أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - النقد والثقافة النكدية















المزيد.....

النقد والثقافة النكدية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 06:18
المحور: الادب والفن
    


نسب الي ناقد ادبي اكاديمي احترم دراساته واحترمه شخصيا، مقالة نقدية نشرت باسم مستعار ، وقام بمقارنة غير مجدية نقديا وفكريا ، بين موقف نقدي لي من كتابات سابقة، مضى عليها ربع قرن، متوصلا الى استنتاج بالتلميح طبعا، اني صاحب المقال النقدي بالاسم المستعار، وان سلبيتي اليوم من صاحب العمل موضوع النقد، تتعلق بقضية خلافات شخصية.
لم اكن قد قرأت الاصدار موضوع النقد، ولم اقرأ المقالة النقدية اياها الا بعد اتصالات عديدة من زملاء اشاروا الى التعرض لي تلميحا باني كاتب المقال النقدي الذي رد عليه الناقد الأكاديمي.
وحتى امنع الفهم باني ابرر واتملص من رؤية ثقافية نقدية معينة، أقول بوضوح ، لست صاحب المقال النقدي اياه. ولكني ، مكره أخاك لا بطل، قرأت الاصدار والمقال والرد عليه،واقول بوضوح وبدون تردد: لا اختلف كثيرا عن مواقف ما طرحه كاتب المقالة النقدية بالاسم المستعار. ولو كتبت لكنت أكثر حدة لأني ارى تراجعا كبيرا عن البدايات التي مضى عليها ربع قرن. والأهم المقال النقدي يطرح رؤية نقدية وليس رؤية شخصية،قد لا تكون صحيحة او تحمل وجهة نظر مغلوطة او مبالغ فيها، ويمكن التعامل معها بمستوى لائق نفتقده في نقدنا، بدل التعامل مع الاسم المستعار وتصوير الموقف النقدي نتيجة الاسم المستعار وكأنها كتابة مغرضة لا ثقافية ولا نقدية ، وبالتالي تجاوز الرد النقد الأدبي الى المسائل الشخصية بطريقة لا اجد نفسي متفرغا لمثل هذا "الردح الثقافي"، ولا يهمني ما يستنتج الآخرون، ما دمت لم اشارك بالحفلة الصاخبة!!

اعترف اني كتبت مقالات نقدية وفكرية وسياسية وقصص باسماء مستعارة، وساكتب مستقبلا ايضا باسماء مستعارة وهي تتجاوز الأسماء التي الصقت بي عنوة،وبعضها أسماء لأصدقاء اعزهم،وانا وزعتها وساوزع كل جديد يكتبونه. شخصيا لي اسبابي الكثيرة للنشر باسم مستعار، واهمها ضيق مساحة حرية الرأي التي تميز مجتمعاتنا العربية.. والكتابة باسماء مستعارة بدأتها منذ عقدين على الأقل، وعلى صفحات جريدة "الاتحاد" بالتحديد وايضا في صحف أخرى ، بل هناك شاعرة كادت تصل للشهرة رغم اني بعيد عن اجواء الابداع الشعري، وما كتبته كان "خربشات" استقبلت استقبالا شعريا، وقد اواصل ذلك قريبا.
كنت اتمنى لو تعامل المتشاطرون بكشف اسماء نبيل عودة المستعارة ، بالمضامين التي تطرح وليس بالتلهي المتثاقف. لا اريد ان الج موضوعا لم اكن شريكا في أي من تفاصيله، رغم التلميح الذي طالني، ولم اجد فيه ما يحوج الرد .

