أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 3/3















المزيد.....

ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 3/3


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرضنا فى المقالتين السابقتين عن الدور امريكا والاخوان فى الثورة المصرية ، وبقى لنا ان نتعرف على دور المجلس العسكرى .
جميعنا يعرف ان احداث 25 يناير لم تخرج فى البداية للاطاحة بحسنى مبارك ، ولكنها كانت فى الاساس ضد ممارسات جهاز الشرطة القمعى ( ولذا تم اختيار يوم عيد الشرطة خصيصا لهذه المظاهرات ) وثانيا كان شعار العداله الاجتماعية بعد تغول رجال الاعمال بالنفوذين – المال والسلطه - ، كان للفيس بوك تاثيره القوى والفعال حيث تم استخدامه للحشد والتواصل بين شباب الثائرين والذى سبق التدريب عليه فى برامج تنمية الديمقراطية ، ولذا فقد كانت مظاهرات تتسم بالسلمية وبالتنظيم حسب الاصول الديمقراطية فى العالم الغربى ، وكان للتواصل عبر الفيس بوك اثره فى التجميع والتفريق والكر والفر من الميادين الى الشوارع الجانبية مما انهك معه قوات الشرطة . فى اليوم التالى خبأت حدة الحماس ولكن مدينة السويس استمرت مما يشجع متظاهرى التحرير على الاستمرار ، وفى اليوم الثالث انهار جعاز الشرطة بكل جبروته مما اثار الدهشه لدى الكثيرين وحتى الآن وعزوا ذلك الى سياسه الكر والفر التى اتبعها الثوار ، ولكن الحقيقة ان هناك سببا آخر وجوهرى يتمثل فى :
تكوين جندى الامن المركزى الغلبان الذى يعيش فى معسكرات لاتليق بالحيوانات والمقهور من حضرة الضابط المنتفخ بالخيلاء والغرور والذى دانت له رقاب العباد منذ ان تضخمت الدولة البوليسية بعد ثورة 1952،واصبح ضابط الشرطة منفوخا كالطاووس يمارس الاذلال على اى من يقع به حظه العاثر فى الوقوف امامه سواء فى قسم الشرطة او اى من الادارات التى تديرها الداخلية ، هذا الضابط تعود اصدار الاوامر والسمع والطاعه وخنوع المواطنين امامه ، فزادت لديه حالة الانتشاء بالسلطه والسطوة واصيب بانتفاخ فى الذات حتى اصبح كالبالون الممتلئ بالهواء ومع اول شكه دبوس ( اول مواجهة مع مواطنين بعرفون حقوقهم ويتظاهرون فى شجاعه ولا يبالون بهيبة الشرطة التى تم بنائها على مدى ستون عاما ) مع اول شكه دبوس انفجر البالون الممتلئ بالغرور ، ورأى عسكرى الامن المركزى سادته وآلهته تنهار امامه فانهار معها بكل مايحمله من حقد عليهم .
كانت خطة حبيب العادلى مع جمال مبارك هى نفس مااتبعه ياسر عرفات بعد انهيار محادثات ( واى ريفر ) عندما عاد الى غزه وفتح السجون ليطلق البلطجيه وارباب السوابق مع من اعتقلهم من المقاتلين ، ونفس ما اتبعه صدام حسين عند بداية ضرب امريكا للعراق عندما فتح السجون واطلق المجرمين والبلطجيه .
اعتقد ان ماحدث من فتح السجون المصرية كانت خطة بين العادلى وجمال مبارك فى حالة تنامى الثورة ، وان كان اقتحام سجن المرج وابوزعبل مختلف حيث تواجدت فيه عناصر حماس وخليه حزب الله والتى تمت مهاجمته بالبلدزورات وسيارات الدفع الرباعى وهدم سورة بالقذائف والتى كنت شاهدا عليها عندما توجهت مسرعا الى هناك حيث كان صديقى وابن عمى مديرا لمنطقه سجون ابوزعبل والمرج وشاهدت آثار الهجوم بنفسى واقوال هذا اللواء موجوده حتى الآن فى نيابه بنها ( وهذا ماذكرته فى مقاله سابقة )
امر حسنى مبارك بنزول الجيش وتسليمه الميدان خاليا ، وبالفعل نزلت الدبابات الى التحرير وبعض الاماكن الهامه ولكنها لم تشتبك مع المتظاهرين ، بل وقفت ساكنه ، وصدر يومها تصريح غريب يقول ان الفريق سامى عنان فى امريكا ولن يتم تحريك اى قوات قتاليه ورئيس الاركان غير موجود ( كأنه لو نشبت حرب ينتظرون عودة رئيس الاركان .... !!!! ) .
المشير كان ضد التوريث ولكنه نشأته العائليه المتواضعه جعلته سامعا مطيعا راضيا عن كل افعال الرئيس الذى اصبح فى السنوات الاخيره غير قادر على الحركة واصبحت مصر يديرها جمال مبارك واحمد عز ، تدخل المشير عند طرح بيع بنك الاسكندرية على مجلس الوزراء واعترض قائلا : ( انتم ناقص تبعوا مصر .. ) ورغم اننى احمل له على المستوى الشخصى اعزازا لموقفين حيث اعاد الى الخدمة ضابط برتبه عميد تجمعنى به صداقه قويه عندما تظلم من خروجه واستمع الى شكواه بنفسه ووبخ مدير السلاح الذى ينتمى اليه هذا الضابط ، والموقف الآخر عندما جاء الى مسجد آل رشدان من عدة سنوات ليحضر الصلاه وتأبين ابن عمى الاقرب الى نفسى اللواء احمد حتاته الضابط السابق بمباحث امن الدوله ، ورغم هذا فالحقيقة اكبر من المشاعر.
عاد رئيس الاركان بعد عدة ايام وكان المفترض فى مثل هذه الظروف ان يعود فورا ، وبعد عودته صدر بيان القوات السملحه الذى يعلن تعاطفه مع تطلعات الشعب المصرى ، وعانق المتظاهرين الجنود واعتلوا الدبابات وظهرشعار ( الجيش والشعب ايد واحده )
من المعروف انه ومنذ توقيع كامب ديفيد تعهدت امريكا بدفع اكثر من مليار دولار للقوات السملحة المصريه عدا المعونه الاقتصاديه التى توازى هذا المبلغ ، واصبحت امريكا هى مصدر تمويل وتسليح وتدريب الجيش المصرى ( حتى ان معظم قادة القوات السملحة او كلهم تلقوا تديبات او دراسات فى امريكا ) ، وحصل الجيش منذ عام 1979 وحتى الآن على مايقارب الخمسون مليار دولار ..... !!
هل الثلاثة ايام التى قضاها رئيس الاركان فى امريكا قبل ان يعود كانت مجرد نزهه لمشاهدة مدينة والت ديزنى وهوليود ، وهل الاعلان بعد العودة عن تجاوب الجيش مع تطلفات الشعب كانت مجرد صدفة ؟ - نعود الى التحليل المنطقى للاحداث :
مع انهيار جهاز الشرطه ووقوف الجيش على الحياد ارتفع سقف مطالب المتظاهرين حتى وصل الى المطالبه برحيل حسنى مبارك مثلما زين العابدين فى تونس . ولم تفلح الخطبة التى القاها يوم 2 فبراير ( تقريبا ) ، ولم تفلح موقعة الجمل حيث تصدى لهم شباب الاخوان ( هذه هى الحقيقه التى يجب ان اذكرها – رغم اننى ضد الاخوان – الا اننى اكتب بحيادية تامه ) لانهم نزلوا الميدان يوم 28 يناير واذا فشلت الثورة سيقودهم حسنى مبارك الى اعواد المشانق ، فاستبسلوا فى موقعه الجمل التى اصبحت بالنسبه لهم معركة حياه او موت . وجاء تعيين عمر سليمان نائبا وشفيق رئيس وزراء كرجاء اخير من الرئيس للمجلس العسكرى حتى يمتص غضب الجماهير ، واعطاه المجلس العسكرى الفرصه ولكن سقف المطالب كماذكرت مع انهيار الشرطة ووقوف الجيش على الحياد زاد من تصميم المتظاهرين على رحيل حسنى مبارك .
تواترت انباء عن ارسال حسنى مبارك خطاب لاقالة المشير يذاع من التلفزيون المصرى وقيل وقتها ان عبداللطيف المناوى المشرف على القنوات الاخبارية ابلغ المشير قبل نشر قرار الاقاله ، وكان امام قادة المجلس العسكرى اما انتظار المحاكمات العسكرية من مبارك واما الانضمام الى الثورة وهنا اصدر المجلس العسكرى ( البيان رقم 1 ) وفيه : (انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه، وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته، وتأكيدا وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة.. انعقد اليوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011 المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه ) انتهى ، والملاحظ ان المجلس اجتمع برئاسة طنطااوى وعدم وجود مبارك كرئيس للمجلس بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة او حتى نائبه عمر سليمان . احتمى مبارك بالحرس الجمهورى ولكن المحيطون به وبينهم عمر سليمان ضغطوا عليه وذكروه باعدام شاوشيسكو باعتباره مجرم حرب حينما تصدى للمتظاهرين بالقتل ،فى الوقت الذى اتجه فيه المتظاهرين صوب القصر الجمهورية .
