أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهير المصادفة - تاء التأنيث














المزيد.....

تاء التأنيث


سهير المصادفة

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 15:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كلما انتثرت بشائر الربيع فى الكون، انطلقت الاحتفالات بأعياد "المرأة" ليومٍ واحدٍ ثم يتهافت الجميع طوال أيام العام للتعامل معها وكأنها زائدة عن حاجة هذا العالم أو كأنها هدية ألقيت فى يومٍ ما ليلهو بها رجلٌ ما.. ولِمَ لا؟ لِمَ نفترض أن الأمر قد تغير كثيراً مذ أفرزت قريحة الحضارات القديمة تصوراً عن المرأة لم تستطعْ قرونٌ طويلة إزاحته؟ ففى الميثولوجيا اليونانية وعلى إثر سرقة "بروميثيوس" للنار من آلهة الأوليمبوس ومنحها للإنسان، قررالآلهة أن يعاقبوه عقاباً رادعاً، فربطوه بين جبلين وأمروا رخاً عملاقاً أن يأكل كبده كل يومٍ فاذا جاء الليل نبت له كبد جديد واستمر هذا العقاب حتى خلصه منه البطل هرقل، وعاد برومثيوس للبشر ففرحوا به وهنا قررت آلهة الأوليمبوس أن تعاقبه بطريقة دائمة وأبدية ولم يكن هذا العقاب إلا منحه "المرأة"، ويستمرخيال الرجال ــ الذين يفترضون أنهم كانوا قبل وجود المرأة آلهة وكانوا يكونون مجتمعاً سعيداً على الأرض ــ فى إنجاز أسطورته عن خلق المرأة / العقاب، فيؤكد أن إله آلهة الأوليمبوس "زيوس" كلَّف "فولكانو" إله النار والحديد بصنع كائن أسماه "باندورا" ثم أمر الآلهة أن يمنحوها هداياهم فمنحتها آلهة الجمال "فينوس" الجمال والحب، ومنحتها آلهة الحكمة "مينرفا" بعضاً من الذكاء، ومنحتها "لاتونا" قلب كلبٍ وروح لصٍ وعقل ثعلبٍ،.وتطول الأسطورة وتتشعب لكى تُلصق كل شرور العالم بوجود المرأة.
إن الغرب الذى اعتمدت نهضته الحضارية الحديثة ضمن ما اعتمدت على الحضارة الإغريقية يحاول منذ حوالى قرنٍ من الزمان أن يكفّر عن اعتداءاته على حقوق المرأة ابتداء من مخيلته الإبداعية المتعجرفة ومروراً باستخدامها لمتعته بشتى الوسائل سواء فى قصوره أوفى حقوله وانتهاءً بغلق كلّ أبواب الحياة فى وجهها لعقودٍ طويلة، أما نحن فنكاد الآن نعود بخطواتٍ منتظمةٍ إلى ظلمة أساطير الغرب، فبعد ربيع الثورات العربية وإزاء اكتساح التيارات الدينية المختلفة لجُملة من التيارات الأخرى القومية واليسارية والليبرالية وإزاء حقيقة برلمان ما بعد الثورة الذى جاء مخيباً لآمال المرأة ومضحكاً وغير واقعى ومقوضاً لأحلامها وهى التى شاركت مشاركة تكاد تكون غير مسبوقة فى تاريخ الثورات، إزاء هذا الواقع المربك قد تتصاعد من المرجل أبخرة قديمة سوف تزكم الأنوف، فالمرأة تمثل نصف المجتمع المصرى وتزداد به نسبة المرأة المعيلة، فماذا هم فاعلون بها؟ هل سينقضون على كفاحها وعطائها على مرسنوات أم أنهم كما اعتادوا طوال قرون سيزينون بها موائدهم تارة، ويسدون بها موقعاً من مواقعهم الجهمة تارة، ويضعونها من فرطِ خجلهم على قوائمهم عندما يذهبون إلى مجالسهم تارة أخرى؟

فى عيدها، تحية من القلب إلى تاء التأنيث التائهة والجميلة والمُهمَلة والفاخرة أينما كانت.



#سهير_المصادفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى محمد عفيفى مطر
- مانهاتن .. مدينة المرايا
- ميس إيجيبت الفصل الثاني عشر والأخير
- ميس إيجيبت الفصل الحادي عشر
- ميس إيجيبت الفصل العاشر
- ميس إيجيبت الفصل التاسع
- ميس إيجيبت الفصل الثامن
- ميس إيجيبت الفصل السابع
- ميس إيجيبت الفصل السادس
- ميس إيجيبت الفصل الخامس
- ميس إيجيبت الفصل الرابع
- ميس إيجيبت الفصل الثالث
- ميس إيجبت - الفصل الثاني
- ميس إيجيبت


المزيد.....




- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهير المصادفة - تاء التأنيث