أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - ارجوحة ٌ بينَ نَخلَتين ..














المزيد.....

ارجوحة ٌ بينَ نَخلَتين ..


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 10:00
المحور: الادب والفن
    



تلكَ الارض ُ لم تعُد ْ مَعقولة ً !
الحَشرات ُ تدبُّ على ترابها
مَسبوقةً بالصنوجِ
مشفوعةً بالمباهلين َ ,
حَشراتُ ماضٍ ضَربته ُ الصاعقة ُ
فاستشاطَ زهوا ً...



بيَنما يَمرُّ الصبيُّ الصغيرُ
بسروالِ الطفولة ِ الغريب
تصابُ الحشرات ُذواتِ العيون ِاللئيمة ِ
بنَوبة ِ تحديق ٍ عَدائيٍّ :
الصَبي ُّ الصغيرُ الجاهل ُ
لا يفرّقُ بين َالحجارة ِ والبكارة !


منذ ُ خمسين َعاما ًوهذا الصبيُّ الصغير ُ
يُبعثرُ ترابَها عَبثا ً
هو ترابَه ُ الشخصيُّ المَحض ُ
وَجدَ ابا ً يركضُ فركضَ خلفَه ُ
رأى أُمّاً تَحثو
فَحَثى خلفها
رأى رفقةً يحفرون َ
فحَفرَ مَعهُم
لا يسأَلُ عن فائضِ الغلّة ِ وموسم َ الاثمار ِ ,
كفافَه ُ
عَرَقُ العَبَث ِ الدائبِ بالتراب ِ
يَكدح ُعابثا ً
وياكل ُعابثا ً
ويرفضُ الرحيل َ
أيماناً
بأَنَّ العَبثَ من حُبِّ الاوطانِ
كما أَنَّ
مِنَ العَبَثِ حُبُّ الاوطان !



مَوسمُ ,الحَشرات ِ الطويل ِ لم يعُد مَوسما ً
الترابُ الذي كانَ نعناعَ الخطى
صارَ لا يأنسُ الا لدبيبِ الحَشراتِ
زَخاّت ُ المطر الحميم ِ
تلك َ التي كانت تعبّد المماشي لصولة ٍجديدة ٍ من العبث
صارت تكف ُّ عن العبث مع التراب
وتتوقفُ قبلَ الهبوط ِ
عندَ مستوى الصبيِّ الناظر ِ
دَمعةً دونَ مغزى ...


ترابُها
صارَ يعطسُ من ملمسِ ابهامِك َ الكبير ...
المشيُ في دروبها لم يَعُدْ مَرَحا ً
ولا مَحبّة ً
ولا مسيرة َ رفقة ٍ آمنتْ بأَنَّ الحياة َ
أيقاعٌ جَميلٌ على الترابِ
يُرهّفُ قبضة َ الموت ِ الاكيدة ِ ,
ترابُها
صارَ طروبا ً
لمارشِ الحشرات ِ الصادع ِ
حنينها المزمنُ لايقاع ِ السنابك ِ القديم
يُوهمُها
أَنَّ للحشراتِ فُرسانا ً
وأَنَّ هذا الدبيب
استعادة ً مُباركة ً لدواليبِ الدمِ والفتوح ..




يا لثاراتِ الحمقى !
ايتها الحياة ُ الخُلاعيّةُ الممشوقة ُ
ياذات َ الربلتينِ الانيقتين ِ
مثلَ ابتسامةِ تفاحة ٍ
يامَن رسَمْتكِ على ترابها
بابهام ِ قدمي الكبير
ما صِلتي انا حاملُ الخصيتين ِ المرحتين بهذه ِ الثارات ؟



