أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - فلنبدأ















المزيد.....

فلنبدأ


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قال الفيلسوف سبينوزا «إذا وقعت واقعة عظيمة لا تضحك ولا تبك ولكن فكر».

وهذه الكتابة هى مجرد دعوة للتفكير، ذلك التفكير الذى يستدعى العقل منزوعاً منه أى نوازع تنحرف به عن الطريق الواجب الاتباع.

وفى البداية نتأمل واقعاً ربما من فرط مأساويته يثير الغضب بدلا من أن يثير رغبة التفكير، فعديد من القوى اليسارية والثورية قررت أن ترفض فى معركة الانتخابات الرئاسية كلا المرشحين، رغم أنه لا بديل ثالثاً، لكن «الثورى» منهم قرر أن يكون ثورياً بينه وبين نفسه ويبطل صوته، والنتيجة كانت أن إجمالى الأصوات الباطلة «وأعتقد أن أغلبها قد أبطله أصحابها عن عمد من فرط ثوريته» كان أكثر من فارق الأصوات بين من فاز ومن لم يفز. هذا غير من رفضوا التصويت أصلاً رفضاً للاثنين، ولا مجال الآن للبكاء على لبن سكبه أصحابه عن عمد من فرط ثوريتهم ولا يزالون يسكبونه حتى الآن.

خاضت القوى التى ناهضت الرئيس مرسى المعركة الانتخابية ضده وهى فرق شتى فالقوى الليبرالية واليسارية تفرق كل منها ينشد أنشودة تخصه ناسياً أن تلاطم هذه الأناشيد قد حولها إلى صراخ ونشاز لا يُكسب أحداً.

وحزب الوفد الذى يفترض فيه جماهيرية موروثة عبر تراث قديم أعاقت مسيرته «فرامل» كبحت جماح اندفاعه وأوقفته عند محطة تسمو فيها الحسابات الضيقة وغير الفاعلة على قدرة التأثير.

والمجلس العسكرى التف كعادته برداء الغموض واكتفى بأن يفاجئ الجميع بما يريد إعلانه، وبما يثير هواجس أكثر مما يثير من طمأنينة، فشجع الحريصين على إبطال أصواتهم، ودعم فرص الهاتفين ضده وضد الآخر، بل ودفع البعض منهم إلى الاندفاع نحو الآخر نكاية فى هذا الغامض المترفع.

وفى ظلال ذلك خاض د. مرسى معركته الانتخابية عبر جيش موحد ومنظم بغض النظر عن سلبيات رآها الجميع «أموال – كراتين – شعارات دينية، بالإضافة إلى هذا اللغز الذى يرفض المسؤولون الإفصاح عنه وهو العفريت الذى تسلل إلى دفاتر التصويت وقام بتعليم البطاقات ثم غلف الأغلفة وأحكم التغليف». لكننا رغم ذلك كله نقر له بتوحده وفاعليته وقدراته التى انتهت فى النهاية وأياً كانت النظرة للممارسات بنيل مقعد الرئاسة.

والآن هل آن لنا أن نطيع سبينوزا وأن نفكر فإن فكرنا أو حاولنا هل يمكننا أن نجيب عن أسئلة محددة منها: هل يمكن أن نبدأ الآن وفوراً فى بناء جبهة للقوى المدنية والديمقراطية والليبرالية واليسارية تلك الجبهة التى حصدت برغم أنف المقاطعين الثوريين جداً ١٢ مليوناً وثلاثمائة ألف صوت، جبهة تمثل قوة معارضة مدنية قوة تستهدف حماية آخر ما تبقى من ركائز الدولة المدنية التى تستند إلى حقوق مواطنة متكافئة، النساء كالرجال تماماً والأقباط كالمسلمين تماماً والفقراء كالأغنياء تماماً، دولة تقيم العدل الاجتماعى وتحمى حرية الاعتقاد والصحافة والإعلام وحرية التعبير والإبداع الفنى والأدبى وتحمى حقوق الفقراء فى العمل والسكن والصحة والتعليم والعيش الإنسانى الكريم؟ وهل يمكن أن تتراص هذه الجبهة خلف قيادة وطنية ربما جرى تخليقها عبر الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟

إن هذا الأمر جد لا هزل فيه، فإذا كانت مصر قد وقعت ومنذ فترة ليست بالقصيرة بين شقى رحى ضاغطتين تتمثلان الآن فى الرئيس المنتخب ومن أتوا به وساندوه وهم كثيرون كثرة لابد أن يعتد بها، وفى المجلس العسكرى الذى يزداد غموضه دوماً، وهو غموض قد يُكسبه فرصة تحقيق ما يريد بأسلوب الانقضاض الحاسم.. مصر بين هاتين القوتين، فهل من سبيل لقوة تدفع عنها هذا التضاغط الذى يتبدى متناقضاً فيما بينه ويستوجب وجود نقيض للاثنين معاً.. نقيض وطنى ديمقراطى ليبرالى يتبنى المواطنة الحقة والعدل الاجتماعى ذا الأبعاد الإنسانية الكاملة؟ هذا هو السؤال وهو موجه للجميع وألقى به على أكتاف الجميع، وأتعهد بالسعى نحوه مع الجميع، وهو موجه أيضاً لمن يستطيع أن يلعب دوراً فى حشد هذه الملايين الاثنى عشر أو كثير منها فى مسار موحد ومتصاعد لتصبح قوة ضغط حقيقية فى الاتجاه الذى نراه نحن صحيحاً.

وحزب الوفد والذى رغم غضب يلون بعض مواقفنا إزاء بعض تصرفاته إلا أنه يحتجز لنفسه مكاناً ومكانة فى قلوب الكثيرين وخاصة هؤلاء الكبار فى السن، والذين عاصروا زهو مواقفه المبدئية والحاسمة الجازمة. هذا الحزب نتمنى عليه أن يغادر قطاره محطة الالتباس فى المواقف العملية، وأن يندفع مازجاً بين حاضره وبين ماضيه وتراثه، وهو قادر على ذلك إن أراد. أكرر إن أراد، وبهذا سيكون رافداً قوياً لحركة التنوير والدولة المدنية والديمقراطية وحقوق المواطنة.

لكننى لا أستطيع أن أدعو الجميع بهذا القدر من التحذير نحو ضرورة التوحد دون أن أتوجه بتحذير أشد قسوة إلى القوى الثورية واليسارية التى أنهكت نفسها وأنهكت معها مصر فى محاولات مجدبة للبحث المضنى عن أوجه الاختلاف فيما بينها بدلا من البحث عن أوجه الاتفاق، والسعى بها ومعها من أجل المزيد من الاتفاق عبر عمل وجهد عملى مشترك أقله الحوار وأكثره العمل الفعلى بين الجماهير، التى تلهم من يتلامس معها الحكمة والقدرة على إعمال العقل، ولعلى أمتلك الحق الآن فى أن يعلو صوتى محذراً «ليس ثورياً حقاً من لا يعمل على توحيد الثوريين» و«ليس يسارياً حقاً من لا يعمل على توحيد اليساريين» والسبيل إلى ذلك كما أكدت ليس كثرة النقاش والحوار وإنما بعض منه مع بعض من العمل المشترك بين الجماهير.

وتبقى بعد ذلك كلمة للرئيس مرسى: عارضناك وطالبنا الجماهير بعدم التصويت لك. وصوت ضدك قرابة ١٢.٥ مليون وهؤلاء كثرة لا يستهان بها فالفارق بينك وبينهم هو ١.٧% وهو حاجز قليل بين نصر وهزيمة، وعليك أن تضعهم دوماً فى اعتبارك، وعليك أن تخلع فوراً ثياب المرشح المعارض وترتدى ثياب الرئيس العامل لكل المصريين وباسم كل المصريين بحيث تكون قدوة فى احترام القانون واحترام الدستور واحترام أحكام القضاء، وخاصة حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان، وتذكر دوماً أنه ما من حاكم تمرد فى أى مكان من العالم على أحكام القضاء وأنه حتى مبارك على ظلمه وفساده وفساد عهده خضع مرتين لحكم الدستورية العليا بحل برلمانه.. وبرلمان حزبه.

وبيننا وبينك يا سيادة الرئيس احترامنا لقرار إعلان انتخابك، وفى نفس الوقت معارضة حاسمة حازمة لا مصنوعة ولا مصطنعة وإنما موضوعية تماماً فى حدود ما نحن مختلفون حوله. والحكم سيكون دوماً للموقف العملى.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
- محاورات يونانية قاسية
- حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
- على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
- كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)
- كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
- عن المادة ٢٨
- رجل هذا الزمان
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- عن نفى الأقباط من ديارهم
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- أوامر سلفية فى ٢٥ يناير
- الملك فؤاد.. وأوهام الخلافة


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - فلنبدأ