أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلمة لمن يفهم.. وحتى لمن لا يريد أن يفهم














المزيد.....

كلمة لمن يفهم.. وحتى لمن لا يريد أن يفهم


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كـــلـــمـــة لمن يفهم.. وحتى لمن لا يريد أن يفهم.........

يا قــوم..يا بــشــر...هل إذا دمرتم مدينة حلب وأحياءها وحضارتها.. وروعتم شعبها, سوف تنالون الحرية وتتذوقون الديمقراطية؟؟؟!!!...من سيبني بعد هذا الدمار؟؟؟...من سيتذوق ما معنى الفكر والمنطق والكلمة والجمال...هل سيتبقى من يتذوق ويفهم... أم أن صراخ تكبير و الله أكبر سيعوضكم كل المحرومات والمحرمات؟؟؟...الــحريــة تستحق... ومن يقبل تــدمــيــر حــلــب وســوريـا, لا يستحق أيــة حــريــة... وعليه أن يتعلم ويفهم معاني الإنسانية, قبل أن يـسـتـحـق الـــحـــريــــة!!!........
*********
هل تعلمون أن مدينة حلب مدونـة في منظمة اليونيسكو الأممية كتراث تاريخي عالمي؟؟؟... وهل تستحق مطالبكم حرقها وتفجيرها وتدميرها... وهل من يحاربكم يعرف أن السلطة لا تستحق أن نفجر هذا التراث؟ ولا شــيء يستحق أن نفجر هذا التراث... أما تعلمتم واتعظتم من المأساة العراقية ومخلفاتها وحرق تراثها وحضاراتها التي تعود لآلاف السنين؟؟؟!!!...
يا جماعة.. يا قوم.. يا بشر... وبنفسي ألا أسميكم يا بـــشـــر... أيها الحراقون.. أيها القتلة.. من سيبني بعد إجرامكم اللاإنساني واللابـشـري هذه المدينة التاريخية الرائعة؟؟؟... ومن سيحاسب المسببين ومن حرضهم ومن مولهم وسلحهم؟؟؟...
تتحاربون من خمسة عشر قرنا...ولم تهدأوا... منكم من يريد خليفة.. ومنكم من لا زال ينتظر المهدي المخلص...ومنكم من يعتبر أن إلهه أصدق من إله أبن عمه. وأن عليه أن يفرض إلهه عليه.. والآخر قرر أن السماء بكل ما فيها من حوريات وأنهار وعسل ملك له وحده...لذلك يجب أن يدمر حلب وسكان حلب وكل من لا يقبل إلهه الذي نصب أصنامه في كل مدينة وفي كل قرية وفي كل شارع...
أنا لو كنت مكان هذا الإله لتخليت عنكم من خمسة عشر قرن, لما فعلتم في مدينة حلب من تدمير وتخريب وقنص وقتل وتشريد. أنا لو كنت مكانه لصرخت في وجوهكم المشوهة كــفــا.. وألف ألف مرة كفا... ما ذنب هذا البلد الذي احتواكم, وحمل آهاتكم واخطاءكم وعوراتكم... فحضنها ولونها وحاول مزجكم وتطوير عاداتكم وتحسين عاداتكم, فعلمكم الغناء والطرب.. علمكم السعادة والراحة وطيب المزاج.. فتردون عليه اليوم بالتفجير والهدم والخراب...
يا جماعات الحروب.. أهدموا أصنام الحروب...
يا جماعات الحروب... كم أتمنى لو تتوقفوا حتى تسمعوا قدودا حلبية من الخمسينات في دار حلبية قديمة لم تهدم بعد... حول كأس عرق أو كاسة شـاي.. وأن يستمع كل جار لجاره... علكم توقفون الحرق.. توقفون تهديم حلب.. حلب قلب سوريا... حلب مدينة الحب والقدود والجمال... مدينة الصفاء والهناء كما كانت... والتي دمرتم بشهرين فقط, ما بنى أجدادنا فيها قرونا وقرونا من حضارات الدنيا.. حتى أصبحت أم المشرق, ومفرق طريق كل باحث عن الحضارة السورية في أعمق أعماقها....
