هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى حيادية تامه ، وبعيدا عن العواطف او الاهواء الشخصية نستطيع ان نقرأ الانقلاب الخشن ( وليس الناعم ) من رئيس الجمهورية على المشير طنطاوى ورئيس الاركان وآخرون فى المجلس العسكرى ، والتى نلخصها فى الآتى :
من المعروف ما تعرضت له مقرات مباحث امن الدولة فى كل من القاهرة والجيزة والاسكندرية فى وقت واحد ( كما نوهنا فى مقاله سابقة ) وبطريقة منظمة واحترافية ، كما حدث فى مهاجمة سجن ابو زعبل واطلاق سراح مسجونى حماس وحزب الله وكنت شاهدا على آثار هذا الهجوم بعد تنفيذه ( كما ذكرت فى نفس المقال السابق )
كان المقصود من الهجوم على مقرات امن الدولة هى احراق كل المستندات التى تدين التنظيم الدولى للاخوان المسلمين ولقاءاتهم باعضاء التنظيم خارج مصر ولقاءاتهم ايضا بشخصيات نافذه فى الادارة الامريكية ، وكذا احراق كل الملفات عن التنظيمات الجهادية سواء داخل مصر او خارجها .
ومن خبراء عسكريين ومصادر صحفية عرفنا ان المشير طنطاوى امر بنقل مابقى من هذه الوثائق الى المخابرات العسكرية ، وهو الجهاز الذى يتبعه مباشرة حيث تتبع المخابرات العامة رئيس الجمهورية مباشرة ولاعلاقه للمشير بها ولا تربطه حتى علاقة طيبه مع رئبيسها السابق عمر سليمان والموالين له داخل الجهاز .
رئيس المخابرات الحربية هو اللواء السيسى ( الذى اصبح فيما بعد الفريق اول السيسى وزير الحربية والانتاج الحربى بعد اقاله المشير طنطاوى )
اللواء السيسى كان اصغر ضباط المجلس العسكرى وبالتالى احدثهم رتبة ، وكان مقربا من المشير ويعتبره فى منزله الابن ، حتى قيل ان المشير يستمع دائما اليه اكثر من باقى اعضاء المجلس .
- المتابع لمجرى الاحداث فى مصر يعرف ابعاد الصفقه التى تمت بين امريكا والاخوان والعسكرى ( والتى سأكتبها فى المقال القادم ) ويعرف ان المجلس العسكرى بكامل هيئته كان باقيا لحين اعداد الدستور، حيث ارادت امريكا ان يكون هو الضامن لمدنية الدولة ويكبح جماح الاخوان اذا تحالفوا مع السلفيين والجهاديين وخرجوا عن المتفق عليه .
- استمر المشير فى الوزارة الجديدة وزيرا للدفاع والانتاج الحربى ، وقبل ان يقسم اليمين الدستورية امام الرئيس مرسى والذى سبق وان ادى اليمين الدستورية طبقا للاعلان الدستورى المكمل الذى اصدرة طنطاوى ( ياللعجب ... !! ) .
وفى خطوه درامية وبعد تشكيل الحكومة بعدة ايام يقوم الرئيس مرسى بالغاء الاعلان الدستورى المكمل واحالة المشير طنطاوى والفريق عنان الى التقاعد مع منح الاول قلادة النيل والثانى وسام الجمهورية وتعيينهم مستشارين له .
- ماذا حدث فى الوقت بين تشكيل الوزارة وتفكيك المجلس العسكرى ؟
البعض رجح ان تكون بسبب احداث رفح ، ولكن المعلوم ان الهجوم وقع على جنود من الشرطة وانه لاوجود لافراد يذكر لافراد القوات المسلحة فى المنطقة " ج " حسب اتفاقية كامب ديفيد علاوة على ان الجيش كان منذ الثورة وحتى اقالة المشير مشغولا بالعمليةالسياسية وتأمين الانخابات الاربعة ( الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، مجلس الشعب ،مجلس الشورى ، رئاسة الجمهورية والتى جرى كل منهم على مرحلتين فيما عدا التعديلات الدستورية ) ناهيك عن مسئولية مدير المخابرات – والذى لايتبع المجلس العسكرى ولا القوات السلمحة المصرية- والذى صرح جهارا نهارا ان معلومات الهجوم توفرت لديه ولكنه لم يتخيل ان مسلمين يقتلون مسلمين وخصوصا فى رمضان وساعة الافطار .
