أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب















المزيد.....

لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن اختصار ديوان شعر مهم ك ديوان فائز حداد ( مدان في مدن ) بقراءة عابرة أو تعليق . هو ديوان مهم بكل تأكيد . كل قصيدة فيه تستحق وقفة . ربما نظرتي إلى الشعر تختلف عن نظرة فائز لكن هذا مجرد اختلاف لا يلغي أهمية مشروعه و فرادته . فائز كأي سومري مصاب بهواجس كثيرة أولها الموت والشيخوخة و آخرها المرأة وبين ذلك الوطن والحرية والضمير .
((لنصفق لمسرحية الأضرحة ...
رجال كالدواب ...
تحمل الذهب ، و تأكل الحشيش !؟)) / مسرحية الذات

(( زماننا حصاة عمياء ، على مرايا المريمات
والرصاصة أضحت حلمة الرضيع ...
يعض عليها بجرح أبيه كل خميس
فأمي لم تعلمني ضراوة النهد في الخصومة
وكيف أنازع الغرب بشرف السرير)) / رائحة البرد

(( سلام الإحتلال .. كقطن الحروب
لا يدفيء القتلى ...
ولا ينسج للأحياء رداء الوطن )) / سلام الحروب لا يدفيء القتلى

(( فمن يعيد اعتبار نخلتي الساقطة
و دجلة تنزف بالفرات يا سبية المدائن ؟!
ألا يكفي السموات اعتذار البكاء ؟ )) /جمرة الفروض

(( ليتني تعثرت بالبكاء يا بغداد
وظل وجهك جوازي
فأنا الآن بلا برهان .. بلا عين تجادل
بلا تفاحة قضمناها معاً)) / تراتيل كهرمانة

(( من يرى في ( الأباتشي ) مراوح تعمّر السقوف
قل له :
جزيتك الدم في ضريبة أنثاك)) /جلال الخريطة

(( أيسألن عمن ذبحته الشام
وأكملت نحره العائشات ..؟
ففي أزقة السيدة ..
ألف شمرٍ يطاردني
بعيون زينب و ليل المحجبات
والعسس ينشرون الغسيل
على حبال اللصوص .. )) / أتكفل الماء ازرقاقاً

(( أعرف خساراتي في رواحل البروق
وأعرف نارك تضاجع رمادي اقتباساً
فقد تعودت النساء كخسائر الشعر...)) / فوق جلجلة الوقت

(( هذا الصدع ما خلفته ..
فينا ( الخلافة ) في جزيرة السلاسل
فهي واردة باستئناف بطولة الخوف
ويا ما بيننا من عهود الشكوك !!)) / حين يغزل الصمت الأذى

(( هو كسير لكنه صلف المشيمة
يتماسك مثل زجاجة متصدعة ))/ حين يغزل الصمت الأذى

هذه هي مقاطع ( فقط أمثلة ) مهمة باهرة تضعك عزيزي القاريء في أجواء ديوان فائز حداد ( مدان في مدن ) و خلفها روح أبية كبيرة صلبة تقاوم الشيخوخة والإحتلال والجمال والحمام في وقت واحد فأين هي عقدة الظلم المزعومة التي يدعيها المحلل النفسي الأدبي ؟؟؟ .
منذ زمن بعيد لم أقرأ قصيدة ل شاعر ليس من الرواد كالسياب والجواهري و سعدي و تصفعني كما صفعتني قصيدة فائز الكبيرة في هذا الديوان ( قبل سقوط الزهرة ) ... الله ... الله يا فائز ، ولأهمية هذه القصيدة سأضع معظمها هنا لأن القاريء يحب أن يشرب من يدي و أعلم ذلك :
(( لم يبق لي من سيدة المنفى
غير عين على زجاجة ....
و عمر يتسرب ، بأخطاء الماء
تشهقني الطرقات شيخاً
و تزفرني الحانات شقيقاً للظل
فأيّ صلاةٍ تتحدب خلف مآذني
و دمي يصهل بامرأة خضراء
تقامرني في خرافتها
و خلف شأوها الطويل أتلاشى
اصبعاً يراود السؤال ..!!
فلأيما جهة أدير مرآتي...
تتقعر الإجابات اعتذاراً و تقفر الألسن
ولا من شيء .. حين يطير الرغيف
غراباً .. مصفقاً للصحون
غير أطفال ، أقرأ بأعينهم
دمعة وطن يأبى السقوط
و حلوى يتشهونها بالعيد ...
ولا حول ولا ..
(........)
من بغداد إلى ..... تيران ؟!!!
أجل ... أحتاج (( جبلاً من نار ))
فعزائي الصحراوي يتهجى الحرقة
قبل الموت بثانية ..
وقبل سقوط الزهرة ، في حنجرة الحجار
بلى ..
(( كوم احجار ولا هلجار ))
(...........)
جاري .. يمخر أدمعنا بقراب (( البيت ))
إلى (( تقواه ..والمنفى ))
إلى القهوة و سرداق البغي
فخذ من سبابتي يتيماً يفطر بالآلاء
ليفضح غسيل الأعين بالتيزاب )) / قبل سقوط الزهرة

هذا شعر كبير يا فائز ، شعر يذهب بعيداً ربما لأطفال المدارس .

أعتقد أن التحدي هو في إظهار الفكرة الصحيحة والحضارية و إيصالها للناس بعيدا عن الإحتكاك المباشر ، الثقافة مسيحية بطبيعتها ، حيث لا يمكن للنور مصارعة الظلام بالظلام بل بالضوء بإنقاذ العتمة نفسها من نفسها ، بتطويرها و تعليمها . وهذا ما يفعله الهدوء في قصيدة فائز الحداد بقصائده كائنات حية تتكلم يجب الإصغاء إليها لأنها تاريخ و حقيقة وجودية لا جدوى من إنكار وجودها .

هذا اليوم كنت أفكر ب فائز حين كتبت بأن معظم الشعر الذي رسخ في ذاكرتنا و في ذاكرة ثقافتنا هو ذلك الذي تمت كتابته في العصر الأموي والعباسي ، أربعة قرون فقط ، لماذا ؟ لأنها مرحلة قوة . الكلام إذا ارتبط بالقوة يصبح له أهمية . عشرة قرون بعدها من الضعف تمت فيه كتابة أطنان من الشعر الذي تبخر وانتهى لأنه كتب في عصور ضعف فهو كلام أمم ضعيفة مقهورة . بقي شعر الأمويين والعباسيين لأنه ذاكرة القوة و خيال المجد رغم مرور القرون . حتى اليوم حين يأتي شاعر موهوب لكنه ضعيف و فقير بكل تأكيد لا أهمية لكلامه . لا يمكن وضع المجد العربي على كتفي شاعر من عشيرة أو طائفة مهزومة و أسرة خاملة و فقير معدم شحاذ . ولأننا تعلمنا هذه الأسرار من الفلسفة يعجبنا استخدامها أحياناً للمرح فقط لأننا نعرف مسبقاً نهايتنا المحزنة . هذا هو الواقع العربي يرفض الواقع والحاضر و يسحق على جرح الجريح . ليس هذا مجتمع حرية يوفر فرصة عادلة للضعفاء . المحزن في عراق اليوم بعد مئات الآلاف من الغرقى في نهر دجلة و بعد السجون السرية والتعذيب و بعد فرق الموت والإرهاب و سرقة البلاد : يتم تعيير شاعر مثل فائز حداد بأنه مريض مصاب ب وهواس قهري و عقدة الظلم و أن هذا غير حقيقي ولا داعي له . نفس الشخص الذي يصفق لمن يتحدث عن (مظلومية) وهمية تاريخية دينية - مذهبية - طائفية لا علاقة لها بالواقع ولا بالحرية . هذا هو القهر ولا نستطيع فتح فمنا لأن هذا ما يريدون . و ياريت من يتناقد بموضوعية باردة هنا لا تأخذه حماسة في مكان آخر ولا يخلع الألقاب والبردة ولا ينفخ في بوق ولا يكيل بمكيالين وليس من القاسطين المطففين . لا أعرف فائز حداد لكن أعرف نفسي و أعرف بأن من واجبي أحياناً مسح الغبار عن نوافذ الشعراء الحقيقيين و رش الماء على شرفاتهم المزدحمة بالورود



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الحب والشعر
- مسلمات ينبغي تكرارها بكل أسف
- عودة الشاعر المنتظر / سعدي يوسف
- الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها
- مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
- خبَبُ الشِّعر
- ليلى الصيفي 
- إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار
- إلى سعد الحجي عن الأدب الوطني واللغة والحرير والذهب
- عزائي كتبه عبد الزهرة زكي والحب عزاء الفاشلين
- نهاية الصعاليك
- سبينوزا و أنا سيرة شخصية للعذاب
- واصف شنون ملحد عراقي محترم
- شرود البقرة
- الشاعر
- قاطع طريق
- الحكمة من أفواه المجانين
- الإنسان حيوانٌ صامت
- أهمية الشعر و جدواه
- وطني سفسطة و سفسطائيون لا يمكن دحضهم


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب