبيعة الحال لا يعني ان الشعب الايراني بأكمله اليوم عدوانياً ويسعى لفرض الهيمنة والسيطرة بشكل مطلق وفق هوية ثقافية اسلامية مغايرة ، فالعرب المسلمين الاوائل كانت لديهم مثل هذه النزعة وان ارتدت لبوس الحرب المقدسة والفتوح جهاداً في سبيل " الله " ..
مع ذلك ، مثل هذه النزعة فقدها العرب بوقت مبكر جداً بسبب الصدوع التاريخية الكبرى التي نخرت الجسد السياسي والثقافي العربي ، وهي عوامل تاريخية متعددة ولعل اهمها ما تسبب بفعل الخلافات الهاشمية الاموية على سدة الحكم ، والخلافات الهاشمية – الهاشمية بين بني العباس وبني عمومتهم الطالبيين فيما بعد ..
فكانت النتيجة دويلات اسلامية متناحرة وان اتسمت بطابع الحضارة الاسلامية الكبرى الواحدة ، ومن بين هذه الدويلات كانت هناك دويلات " شيعية " عربية بطيفها المركزي الاساس وان تلونت احيانا ، منها الحمدانية و الزيدية والفاطمية والادريسية في اوقات متزامنة مع الدولة المركزية العباسية في بغداد ..
هذه الخلافات ساعدت شعوباً اخرى دخلت الإسلام مثل الايرانيين والاتراك على الصعود إلى معترك ريادة الدولة الاسلامية بدلاً عن الشعوب الناطقة بالعربية ، وقد استوى للعثمانيين والصفويين هذا بشكل واضح بعد ان اطاح هولاكو بأسطورة الخليفة العباسي ، خليفة المسلمين الاقدس ، يوم قتلهُ في بغداد شر قتلة..
قبل هولاكو لم يكن الوعي الجمعي الثقافي الاسلامي العام يتقبل مجرد فكرة " خلع " الخليفة ، فكيف قتله ..؟
لكن ، بعد قتل الخليفة ، قتلُ " الرمز " المقدس للخليفة العربي في وعي المسلمين الجمعي في عموم البلاد الاسلامية ، عربية وغير العربية ..
وبهذا ، طويت فكرة الخليفة العربي ، وحل محله " السلطان " العثماني التركي ..
لكن صدى الخلاف الشيعي السني لا يزال يتردد بسبب الحافظة الثقافية التي حملت " الشيعة " مسؤولية فتح بوابات بغداد لهولاكو ، مع ان الخليفة الناصر لدين الله هو اول من جعل جنكيز خان جد هولاكو يطمع بالبلاد الاسلامية حينما كاتبه لاحتلال البلاد الاسلامية التي كان يحكمها خوارزمشاه ..
وهذا تناقض تاريخي كبير بتحميل وزير دولة مثل بن العلقمي كامل مسؤولية صراع وتداعيات تاريخية اسبق ، تناقض تاريخي روج لاسطورة وهمية قام على اساسها بن تيمية بصياغة الفكر السلفي على شاكلته اليوم التي اكملها عبد الوهاب وعبد الله عزام وكانت خاتمها السطحية في بن لادن وتنظيم القاعدة ..
هو نفس السيناريو الذي حمل العرب فيه شيعة العراق فتح بوابات بغداد للجيش الاميركي في 2003 ، و الذي ساعدهم لشنق الرئيس صدام حسين ، مع ان العالم كله شاهد اعترافات ضباط الحرس الجمهوري في جيش صدام بعد الحرب بان لا خيانة يمكنها ان تجعل جيشاً بأكمله يترك الميدان ، ما حدث هو عدم وجود " عقيدة " يحارب من اجلها هذا الجيش ، وهو ما حدث على بوابات طرابلس الغرب ايضاً يوم سقطت بأيدي ثوار ليبيا المدعومين من النيتو ، وهو ما حدث يوم سقطت بغداد وتثبت هذا وقائع وشواهد تاريخية متعددة ولا حصر لها .

(3)

المفارقة هي تهليل العرب لقتل " القذافي " الذي ضرب موكبه في " سرت " من قبل قوات النيتو الغربية الاطلسية ..
القذافي الذي نادى يوماً باستعادة " الدولة الفاطمية " في شمال افريقيا ، ليكون هو للمسلمين إماماً ولأفريقيا ملك الملوك ..
لماذا لم يعترض الوعي الثقافي العربي على السلفيين " العلاقمة " في ليبيا وسورية ولبنان وهم من جر كل دوائر المخابرات الغربية لتعمل على الارض العربية الاسلامية ؟
لماذا يقبل العرب العمل مع الشيطان ضد الشيعة المسلمين ....؟؟؟؟
لماذا هذا التشويه الدائب على تخوين الشيعة في العراق ؟
ايهما يا ترى افجع :
اعدام صدام حسين ليلة عيد الاضحى .. ام إعدام القذافي بسيخٍ في دبره ؟؟
لماذا تلك هي واحدة التي يتم تداولها على مر الاجيال حتى ذكرها " عادل إمام " في مسلسله التلفزيوني فرقة ناجي عطا الله ، وهي اعدام صدام ليلة الاضحى ، فيما قتل القذافي بسيخٍ في الدبر ... لا يتداولها احد ؟؟؟
نعم , وحسب هيجلٍ ايضاً ، التناقض اصيل في طبيعة العقل الجمعي العربي الذي يعتبر من الشاه اسماعيل الصفوي دجالاً افاكاً وسفاحاً مجرماً حين اجبر الشعب الايراني السني للدخول في التشيع بقوة السيف في الجملة ، لكن هذا التاريخ وموروثه يغض الطرف عن صلاح الدين الايوبي حامي حمى الامة وقدسها اورشليم ، قاتل السهروردي ومجبر الشعب المصري " الفاطمي – الشيعي – العربي " على الدخول في المذهب السني بقوة السيف وبالجملة وفي فترة تاريخية سبقت ما فعله شاه اسماعيل بحوالي اربعة قرون ..
ما هو تأثير هذا التناقض على مجريات التاريخ قديماً وحاضراً يا ترى ؟ وما هي دلالاته ؟
دلالة هذا التناقض تشير الى وعي " حي " ذو ميلٍ معين في تاريخ الحضارة الاسلامية ، فهو خطأ معياري صريح وواضح في " وعي الامة " .
هل حقاً ان هذا التناقض يؤشر لنوع من " الحياة " و " الوعي " في كيان التاريخ ؟؟
فاهم ما يميز الحياة هو الميل والتناقض المنطقي الذي يفرقها عن الآلة بما يعرف بالخطأ المعياري Standard Error حسب ما يعرف بفرضية " جودل " ..
وهذا يعني ، اننا لو وجدنا امثال هذه " الاخطاء " المعيارية في التاريخ ، فهي مؤشرات حياة تتبدى في صيغة هذا التناقض ..

(4)

في مواضيع كثيرة تطرقنا الى مسالة " روح " التاريخ ، وفيما اذا كانت لهذا التاريخ روحاً ما ورائية رباعية الابعاد تفعل فعلها وتترك اثرها الخفي عبر" تأثيرات كوانتية " بالوعي الجمعي ..
فتظهر كسلوكيات جمعية في عالمنا من حيث لا ندري .. وهو ما يعزز مبدأ الحتمية في التاريخ وفق التصور الهيجلي ..
وبما اننا بينا في غير موضع بان " الوعي " من خصائص العالم الكوانتي - رباعي الابعاد الذي لم يبت فيه العلم البشري بعد ، لذا يلزمنا اليوم البحث عن " طفرات " كوانتية كمية في المسار رباعي الابعاد لحركة التاريخ في الحضارة الاسلامية لنثبت ذلك ، وتحديداً في موضوع تناقض الوعي الثقافي الاسلامي في تعاطيه مع احداث صراع السلطة بين الشيعة و السنة قديماً وحديثاً .
فسمات العالم الكوانتي والاخطاء المعيارية في حركة التاريخ ستكون الدليل على نوعٍ ما من الحتمية والوعي ذو الخطأ النسبي في مسارات الاحداث .
لكي نجد هذه " الطفرات " الكوانتية في التاريخ ، علينا ان نوضح ماهيتها بإيجاز اولاً .
مبادئ عالم الكوانتم جمعية كلانية كما وضحنا هذا في " فيزياء العالم الآخر " ، حيث يكون التأثير بالحث الجمعي هو الاساس في تشكيل " ناموس " ذلك العالم واروع امثلة هذا الناموس هو اشعة الليزر المناقضة لناموس الضوء الاعتيادي المتفرق المتشتت ، وضربنا بمثل الكردوس العسكري المنسق كنظير لضوء الليزر وجموع متسابقي المارثون الغوغاء كنظير لمويجات الضوء الاعتيادي ..
اساس التناسق في عمل الكردوس العسكري والليزر هو العمل ضمن " ايقاع Rhythm " موحد ..
بالتالي ، علينا ان نجد حوادث تاريخية لها ايقاع موحد ومتطابق تماماً تعطينا مؤشراً مقنعاً بانها خاضعة لتأثيرات كوانتية ما ورائية رباعية الابعاد ، خارج مادية وتنتمي للوعي الكلي للتأريخ ..
ولعل حادثتي صلاح الدين وقضاءه على التشيع الاسماعيلي الفاطمي في مصر بحدود العام 1172 م ايام الخليفة رقم ( 33 ) المستضيء بأمر الله العباسي ، و الشاه اسماعيل الصفوي وقضاءه على شيوع المذهب السني في ايران بعد اربعة قرون من الزمان بحدود العام 1505 م ، قد اثار في ذهني قضية " الكارما " في الديانات الشرقية القديمة التي تعتقد بان لكل حدث " ارتداد " معاكس قد يتاخر هذا الارتداد لزمن طويل ..!
فهو يحتاج ان يقطع فترة زمنية مثل موجة الماء المنطلقة من وسط البركة ، تحتاج لفترة من الزمن حتى تصل لحافة الجرف وترتد للمركز من جديد ، وكأن ما فعله اسماعيل الصفوي " ارتداد " تاريخي كوانتي مناقض لما فعله صلاح الدين قبل قرون ..!
فالكارما ومبدؤها هو مبدأ الايقاع الكوانتي نفسه ، ويوازي نوعاً ما مبدأ " الفوتون المزدوج " في الكم ..
حين ينطلق فوتوني ضوء ، وباتجاهين متعاكسين ، يتناغمان بالحركة حتى لو فصلتهما مسافة سنين ضوئية ويعانيان نفس الحيد والانكسار والانعكاس ، وهذا مبدأ غير قابل للتفسير المنطقي ابداً ، لكنه موجود ومثبت فيزيائياً ، ويمكننا ان نعده من جملة قوانين " ما وراء المادة " ..
مثل هذا المبدأ الماورائي ، من المفترض ان نلاحظه كومضات في تتابع سلسلة احداث التاريخ ... كي نثبت ان للتاريخ " وعياً " أو كما تصور هيجل في تفسيره المثالي له عن الحركة والحياة بانهما تصدران عن التناقض ، وتناقض الاحداث يؤشر الى نوع من " الحياة " في التاريخ ..
مزدوج صلاح الدين – شاه اسماعيل المتناقض نموذج اول ، لكن ، ماذا عن نموذجي حزب البعث العربي الاشتراكي المتناقضين في سوريا – العراق ؟؟

(5)

من الغريب حقاً ان يكون لبلدين متجاورين لهما تاريخ مشترك مثل دائرة التناقض " المتناظرة " هذه ، فالعراق في عهد حزب البعث بقيادة صدام محكوم من قبل فئة يؤيدها بشكل مطلق 20 % من السنة العراقيين العرب في المنطقة الغربية من هذا البلد ، فيما الاكثرية الشيعية المقاربة لــ 60 % رازحة تحت وطأة التهميش والإقصاء من الحكم الفعلي للبلاد ..
على النقيض من سورية ، 15 % من علويين وشيعة يهمشون 65 % من السنة العرب ..
بعد إخراج الجيش العراقي من الكويت ، اثر تحالف امريكي دولي خليجي عربي ، انتفض الجنوب الشيعي في آذار 1991 ..
و بعد إخراج الجيش السوري من لبنان ، مع فارق زمني طبعاً ، انتفض الشعب السوري باغلبية مكوناته السنية اثر تحالف اميركي خليجي عربي لاسقاط الاسد ..
هذا التحالف الغربي الخليجي نفسه ، لكنه تصرف بتناقض مع انتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991 ، وانتفاضة الشعب السوري في آذار 2011 , اي بعد عشرين سنة كاملة ..
تركيبة الكويت الشيعية – السنية ، تناظر تركيبة لبنان الشيعية السنية الى حد معين ، كليهما عانيا من تدخل شيعي سني تقود اقطابه ايران والسعودية ، وتنفذ التدخلات على الارض حكومتي حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسورية , بعلاقة متناقضة بنوع " حاد " ليس فيها اي تكامل او عمل مشترك بين البلدين كما تطرقنا قبل قليل لنوعي التناقض .
المفارقة الأخرى ، هي ارتباط صلاح الدين بالإنتماء الجغرافي بصدام حسين ، مدينة تكريت ، ناهيك عن بعض تشابهات من تفاصيل اخرى ، وارتباط الشاه اسماعيل بالإنتماء الثقافي الصوفي العلوي بعائلة الاسد الحاكمة في سورية ، والمعروف تاريخياً ان العلويين القزلباش هم مؤسسوا الدولة الصفوية قبل ان يتحول مذهبها رسميا للفقه الشيعي الإمامي ..
فالمعادلة التاريخية بهذه الحالة تقول :
مصر الفاطمية الشيعية حين تغير لونها الشيعي ، ارتد ذلك على نقيضها ايران ..
وإمتداد ما فعله صلاح الدين الايوبي بشيعة مصر ، كانت نهايته وخاتمته بما فعله صدام حسين بشيعة العراق ..
كذلك امتداد ما فعله اسماعيل الصفوي بسنة ايران ، ستكون " حتماً " خاتمتها بما فعله النظام البعثي السوري باهل السنة في سورية .. ، وبهذا ، تغلق دائرة التناقض التاريخية الجدلية هذه التي بدأت في العام 1117 م .. ولا تزال ممتدة حتى يومنا في 2012 م ، قد يشكل العام 2013 منعطفاً جدياً في التاريخ يغلق هذه الدائرة بشكل كامل ونهائي ..
لكن ، هذه المعادلة ليست متناظرة تماماً ...
فبدلاً من ان يقتل حافظ الاسد وولديه كما قتل صدام ونجليه ، ارتد هذا التضاد على القذافي واولاده ..
خصوصاً وإن العدوان على العراق كان في 17 آذار 2003 ، والعدوان على ليبيا في 17 آذار 2011 ، وقد اسر صدام في مسقط راسه تكريت واخرج بسيناريو الحفرة ..
فيما القذافي اخرج من انبوب وفي مسقط راسه ايضاً ، سرت ..
فتوقيت تاريخ بدء الحرب على ليبيا والعراق بنفس اليوم مثير للدهشة ، وهي اشارة كوانتية تؤكد على الايقاع المتناغم بين الحدثين والتي شككت البعض بان كلا الحدثين كما لو ان توقيته مفتعل .. !
حسب علاقات التناقض الكوانتي هذه ، كان من المفترض حدوث سيناريو مماثل مع نظام الاسد ، لولا كسر التناظر ، الخطأ المعياري الناجم عن " وعي " التاريخ ..!!
ليكون بشار الاسد اول رئيس جمهورية عربية يصل لسدة السلطة بالتوريث ( باستثناء الامراء والملوك ) , وربما سيكون الاخير ..
لم يفلح صدام بايصال قصي او عدي ، وفشل مبارك بايصال جمال او علاء ، وكذا القذافي بايصال سيف الاسلام ..او على عبد الله صالح بايصال احد اولاده ، بقي بشار الاسد شاهداً على وجود خطأ معياري في حتمية التاريخ ، كاسراً للتناظر بينه وبين نظام صدام مؤكداً نظرية جودل عن الوعي الحقيقي الحي ودوائر الآلة المنطقية التي تجاوزت " الحتمية " التاريخية وفق مبدأ التحدي والاستجابة لتوينبي في نموذج البعث السوري .
فطبيعة الوعي الجمعي الشعبي العام منساقة وراء " التناظر " ، لهذا السبب نجد ان العراقيين الشيعة وكافة اهل السنة كانوا مؤمنين حتى وقت قريب بان نظام بشار الاسد ساقط لا محال ، هذا سببه التناظر التاريخي شبه المتطابق مع احداث العراق وحرب الكويت وانتفاضة آذار ، واحداث سوريا وحرب لبنان وانتفاضة آذار ايضاً ..
لكن ، وقائع التاريخ " الكوانتية " تشير الى وجودِ كسرٍ في التناظر ، وهذا لا يعني ان الاسد باقٍ في السلطة حسب الحتمية التاريخية ، لكن تغييره يمضي الى سيناريو مختلف ، يمكن ان نقول عنه اليوم باختصار هو سيناريو ايجابي التناقض ينتهي ببناء كيان عربي اسلامي جديد بدلاً من الجامعة العربية.

(6)

لو كانت حركة التاريخ مجرد آلة منطقية تجري فيها الحتمية ميكانيكياً كما تصور ماركس ، كان من الاولى ان نجد نهاية مقاربة لمصير عائلة الاسد ونظام الحكم البعثي في سورية ، وهو ما كان يشجع التصورات الشعبية بحتمية سقوط نظام الاسد ..
لكن ، لو استمر هذا النظام في سورية لعقد مقبل مثلاً دون حدوث السيناريو الليبي والعراقي ( قوات اجنبية تسهم بتغيير النظام ) ، عند ذلك ، ورغم مظهر العشوائية المتبدي في الاحداث ، فإن هذا يوحي بوعي كلي في بنية تاريخ الحضارة الاسلامية يفرض نوعاً من الحتمية الهيجلية تمثل بداية " ميل " تاريخي تجاه الشيعة وعودة نجمهم للسطوع في ظل افول النجم السني الذي اعتمد بشكل مطلق على الفكر السلفي ..

فالنجم السني الذي تقوده دول الخليج في علاقة التناقض الحاد هذه آفلٌ لا محال ، وهو يسعى لجر النجم الشيعي للافول معه باستعداء ايران ليس إلا ليعلن النجمان موت الحضارة الإسلامية كما بادت البابلية والمصرية ..
الحكومات العربية، الجامعة العربية تحديداً ، تمثل النجم السني ..
وهو نجمٌ قام بالتسليم المطلق للمشروع الاميركي اليوم ، لم يعد يمثل اي صميم في الحضارة الاسلامية ، هو مجرد فكر يخدم مصلحة الحضارة الغربية .
لقد فقد هذه المركزية في قيادة الامة حين قبل بمحاربة ايران المسلمة واذعن لمحو وطمس القضية الفلسطينية تجاه الغرب واسرائيل تدريجياً وبلا اي مقابل يذكر ..
عكس الصميم المركزي الإمامي ، النجم الشيعي الممثل للمحور السوري الايراني اللبناني العراقي
( هناك اعتراض من بعض الزملاء على ضم العراق ولبنان لهذا المحور ، وهو اعتراض مقبول ببعض الوجوه كونهما ليسا منضويين بالمطلق ضمن هذا المحور ، لكنهما رغم ذلك ، يمثلان دعائم ارتكازٍ قوية ومؤثرة له )
وهو نجمٌ ساطع ، يتهمه الوعي الجمعي الإسلامي بالعمالة للغرب بسبب واقع التناقض التاريخي دون وجه حق ..
فايران وسورية اليوم تدفعان ثمن موقفهما الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الطموح الجمعي الايراني – الشيعي بسطوع نجم الحضارة من جديد ، إذ لا تتمكن اي حضارة من اثبات ذاتها بدون قوة عسكرية استراتيجية متفوقة ، وهو ما يحاول الحكام في الخليج التعامي عنه..
لكن الايام رغم كل هذا تثبت وببطيء .. ان النزوع العسكري الايراني يمثل فكراً وصميماً جوهرياً مركزياً يحاول اعادة وجه ريادي للحضارة الاسلامية " منافس " للحضارة الغربية ، وهو دور لم يعد بمقدور الاسلام السني السلفي لعبه مطلقاً بعد قيام الغرب بتدمير الجيوش العراقية والليبية والمصرية وما يسعى لفعله في اليوم سورية ..