******
وهذا يقودني بعيدا الى قضية تستحق المعالجة.
اشغلني موضوع النقد الأدبي في ثقافتنا العربية داخل اسرائيل من جوانبه المختلفة ، وخاصة جانب المتابعات النقدية للأعمال التي يصدرها الأدباء المحليين .
ربما يكون بعض الأدباء من المتعاملين مع النقد او الابداع ، ، يرون في كتاباتي ومواقفي اتجاها عكس التيار ، ومهما بدى ذلك صحيحا الا انه بعيد عن الصواب .
لا يستطيع احد ان ينفي الجهود التي كرستها للمبدعين الشباب ، ومتابعة انتاجهم في ظل تجاهل كامل تقريبا ، للحركة النقدية المحلية ، لكتاباتهم ، خلال العقود الماضي ،وكان التجاهل نفسه هو دافعي للتورط في الكتابة النقدية.. واعترف اني غير نادم ( رغم ما تعرضت له من هيجان غاضب ، وهو من ضمن أسباب لجوئي للأسماء المستعارة) اذ اعطاني ذلك ادوات عدة في التعامل مع النصوص ، وتطوير قدراتي الذاتية على تحسس الأبداع، والتمييز بين المبدع الجاد والموهوب وبين مدعي الابداع ، الضحلين نصا وفكرا ، وتشكيل آرائي النقدية والثقافية والابداعية العامة ، حول كل ما يتعلق بالثقافة من امتدادات فكرية واسلوبية ..
كان النقد وقفا على نخبة ، لا انفي اهليتها له ، ولكن ما التزموا به من انغلاق نقدي ثقافي على اسماء محددة، ترك ترسبات سلبية ، وهي تجربة ذاتية عبرتها ، دفعتني في لحظة ما الى الاهتمام بالنقد ، وكتابة المراجعات النقدية والثقافية ، ومحاولة استجلاء العالم الفكري الواسع للثقافة، ليس بمضمونها الروحي فقط ، كابداع نثري او شعري ، انما بمضمونها الفكري والفلسفي العام .. بصفتها شكل من اشكال الوعي الاجتماعي ، ومحورا للنهضة الفكرية والثقافية العامة لمجتمعنا خاصة ، ولكل المجتمعات العربية التي نتواصل معها بحكم اللغة والواقع السياسي والانتماء القومي والحلم الواحد .
يمكن نصنيف ما قمت به ضمن مفاهيم " الثقافة المضادة " التي تقود الى خلق موجات متعددة من ردود الفعل الثقافية . نسبيا كاد الامر ان يكون قريبا من الانجاز . . لكن غياب المنابر القادرة على التماثل مع هذا الزخم المضاد ، والتلون الفكري لدى العديد من المثقفين ، والجبن الذي يميز البعض ، مع الأسف الشديد .. والفقر الثقافي المريع لصحافتنا المطبوعة،التي تعتبر الأكثر انتشارا وتاثيرا في مجتمعنا حتى اليوم، حال دون تحقيق اندفاعة مؤثرة للثقافة المضادة ، لدرجة تسمح بتحولها الى رافد ثقافي آخر في مواجهة "الثقافة النخبوية " التي روجت عن طريق وكلاء حزبيين ..
دخلت وقتها في نقاشات حادة مع ممثلي تيار الثقافة النخبوية ، كان نقاشا حادا وممتعا كشف الضحالة الفكرية التي يعتمدها ممثلي هذه الثقافة، او من تبوأ "الدفاع " عنها ، دون ان يعي اللعبة الثقافية وراء دوافعي ، حيث انني سياسيا كنت من نفس التنظيم ، وهذا كشف لي حقائق كثيرة ، ساعدتني فيما بعد بتكوين شخصيتي الثقافية والسياسية والفكرية المستقلة ، وكشف ان معظم النقد الرسمي لم ينجاوز مساحة النكد الثقافي، وكان تبريره "الحزبي" أكبر وأعظم من أي تبرير ثقافي عقلاني!!
من المستهجن انه حتى الذين لهم مصلحة شخصية في ما حاولت ان اعطيه من دفعة للثقافة المضادة ، في مواجهة الثقافة النخبوية ، التي لم تسلم من انتقاداتهم .. لم يصل وعيهم للأسف الى مستوى يجعلهم يشكلون رافدا ثقافيا قادرا على فرض نفسه في الساحة الادبية ، كتيار ثقافي مضاد ، ولا اقول معاد ، لأن الثقافة تفترض التكامل ، وألأضداد في الثقافة تقود الى الوحدة الثقافية ، عبر خلق ديناميكية من النشاط الفكري والثقافي المتعدد الوجوه . هذه هي على الأقل رؤيتي وقناعتي الفكرية ، بدون حوار لا تطور , التماثل المطلق يخلق الركود ( وهذا ما قضى على الثقافة النخبوية ) .. حتى في الفلسفة ، احد القوانين الفلسفية الاساسية ، يتحدث عن وحدة وصراع الاضداد ، وهو بالمفهوم الفلسفي ، قاعدة التطورفي كل مجالات الحياة .. فهل تكون الثقافة شواذا لا تخضع لهذه القاعدة ؟!