مجريات الامور بعد ذلك تؤكد انه حصل على وعد من المجلس العسكرى بأن يظل فى شرم الشيخ بعد ان يتنازل عن الحكم ، وتم الاتفاق مع جماعة الاخوان المسلمين على السماح لهم بالتواجد الشرعى وتأسيس حزب مدنى على مرجعية دينية ( وهو ماحدث فى الاعلان الدستورى الذى اسقط من تعديلات حسنى مبارك عام 2007 المادة التى تنص على عدم قيام احزاب على مرجعية دينية ) الا ان المجلس لم يستطيع ان يفى بوعوده ازاء المليونيات التى تلت ذلك والتى طالبت بمحاكمته والتى اتضح فيها ان الاخوان وحدهم ليسوا المسيطرون على الشارع كما توهم المجلس العسكرى حيث لم يشاركوا فى اى من هذه المليونات ، وفوجئ بأن هناك العديد من القوى الثورية المدنية الليبرالية اجبرته على تحويل حسنى مبارك الى المحاكمة .
وهنا تم المراد من رب العباد : ثورة داخليه بدون غزو خارجى لشعوب لديها حساسية مفرطه من الاحتلال حتى لو كان لتحريرهم من الطغاه ، وحكم مدنى على مرجعية دينية وكان ماكان ياساده ياكرام فى التعديلات الدستورية التى تعهد الاخوان للمجلس العسكرى بقيادة قطيع المخدرين للموافقه عليه تحت ادعاءات الجنة والنار .
اكتسح الاخوان بتحالفهم مع السلفيين ( الذين باعوهم فيما بعد .... !! ) انتخابات مجلس الشعب وبدأ للمجلس العسكرى ان الاخوان يريدون السيطره على كل مفاصل الدولة المصرية بعد مطالبتهم باقاله حكومة الجنزورى الذى قالوا انه يحرق مصر قبل مجئ الاخوان والذى وافقوا عليه من قبل ثم منحه مرسى وساما من بعد وعينه مستشارا ..... !! وبدات عمليات الشد والجذب بين المجلس العسكرى وجماعه الاخوان وتدخلت هيلارى كلينتون فى زيارتها لمصر وقالت تصريحها المشهور بعد ان زارت مقر الاخوان : على الجيش المصرى ان يعود الى مهمته فى حفظ الامن الوطنى المصرى . ولكن المجلس العسكرى كان يناور يقدر مايستطيع من اجل الحفاظ على مصالحه، وظهرت ماعرف بوثيقة السلمى التى كانت تعطى للجيش وضعا مميزا فى الدستور وثار عليها كل من الاخوان وائتلافات الثورة .
حتى جاءت انتخابات الرئاسة والتى اتضح من نتائج الجولة الاولى ان التيارات المدنية تقاربت فى نتائجها مع الاخوان والسلفيين ، حيث قام الاعلام بدور مؤثر فى انقلاب الرأى العام من التاييد المطلق الى التوازن ، ولعب رجال الاعمال دورهم وكذا خاف العاملين فى السياحة واهل الفن والرأى من صعود الاخوان ، وكان المجلس العسكرى يغذى كل هذا ، ودخل على الخط معامل جديد تماما قال انا هنا الا وهو الصوت المسيحى ، وكانت امريكا مع تاييدها لوصول الاخوان للسلطه الا انها كانت تسير على الخط الاول الذى ذكرناه فى الجزء الاول من هذه الدراسة وهو تشجيع قوى المجتمع المدنى ليكون هناك توازن بين القوى الليبرالية والقوى الدينية حتى لاينفرد الاخوان بالسلطه المطلقة .
اذكر ان لقاء محمد مرسى مع الاعلامى عماد الدين اديب فبيل الانتخابات المرحلة الثانية سأله اديب : هل لو فاز شفيق ستقوم بتهنئته وتقبل بفوزه ، ولكن فوجئنا بمرسى يقول : كيف يفوز من قامت عليهم الثورة ، وكرر اديب عليه السؤال عدة مرات ولكن مرسى لم تفلت منه عباره واحدة تقبل بنتيجة الصندوق .
