أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة














المزيد.....

رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 08:42
المحور: الادب والفن
    



الكتاب: نص راوي نصراوي(108صفحات حجم متوسط)
الكاتب: رمزي ابو نوارة
الناشر : مكتبة كل شيء - حيفا(2012)
رمزي ابو نوارة انسان عادي ، في العقد السادس من عمره، لم يعرف عنه أي نشاط أدبي كتابي سابقا، وربما علاقته بالثقافة هي كونه صاحب مكتبة سابقا.
فاجأني قبل سنتين او أكثر حين اتصل معي وطلب ان نلتقي.
التقيته في عمله بوابا لمدرسة في الناصرة، بعد ان اغلق المكتبة ولم يتبق من العمر ما يستحق ان يبحث عن مهنة جديدة.
دفع ليدي مجموعة اوراق وطلب مني ان اراجعها وأقول رأيي فيها. ووصف الأوراق بانها خليط من الأحداث والنوادر مما ترسب في ذاكرته خلال مسيرة حياته، صاغها بقالب قصصي.. او هذا ما اراده.
اليوم يفاجأني بخطوة جريئة بدفع كتابه للمطبعة واصداره وتوزيعه.واصدار كتاب يعتبر مغامرة حتى لكتاب لهم شهرتهم في سوق ثقافتنا المحلية.
الثقافة ليست ملكا لأحد، او لجيل ، ولكن اصدار عمل بهذا الجيل المتقدم ، لإسم غير معروف في ساحة الأدب المحلي، هو برأيي مغامرة، وهو كصاحب مكتبة سابق يعرف تماما ان بيع الكتاب العربي يعاني من أزمة، كانت وراء اغلاق مكتبته أيضا.
من هنا احني رأسي امام جرأته.
رمزي يبرز كمثقف قارئ، من هنا يحاول جاهدا ان يلجأ الى السرد القصصي بابسط أشكاله لعرض النصوص، التي هي تلخيص تجربة حياتية، وتجميع أحداث ظلت عالقة بالذاكرة.لا ليست مذكرات شخصية، وليس كتابا قصصيا، انما سرديات تطمح للون القصصي.
يفسر دوافعه للكتابة بقوله:"تجلس عند المساء، وحدك في غرفة تطل على الأفق البعيد، لا شيء بينك وبينه (....) تبدأ الخواطر بالعبور الى رأسك وباستحضار عوالم تعرفها وعوالم لا تعرفها. تمر كلها بدون ترتيب وبدون ان يكون بينها رابط او تواصل (....) ما فكرت به قد اعجبك او تدونه على الورق. وعندما تنفذ مشروعك تكتب مواضيع مبعثرة منها كل ما فكرت به دون ترتيب او نظام.وهكذت تكون قصة قصيرة، طرفة، مقالة وحتى خاطرة.."
وهذا تماما هو مضمون الكتاب، رغم ان الرغبة بصياغة سردية قصصية لم تثمر عن قصة فنية. للكاتب تنقص التجربة والمهنية لفن القصة ولغتها الدرامية . والحكاية لا يمكن ان تصنف في المجال القصصي، مهما برع كاتبها في تسجيلها.
بالطبع للتسجيل مساحته التي بدأت تبرز في ثقافتنا المحلية خاصة بمؤلفات محمود ابو رجب (ايام ع البال)، وهو نوع من حفظ الذاكرة الجماعية والشخصية، ومن هنا ايجابياتها, ولكنها تحتاج الى قدرات أدبية وهذا هو الجانب الضروري الذي لم المس اكتماله في نصوص الكتاب ، لنقص التجربة اساسا.
رمزي في نصوصه كاتب يخرج ما في جعبته ببساطة قريبة للراوية في ليالينا. لغة بسيطة، تعابير شعبية، وأحيانا لهجة عامية او بين بين.
التجول بين نصوص الكتاب ، خاصة لابن مدينة الناصرة، تقدم لوحة لأجواء الناصرة واحداثها وحاراتها وشخصياتها وتاريخها الشعبي. يعرض الكتاب اخلاقيات الناس، طيبتهم تعاونهم مشاركاتهم في الأعياد، لا فرق بين الطائفة الفلانية او غيرها...واعترف ان الكثير منها بات مفقودا اليوم من واقعنا النصراوي.
بعض النصوص تنحى نحو صور لا علاقة لها بالواقع الحقيقي ، يبدو انه يريد ان يصل لصياغة قصة، على اساس انها كذبة متفق عليها بين الكاتب والقارئ كما قال الكاتب الروسي تشيخوف. كان الأحرى به ان يلتزم ذاكرته ومشاهداته وخواطره. أضاف رمزي لنصوصه طرفا لم اجد انها تلائم الاتجاة التسجيلي للذاكرة النصراوية التي ميزت الأكثرية المطلقة من نصوص الكتاب. هذا رغم ان الطرف بحد ذاتها جميلة وبعضها فقط هي احداث نصراوية.
الأمر الأساسي ان رمزي هو مثقف صاحب رؤية وموقف وليس مجرد ناقل. وهو بكتابه يعيد لذاكرة ابناء الناصرة الكثير من الأحداث التي يضغطها الزمن بخلف الذاكرة لدرجة انها تغيب تماما ، وها هو رمزي يعيد تلك الأحداث الى واجهة ذاكرتنا.
لا شك لدي ان الكتاب ممتع للقراءة، وهو اضافة اخرى لناصرتنا التي نريد ان تبقى جميلة متآخية بدون الطائفية المقيتة التي تدمر نسيجنا الوطني والاجتماعي.ومهما اختلفنا في تسمية هذا اللون من الكتابة، الا انه يبقى لونا فريدا ومغامرة فريدة لتسجيل بعض من تاريخ مدينتا العريقة بناسها واحداثها وأجوائها.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ... - تعقيب على مقال اساف اديب ...
- سعيد نفاع يقيم مأتما في الجنة
- كتاب تاريخ الناصرة – مسيرة عبر العصور
- دعما لرفض مئات الشباب الدروز للخدمة العسكرية
- ظواهر مقلقة في ثقافتنا
- ما ينبغي ان يقال عن الثقافة والمثقفين!!
- كيف صار لله شعب مختار؟
- النقد والثقافة النكدية
- إستقلال شر من شتات!!
- حسين مهنا شاعر ومثقف موضوعي يبني قصيدته كمهمة ثقافية وفنية
- حتى الفضيحة الاحتلالية القادمة...
- السامية مكشوفة على حقيقتها
- إسرائيليات: الجنرال موفاز انتصر بأصوات العرب
- هل بدأ -الرينيسانس-* في الشرق؟!
- حتمية التغيير في عالم متغير ..
- عجيبة بيت أبو بشارة
- قصيدة غير معروفة للشاعر سالم جبران يبكي رحيل صديقه محمود درو ...


المزيد.....




- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة