أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - موفق خوري وقصصه للأطفال















المزيد.....

موفق خوري وقصصه للأطفال


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


موفق خوري وقصصه للأطفال

نبيل عودة

ملاحظة: نشرت هذه المراجعة الثقافية في صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية في 02 تشرين ثاني 2000 ، ولم تنشر على الشبكة العنكبوتية.
موفق خوري رحل عنا مبكرا في 24 آب 2012 وهو في قمة عطائه ونشاطه بعد ان تعرض لحملة تشهير لا تليق بمجتمع حضاري ولا بصحافة ذات رؤية تنويرية اجتماعية، جعلت همها الأساسي الطعن بشخص فرد قام بنشاط لا يمكن اخفاء مداه وتأثيره الإيجابي على حياتنا الثقافية. اقول بوضوح ان تقييم نشاط كل انسان لا يتوقف على هفوة هنا او هفوة هناك، انما بتقييم مرحلة تاريخية ثقافية طويلة بسنواتها وكبيرة بعطائها ومضامينها، قد ننتقد الكثير من الأساليب والقرارات والتصرفات، الخطأ وارد ضمن أي نشاط خلاق وابداعي كبير وواسع، والنقد هو جهاز بيد وسائل الاعلام لا نقلل من أهميته وضرورته، ولكن يجب جعله اداة لتطوير العمل ونجاعته، اما ان نجعل النقد تشهرا وقتلا لنشاط شخص ولشخصه، وكأن قضايا العرب في اسرائيل ، حقوقهم ومطالبهم المشروعة، لم يعد ما يعيق عليها الا موفق خوري ، أهذا مؤلم ولا نريد ان نراه يتكرر مرة أخرى مع أي نشيط كان.
الويل لمجتمع يجعل من عثرات في نشاط وعطاء الأفراد، خاصة اذا كان صاحب صلاحيات مؤثرة مثل موفق خوري، قضية لا قبلها ولا بعدها في مجتمعنا . حتى الاحتلال الاسرائيلي والقمع الاحتلالي وسرقة الارض لم يكن لهم نصيب اعلامي بمستوى الحملة الاعلامية المعادية ضد انسان امتلأت صفحات حياته بالنشاط من اجل ابناء شعبة وثقافتهم وفنونهم على كافة اشكالها، وتلخيص مسيرة حياته يجعله في طليعة مجتمعنا والظن ان بناء مشاريع ثقافية بهذا الحجم الكبير وفتح ابواب دائرة الثقافة لمئات المثقفين والفنانين ورعاية الجمعيات الثقافية والفرق بمختلف تخصصاتها الفنية والابداعية هي مسالة تخلوا من أخطاء التجربة والبناء، يعيش في وهم او يعبر عن نوايا لا تمت بصلة للثقافة والفنون .
نص المقال كما نشر عام 2000
****
موفق خوري وقصصه للأطفال – بقلم نبيل عودة
(نشر في الاتحاد في 2 تشرين اول 2000)
موفق خوري هو احد اكثر الأسماء تداولا في الأوساط الناشطة ادبيا وفنيا، تعرض بحكم وظيفته كمدير لدائرة الثقافة العربية لنقاش واسع وحاد، ليس هذا ما يشغلني مع اني احمل موقفا نقديا حادا ازاء جوانب عدة من نشاط دائرة الثقافة، رغم حيويتها ودورها الايجابي الواضح. احيانا بمجرد كونها الناشر الوحيد والأكثر نشاطا ومثابرة لأدبنا المحلي بغثه وسمينه، الى جاب اعتماد بقية الناشرين على تغطية نفقات الطباعة الأساسية لإصداراتهم، عن طريق شراء دائرة الثقافة لكمية لا بأس بها من الكتب من كل اصدار تقريبا!!
ان الايجاب والسلب يختلطان في وظيفة مدير دائرة الثقافة العربية ،لكن هذه مسألة أخرى ستبقى مطروحة للنقاش ، وهي ليست ما دفعني لهذه الكتابة، لكنها طرحت نفسها تلقائيا.
فاجأني موفق خوري باصدار عدة قصص للأطفال( الى جانب ديوان شعر وكتاب جمع فيه كتاباته السياسية المختلفة). ترددت كثيرا في الكتابة عن هذه القصص بسبب رفضي ان تفهم كتابتي بغير اطارها الصحيح ، نفس الإطار الذي اكتب فيه عن أي انتاج أدبي آخر.
