أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف صالح - مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون















المزيد.....

مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


شريف صالح


• احتراز
ما تطرحه هذه "الورقة" ليس سوى "فرضيات" للنقاش، اعتماداً على الذائقة أكثر من اعتمادها على أسانيد أكاديمية.

• توطئة
عندما آتاني كتاب التكليف بإعداد ورقة حول علاقة الشعر بالتكنولوجيا، ظننت أنني أخطأت في قراءة الكتاب، لأنني أتبنى منذ وقت موقفاً عدائياً من الشعر، لا أكتبه ولا أقرأه فكيف لي أن أُنظّر فيه؟! كما أخشى أن أنزلق إلى ملعب لا أُلم بتقاليده وأدواته، وفي الوقت ذاته لا يترك لي "البرتوكول" خياراً سوى أن أحترم "القضية" التي طرحتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة للنقاش، حتى وإن كنت معادياً للشعر ـ إلى حد ـ كاتباً وقارئاً!
يتعلق هذا الموقف أساساً بمحض ذائقة ذاتية جداً، واختيار شخصي من اختياراتنا الرحبة في الحياة. مثلما يتعلق أيضاً بالعدسة التي نرى من خلالها الوجود والذات، إذ دربت نفسي على رؤية ذاتي باعتبارها "حكاية" وعلى رؤية الوجود من حولي باعتباره "سلسلة متشابكة ومتشعبة من الحكايات".. فحسمت أمري مبكراً على الانحياز للحكي/السرد/النثر. أما الشاعر فهو ـ في ظني ـ يرى الوجود قصيدة أو جملة موسيقية. وهكذا ـ حسبما أتصور ـ يولع الحاكي بالثرثرة والتفاصيل، فيما يولع الشاعر بالكثافة والإيقاع.
فماذا يقول حكاء مثلي عن "مستقبل الشعر في ظل سطوة التكنولوجيا وغياب المدارس الشعرية"؟! بل لعلني أتمنى في قرارة نفسي أن يضمحل الشعر إذا كان في ذلك مجد للسرد!
على الرغم من مباغتة التكليف، وتحفظي عليه، تساءلت: لما لا؟ ألا أولع كسارد بالتلصص على ملاعب الآخرين وارتداء ملابسهم التنكرية؟ لماذا لا أحاول أن أرتب أفكارك و "صوري النمطية" عن الحقل الآخر؟ قد أكتشف أن أسباب الكراهية هي في حقيقة الأمر أسباب محبة انقلبت على ذاتها!
لستُُ متأكداً إلى أي مدى يتورط ناقد محترف في مثل هذه الخَلَجات، لكن ـ وطالما أنني لستُ هذا الناقد ـ كان لابد من تلك التوطئة لتأسيس عقد محبة، إن لم يكن بيني وبين الشعر فعلى الأقل بيني وبين هذه المغامرة، التي ألخصها في أربع فرضيات على النحو التالي:

• فرضية أولى:
إن الشعر كأي شكل من أشكال الإبداع لا يوجد خارج الوسيط، أو القناة التي توصل ما بين قائله ومتلقيه. فالحالة الشعرية الهيولية الحائرة في وجدان الشاعر وعقله وقلبه، لا يعول عليها، ما لم تنضبط عبر وسيط أو قناة تمنحها هيئتها المادية.
وهنا تصبح التقنية محايثة للشعر ذاته، وللإبداع عامة، فالتكنولوجيا في أبسط معانيها هي أدوات يستخدمها الإنسان ويطورها منذ ملايين السنين، استجابة لضرورات الحياة من مأكل ومأوى ومشرب جرياً على المثل القائل:"الحاجة أم الاختراع"، لكن حضورها تغلغل في كافة مناشط وجودنا، الجمالية والترفيهية وليس الضرورية فقط.
من ثم لا ينفصل تاريخ التكنولوجيا بدءاً من الكتابة على الجلود وورق البردي وجدران المعابد، وانتهاء بالكتابة على "الكيبورد".. عن تاريخ الشعر أو أي شكل إبداعي آخر.
فإذا افترضنا أن "التقنية" بمثابة الوعاء الحامل للشعر بخيالاته وصوره وألفاظه، فإن فصل الشعر عن وسيطه أو أداة توصيله، يبدو أمراً تعسفياً، فثمة تشابك عضوي بينهما، وامتزاج تام، يتجاوز مجرد التأثير والتأثر.
فهل نستطيع أن نزعم مثلاً أن الشعر تراجع بتطور التقنية أو العكس؟! أو أنه تطور بتطورها ؟ تبدو مثل هذه النوعية من الأحكام في غاية الصعوبة، إن لم نقل التسطيح.
من البدهي أن التكنولوجيا و ما يسمى ال High tech وفرّت المزيد من الأدوات التي تسمح بتخزين وتداول وإلقاء الشعر مكتوباً ومسموعاً ومرئياً. ما يعني نظرياً أنها حققت للظاهرة الشعرية ضماناً أكبر للحفظ والانتشار، لكنها في الوقت نفسه حققت ذلك أيضاً لأشكال إبداعية أخرى كالفيلم والرواية.


