أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - العربي يجب ان يموت !!















المزيد.....

العربي يجب ان يموت !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 14:58
المحور: حقوق الانسان
    


" انه عربي ليمت" – هذا ما قاله احد الزعران من مجموعة ضمت خمسين شابا يهوديا هاجموا شاب عربي في القدس وكادوا ان يتسببوا بمقتله لولا ان أسعفه طالب طب يهودي لم يفقد قيمه الإنسانيه.
"عربي هذا مرض" قال مشارك آخر في الاعتداء البربري على الشاب العربي.
لماذا تغضبون من تصريحات الرئيس الايراني حين يقول "سنقذف اسرائيل الى سلة قمامة التاريخ" وتستكثرون على العرب الاحتفال بذكرى نكبتهم؟
اذا كان الاعتداء على الشاب العربي هو المقياس الأخلاقي والتربوي الذي يجري تنشئة الشباب اليهود عليه، من شباب المستوطنات وشباب التلال وشباب الاعتداء على حقول الفلسطينيين وقطع أشجارهم المثمرة وحرقها ولم يسلم منهم لا النبات ولا الحيوان، وأخيرا شباب المدن في الساحات العامة، فما الذي ينتظر العرب في اسرائيل مستقبلا، وما ينتظر الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال؟
لم نسمع حتى اليوم عن عقاب يقدم درسا أخلاقيا للمتطرفين،، او عن قلق وزير المعارف على التربية الشاذة ، وتعميق الكراهية العمياء للعرب بين الأجيال الشابة كما بينت استطلاعات الراي ان نسبة كبيرة تتجاوز ال 70% موقفهم عدائي من العرب. يتجاهلون الجرائم التي ترتكب في المناطق المحتلة وبعضها من الجنود انفسهم، رغم ان جمعيات انسانية يهودية هي التي توثق الجرائم باشاريط مصورة، فهل تملكون الحق بان تعتبروا ما يقال ضد اسرائيل او اليهود في ايران وغيرها من دول (نحن ايضا كبني بشر نرفضها وندينها بقوة) تحريضا ، وما يرتكب ضد العرب "طوشة عمومية" كما قررت شرطة القدس في اليومين الأولين بعد الاعتداء ثم اضطرت امام الحقائق التي لا يمكن تزويرها ان الموضوع اعتداء منظم من زعران نفذوا اعتدائهم لأن "العربي مرض" و "عربي يجب ان يموت"؟
المستهجن ان رئيس بلدية القدس نير بركات قال انه "يجب ادانة كل عنف شفوي او جسدي من أي طرف كان،وانه يجب انتظار انهاء الشرطة لتحقيقها". وامتنع عن ادانة مباشرة للإعتداء الهمجي الواضح الذي لا يحتاج كثيرا الى تحقيق الشرطة، يكفي تصريحات قادة الاعتداء بانه "عربي ليمت والعرب مرض" ، على الأقل كان عليه ادانة هذه التفوهات اللاسامية ضد العرب. السنا من ابناء سام ايضا ولنا الحق في رفض كل تفوه لاسامي ضد الجماهير العربية، في بلاد جعلت اللاسامية سلاحها الدولي الذي تلوح به ضد كل من ينتقد حتى سياسة اسرائيل الاحتلالية والقمعية والعنصرية؟
يبدو ان اللاسامية قررت تغيير منزلها القديم بعد أن ملها العالم. اليوم يمكن اعتبار اللاسامية ظاهرة اسرائيلية بجدارة يقصد منها العداء للعرب وكل شعوب الشرق الأوسط.
كيف؟
هناك تعبير سياسي هو "لينش" Lynch)) ومعناه :"اعدام من غير محاكمة" وهذا الاصطلاح انتشر في اوروبا القديمة حيث واجهت اقليات كثيرة سياسة اللينش ، ومنهم ابناء الشعب اليهودي، وكان اللينش النازي هو القمة. فهل نحن اليوم امام لينش ضد الجماهير العربية؟ ضد العرب عامة في الشرق الأوسط ؟ ضد كل من هو ليس يهوديا في الشرق الأوسط، ايران مثلا؟ لا اقول ذلك دفاعا عن نظام الملالي ، انما عن ظاهرة العربدة الاسرائيلية وسن رماح الحرب لضرب ايران في مغامرة قد يعرفون كيف يبدأونها ، ولكن لا احد يعرف كيف ستنتهي وما هي اسقاطاتها المستقبلية . لنفترض نجاح ضرب المشروع النووي واعاقته في ايران؟ وانا شخصيا، مثل ملايين الناس في العالم، لا اريد ايران نووية ولا اسرائيل نووية، ونرى الحل ببدء تنظيف الشرق الأوسط من السلاح النووي ومختلف اسلحة الدمار الشامل، الاسرائيلية والعربية والايرانية. هل سنواجه بسبب المغامرة العسكرية الاسرائيلية ضد ايران حربا لسنوات طويلة اخرى تحرق الأخضر واليابس في اسرائيل وكل الشرق الأوسط ؟
اسرائيل تتصرف كفرفور دمه مغفور. هل من ضرورة لاستعراض احداث السنوات ال 64 الماضية بكل ما يتعلق بالنكبة الفلسطينية وسياسة الاضطهاد القومي ضد العرب في اسرائيل؟ هل من ضرورة لتذكير القراء بما جرى في الأسابيع الأخيرة بقذف زجاجة حارقة ( مولوتوف) على سيارة تكسي عربية سببت الأصابات الصعبة لعائلة كاملة؟ حستا، ادان قباطنة السلطة تلك الحادثة وسموها "ارهاب يهودي". وماذا بعد؟ هل الإدانة غيرت العقلية التي تحرك الجرائم ضد العرب؟