هنا في مدينة ليون, الباحثون والعلماء في بيت الــمــشــرق
La Maison de l’Orient التابع لـجـامـعـة لــيــون
حيث يعمل مئات الباحثين عن الحضارة المشرقية وآثارها على العالم. مدينة حلب شغلتهم سنينا وسنينا... وعندما يتحدثون ويحاضرون عنها, يتكلمون بوله عاشق وبلهفة محب غارق في هوى جمال حلب وثقافاتها وفنها وطربها وشعرائها وصناعها وتجاراتها ونسيجها.................
وأنتم كلكم, بصراخكم, بتعصبكم, بعماكم الفكري, دمرتم قرونا من التآخي والأمان والحضارة والجمال.
أتوجه اليوم بعد مئات المرات السابقة, بصرختي من جديد, ولو أنني أعرف مسبقا أنها ستضيع فوريا في وديان طرشكم وعماكم وحقدكم.. أصرخ وأصرخ.. ما الغاية الحقيقية من تدمير هذا البلد.. من تدمير هذا الوطن... أهذا هو ـ حقا ـ ثمن مطالبكم؟؟؟... أم أن الغاية الحقيقية المخبأة هي تمزيق هذا الوطن السوري الرائع الذي صمد أجيالا في وجه الغزاة من بقاع الأرض كلها...ومحو كل آثار وجوده وحضاراته الملونة المختلفة, وتصحيره وتجميده, حتى يـعـبـر عليه الغزاة الـجـدد الذين يغذون حملاتكم ويهيجون صراخاتكم وتكبيركم.......
حــلــب سوف تصمد.. وســوريا سوف تبقى... لأن الوطن باق رغم تخريبكم لنصفه... وأنتم زائلون........................
ولجميع القارئات والقراء الأحبة كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للمعارض السوري الدكتور هيثم المناع
- الله..بشار الأسد.. ولوران فابيوس
- برنار هنري ليفي في راديو مونت كارلو
- رسالة مفتوحة إلى رابطة مراسلين بلا حدود الفرنسية
- ماذا أصابك يا بلدي؟؟؟...
- بضعة كلمات.. و خواطر
- يا جماعة.. يا بشر
- وعن الانشقاق.. والمنشقين
- تصريح شخصي ضروري.. لآخر مرة
- رسالة إلى السيد جهاد مقدسي
- أسلحة كيميائية.. رندة قسيس.. وبشار الأسد
- لماذا تريدون تخريس الإعلام السوري؟؟؟!!!...
- نعم.. نعم أنا أختار سوريا
- أنا أختار سوريا
- عايشين !!!...
- غشاء البكارة.. والشرف العربي
- الضحية
- مات شادي خزام
- مات سامي خزام
- فيفا..حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر باريس


المزيد.....




- -بلومبيرغ-: مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يعملان على فرض عق ...
- روسيا تمتنع عن التصويت لتمديد مهمة عملية -إيريني- قبالة ليبي ...
- خبير مصري يكشف ما مصير مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة
- بلجيكا تؤكد حظر استخدام أسلحتها خارج أراضي أوكرانيا
- هزة أرضية خفيفة تضرب مدينة المرج الليبية للمرة الثانية خلال ...
- غوتيريش يعول على إحلال سلام طويل الأمد في غزة بعد مقترح جديد ...
- خارجية ليتوانيا: يمكن لهنغاريا التأثير على روسيا لحل الصراع ...
- -مسار للخروج من المأزق-.. ألمانيا تعلن دعمها لمقترح إسرائيلي ...
- نتنياهو يتلقى دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بمجلسي ...
- انتشال جثامين عشرات الشهداء من جباليا بعد انسحاب قوات الاحتل ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلمة لمن يفهم.. وحتى لمن لا يريد أن يفهم