أمر آخر، موفق بقصصه وبديوان شعره، فاجأني. لا اعني بتعبير فاجأني موقفا من المضمون.. انما اعني ان المفاجأة كانت على صعيد كشف جانب آخر، غير رسمي، من شخصيته ونشاطه.
الحديث عن اديب اسهل من الحديث عن مدير دائرة في موقع قرار مؤثر، المهم هنا هو اتجاهه لكتابة قصص للأطفال، وهو مجال يحتاج الى معرفة جيدة بعالم الطفل،سيكولوجيته، نفسيته، لغته والصور الأدبية الأقرب الى عالم الطفل الذاتي.
ادبنا يحتاج الى كتاب للأطفال يعرفون كيف يلونون عالم الأطفال الخاص، كيف يوصلون لهم اجمل الأفكار، يطبعون في ذهنهم مفاهيم الكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية، يثقفون على احترام الآخر والرأي الآخر. هذه مهمات صعبة مع الكبار، كيف الحال مع الصغار؟ هل نجح موفق في ذلك؟
الطيار، عازف العود، بائع العنب، الملك العادل، الطفل والنجار، الإحترام والشاب النبيل هي أسماء سبع قصص صدت عن مكتبة العلم والمعرفة في عبلين، وسبق وصدرت عن سلسلة مكتبة الفتي العربي، من دار الأمين للطباعة والنشر- القاهرة، وهي دار نشر معروفة، هذا الى جانب احدى عشر قصة اخرى تحت الطباعة.
القصص مخرجة اخراجا جميلا، بالألوان وبطباعة انيقة، تناسب الجيل الذي يكتب له موفق. في قصصه نكتشف شخصية موفق المربي، الذي يريد ان يزرع في روح تلاميذه الصغار روح التفاؤل والمحبة والتصميم والإستقامة.
القصص مليئة بالتفاؤل احيانا لدرجة المبالغة، ربما لست خبيرا في ادب الأطفال، واجد بعض الصعوبة في تقييم اجواء قصصه ومدى ملاءمتها لواقعنا، الذي يتميز بالقهر والتمييز الذي يطول أطفالنا منذ ولادتهم.
يركز موفق في قصصه على تطوير الاعتماد على الذات والتفاؤل.
في قصة "الطيار" يتحدث موفق عن الفتي فريد الذي عاد من ميادين القتال ( حرب 48) ليجد بيته خاليا من اخوته الثلاثة وامه ، حيث اضطروا الى الرحيل عن حيفا بحرا الى بيروت، وفوق صدر والدته أصغر ابنائها.
بعد افتتاحية القصة عن فريد يختفي فريد من القصة ويصبح ذكرى.تتذكره امه قبل ان تفارق الحياة، فريد لا دور له في القصة واستعمله موفق للحديث عن ماساة التشريد والضياع، كان بامكانه ان يبدأ بهروب الأم مع ابنائها الى بيروت دون فريد الزائد في النص والذي لا يتلاءم جيله مع جيل اخوته، وواضح انه مقحم على الفكرة القصصية.
تصل ام فريد الى بيروت مع ابنائها الثلاثة، ليتولى الصليب الأحمر "ايداعهم" في مخيم على مشارف المدينة.
كان افضل لو اعطى موفق ضمن النص لمحة للقارئ الصغير عن سبب التشريد والشتات التي اصابت شعبه. النقطة الأخرى كلمة "ايداعهم" تحمل دلائل قد لا يفهمها الطفل. هي ليست مجرد اسكان او ايواء...انما يقصد ان الصليب الأحمر اودعهم في ذمته حتى اعادتهم الى وطنهم.الايداع استعارة جميلة، ولكنها غير ميسرة للصغار . ولم يعد ليشرح كيف صار الايداع ترانسفير (تهجير) دائم.
تنتقل القصة لتركز على شخصية الولد سعيد(شقيق فريد)، بعد مرض امه ووفاتها. سعيد يتميز بالذكاء، ناجح في دراسته، خلوق، محب للقراءة واللغات، يحصل على جوائز تفوق، يتعرف في المدرسة على زميلته شادية، ابنة احد الأثرياء في بيروت، التي يصحبها والدها كل صباح في سيارته الفاخرة الى المدرسة.
تنشأ بين سعيد وشادية علاقات صداقة مميزة. تعرف عن ماساة تشرد سعيد وعائلته، تحدث والدها وتدعو سعيد لزيارتهم.
