أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية














المزيد.....

مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


لقد كرهه عدد كبير من البشر
لكنه بعد فوات الأوان يكتشف بأن أحداً لا يتذكره
وأن كل تلك الأوهام كانت كراهيته لنفسه
يكتب لأن حياته قد تمت ولا حاجة له بها
يكتب لكي لا يتذكر ولا يندم
يكتب بين السطور طريقه إلى القبر
يكتب أسفه على يوسف الذي هو أسف على يعقوب
لأن يعقوب حقيقة يوسف بينما هذا الأخير مجرد خيال أبيه
الرجال الفارغون التي كتبها ت. س . إليوت
(( نحن البشرُ الجوّف
نحن البشرُ المحشوون
نميلُ معا
والرأسُ مليءٌ بالقشِّ. فيا للحسرة!
حناجرُنا المتيبسةُ إذا ما
نهمسُ
هادئةٌ وبلا معنى
مثل الريحِ تمرُّ على العشبِ اليابس
أو أقدام ٍ الجرذان ِ تمرُّ على كسر ِ زجاج ٍ
في القبو اليابس ))
ويقول إليوت في المكان الصحيح من القصيدة
(( عيونٌ لا أجرؤ أن ألقاها في الأحلام ))
هذه العيون العمياء المفتوحة على تفاهة حياتنا والذكريات
ثم في هذا العصر لم نعد نعرف الفكرة من العقدة النفسية
محشور كفأر يترك آثار أقدامه على زجاجٍ مكسور
أبحث عن شعر جديد يستحق العبور والكسور والصلاة بين الصخور
هذا اليوم كتب عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة جديدة عن اللاجئين في عمان
كيف تكتب نيابة عن البشر ؟؟ هذا الشعر انتهى
اكتب عن شيخوختك ؟ عن تجربتك ؟؟ عن الماء الذي سقط من يدك ؟
عن العجز الجنسي واستمرار الرغبة في الخيال
اكتب عن الواقع والمحال و لماذا لم تنتحر .
اكتب عن حبيبتك التي تقرأ شعرك و كأنها تبحث في محفظتك عن سر
اكتب عن جار و مجرور و هذا العمر الذي يدور
مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
دوار يقضي على عصبة من القوالين بدمعة واحدة
لم أستطع القدوم في الوقت المحدد لاستلام الأغطية
لهذا أنام على فراش بلاستيكي بارد
الإثنين هاديء في الملجأ حتى الممرات ينام فيها عدد قليل من المدمنين
في هذا المصح العقلي أشعر بفرح غامر خصوصاً في الليالي الهادئة كالإثنين
لا صراخ فتيات و فتيان لا صخب لا جنس لا عنف
أفكر بقصيدة سعدي يوسف الأخيرة ... شاعر ثمانيني يلقي القبض على عصره
(( غيرَ أنكَ في ظُلمةٍ ، لا ترى .
أنتَ لستَ تُحِسُّ بما أرعشَ الشجرةْ
أنتَ لستَ تُحسُّ بما جعلَ الطيرَ يدخلُ  في الشجرةْ.
مطرٌ لا يُرى
مطرٌ قد أحَسَّ به الطيرُ قبلكَ
والشجرةْ . ))
دماغي أشعر به ك قطعة ثلج في جبهتي حين أنسى دوائي و أفكر ب سعدي يوسف
 متى يصدق هؤلاء الذين لم يحتقروا كبرياءهم
ولم يخرجوا إلى الثقافة العالمية و قاع المدن الكبرى
ولم ينتصروا على الشخص الذي ولد وكبر معهم
بأنهم في الحقيقة ليس عندهم شيء يقولونه
ولماذا لا يكون هناك تشابه بين سعدي يوسف و هنري ميللر في السيرة والسلوك والنظرة إلى الأدب والأساليب والحرية ( حتى في الشكل هههههه) ؟؟ هل نستبعد هذا التشابه في الأسفار الدائمة للأديبين والحديث المستمر عن ذلك في الأدب و كأن السيرة الذاتية والحياة تتداخل والكتابة بشكل غير مفهوم بالنسبة لنا أحيانا ، بل يخربط علينا فهمنا التقليدي للأدب . والتصرف كسائح زائر على هذه الأرض باستمرار . طبعاً ستقولون ما قاله أورويل وهو أن ميللر لا يهتم بالشؤون العامة و بالسياسة تحديداً بينما سعدي شيوعي يساري و مهتم بل منغمر بالشأن العام . أعتقد أن المظهر خادع إلى حد كبير . لو تفحصنا أفكار سعدي و أفكار ميللر في الأدب والحياة والسيرة يا إلهي هناك تشابه كبير خصوصاً في قضية الحرية . فلا هنري ميللر يرى العالم من خلال الجسد والجنس فقط ولا سعدي يوسف يراه من خلال السياسة والنضال فقط . طبعاً تبدو المقارنة مزعجة بالنسبة لنا لأننا نعتز ب سعدي العراقي أكثر من ميللر الأمريكي بكل تأكيد لأسباب وطنية و قومية لكن التشابه يجعلنا نفهم كلا الأديبين أكثر بل يقربنا أكثر ربما من المعنى الجوهري الذي يمثله الفن والإبداع في الإنسان والتاريخ والعالم . هناك عناية فائقة بالحرية الإنسانية و بتحويل السيرة الذاتية إلى رسالة و صدمة و موقف . منذ زمن وأنا أفكر بهذا أصدقائي لم أجرؤ على كتابته إلا اليوم . و ربما يبقى هذا الكلام وربما أكون مخطئاً . مجرد حماسة لكاتبين عزيزين على قلبي
دعوني أنام بعد خمس دقائق يأتون لتفتيش الأسرة
هؤلاء الحرس تزعجني الكاشفات الضوئية التي يتجولون بها فوقنا الساعة الثالثة فجراً
(( أشدّ قبضتيّ ثمّ أصفعُ القدرْ )) // بدر شاكر السياب





#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبَبُ الشِّعر
- ليلى الصيفي 
- إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار
- إلى سعد الحجي عن الأدب الوطني واللغة والحرير والذهب
- عزائي كتبه عبد الزهرة زكي والحب عزاء الفاشلين
- نهاية الصعاليك
- سبينوزا و أنا سيرة شخصية للعذاب
- واصف شنون ملحد عراقي محترم
- شرود البقرة
- الشاعر
- قاطع طريق
- الحكمة من أفواه المجانين
- الإنسان حيوانٌ صامت
- أهمية الشعر و جدواه
- وطني سفسطة و سفسطائيون لا يمكن دحضهم
- نخاس الشعراء
- عيد الحُب
- واحسيناه
- الأبد
- الطائفية في دقيقة واحدة


المزيد.....




- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية