أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (٣)














المزيد.....

عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (٣)


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ونمضى لنطالع وثيقة شباب مصر التى أعدوها عام ١٨٧٩ لتكون دستوراً لمصر، وكما لاحظنا فى كتابة سابقة ولأن المشكلات التى تحدثت عنها الوثيقة لم تزل راسخة فى قلب مصر فإننا سنكتشف أن شباب الزمن الماضى قد اكتشفوا حلولاً هى ذاتها، ويا للدهشة، ما نحتاجه اليوم. ونقلب صفحات الوثيقة الدستورية التى وضعوها، ونقرأ فيها «لم يبق فيما نظن ما يمنعنا من سن قانون شورى (دستورى) يكون من أحكامه توزيع السلطة وتحديد شروط كل من الحاكم والمحكوم، وليس فى نيتنا الزعم بأننا ننظم لائحة تتضمن هذا القانون الأساسى، إلا أنه لابد لنا من أن نبين بعض المبادئ الملازمة لأفكار العموم وآرائهم، التى يجب أن يُبنى عليها أساس نظام حكومتنا العتيدة، ونتوقف أمام هذه العبارة فهى تماماً ما نادينا به بعد رفض البعض شعار الدستور أولاً، وهو ضرورة وضع وثيقة تحدد التوجهات الأساسية للدستور المنشود، وإذ نواصل قراءة الوثيقة الشبابية المقدمة منذ ١٨٧٩ نجد فيها أننا نرى أنه يجب أن ينطوى القانون الأساسى على المبادئ الآتية وهى:

ألا يكون شخص رئيس الحكومة مقدساً وأن تحدد حقوقه.

أن توزع السلطة إلى إجرائية (تنفيذية) ونيابية (تشريعية) وقضائية.

أن يكون الوزراء مسؤولين أمام الخديو وأمام السلطة النيابية.

أن تحصل المساواة بين عموم المصريين أمام القانون، وأن يؤهلوا إلى الاستخدام فى أى مصلحة أو وظيفة كانت فى الحكومة بدون فرق بينهم بسبب من الدين والأصل. (إنه مبدأ المواطنة نفسه بالتفسير الصحيح له). أن تحصل المساواة فى توزيع الضرائب والرسوم على كل فئة من الشعب حسب اقتدارها وتمكنها. (إنها فكرة الضرائب التصاعدية ذاتها).

أن تصان الحرية الشخصية بمعنى ألا يوقف أحد أو يقبض عليه أو يسجن أو ينفى إلا بمقتضى القانون وتعريفه وأحكامه.

أن يصان المنزل وتراعى حرمته إلا فيما يبيحه القانون. أن تصان حرية الأديان وتراعى بالعدل والمساواة.

أن تعطى الحرية التامة الحقة للمطبوعات والاجتماعات العمومية، إلا فيما إذا صارت هذه الحرية سبباً أو مدرجة للإخلال بالقانون أو النظام.

ألا يعزل القضاة من مناصبهم لأجل مسمى. ألا يصير تحصيل ضريبة إلا بمقتضى القانون.

أن يراعى استقلال السلطة النيابية وتحدد حقوقها وواجباتها وامتيازاتها، وحرية البحث والمفاوضة لها.

أن تراعى حرية الانتخابات.

وبعد هذه الأسس التى لم نزل اليوم نطالب بوضعها لتكون أساساً للدستور المرتقب نجد أن وثيقة شباب ١٨٧٩ تقول الشىء نفسه «تلك هى المبادئ العمومية التى نرى وجوب إثباتها ومراعاتها فى القانون الأساسى، أما المبادئ الأخرى التى ليست إلا تفصيلاً لهذه فتسن لها نظامات خصوصية تثبتها وتوجب مراعاتها وحفظها.. وذلك فى مسائل مثل: تحديد الانتخاب وشروطه، وتنظيم مجلس الحقانية، ومسؤولية الوزراء وغيرهم من أرباب الحكومة، وتوسيع دائرة التهذيب العمومى، وحرية التعلم، وحرية المطبوعات والاجتماعات، وحرية الأديان.

وإذ نواصل مطالعتنا لهذه الوثيقة نجدها تناقش- ويا للدهشة- ما نناقشه الآن نفسه فتسأل: «وربما سأل سائل: هل يجب تشكيل مجلسين لذلك، أم يكتفى بمجلس واحد فقط؟» وقد نرى أن أهلية الأهالى فى الحال الراهنة تستصوب الاكتفاء بمجلس واحد هو مجلس النواب. مع أننا لو طالعنا أحوال البلاد التى تشكل فيها مجلس واحد لرأينا أنه نشأت عن ذلك مصاعب ومتاعب شتى، وأن حصر السلطة القانونية (سلطة التشريع) فى مجلس واحد كان سبباً لتقوية الظلم والظالم وتوطين أركان الاستبداد، فإذا راعينا هذه الأسباب نرى أنه من اللازم تشكيل مجلس نواب ومجلس سناتو (شيوخ) يقتسمان السلطة التشريعية ويكون للسناتو دون سواه السلطة فى محاكمة الوزراء، ومع هذا وبالرغم من تفضيلنا تشكيل مجلسين فإننا نصرح أننا يوم يقرر أهل الخبرة والدراية ومن هم أكثر اختباراً منا فى أحوال البلاد أنه لا يمكن تشكيل مجلسين فإننا لا نتأخر عن اتباع آرائهم، ثم إن برنامج الدولة وكل قانون يتعلق بالضرائب وتحصيلها يتعين أن يصدر بهما قرار من مجلس النواب أو من المجلسين. كذلك فإن وظيفة الوزارة ووكالة الوزارة تمنع من الحصول على النيابة، أما الوظائف الأخرى فهى وإن كانت لا تمنع من صلاحية أربابها لحصولهم على النيابة إلا أنهم إذا وقع ذلك فإما أن يستبقوا الوظيفة فلا نيابة لهم، وإما أن يقبلوا النيابة فلا وظيفة لهم».

ومهما أطلنا وإذ نقرأ نكاد أن نشعر أننا نستعيد ما يجب أن يكون مواد مؤسسة للدستور الجديد بما يؤكد أنه أساس راسخ فى الوجدان المصرى منذ مائة وثلاثين عاماً وأكثر، ولكى يستطيع شبابنا أن يفرضوا أسساً كهذه يتعين عليهم السعى الجاد لتوحيد كل القوى الوطنية والديمقراطية والليبرالية والتيارات التى تؤمن بالدولة المدنية الحديثة والتى تحمى حقوق مواطنيها جميعاً على قدم المساواة، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الوضع الاجتماعى، وأن تتوحد جهود هذه القوى جميعاً لفرض إرادة مصرية موحدة تحمى دستور مصر من أن يكون أداة لهيمنة تيار بعينه، يريد أن يصادر الدستور الجديد لصالحه ولتأكيد طموحاته فى السيطرة على مصر ومستقبلها.

إن توحد هذه الجهود يوم جمعة الكرامة قد أوضح إمكانية عزل القوى التى استعلت على الجميع بما حققته من نتائج الانتخابات وحاولت أن تنفرد بفرض إرادتها على مصر ومستقبلها.

فلننهض لبناء هذه الكتلة، فما كانت كل الكتابات السابقة عن وثيقة شباب ١٨٧٩ إلا استدعاءً لشبابنا لكى يعدوا وثيقة مماثلة مستندين إلى قوى شعبية متعددة الاتجاهات موحدة الهدف وقادرة على فرض إرادة مصرية وطنية ليبرالية تؤمن بالمساواة التامة بين مكونات الوطن والعدل الاجتماعى.

فلنبدأ.. وفوراً



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- عن نفى الأقباط من ديارهم
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- أوامر سلفية فى ٢٥ يناير
- الملك فؤاد.. وأوهام الخلافة
- عن الخلافة وأوهامها (٣)
- عن الخلافة وأوهامها (٢)
- ٢٥ يناير.. الشعب.. الحكومة.. الجيش
- عن الخلافة وأوهامها (١)
- هل هى الفوضوية؟
- لماذا تخلّفنا؟
- عيده المئوى .. نجيب محفوظ والمسيحيون
- بيزنس الإفتاء
- مرة أخرى.. هل الليبرالية كفر؟
- الإخوان - الجهاديون - السلفيون .. العلاقات المتشابكة
- محاولة لفهم ما يجرى
- هل الليبرالية كفر؟
- عن الإرهاب الإخوانى
- المتأسلمون وتحالفاتهم
- الشيخ صفوان أبوالفتح


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (٣)