فرضية ثانية:

تتحكم في الظاهرة الشعرية ـ العربية على الأقل ـ ثلاثة مستويات: الصورة (الخيال، اللغة، الوقائع)، الإيقاع (الموسيقى، الأوزان والبحور)، الأداء (الإلقاء، الشفاهة). من ثم لا نستطيع تحليل أية قصيدة عربية بمعزل عن تلك المستويات. وقد درجت العادة في مدارسنا ونظم التدريس على إيلاء "الصورة" الأهمية القصوى بشقيها: التخييلي (مجازات واستعارات وكنايات) والألسني (المفردات والتراكيب اللغوية) وبدرجة أقل الاهتمام بالإيقاع (السجع، التفعيلة، البحور) فنادراً ما نجد كتاباً تعليمياً يتناول البحر الموسيقى أو يشرحه للطلاب! (هل لذلك علاقة بموقف ثقافي عام معاد للموسيقى؟!)
وقد لا يكون المستوى الثالث: "الأداء" أحسن حظاً، فغالباً لا توجد لجان طلابية لتعلم الإلقاء، وحتى "الإذاعة المدرسية" لا تهتم بذلك اهتماماً كافياً، ولا نبالغ إذا قلنا إن مدرس الشعر نفسه قد يفتقد تلك الملكة ناهيك عن أن يتيح زمن الحصة فرصة حقيقية لتدريب الطلاب على التفاعل مع القصيدة إلقاء وأداء.
بينما بالعودة إلى العصر الأول للقصيدة العربية، نجد ثمة إشارات لا تنضب حول ارتباطها بالأداء، فالشعر آنذاك كان ظاهرة شفاهية بامتياز إلقاء وحفظاً، يجري تداوله من فم إلى أذن.
كان الشاعر هو نفسه حامل قصيدته و وسيطها، ترحل معه أينما رحل طلباً لمجد، أو بحثاً عن كلأ، أو مقتفياً أثر حبيبة لم يبق منها سوى أطلال.
فقبل أن تُخترع تلك الوسائط الهائلة، وقبل مئات السنين من دخول كلمة "تكنولوجيا" ذاتها إلى قاموس وجودنا، لم يكن الشاعر العربي يملك إلا قلباً، ولساناً، وذاكرة من حديد. ثلاثة عناصر أساسية مرتبطة بجسد الشاعر وكينونته، ففي القلب يولد الشعر بوحي من جن وادي عبقر، وفي الذاكرة الفولاذية يتم حفظه إلى وقت الحاجة، وعبر اللسان ينطلق الشعر بلا وجل ولا تردد إلى أذن السامع.
ولهذا "الأداء" الشفاهي جانب آخر يتعلق ب"موضعة" الشاعر داخل القبيلة، فهو مؤرخ أمجادها، والمحامي المدافع عنها ضد أكاذيب واتهامات الآخرين، وهو الإذاعة التي توصل رسالتها إلى أقصى نقطة ممكنة، والحامي الحافظ لقيمها وعاداتها من خلال تلقينها وتكريسها في نفوس أبنائها.
في ذاك الزمن "الصفري" للتكنولوجيا ـ حسب تصورنا للمفهوم ـ كان جسد الشاعر إذن بمثابة أداة تكنولوجية ثلاثية الأبعاد: قلب وذاكرة ولسان. ولنا أن نتخيل كيف كان لصوته تأثير لا يقل مهابة عن صور القصيدة، ولأدائه المسرحي ـ وإن لم يع الشاعر البدوي معنى المسرح ـ خطورته البالغة في اكتساب الأصدقاء أو الأعداء على حد سواء.
ثمة "شذرات" كثيرة حول دور وأداء الشاعر العربي القديم، متناثرة في دراسات تاريخية واجتماعية وأدبية، لا تقل أهمية عن القصيدة ذاتها، بل تحاك حولها أحياناً أساطير متعلقة بالفحولة الجسدية والشجاعة وغير ذلك.
تأبى تلك "الشذرات" الموغلة في القدم أن تتلاشى تماماً من التكوين النفسي للشاعر المعاصر وفنون الأداء التي يتمتع بها. فمازلنا نطرب نحن المتلقين للشاعر الأكثر طلاقة بلسانه، ولذاكرته الواعية وقدرتها على الارتجال والحفظ، ومازال ذاك الإرث الشفاهي ـ الماقبل تكنولوجي ـ يتحكم ـ إلى حد ـ في إنتاج القصيدة بمستوياتها الثلاث إلى يومنا هذا.