هذا الاستقبال الحار للاجئ الفلسطيني في لبنان جعلني الوم اهلي لأنهم لم يحملوا عفشهم ويهربوا الى لبنان، خاصة وأن والد شادية ضمن لسعيد ان يدرس على حساب الدولة في بيروت، ثم ارسله ليدرس الطيران في اليونان، ولم يترك أي شعور يترسب في نفسية سعيد من ماساة التشريد وفقدان الوطن.
لغة موفق في السرد جيدة وتشد القارئ وتعبئه بالعواطف وتنمي ايجابياته، ولكني اظن انه علينا الإلتزام بالواقع المأساوي لشعبنا حتى في الكتابة للأطفال. ان تنمية وعي اطفالنا على واقعنا الماساوي هي اخلاق ايضا، هي تربية انسانية ضرورية.
قد لا اكون موفقا في علاجي وفهمي لأدب الأطفال ، وأتحدث بلغة سياسي محروق اكثر من ناقد يعالج عملا ادبيا للأطفال. انا شخصيا لا ارى الفرق.
من الناحية الأخرى القصة تحمل معاني أخلاقية وتربوية كثيرة سبق وان ذكرتها في البداية. الأمر البارز الآخر ان موفق يملك القدرة للنزول الى عقلية الطفل والحديث اليه بجمل مناسبة واضحة ومباشرة.
في قصصه الأخرى كان موفق اكثر توفيقا ، القصص اكثر واقعية واقرب لأجوائنا.
قصة "الملك العادل" فكرتها مبنية بشكل اكثر متكامل، ربما اختياره لقصة باسلوب الحكايات الشعبية هو ما حقق لهذه القصة المضمون القصصي الجذاب ، اذ تتميز باجواء قصصية أفضل من سابقتها باحداث متدفقة وسريعة ،وقد اخترت القصة الأكثر اشكالية من الناحية الفنية والفكرية، قصدا، حتى لا يقال اني امدح لهدف.
قصة "الشاب النبيل" هي ايضا تنحو نحو التركيز على الخصال الايجابية، خاصة التفكير بالآخر، بحاجاته، رغم القلة والضيق الا ان المساعدة دائما ممكنة.
قصة " عازف العود" هي حكاية تتكرر باشكال مختلفة مع معظم اطفالنا. التعلم على القطع الموسيقية، الرياضة، الفنون المختلفة وعلاقة ذلك بالدراسة .
شعرت ان موفق في هذه القصة يروي حادث يخصه. فهو يكاد يكون احد شخصيات القصة، ما لم افهمه لماذا أقحم بتهوفن؟ خلينا بحدود فيروز وعبد الوهاب وهاني شاكر والصبايا المغنيات الجميلات من الفضائيات العربية، اللواتي لا اميز بين اسمائهن واغانيهن، خاصة وان عازف العود يبقى مخلصا لعوده ولموسيقاه الشرقية، الى جانب ان الفن والتطور لا يقاس بالمامنا بالموسيقى الكلاسيكية الغربية.
قصة " الطفل والنجار" تبقى في نفس المضمار . موفق يوجه ويعظ. هو امر ضروري للأطفال في ادب الأطفال كما أظن. نفس الأمر مع قصة "بائع العنب" . اما قصة "الإحترام" فهو يرويها عن عالم الحيوان، وهو اسلوب معروف في الكتابة للأطفال، وقد يكون تاثيره أكثر ايجابية من القصص العادية.
حاولت هنا ان اعطي إنطباعاتي وفهمي رغم ملاحظاتي السلبية بعض الشيء خاصة حول القصة الأولى "الطيار" ، ومع هذا نلحظ ان موفق يعرف كيف يدخل ذهن الطفل . ونلمس عبر كل القصص ، شخصية المعلم – المربي تتحرك في ظل شخصية الكاتب وافكاره.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنعزالية القومية والشعاراتية المتطرفة هي التي همشت أحزابنا
- موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت
- العربي يجب ان يموت !!
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس
- -خطى- لبنى دانيال في الطريق الصحيح
- جابر عُد للبيت
- قليلات العقل وكاملو العقل..
- الحداثة: ثقافة تحرير ارادة الانسان
- رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ... - تعقيب على مقال اساف اديب ...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - موفق خوري وقصصه للأطفال