فهل سيتحقق ما قاله جعفر الصادق يوم احرق كتاب ابي سلمة الخلال قبل ان تستتب الاوضاع لدولة بني العباس :
لكلِ أناسٍ دولـــةٌ يرقبونهـا ودولتنا في آخر الدهرِ تظهر ؟؟
لن تستطيع ايران الشيعية بواقع الحال فيما لو صمدت ( ولا اقول انتصرت ) في حربها التاريخية مع الغرب ان تمحو الهوية السنية للامة ، قلنا بان هذا تاريخياً انتهى بحزب البعث العراقي وسينتهي بحزب البعث السوري ويتحول التاريخ الى دائرة التناقض الايجابي ..
الملف الجديد الذي سيفتحه وعي التاريخ ، بمدة قد تقصر او تطول ، هو حضارة اسلامية توافقية بين السنة والشيعة تكون ايران ومصر هما بؤرتاها الاساسية عسكرياً ، لا تعاني من تناقض حادٍ بل من علاقة تناقض بناءة انتاجية تعيد للحضارة الإسلامية وجهها التاريخي المجيد ..
باعتبار ان ايران ومصر هما بؤرة التناقض التاريخي الحقيقي ، وفق توافق العلاقة بين صلاح الدين – شاه اسماعيل ، وليست " ايران – السعودية " كما يبدو هذا المشهد اليوم ..
فايران – السعودية تمثل علاقة صدام وتناقض حاد ، علاقة هدم واستنزاف منذ الحرب العراقية الايرانية وحتى هذا اليوم ، وهي طارئة ومؤقتة غير اصيلة في التاريخ ..
لكن علاقة التناقض ايران – مصر ، وعلاقة التناقض سورية – العراق هي علاقات التناقض الايجابي القابل لتأليف وحدة الحضارة الاسلامية التقدمية الجديدة التي يمكنها دخول القرن الحادي والعشرين بقوة ، لأنها علاقات تناقض اصيلة متأصلة في الكيان الجمعي لذاكرة التاريخ الكوانتي للامة والذي تحدثنا عن مبناه الافتراضي علمياً في " ذاكرة الفرد وذاكرة الامة : المعنى الميتافيزيقي للتأريخ " .

وللحديث بقية



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (1)
- ذاكرة الفرد وذاكرة الامة : المعنى الميتافيزيقي للحضارة والتا ...
- الثقافة البشرية – رد على مالوم أبو رغيف
- مع الله في ملكوته (5)
- مع الله في ملكوته (4)
- مع الله في ملكوته (3)
- مع الله في ملكوته (2)
- مع الله في ملكوته (1)
- رؤية في استراتيجية الهيمنة الاميركية و دراسة علاقتها بازمة 2 ...
- افول الامبراطورية الاميركية ، هل من بديل ؟
- ملكوت الله القادم(3)
- البدء كانت الكلمة ..على شفتيك
- الماركسية الانثروبولوجية
- ملكوت الله القادم(2)
- ملكوت الله القادم (1)
- إمرأةٌ .. أمام مرآة !
- الطريق إلى بابل
- السيناريو الروسي لحرب الشرق الاوسط
- سوريا قاعدة للجهاد الاميركي الجديد !
- بابل و واشنطن و حربٌ على ضفة التاريخ


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (2)