فرضية ثالثة:
على مقاعد الدراسة كنا نتدر على صورة هزلية للشاعر العربي القديم، فهو إذا كتب معلقة من مائة بيت أو أكثر على مجموعة من الصخور ـ مثلاًـ فإنه بحاجة إلى ناقة فتية يحمل قصيدته عليها، بعد تدوينها على عشرين أو ثلاثين صخرة!
فمَن من أولئك الشعراء كان يتصور أن يأتي يوم تنقرض فيه تقنيات التدوين على الجلود والعظم والصخور؟ ومن منا نحن أنفسنا كان يتصور قبل عشرين عاماً فقط أن يكون هناك قرص صلب بحجم كف اليد قادر على تخرين وتبويب واستدعاء آلاف القصائد في ثوان؟!
رغم أن التقنية هي ذاتها، وأعني بها تقنية "التدوين" بكل ما لها من سحر وجلال، فهي التقنية الأولى التي فصلت القصيدة عن جسد صاحبها وضمنت لها التداول وحدها، وهي أيضاً التي نقلت الظاهرة الشعرية نقلة نوعية من هيمنة الإرث الشفاهي إلى عصر القراءة والكتابة، فأصبحت مخاطر الضياع والانتهاك والسطو على القصيدة أقل، واحتمالات موتها بموت شاعرها وحُفاظها أقل بالضرورة.
في السياق ذاته قطع التدوين صلة القصيدة بالأداء المسرحي لصاحبها، فهاهي مكتوبة ومعلقة على أسوار الكعبة ـ كما يروي الأقدمون ـ أو منقوشة على رقاع جلدية أو في دواوين عصرية أنيقة، أو في قرص صلب داخل الحاسوب.
من ثم فإن الأداء المسرحي المحتمل لها، لم يعد حكراً على منتجها، بل أصبح من حق متلقيها بالدرجة الأولى، يستطيع أن يقرأها لنفسه بنفسه، بصوت مرتفع جالساً أو واقفاً، وهو يهتز من النشوة أو يقفز مهللاً.
إذن "الكتابة" كوسيط ثان عرفته القصيدة العربية ـ بعد جسد الشاعرـ سلبت من رصيد الشاعر خبرات الأداء المسرحي، ووضعتها كرصيد محتمل لمصلحة متلقي القصيدة.
بهذا المعنى لعبت الكتابة دوراً مزدوجاً، مع وضد، فهي أفادت الشاعر في حفظ وتثبيت قصيدته إلى الأبد، ونشرها على أوسع نطاق ممكن.. لكنها أيضاً سلبته سطوة الأداء المسرحي والالتحام المباشر مع المتلقي، الذي لم يعد حضوره فرض عين للسماع، بل مجرد "احتمال"!
هذا الوسيط الثاني، الراسخ والمسيطر حتى اللحظة الراهنة، يبقى صالحاً لكشف تعالق وسائط التكنولوجيا بالمستويات الثلاثة للظاهرة الشعرية.
بمعنى آخر، فإن الوسائط المختلفة، بدءاً من الكتابة مروراً بالراديو والتلفزيون والكاسيت وانتهاء باليوتيوب، لا تكتب القصيدة بدلاً عن الشاعر وإنما هي تثبتها أولاً وتنشرها ثانياً، وتعيد إنتاج المستويات الثلاثة للقصيدة ثالثاً لكن بصيغ مختلفة، فثمة وسيط يحتل الصوت فيه مكانة بارزة مثل الراديو، ووسيط آخر أتاح المزج ما بين الشعر والأغنية كما في تجارب تركيب شعر نزار قباني مع مقاطع من أغاني أم كلثوم وتوزيعها في شرائط الكاسيت.. وثمة وسيط يتطلب أداء مسرحياً وبصرياً كالتلفزيون واليوتيوب، وثمة تجارب تحاول المزج ما بين الصوت الشعري وصور بصرية بعينها.
بالطبع تتفاوت الأنواع الشعرية في تفاعلها مع تلك الوسائط، فقصيدة النثر أكثر التصاقاً بالوسيط الكتابي، وأكثر افتقاراً إلى الإيقاع، مقارنة بالقصيدة العمودية الأكثر التصاقاً بالأداء الشفاهي، والأكثر احتفاء بالإيقاع.
لكن في المجمل، فإن كافة التقنيات اشتغلت على ثلاثة أمور، كلها لاحقة على عملية إنتاج القصيدة، وهي:
ـ التثبيت والتخزين والحفظ.
ـ الانتشار والتداول وإعادة النسخ
ـ الأداء سواء من جانب الشاعر أو الحافظ أو المتلقي.
بينما ـ وهذا محض افتراض شخصي ـ لم يكن للتقنية تأثيرا جوهرياً على المستويين الآخرين للظاهرة الشعرية وهما:الصورة، والإيقاع.
وإذا اعتبرنا أن الشعر في جوهره "صورة وإيقاع"، فإن التقنية قديماً وحديثاً، ليس لها تأثير كبير على هذين المستويين، لارتباطها الوثيق بمرحلة ما بعد إنتاج القصيدة، أو لارتباطها الأعمق بالقصيدة في هيئتها المادية.
بمعنى آخر، فإن التقنية ليس منوطاً بها أن تخلق الشعر من عدم، لكنها في الأساس تحفظه وتجعله صالحاً للتداول على أوسع نطاق.

فرضية رابعة:
إذا توقفنا عند قصيدة النثر كتجربة بالغة الأهمية في اللحظة الراهنة، فهي ـ في رأيي ـ لا تمثل قطيعة تامة مع تلك المستويات الثلاثة المشار إليها، بل هي تقيم معها علاقة تمرد وإعادة إنتاج عبر تغيير درجة الاهتمام بتلك المستويات، وبالتقنيات الحاملة للشعر، فهي تُعلي من قيمة الصورة متجاوزة التخييل المجازي التقليدي، والتراكيب اللغوية المألوفة، بينما تخفض من مستوى الإيقاع الموسيقى إلى أدنى درجة. وهي تسعى لتكريس تدوين القصيدة بمعزل عن جسد الشاعر وحضوره الذاتي وإيقاعه الصوتي.
هنا يمكن القول إن مفهوم "الأنواع الشعرية" أكثر فاعلية في تحليل الظاهرة الشعرية من مفهوم "المدارس" لسببين:
الأول: ارتباط مفهوم الأنواع الشعرية: العمودي، التفعيلة، قصيدة النثر، الدارج أو الشعبي.. بمستويات الظاهرة الشعرية الثلاثة لأن التصنيف هنا قائم على طبيعة الإيقاع أو الصور أو الأداء.
الثاني: مفهوم "المدارس الشعرية" يبدو متعسفاً يفرض قسراً على تجارب شعراء لا يجمعهم رابط حقيقي، و لا حتى ما يدل على وعي حقيقي منهم بطبيعة تلك المدارس التي يتم تصنيفهم على أساسها بأثر رجعي مثل: الكلاسيكية والإحياء والرومانسية... إلخ.. ومن ثم يقتصر مفهوم "المدرسة" ـ من وجهة نظري ـ على التجارب التي تنطلق من أفق جمال وفكري محدد يؤسس له مبدعون باتفاق ووعي مسبق. من هذا المنطلق نفسه أتحفظ كثيراً على مفهومين رائجين وزئبقيين يتعلقان بالمدارس والأجيال الأدبية لاستنادهما على مصادفات من قبيل تاريخ الميلاد، أو زمن النشر!
كأنواع شعرية، وبعيداً عن التصانيف القائمة على الثيمات والأغراض التقليدية كالمدح والرثاء، وبعيداً عن "المدارس" التي تهبط على التجارب الشعرية بأثر رجعي، يبدو لي بجلاء أن تضاعف الوسائط تناسب طردياً مع تضاعف الأنواع الشعرية، وهذا أمر إيجابي في حد ذاته. فالظاهرة الشعرية إذن تكتسب مزيداً من الوسائط الحاملة لها، ومزيداً من الأنواع التي تشتبك مع مستوياتها الثلاثة.
وإن كان التطور الهائل في التكنولوجيا ووسائطها أراح الشاعر المعاصر من عناء الأدوار المركبة التي تورط فيها جسد الشاعر القديم، وعناء التورط في الحيز ذاته مع المتلقي.

أخلص مما سبق إلى ما يلي:
ـ وجود الشعر محايث لوجود التقنية الحاملة له.
ـ جوهر الظاهرة الشعرية يتمثل في ثلاثة مستويات: الصورة،
الإيقاع، والأداء.
ـ لعبت التقنية دوراً حيوياً في تطوير مستوى الأداء بالدرجة
الأولى، وفي حفظ وتداول الشعر على أوسع نطاق.
ـ أتاحت التقنية لأكبر عدد من المتلقين الفاعلين نسخ وإعادة إنتاج
القصيدة وإلقائها وقتما يحلو لهم، بغض النظر عن حضور منتجها
من عدمه.
ـ تضاعفت الأنواع الشعرية (لا المدارس) مع تضاعف التقنيات
والوسائط الحاملة للشعر.

بالتالي ومع كثرة التقنيات والأنواع، وإمكانيات الحفظ والتداول، تعيش الظاهرة الشعرية حالة غير مسبوقة من "الوفرة" نقلتها من أحادية شاعر القبيلة وصوتها المنفرد إلى شعراء لا نهائيين منتشرين في العوالم الافتراضية كالفيس بوك.. ومن سلطة المستوى الواحد كالإيقاع العمودي مثلاً إلى مستويات موسيقية أكثر تنوعاً.. ومن تهافت الغرض الواحد كالمدح مثلاً، إلى اللاغرض.. ومن اشتراط حضور المتلقي السامع في حيز الإلقاء إلى حرية أكبر عدد من الملتقين في الحضور والغياب.. وفي إعادة الإنتاج أو ممارسة الإلقاء نيابة عن الشاعر ذاته!
لماذا إذن يتباكى كثيرون على حال الشعر في ظل تلك الوفرة والثراء والتنوع؟ لأنهم ببساطة يفضلون أن يبقوا أسرى المعنى الواحد الجاهز، وصوت الشاعر الرسمي المعتمد.. ولأنه من الأسهل لهم أن يدوروا في فلك عشرة شعراء عاشوا قبل ألف سنة، بدلاً من اللهاث وراء مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي، يهيمون.
ـــــــــــ
هذه الورقة قدمت في ورشة الإبداع التي أقامتها دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة وأشرف عليها د.محمد عبد المطلب.. وذلك على هامش توزيع جوائز الشارقة للإبداع في العام 2011



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن لك أن تتقيأ.. في دول اللاجئين
- ملاحظات حول اللحى الخمس
- نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!
- فتاة أوباما
- أسامة أنور عكاشة.. مؤسس الرواية التلفزيونية
- الكاتب العربيد والقارئ القديس
- مصطفى صفوان: السلطة المحتكرة لا تحب الحق إلا باعتباره من اخت ...
- ذكريات قد لا يعرفها نصر حامد أبو زيد
- -مثلث العشق- مجموعة قصصية جديدة للكاتب شريف صالح عن دار العي ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف صالح - مائة ألف شاعر في كل عالم افتراضي.. يهيمون