انت ِ تدرينَ انني ما اقمتُ على ترابك ِ حُبّا ً
انما عبثي على الترابِ
وطبولي التي كنتُ اجرّها خلفي
احتفاءا بهباتِ اللذة ..
انما عُنصريّتي الحقودة ُ تجاه َ كلب ِالموت ِ
وغضبي حَيفا ً
لكلِّ عظمٍ بشريٍّ ينهشَه ُ..
انّما رغباتي الوقحةُ التي
لم أُهَذّبَها نفاقاً ...
أنّما
السَليقةُ والطريقة ُ
التي اقودُ بها الحصانَ الى الهاويةْ
شغفا بالميداليه ْ!
انّما ..
انتِ تدرينَ انني لم احبكِ لخصوصيةٍ يَتَغنّى بها الآخرونَ :
تمنحيني عبثي
فَأُحبُّ
وألّا
فاني الصبيُّ الصغيرُ
بسرواله ِ يتبوّل ُ
أنْ ضاقَ عنهُ الحزام ...



صارَ من سابع ِ المستحيلاتِ أنْ تطأ الارض َ
صارَ من سابعِ المستحيلاتِ أَنْ تتركَ الارض َ ..
هذه ِالارضُ
ايها الصبيُّ الصغيرُ
بخمسينَ عاما ً وبضعَ نكات ٍ
احتملتَ خطيئة َ من اورثوكَ مَحبّة َ هذا التراب
وما كانَ عدلا ً
ولا كان َعدلاً
وليسَ بعدلٍ دوام َ الخطى فيه ِ
ليس َ بعدلٍ تناسيهِ
ليسَ بعدلٍ
ولستَ جديراً لتحكم َ.....



بخمسين َ عاماً
وبضعَ نكات ٍ
تكونُ جديراً
بارجوحة ٍ
تترنّحُ مابين َ نخلتينِ
فلا تطأ تلك الارض التي ....
ذلك الترابُ الملعون ُ المتطايرُ مَرَحاً
بخطى الحشرات ِ ,
بين نخلتين ِ مُتأَرجحاً
تصعدُ غروبا ً
لتلك َالانثى البعيدة ِ البعيدة ِ
من البلدِ القريب
والتي غدَت ْ طريقكَ من قبلِ أنْ تراها
بينَ نخلتين ِ
ذاهباً آيبا ً
لا تطأ تلك الارضَ الملعونةَ أبداً ...
وأنْ كان َ قسْراً مكوثكَ فيها
فما من سبيل ٍ
ايها الصبيُّ راكبَ السعفة ِ
غيرَ أنْ تسكنَ تلك َ الارجوحة َ أبَداً
لا تلسعك َ الحشرات ُ
ولا تدوسُها عبثاً ....
ثمّةَ في الجوارِ أمرأةً
تأخذُ َّ الصبيَّ الصغيرَ بسروالهِ الغريب
لمماشٍ ترابيّةٍ دونما حشرات ٍ
ليعبث َ
لاغيرَ يَعبث ....

7-9-2012



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندَ طاحونة الأحلام ...
- كلُّ هذا لم يَعُدْ مُمكناً...
- في السوقِ الجَديد ....
- قَيلولةُ صَيف ٍ...
- حانةُ الأرزقيّة
- يمامةُ الوداع
- المسؤولية الاخلاقية كالتكليف الشرعي ...براغماتية بائسة
- حكاياتُ أبن السبيل
- سقوطُ المدينةِ القديمة
- كُركيٌّ عادَ منَ الجبالِ
- هذا غبارَهُم ...أينَ حدائقنا ؟
- قاطعُ التذاكر الاعمى
- ألعصا والغراب
- أِطار ٌ لصورَتها
- الوضوءُ بعدَ صلاةٍ أخيرة
- وِفقاً للتقويم ِ الشخصي
- وداعا محمد ابراهيم نُقد..آخر القادة لشيوعيين التاريخيين
- أجلسُ على قارعةِ الطريقِ مبتسماً وأمدُّ يدي
- ذاتَ دفترٍ عتيق
- حقولُ العوسَج


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - ارجوحة ٌ بينَ نَخلَتين ..