انحسرت فى الجولة الثانية بين احمد شفيق والدكتور مرسى ، والتى تقاربت فيها النتائج بينهم ايضا للاسباب السابقه والتى اشارت بعض التقارير الى فوز احمد شفيق . ولثلاثة ايام متتاليه لم يتم اعلان النتيجه ، شعر الاخوان ان المجلس العسكرى سيعلن فوز احمد شفيق خصوصا ان فارق الاصوات لايتعدى عشرات الآلاف ، وان د. ضياء رشوان رئيس مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية صرح ان الكتاب الذى وزعه الاخوان بنتائج انتخابات كل دائره يؤكد ان هناك 32 صفحه من الكتيب بها ارقام تزيد عن العدد الفعلى وان الفارق بينهم يصل الى مليون ونصف صوت انتخابى وصرح ان الاخوان اعتمدوا على انه لن يوجد مواطن يقرأ ثلاثمائة صفحة ويقوم بجمع نتائج كل دائرة .
شعرالاخوان بذلك ، ونزلت جماهيرهم وكوادر الجهاديين وحماس وامتلأت بهم الميادين تحت تهديدات بحرق مصر اذا تم تزوير الانتخابات لشفيق – او بصريح العبارة اذا قاز شفيق فعلا - واستبق مرسى الاعلان الرسمى للنتيجة واعلن فى فجر اليوم التالى نجاحه فى الانتخابات ونصب نفسه رئيسا للجمهورية . خلال هذه الايام الثلاثة مارس المجلس العسكرى الضغوط على الاخوان بالتزامهم بالاعلان الدستورى المكمل الذى اصدره فبيل الانتخابات والذى يجعل منه سلطه تشريع لعدم وجود مجلس الشعب ، ولم تكن امريكا بالطبع بيعيده ، فهى اقتنعت بعد فشل حروبها السابقة على افغانستان والعراق بالديمقراطيه على مرجعية دينية ولكنه فى نفس الوقت لاتريد انفراد الاخوان بالسلطه المطلقة . وتم الاتفاق على اعلان نجاح مرسى مع التزامه بالاعلامن الدستورى المكمل وبمقتضاه راوغ فى قسم اليمين الذى ينص ان يكون امام المحكمه الدستوريه فاقسم ايضا فى ميدان التحرير وفى جامعة القاهرة .
عند تشكيل حكومة هشام قنديل والتى طالت المفاوضات بشأنها كنت اتوقع ان يعلن عن طنطاوى نائب رئيس جمهورية والقائد العام ( وليس الاعلى ) للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكرى ، ولكنى فوجئت به وزيرا ضمن وزاره قنديل واقسم اليمين امام مرسى وكانت موافقته على عزل اللواء بدين قائد الشرطه العسكرية والذى يعتبر حمايته الوحيدة ، فكانت تلك كانت نهايته ، وكان ماذكرنا فى مقالنا ( قراءة فى انقلاب مرسى على العسكرى ) وكما ذكرنا فى بداية المقال ان نشأة المشير المتواضعه جعلته يقبل هذا الوضع المهين لمجرد البقاء فى السلطه .
صرحت هيلارى كلينتون ان امريكا كانت تعلم بالاقاله ولكنها فوجئت بالتوقيت ، واعتقد ان التوقيت المتفق عليه كان انه يتم اعداد الدستور ثم انتخابات مجلس الشعب وبعدها يتقدم طنطاوى ( بصفته رئيس المجلس العسكرى وليس بصفته مجرد وزير دفاع ) بخطاب رقيق الى مرسى يقول انه بهذا ادى واجبه وآن له ان يستريح ويقوم مرسى بتكريمه فى خطاب متبادل ، ولكن متى كان للاخوان عهد ولا ذمه ولا ضمير ؟
- ثم ماذا ... هل تخلت امريكا عن الديمقراطية وافسحت الساحة للاخوان ؟
صحيح ان من بين اهداف امريكا فى وصول الاخوان للسلطه بجانب ماذكرناه هو انها تعلم يقينا فشلهم فى ادارة الدولة وعدم قدرتهم على الوفاء ببرنامج النهضة الذى وعدوا به وعدم تحقيق الرخاء المأمول منهم وان مشاكل مصرالاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ...... الخ تحتاج الى عشرات السنين حتى لو حكمها الليبراليين ، ولذا فليتصدى الاخوان للتجربة المعلوم نهايتها بالفشل ، وفى نفس الوقت يتم تجميع القوى الوطنية فى تحالف مدنى منافس قوى للاخوان ، وفى النهاية يكون فى مصر كما فى كل دول العالم الديمقراطية حزبين كبيرين – حزب الاخوان ( اصحاب الدميقراطية بمرجعية دينية ) ونستطيع ان نطلق عليه حزب المحافظين ، وحزب الليبراليين . وهذا مايتم العمل عليه الآن .
