أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟














المزيد.....

«الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



وتأبى المحكمة الدستورية إلا أن تظل على الدوام حصناً لمصر والمصريين. ليس فقط بما تصدره من أحكام ناطقة بصوت العدل، وإنما بفضل ما تنشره من ثقافة دستورية وقانونية. وكانت آخر هذه الإسهامات مجلتها «الدستورية» «إبريل ٢٠١٢» والتى صدرت تحت عنوان رئيسى «ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟» ويزهو هذا العدد بعديد من الدراسات البالغة الأهمية، لكننى أستأذن فى أن أكتفى بدراسة واحدة منها، وهى دراسة شديدة العمق ورائعة البساطة، كتبها المستشار محمد أمين المهدى- رئيس مجلس الدولة السابق. والدراسة بعنوان «المرجعية التراثية والثقافية للأحكام الدستورية».

وفى البداية يحذرنا السيد المستشار من «أن مفهوم الأغلبية يختلف فى مجال التطبيق القانونى المحدد عن المفهوم فى مجال علم السياسة والاجتماع. ففى المجال القانونى ترد الأغلبية على من أدلوا بأصواتهم، أما فى مجال السياسة فإن الأغلبية ترد على كل من لهم حق التصويت»، وهذا فارق مهم فى وضعنا الراهن. ثم نأتى إلى وضعية حقوق الإنسان وحريته واحترام عقيدته باعتبارها حقوقاً طبيعية، وصونها إعلاء لقدر النفس البشرية، ومنحها بذلك الرعاية الأولى والأشمل لقيمتها بما يعلو بها حتى على النص الذى صرح بذلك، فثمة حكم للمحكمة الدستورية يقول «إن حرية الإنسان الشخصية هى الضمان الذى لا غنى عنه لوجود الإنسان محصناً فى بدنه ومحافظاً على سلامة عقله». وهى من الحقوق الطبيعية، أى اللصيقة بالإنسان وليست فقط إحدى الحريات المكفولة» «القضية ٢ سنة ١٥ قضائية».

إن مفهوم الحرية الشخصية «استقر فى الوجدان الجمعى بطبيعة خاصة مما يعتبر مكتسباً ثقافياً يستعصى التطاول عليه» وتمضى الدراسة لتؤكد أن المحكمة الدستورية قد أرست فى حكمها فهماً واضحاً تماماً لمبدأ المساواة التامة بين المواطنين على اختلاف معتقداتهم أمام القانون، بحيث يعتبر «أساساً للعدل والسلام الاجتماعى ويصير من ثم قيداً على السلطة التقديرية التى يملكها المشرع فى مجال تنظيم الحقوق والتى لا يجوز بحال أن تؤول إلى التمييز بين المراكز القانونية التى تحدد وفق شروط موضوعية يتكافأ المواطنون خلالها أمام القانون» «القضية ٢٨٦ لسنة ٢٥ قضائية» «إن عدم التمييز الذى ينال من الحق الطبيعى فى المساواة باعتبارها حقاً من حقوق الإنسان لصيق بإنسانيته فلا يقبل انتقاصاً أو تطاولاً». وكذلك «الإخلال بمبدأ المساواة إذا اتسع نطاقاً أو اتسم بالمنهجية والاطراد يمكن أن ينحدر إلى درك الجريمة الجنائية فى مفهوم أحكام القانون الدولى الجنائى الآمرة». أما فى مجال الإبداع الفنى فإن حكم المحكمة الدستورية يؤكد «أنه أداة ارتقاء الأمة» «القضية ٢ لسنة ١٥ قضائية».

ثم يضع السيد المستشار يده على الجرح الراهن قائلاً «إن أساس الديمقراطية هو اشتراك المواطنين فى إدارة شؤون البلاد، وإنه ولئن كان للأغلبية أن تحكم، إلا أنها تكون مقيدة دائماً باحترام قواعد تعلو الدولة القانونية ذاتها فتحكمها، وتتحصل هذه القواعد فى الحقوق والحريات المقررة للإنسان باعتباره إنساناً، والتى تلتحم مع شخصه فيصير احترامها من احترامه وصونها من كرامته»، وأخيراً يؤكد سيادة المستشار أن «الدولة الديمقراطية سواء كانت محايدة أو علمانية أو مرتبطة بدين تقوم على مبدأ حماية حرية الضمير وممارسة شعار العقيدة، مع إيجاد مواقع متوازنة داخل المجتمع لمعتنقى الديانات السماوية».

هذه الرسالة واضحة المعالم لقننا إياها السيد المستشار، فلعلها تصل إلى أسماع من أراد أن تصل إليهم.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
- محاورات يونانية قاسية
- حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
- على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
- كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)
- كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
- عن المادة ٢٨
- رجل هذا الزمان


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