المقلق أيضا من اللينش الذي تعرض له الشاب العربي ابن السابعة عشر، هو ان مئات المواطنين اليهود شاهدوا اللينش ، وشاهدوا الشاب يكاد يلفظ انفاسه الأخيرة وضربه يتواصل ولم يتدخلوا لوقفه. الجنازة حامية والميت كلب,, هل هذه عقلية وتصرفات مجتمع بشري حضاري؟
السؤال المقلق ، وهو يتجاوز كلمات الادانة التقليدية من رئيس الحكومة نتنياهو ووزرائه امام غوغائية هذه الجريمة، هل انتهت مهمتهم بادانتها؟
الم تكن سياستهم الاحتلالية والعنصرية ورفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، هي القاعدة الأخلاقية التي غرست بعقلية الشباب اليهود؟ هل جهاز التعليم بريء من هذه النتيجة التربوية والتثقيفية المدمرة اجتماعيا وأخلاقيا لكل الظلال الانسانية لمجتمع بشري حضاري؟ هل التربية التي يتلقاها الشباب اليهود والمجتمع الاسرائيلي بكل مركباته، نقية من المسؤولية المباشرة عن عقلية "عربي ليمت" او بالصيغة القديمة المعروفة "عربي جيد هو عربي ميت"؟
حتى في ألعاب كرة القدم بين فريق عربي وفريق يهودي ترتفع الشعارات العنصرية مثل "الموت للعرب" وادينت وتكررت وتكررت الإدانة دون خطوات عملية حاسمة هي من واجبات الدولة، ماذا تغير؟ لم ننسى بعد الاعتداء(اللينش) على العمال العرب في المجمع التجاري المالحة قبل عدة أشهر, أيضا ادين واعتقل بعض المعتدين، ثم ماذا ؟!
الم تصبح سياسة التحريض ضد العرب سياسة رسمية تتعمق وتتصاعد وتعتبر تسويقا لبعض السياسيين وبعض الأحزاب؟
لماذ يجري تجاهل الدور العنصري التحريضي لرجال الدين اليهود ( الحاخامات)، الذين دعوا ويدعون رسميا لعدم تأجير بيوت للطلاب العرب ، ورفض التعامل معهم، وان العرب دخلاء على "ارض اسرائيل"، ويثقفون سوائب المستوطنين على الكراهية والعنف وكأنه أمر من التوراة، وان العنصر اليهودي عنصر ارقى من العنصر الفلسطيني ، وهذا أكده وزير التعليم غدعون ساعر في حديثة عن اليهود والفلسطينيين في الخليل ( الا تذكركم هذه الخزعبلات العنصرية باحداث تاريخية مؤلمة في اوروبا في القرن السابق؟)، وتمادى بعض الحاخامات لحد الدعوة الفاشية للقتل المباشر دون ان يحاكموا أو يعزلوا من مناصبهم؟
لا يمكن اعتبار الحادث الأخير خارقا للقاعدة السياسية والاجتماعية المريضة بوباء العنصرية في اسرائيل. اصبحت العنصرية والعنف هي القاعدة والشكل المميز نسبيا ، هنا نجد ترجمة للسياسات العنصرية التي لم تبدأ مع هذه الحكومة ، انما تعمقت مع حكومة لم تقم باي خطوة نحو تغيير واقع الاحتلال والقمع ضد الشعب الفلسطيني ، بشكل بات يرى به مفكرون يهود خطرا على مجتمعهم ومصيرهم الانساني ويصفون الحكومة ورئيسها بانها حكومة "مكانك عد" والبعض يصفها "خلفا در".
المجتمع اليهودي، وخاصة الشباب، يتثقفون سياسيا على سلسلة القوانين العنصرية التى طرحت امام الكنيست ، بعضها سحب بضغط من رئيس الحكومة، لأنها غير ملائمة الأن في هذه الظروف السياسية الدولية، ولم ترفض لأنها تشكل اقتراحا عنصريا فاشيا.
من الخطوات العنصرية البارزة في الفترة الأخيرة، والتي تثقف على عقلية الاحتلال وعدم شرعية الحقوق الفلسطينية، قرار وزارة المالية، ووزير المعارف بالاعتراف بكلية اريئيل في المناطق الفلسطينية المحتلة كجامعة اسرائيلية. اول جامعة في منطقة محتلة في العالم كله ، بل وفي التاريخ البشري كله. وقد اوقف الاعتراف وزير الدفاع ايهود براك لأسباب لا علاقة لها بفكره الاحتلالي الإستيطاني، انما لأن الظروف السياسية غير ملامة الآن للإعتراف بجامعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وقد يسبب الاعتراف مشاكل لدولة اسرائيل وعلاقاتها مع العالم.
هل من المستهجن اذا اعتبار العربي في اسرائيل شيئا زائدا ، مرضا ، يجب ان يموت؟


[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس
- -خطى- لبنى دانيال في الطريق الصحيح
- جابر عُد للبيت
- قليلات العقل وكاملو العقل..
- الحداثة: ثقافة تحرير ارادة الانسان
- رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ... - تعقيب على مقال اساف اديب ...
- سعيد نفاع يقيم مأتما في الجنة
- كتاب تاريخ الناصرة – مسيرة عبر العصور
- دعما لرفض مئات الشباب الدروز للخدمة العسكرية


المزيد.....




- بعثة إيران في الأمم المتحدة تعلق لـCNN على -تقييد- تحركات وز ...
- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - العربي يجب ان يموت !!