البعض الآخر رحج ان تكون هذه الاقالات باتفاق مع الرئيس مرسى ، ولكن الاحالة الى التقاعد بعد تشكيل الوزارة بعد ايام ، وفى اعلان منفرد ، وصدوره قبل افطار رمضان بساعتين ، ثم ماعلمناه من مصادر صحفية بأن الرئيس مرسى استدعى طنطاوى وعنان لمقابلته فى القصر لامر عاجل ، وتركهم فى الانتظار لحين حلف السيى اليمين ثم ابلغهم بالقرار مع حالة تاهب قصوى فى الحرس الجمهوري الذى عين مرسى رئيسه الموالى له منذ اسابيع – حتى ان قناة الحرة اذاعت نبأ احتجاز المشير والفريق – ثم ان نزول شباب الاخوان فى القاهرة والمحافظات الى الميادين ترحيبا ودعما للقرار وتوجسا من انقلاب عسكرى . كل هذا يفند هذا الاتفاق ، وان كان اللواء العصار صرح بهذا الاتفاق بين المجلس العسكرى والرئيس مرسى فذلك لانه بقى فى مكانه وتم ترفيعه مساعدا لوزير الدفاع الجديد واراد ان يرد الجميل بأن ماحدث اتفاقا بين المشير والرئيس خشية من ردة فعل الموالية للمشير والفريق
*** فى ظل كل ماسبق نستطيع ان نستنتج :
- ان اللواء الاصغر سنا والاحدث رتبه والذى يمتلك كل الوثائق المتعلقة بالاخوان والتنظيمات الجهادية تم استقطابه ليأتى من آخر الصفوف الى مقدمتها نظير مايملك وليكون ولائه للرئيس هو والمعلومات التى لديه ، فاذا كان اللواء عمر سليمان مات – بطريقة مريبة - ودفن معه صندوقه الاسود ، فان باقى المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الحربية اصبحت تحت رقابة الاخوان ، وفى مجلس عسكرى يضم تسعه عشر من قادة الجيس من الطبيعى ان تكون هناك خلافات وانقسامات وتطلعات سلطوية بين قادة انتهى عمرهم الافتراضى وجيل من الشباب امامه المستقبل ، خصوصا ماشاب العملية الانتقالية ومسئولية المشير عنها ، وهذا مالعب عليه الاخوان فى شق الصف
- يموت حامل الصندوق الاسود فى ظروف غامضه ، ويتولى خازن مابقى من معلومات رئاسة القوات المسلحة ، وبتصعيده من آخر الصفوف الى اولها ومنحة رتبتين مرة واحدة يجعل الولاء مزدوج .
- يبدو ان مليونية 24 الجارى ودعوة الهجوم على مقرات الاخوان والمطاليه باقالة مرسى اثارت ذعر الاخوان ، والرئيس والاخوان يعرفون جيدا ان الاعلان الدستورى المكمل الذى اصدرة المجلس العسكرى قبل فوز مرسى بايام كان يتضمن بندين – بخلاف تقييد صلاحيات الرئيس –
1) اذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التاسيسية لعملها شكل المجلس العسكرى خلال اسبوع جمعية تاسيسية جديدة تضم كافة اطياف المجتمع .
2) يجوز لرئيس الجمهورية فى حاله حدوث اضطرابات داخل البلاد تستوجب تدخل القوات المسلحة وبعد موافقة المجلس العسكرى اصدار قرار باشراك القوات المسلحة فى مهام حفظ الامن وحماية المنشئات الحيوية بالدولة .
اذن الاجهاز على المجلس العسكرى يضمن عدم تدخله فى لجنه اعداد الدستور ليكون دستور اخوانى على المقاس ، ولكن ماعجل بالامر هو البند الثانى الذى يقيد صلاحيات رئيس الجمهورية فى طلب تدخل القوات المسلحة فى حالة حدوث اضطرابات والذى يشترط موافقة المجلس العسكرى
ويبدو ايضا ان المجلس العسكرى كان وراء هذه المظاهرات وداعما لها بانصاره وتسربت هذه المعلومات من المخابرات الحربية الى الرئيس مرسى .
وفى ظل ضعف جهاز الشرطه عن التدخل لقمع المظاهرات ، وان المشير لن يوافق على قمعها كما لم يوافق فى السابق على ذلك لولى النعم .
لكل هذا تمت الاطاحة بالمشير طنطاوى والفريق عنان واحالة كبار القادة الى وظائف اخرى قبل الميعاد المقرر والذى اعتقد انه كان مقررا لهم خروجا مشرفا بأن يتقدم المشير باستقالته بعد اعلان الدستور ثم يقبلها الرئيس مع خطاب شكر على جهود المجلس منذ قيام الثورة حتى استقرار الحكم للاخوان .
لكن ماحدث كان احالة الى التقاعد من جانب واحد ، ويبدو ان قلادة النيل ووسام الجمهورية وتعيينهم مستشارين وايضا ، فقد تعيين قائد القوات البحرية رئيسا لهيئة قناة السويس، وقائد قوات الدفاع الجوي رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، وقائد القوات الجوية وزيرا للإنتاج الحربي كان لامتصاص غضب ضباط القوات المسلحة ولارضاء انصار كليهما .
والملفت للانتباه ان يتم ترقية السيسى من لواء الى فريق اول قبل ان يمر على رتبة الفريق ، والمفت للانتباه ايضا ان رئيس الاركان كان قائد للجيش الثالث الميدانى وهو مايعنى حيازة نصف القوه الضاربة المصرية والتى يمثل الجيش الثانى الميدانى نصفها الآخر .
وبهذا يضمن الرئيس مرسى الولاء التام لوزير الحربية ورئيس الاركان ، ويتخلص من شركائه فى الحكم لينفرد ولاول مره فى تاريخ مصر الحديث بالسلطتين التنفيذية والتشريعية .
ثم تاتى الفتوى الغريبة للشيخ هاشم اسلام وهو من علماء الازهر الذين تم استقاطبهم ايضا بأباحة دم كل المتظاهرين يوم 24 اغسطس ، ليوضح لنا مدى رعب الاخوان من هذا اليوم الذى لا اتصور انه سيحدث زلزالا مؤثرا كما يتصور البعض خصوصا بعد اقصاء المجلس العسكرى ، وان كانت شرعية الرئيس المدنى المنتخب انتخابا حرا نزيها نظيفا لاتتأثر بمثل هذه المظاهرات وهى موجودة دائما فى الدول الديمقراطية ، الا ان شرعية من يتصورون انهم يملكون الحقيقة المطلقة ويتحدثون باسم السماء تهتز لاى هتافات ضدها .
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