فهناك حزب الدستور تحت رعاية الدكتور البرادعى الذى تقدم باوراق تأسيسه امس، وحمدين صباحى يقوم بتجميع كتلته الانتخابية التى تجازوت الخمسة ملايين صوت انتخابى .ثم هناك احزاب المصريين الاحرار الوفد والتجمع الذى اثبتوا وجودهم فى الانتخابات الماضية ، ليكونوا فى النهاية كتله مدنية واحدة تنافس الاخوان فى الانتخابات القادمة ،حيث قام حزب الوفد بهذه المبادرة والتى عبر عنها السيد عمرو موسى فى تصريحاته لجريدة الوطن امس فقط حيث قال نصا ( أعلن عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، عن تدشين تحالف «الأمة المصرية» ليكون معبراً عن الكتلة المدنية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال موسى لـ«الوطن»: إن التحالف يجمع كل أنصار الدولة المدنية ويعمل على أن تكون هناك مواقف إيجابية مصرية لمصلحة الدولة المدنية. وأضاف «موسى» أن الدولة المصرية بحاجة لتيار مدنى قوى بجانب التيار الدينى، قائلا: «كل الاحترام للدين، لكن الحكم يجب أن يقوم على الدستور المدنى، فمصر تعيش فى القرن الـ21»، وشدد على أن ذلك يساعد مصر على استعادة دورها القيادى، القائم على قوة الدولة نفسها، ومبادئ وثيقة الأزهر.
وقال «موسى»، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، إنه دعا أحزابا وشخصيات عامة للانضمام إلى التحالف، مشيراً إلى أن حزب الوفد شريك أساسى فى هذه الدعوة، وأضاف: «الوفد واحد من الأحزاب الرئيسية إلى جانب أحزاب أخرى، وسندعو شخصيات عامة سياسية وفنية واقتصادية لبناء التحالف ) انتهى
وفى النهاية اقول للذين فقدوا توازنهم بعد وصول الاخوان للسلطه تفاءلوا ، وانتظروا القادم من الايام . فالثورة وان قطف ثمارها الاخوان الا انها نجحت فى شيئين فى غاية الاهمية ، الاول كسر حاجز الخوف الذى تولد لدى المصريين عبر مئات السنين من الاحتلال والقهر والاستعباد ، والثانى هو الاقرار بمبدأ تداول السلطة ، وان كنت اعرف ان الاخوان لن يعترفوا بهزيمتهم فى اى انتخابات قادمة الا اذا كانت هزيمة ساحقة ماحقة ، ولكن الريموت كنترول الامريكى موجود وسيظل موجودا ومؤثرا على الساحة العربية لعقود قادمة .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الثورة المصرية: امريكا، الاخوان ، العسكرى 2/3
- ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 1/2
- قراءة فى انقلاب مرسى على العسكرى
- مرسى بين شجاعة ميدان التحرير والهروب الكبير
- فى زمن الاخوان : استباحة الدم والحدود والارض المصرية
- زمن الاخوان والكيل بمكيالين بين احداث دهشور ونايل سيتى
- مشروع النهضة الاخوانى : الاستثمار فى عبادات رمضان ..!!
- هل الكذب سمة مصرية ؟؟
- ماركسية الحوار المتمدن بين افيون الشعوب وديكتاتورية الحزب
- هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟
- الى الاخوان والسلفيين : مصر كبيرة عليكم
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 1/2
- - براءة من الله لبديع واخوانه المؤمنين من الذين عاهدتم من ال ...
- تكريس مفهوم العبودية فى الاسلام
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 2/2
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 1/2
- الحياة الجنسية للنبى محمد من خلال آيات القرآن
- التحليل النفسى لزواج النبى محمد من عائشة
- تبخيس المرأة فى الفكر البدوى وارتباطه بالتعويض النفسى عن الع ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 3/3