أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - العريان.. عارياً















المزيد.....

العريان.. عارياً


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 13:44
المحور: المجتمع المدني
    


اتهم القيادي الإخواني عصام العريان اليسار المصري بثلاث تهم على الأقل هي: تلقي أموال من الخارج (العمالة وخيانة الوطن)، التعالي على الشعب، واحتقار الدين.
وهي تهم تمدح ضمناً جماعته "الإخوان المسلمين" التي تلتحم بالشعب ولا تتعالى عليه، وتجل الدين ولا تحتقره، ولا تتلقى أموالاً من الخارج! فإذا حيدنا ـ مؤقتاًـ آخر تهمتين، لطابعهما المعنوي، وناقشنا التهمة المادية الوحيدة وهي تلقي أموال من الخارج.

وإذا افترضنا أنها تهمة صحيحة بحق "اليسار"، أليست صحيحة أيضاً بحق "الإخوان"؟ وأود أن أسأل العريان: أي الفريقين يخضع لرقابة الدولة الإدارية والمالية: أحزاب وجمعيات اليسار أم جماعة الإخوان؟

وأي مواطن مصري راغب حقاً في الإطلاع على ميزانية أي حزب أو جمعية أهليه يسارية يستطيع الحصول على ذلك بكل يسر، لكن أتحدى العريان ورئيس حكومته ورئيسه مرسي أن يطلعوا الشعب المصري على ميزانية جماعة الإخوان ومصادر تمويلها الداخلي والخارجي؟
هنا ينطبق على كلام العريان المثل الدارج "يرى القشة في عين غيره ولا يرى الخشبة في عينه".

في القرآن الكريم الذي يتصور العريان أنه "يجله" في مواجهة اليساريين "الاحتقاريين" آيات كثيرة حتماَ يحفظها وكلها تحذر من إلقاء التهم المرسلة، وتأمرنا بطلب الدليل والبرهان "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".

وبرغم انني لست من هواة التمترس وراء النصوص الدينية لحساب مصالح شخصية وحزبية، لكن أليس ما أدلى به العريان ينم عن "احتقار عميق ولا شعوري" للنصوص التي يحفظها عن ظهر قلب؟ فما فائدة نص لا تطبقه على نفسك؟ وإذا كنت صادقاً في إحساسك بالمسئولية الوطنية، هات أدلتك على الشفافية المالية لجماعتك، وليعرض اليسار أدلتهم.

المفارقة المخجلة أنه لن يفعل، وأن اليسار سيكونون أكثر اتساقا مع النص القرآني منه! ولن يعدم نصوصا يتهرب بها!

فإذا صدقنا التهمة الوسطى "التعالي على الشعب"، فهي شرف لليسار المدرك لهيمنة ثقافة الجهل والقهر، وما يتطلبه نشر قيم الحرية والعدالة والكرامة من مسافة للإدراك والنقد والمراجعة، بين وعي المرسل ووعي المستقبل، وهي مسافة ضرورية فكرياً وإنسانياً. وإن اختزلها العريان تحت لافتة سلبية ذات جاذبية "التعالي"! لكن أيهما أفضل للشعب على المدى البعيد من يواجهه بجهله وأسباب فقره وقابليته للقهر والاستعباد، أم من يخدعه ويستغل وعيه المشوش والمرتبك لتحقيق مكاسب حزبية لجماعته؟ من يعلي من قيمة حرية الفرد الذي كرمه الله وميزه عقلا وروحاً وجسداً، ومن يعلي من ثقافة القطيع والنسخ المتطابقة التابعة والخانعة لمن يتوهم أنه يملك توكيلاً من الله؟!
طبيعي أن يشعر البعض بالضيق ممن يواجهه بوقائع مرة وينأى عنه، مفضلا أن يتوحد وراء راية من يخدعه بمعسول الكلام ووعود الجنة حتى في حال أخفق على الأرض. ولنا أسوة غير حسنة بوعود المائة اليوم الرئاسية!

وكي تتضح المقارنة بجلاء، لنضرب أمثلة مركزة لمواقف اليسار المتهم بالعمالة والتمويل الأجنبي والتعالي على الشعب واحتقار الدين.. ومواقف الإخوان وجماعات الإسلام السياسي الذين هم مثال للوطنية والشفافية المالية والتعاطف والمصداقية مع الشعب حسب تصور العريان.

مع التشديد على أن الإخوان المسلمين ليسوا المتحدثين باسم السماء ولا لديهم وكالة باسم الله على الأرض، كما إن اليسار بمروحته الواسعة ليس معصوماً من الخطأ:
ـ في عام 1972 خرج طلاب اليسار (العملاء الخونة في نظر العريان) في أول مواجهة مع الرئيس الجديد آنذاك محمد أنور السادات، للمطالبة بالكرامة والحرية وتحرير أرضنا من العدو.. فلم يجد السادات لمواجهتهم إلا بإطلاق شباب الإسلام السياسي عام 1973(الوطنيين) من أمثال العريان، للتشنيع عليهم بتهمة إنهم "شيوعيون كفرة!" وفتح لهم الجامعات للتشويش على أهم مطلب وطني آنذاك وهو الحرب! هل تنكر تلك الوقائع التاريخية الثابتة يا د.العريان؟

ـ في عام 1974 بينما كان اليسار (العملاء) يناضلون ضد قانون استثمار المال العربي والأجنبي (بداية الانفتاح) وما تلاه من غلاء معيشه وشيوع القيم الاستهلاكية وزيارة نيكسون والارتماء في حضن أميركا.. كان صالح سرية التلميذ النجيب لسيد قطب وزينب الغزالي يقود تنظيمه لسرقة أسحلة وذخائر من "الفنية العسكرية" لتنفيذ عمليات إرهابية، وقتل بدم بارد 11 من جنودنا وأصاب 27.. هل تنكر ذلك يا د.العريان؟ علما بأن جيشنا كان حتى ذلك التاريخ على الجبهة وفي حالة حرب؟
ـ انتفاضة 17 و18 يناير 1977 قادها اليسار ضد الإحباط العام من أكاذيب حكومات السادات ورفع الأسعار وغلاء المعيشة.. ولم يقدها مكتب الإرشاد

ـ ثورة 25 يناير قادها شباب الطبقة الوسطى، ومعظمهم ينتمون إلى حركات يسارية وليبرالية، فيما أعلن الإخوان عن رفض الخروج يوم 25 يناير.

ـ التاريخ إن حكى سيحتاج إلى مجلدات للكتابة عن العمليات الإرهابية التي أنهكت مصر طيلة أربعين عاما، لأفراد وجماعات الإسلام السياسي (الوطنيين، الذين يجلون الدين ولا يتعالون على الشعب) والقائمة طويلة من اغتيال الشيخ الذهبي والسادات وفرج وفودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ وقتل السياح وسرقة محلات الذهب القبطية. فهل سفك اليسار الخونة المتعالين المحتقرين للدين وخونة الوطن كل هذه الدماء بغير حق؟

ـ اليسار الذي وقف بصلابة ضد روشتات البنك الدولي منذ العام 1974 وحتى اليوم، والتي لم تزد الشعب المصري إلا فقراً وانهيارا اقتصادياً ومجتمعياً.. هم المتعالون على الشعب، أم الرئيس الإخواني الذي وافق بعد أقل من شهرين على قرض بقرابة خمسة مليارات دولار، قبل حتى هيكلة الاقتصاد وإصلاح النظام الضريبي؟ وأين ما كانت تتشدق به جماعات الإسلام السياسي من رفض القروض والاعتماد على الذات وتحريم الربا؟ اين أموال التبرعات التي أعلن عنها شيوخ مثل حسان وغيره؟
أخيراً هل يعقل أن يتنصل الإخوان بكل سهولة من تصريحات العريان وهو القيادي البارز والرئيس المكلف لحزبهم السياسي، اي الرجل الثاني سياسيا في الجماعة بعد رئيس الجمهورية؟

هل يعقل أن يكون العريان جاهلاً بالتاريخ الوطني لليسار المصري، وبينهم محامون عظام دافعوا عن الإخوان المسلمين أنفسهم.. ومتناسياً أو متعامياً على ما أنجزته جماعات الإسلام السياسي من "خراب" تحالفاً، أو مواجهة، مع نظام بوليسي فاسد؟!
للأسف مازال هذا التحالف ساري المفعول وإن تبدلت الأدوار!



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
- خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
- الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط
- إيجى راجح.. أهلا وسهلا
- من مواطن مصري إلى الرئيس الأسد
- نهاية مأساوية لرجل متفاءل
- عشر أمهات للبصق على وجه مبارك
- وكل عاشق قلبي معاه (ليس رثاء لإبراهيم أصلان)
- دفاعاً عن نجيب محفوظ ضد الشحات
- اللص الهارب في أربع حكايات
- صدور نجيب محفوظ وتحولات الحكاية بمناسبة مئويته
- تفاحة الديمقراطية المسمومة
- الثورة قامت.. ونامت
- لا تخفي علاماتك
- الدنيا على مقاس -سلفي-
- مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - العريان.. عارياً