أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - الثورة قامت.. ونامت














المزيد.....

الثورة قامت.. ونامت


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 15:27
المحور: المجتمع المدني
    


الثورة قامت.. ونامت!
سهرت مع المعتصمين أمام المحافظة في المنصورة فقال لي صديق:معقول هذه ثورة 25 يناير؟ معقول هذا ثمن الشهداء؟ مجرد عشرة أو عشرين معتصماً نصفهم إبراهيم الأمنجي وعلي سبارس؟
قلت له إن قكرة الاعتصام نبيلة لكنها هشة جداً لأنك لا تستطيع أن تمنع شخصاً من الاعتصام أياً كانت داوفعه، ولا تستطيع أن تقف حارساً على النيات والهويات. فالبعض يأتي معتصماً للحصول على ساندوتش مجاناً!
قال صديقي محبطاً: كأن الثورة لم تقم.. أنا مرعوب من المستقبل! فقلت له مازحاً: صدقني الثورة قامت والدليل إن بعض الثوار يظهرون الآن في كل القنوات وأصبحوا كتاب أعمدة مزينة بصورهم.. وبعض الثوار يجلسون في غرف مغلقة ومكيفة ويضعون فيتو على المرشحين للتوزير.. وأعضاء الحزب الوطني البارزين أنفسهم يضعون الآن على سيارتهم "بادجات": كن مع الثورة.. ومن أجل شهداء 25 يناير رشحت نفسي لانتخابات مجلس الشعب 2011
صدقني يا صديقي الثورة قامت والدليل إن لما خرج فاروق حسني من الوزارة أخيراً تولاها الرجل الثاني ولما خرج الثاني تولاها الرجل الثالث.. وأيضا كان كل رؤساء التحرير من الحزب و"سياسة الأمانات" قصدي "أمانات السياسات" لكن الآن الحسبة تغيرت: نصفهم على الأقل مع الثورة ونصفهم فلول.. ثم لا تنسى شعار الشرطة في خدمة الشعب رجع من جديد، وأصبح أمين الشرطة لما يشوف مواطن في الشارع يضرب له تعظيم سلام.
وتم القضاء نهائيا على الرشوة من كافة المصالح الحكومية وأتحداك إذا دخلت أي مصلحة وطلب منك الموظف "الشاي" أو إنك تضطر تلف له أي ورقة في قلب الورقة.
انظر حملات النظافة والحفاظ على البيئة في كل مكان، وماكينات المترو كلها سليمة والكلام إن الموظفين "بيلموا" التذاكر تسليم يد مجرد إشاعة والإشاعة الأسوأ الكلام إن العربات ليست مكيفة وأي مريض بالقلب وضيق التنفس معرض للموت في الزحمة.
تذْكر يا صديقي لما مصر كلها انشغلت بالبكاء على ألف غريق في عبارة الموت ونسيت صاحب العبارة.. وتذكر لما مصر كلها انشغلت بتعديل مادتين من الدستور ونسيت الدستور كله.. ولما انشغلنا بكأس الأمم الأفريقية ونسينا صفر المونديال وانشغلنا بالتوريث ونسينا إن الميراث كله انسرق.. وانشغلنا بتحويل عاطف عبيد للتحقيق لأنه باع محمية طبيعية ونسينا إنه باع البلد كلها.. أيضاً انشغلنا بعشرين أو ثلاثين ضابط متهمين بقتل ألف متظاهر حصيلة ثلاثة أسابيع ونسينا القتلى والضحايا حصيلة ثلاثين سنة! وأسوأ نسيان إننا انشغلنا بالانتخابات أولاً ولا الدستور أولاً ونسينا الثورة نفسها!
لكن صدقني يا صديقي الثورة قامت والدليل إن خيري رمضان ولميس الحديدي وخالد الجندي تركوا التلفزيون المصري وأصبحوا في تلفزيون المعارضة.. وإن المصري اليوم لن تتباهى بعد اليوم بأنها تنشر ما لا تنشره الأهرام.. صحيح إن ابتسامة منى الشاذلي المراوغة هي هي، قبل الثورة وبعدها لكن من رابع المستحيلات إذا شاهدت برنامجها العاشرة مساء أن تعرف الفرق بين كلام السلفي وكلام ضابط أمن الدولة. بذمتك أليس من تجليات الثورة التحقيق مع العقل المدبر للمبيدات المسرطنة بعد عشرين سنة على استشهاد المسرطَنين أنفسهم؟ واستمرار البحث عن "الجمل" المسؤول عن قتل شباب البلاد في الموقعة الشهيرة رغم مرور خمسة أشهر؟ أليس رائعاً أن مصر كلها تنبأت بالثورة ومصر كلها كانت معارضة للنظام في السر والعلن؟ فكيف تقول إن الثورة لم تقم؟!
صديقي.. أنت نمت؟
رفع رأسه وكأنه في عالم آخر، وحدق في عيني: الثورة قامت فعلا؟ فقلت: آه.. الثورة قامت.. ونامت.. أنت ما سمعتش أغنية:" بشويش علي.. دا أنا وحدانية"؟!



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخفي علاماتك
- الدنيا على مقاس -سلفي-
- مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون
- آن لك أن تتقيأ.. في دول اللاجئين
- ملاحظات حول اللحى الخمس
- نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!
- فتاة أوباما
- أسامة أنور عكاشة.. مؤسس الرواية التلفزيونية
- الكاتب العربيد والقارئ القديس
- مصطفى صفوان: السلطة المحتكرة لا تحب الحق إلا باعتباره من اخت ...
- ذكريات قد لا يعرفها نصر حامد أبو زيد
- -مثلث العشق- مجموعة قصصية جديدة للكاتب شريف صالح عن دار العي ...


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - الثورة قامت.. ونامت