من المهم ان يترسخ وعي اساسي بان الثقافة ليست للنخبة الاجتماعية او السياسية ، وليست لنخبة يختارها حزب ما او دولة .. مررنا على هذه التجربة .. وما تركته لنا اليوم فقر فكري وثقافي .. وحياة ثقافية بائسة .
ان العملية النقدية تشترط ما هو أعظم وأكثر امتدادا من مجرد تكرير اصطلاحات ، او الادعاء الذي يكرره البعض: " بأني اكتب واتعامل مع النصوص حسب معايير نقدية .. الخ " . لا يا اصحابي ، هذا ادعاء فارغ !!
العملية النقدية تحتاج الى رؤية اكثر اتساعا من موضوع العمل الذي نتناوله بالتحليل او الاستعراض النقدي . النقد هو عملية فكرية اكثر اتساعا من صفحات الكتب موضوع النقد ، النقد له سياقه الفكري وله امتداداته الاجتماعية . كل التقدير والاحترام للمناهج الأكاديمية في النقد ، ولكن هذه المناهج تتحول الى سجون للتفكير وقيود على الوعي وتشتيت للذائقة الادبية، اذا لم نحولها الى منطلق فكري ننطلق منه نحو الأصالة والتجديد في رؤيتنا الثقافية العامة .
ما يحدث في نقدنا المحلي ، بما فيه من يدعون الاكاديمية في نقدهم ، هو خلق نظام نقدي منغلق على ذاته ، ومنغلق على القارئ المفترض ان يتواصل مع الابداع ومع النقد . ما يحدث ان الناقد يكتب رسالة شخصية لصاحب العمل موضوع النقد ، وارضاءه هي المهمة النقدية للناقد ، وهي القيمة الكبرى للكتابة النقدية السائدة اليوم في ثقافتنا وباتت تشكل حالة تثاقفية مزعجة وسلبية.
الثقافة ، ابداعا او نقدا ، يجب ان تكون فعل اجتماعي وعمل لاثراء الوعي التقافي والفكري للانسان . والنقد هو احد الادوات الهامة في هذا الفعل . اما نقدنا المحلي في السنوات الاخيرة ، فيتميز بأكثريته المطلقة بالعلاقات العامة ، والتشريفات الاجتماعية والدهلسة والنفاق .. ويفتقد للقيمة الثقافية كمعيار هام للعملية النقدية .
النقد اذا لم يتحول الى تيار ثقافي قائم بذاته ، وليس كتغطية فقط لبعض الاعمال الادبية ، يظل ظاهرة غير مجدية ومضرة ، تحول النقد الى ظاهرة سلبية يجب مواجهتها ثقافيا .
هناك علاقة عضوية بين النقد والايديولوجيا ، واعني بالايديولوجيا ليس فقط المنظومة الفكرية ، انما القدرة على الربط بين الثقافة والمجتمع ، بين الثقافة والانسان . وهذا هو الغائب الكبير عن الممارسات النقدية .. وعن فكرنا وثقافتنا عامة !!
ومن هنا ابتعدت عن "النكد" الذي الهاني عن الكتابة القصصية. ووجدت نفسي اتخلص من ترسبات ثقافية لا تسر البال،لأتحرر فكرا وابداعا وانتج عشرات كثيرة من القصص وعشرات المقالات الأدبية والفكرية والسياسية.
وهو ما يشغلني اليوم!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستقلال شر من شتات!!
- حسين مهنا شاعر ومثقف موضوعي يبني قصيدته كمهمة ثقافية وفنية
- حتى الفضيحة الاحتلالية القادمة...
- السامية مكشوفة على حقيقتها
- إسرائيليات: الجنرال موفاز انتصر بأصوات العرب
- هل بدأ -الرينيسانس-* في الشرق؟!
- حتمية التغيير في عالم متغير ..
- عجيبة بيت أبو بشارة
- قصيدة غير معروفة للشاعر سالم جبران يبكي رحيل صديقه محمود درو ...
- صلاة القلب
- مساهمة في تكريم الأديب الناقد د. حبيب بولس
- الهرطقة الإسرائيلية والهرطقة الفلسطينية !!
- واقع اللغة هو انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي
- الملح الفاسد (مسرحية)
- شبيحة العقل
- رواية -الركض- للفرنسي جان أشنوز تدفع القارئ للركض وراء التفا ...
- درس من التاريخ - يسار عربي أم صهيونية ماركسية من نوع جديد؟!
- لا طعم للقهوة ذلك الصباح
- نظرة على واقع الصحافة العربية في اسرائيل
- وداعا سالم جبران – شاعر كاتب ومفكر ترك بصماته القوية على واق ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - النقد والثقافة النكدية