أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير المصادفة - ميس إيجيبت الفصل العاشر















المزيد.....



ميس إيجيبت الفصل العاشر


سهير المصادفة

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 07:21
المحور: الادب والفن
    



==============================================
ولأنك منذور للنور .. طوح بكل ما تعرف عن الظلام بعيداً واطرق أحجاراً جديدة واخمش شرارتك وامضِ .

عارف تاج

==============================================

يدها التى طمست ما على أيامه من شموس ، وما على صحاريه من أنجم ، مازالت ترعى فى جسده ولا تتركه إلا أشلاء رجل ، فيستجلى دفين أسرارها سراً سراً ، ويفض بكارتها بيأس من يريد أن يتطور الوضع أكثر فتتحدث إليه مثلاً ، يشبك فخذيها فى ذراعيها ويكورها تحته حتى تجأر بالشكوى ولكنها تخبىء عينيها فى صدره العارى بخجل وتنيخ جمال حضورها على عتباته، فيتبع بوصلة غيابها . استحال "عارف تاج " إلى ما ليس يدرى ، وها هى مأخوذة بجنونه وضلوعه التى تنتثر تحتها فتتوكأ عليها كما نصل يبحث عن سيفه ، أو كوة فى العراء تبحث عن جدارها ، تنفرط ساعاته فى سديم كابوس لا ينقشع فيجأر هو بالشكوى:

من هجرته حبيبته لديه أمل ما.. ومن لم تحبه حبيبته لديه أخريات .. ومن ماتت حبيبته فلديه حفنة ذكريات .. أما أنا فليس لى ملاذ .. قتيلة تجثم على صدرى وتلون أيامى بصمتها الأخاذ ولا أستطيع إلا حبها .

يعرف أن "عمر الجوهرى" يتهرب منه فى الأونة الأخيرة ،ويقابله بجفاء إذا ما ألح فى مطاردته ، ولكنه ارتدى ملابسه وقرر أن يطلب منه مباشرة ما ظل يلف ويدور حوله لأيام بدون أن يقوى على مصارحته به .

- يا " عمر" أنا عايز أشوف الكوافير ، وشقة " نفرت " و"لوسى" .. انت عارف يمكن ده يحطنى فى" مود" شغل .

وابتلع ريقه وهو يحاول إخفاء اضطرابه :

- مش قادر أتخيل يعنى إيه باب مقفول بين شقتين فى إحداهما تنام الأم بعمق وفى الأخرى تقتل ابنتها بهدوء بدون صرخة استغاثة واحدة . وبعدين يا"عمر" ده آخر طلب . مش ها زعجك تانى إطلاقاً .

نظر إليه " عمر الجوهرى " نظرة فاترة وغمغم من بين أسنانه :

- أنا عارف انك رحت هناك وحاولت تدخل المكان.

ارتفع صوت "عارف" ليخفى خجله :

- آه . لكن لوسى دى حالتها صعبة خالص اللى يشوفها يقول بالتأكيد هى اللى قتلت بنتها . قولى يا " عمر" إنت ليه مصمم إن القاتل رجل ؟

قال " عمر" ببطء وازدراء :

- قلت لك قبل كده ، لأن الغفير الوحيد اللى كان صاحى فى الشارع .. ثم أضاف متبرماً وكأنه يقرأ الخبر الذى نشر منذ شهرين فى صفحة الحوادث بكل الجرائد :

لمح من خلف زجاج مدخل عمارته المقابلة تماماً للكوافير امرأة منقبة ترتدى السواد ، دخلت وأغلقت خلفها الباب قبل العاشرة بقليل وخرجت بعد حوالى عشرين دقيقة ، وكان هذا عادياً بالنسبة له فطوال الوقت تدخل الكوافير منقبات أو أنصاف عاريات ويخرجن بسرعة أو بعد ساعات ، ما أثار انتباهه أنه لمح بنطلوناً رجالياً وحذاء مقاسه لا يقل عن 46 وهى تصعد إلى مقعد السائق وتختفى هى وسيارتها بسرعة ... وخبط بكفه على مكتبه بغيظ .. لكن الحيوان ما يعرفش يفرق بين ماركات السيارات ، ناهيك أن هذه السيارة كانت بالطبع بدون نمر.

توقف قليلاً ليشعل سيجارته ثم قال وهو يجز على أسنانه:

- الطب الشرعى ، والأدلة والتحريات بتقول إن القاتل يشبهك تماماً ،الطول نفسه والعرض وربما الوسامة.

وزفر بضيق ونفاد صبر وهو يتكيء بثقة وانتصار على مخارج ألفاظه :

- نحن نبحث عمن يشبهك يا "عارف" .

ثم نهض حاسماً اللقاء : الموضوع ده مش محتاجنى قوى ، صاحبكم المجنون دكتور المجانين بيروح هناك بحجة الحقن ومتابعة حالة " لوسى" وطبعاً العاهرة بتفتح له كل الأبواب.

زحف داخل سيارته زحفاً وسط الزحام ، لم يعد يعرف متى يعمل حوالى عشرين مليون قاهرى إذا كانت الشوارع لا تفرغ منهم أبداً ، تخيل أن كل واحد منهم يسأل نفسه السؤال نفسه ، وكادت تخنقه دموعه .. أين كان في ذلك الإثنين ؟ أين كان فى هذا المساء ؟ وخز كفيها ووركيها وقدميها لم يزل على جسده ، وحرارة شفتيها على رقبته ووجنتيه فمن قتل ميس إيجيبت سواه ؟! حتى " عمر الجوهرى " يشك فيه.

أراد أن يحرك سيارته للأمام متراً ولكنه كبحها فى التو واللحظة، بينما تخبط على الكبوت الأمامى فتاة لها نفس شعر نفرت الغجرى ، مرت فى ثوان وهى تغمز له بعين فاتنة بشقاوة وانتصار من أحرز سبقاً ما ، تابعها عبر الطريق و غرق فى موجة شعرها التى تبتعد.. هل كانت تعبرالطريق هكذا .. ؟هل كانت تلهو مع المارة بابتسامتها المشرقة هكذا .. ؟ هل كانت ترتدى سروالاً واسعاً أبيض كهذا وبلوزة حمراء مقلمة طولياً بالأبيض وحلقاً كبيراً على شكل هلال وتقطع الطريق هكذا فيتعطل المرور لحظات ؟ إذا حدث و استطاع دخول غرفة نومها سيفتح دولابها ليراها فى ملابسها، هو حتى الآن لم يرها إلا عارية كما ولدتها أمها.

رن تليفونه المحمول من جديد ، منذ ثلاثة أيام يطلبه "منصور" رئيس شركة إنتاج فيلمه الأول بإلحاح ، يستطيع تخمين ماذا يريد ، فشهر رمضان على الأبواب ،و إحدى النجمات المسنات قررت أن تخرج من عزلتها وحجابها لتقوم ببطولة مسلسل تاريخى دينى ، يعلم أنه وفقاً لما قرأه من أخبار سيقابل هناك " ميرنا" التى يتحاشى رؤيتها فى كل الأماكن ، ولكنه أمسك تليفونه ورد بحماس :

- إزيك يا منصور.

فما زالت الساعة الحادية عشر صباحاً وأمامه وقت حتى يستيقظ الدكتور "عبد الرحمن". جلس منكمشاً على نفسه فى فوتيه بعيداً عن المائدة المستديرة التى تحلقوا حولها واستمع إلى حماسهم وإعجابهم بورق السيناريو وتحديداً بشخصية "عمر بن عبد العزيز" ، وأحلامهم بأن يعيدوا أمجاد الأفلام التاريخية مثل "صلاح الدين الأيوبى" أو "عمر المختار" .

تابع انعكاس شفتيه ازدراء على زجاج الباب الفيميه وانتظر أن تعبث "نفرت جاد " بأوراقهم ووجوههم الغبية المتحمسة وشعورهم المستعارة ثم تصفعهم على قفاهم ليصرخ كل منهم وفقاّ لبيئته ففيهم على أية حال المكوجى والعاهرة السابقة والخادمة السابقة والمتسول والطباخ السابق وراقصة الموالد وهى بالذات من ستكون البطلة والملاكم ورافع الأثقال ولاعب الأكروبات ومطرب الدرجة الثالثة فى الأفراح الشعبية وهو بالذات من سيكون البطل ، ثم تمنى أن تظهر لهم " نفرت"بعريها وألقها بالضبط وسط المنضدة فيفقدون الوعى جميعاً ، بينما يقف هو مبتسماً لها مثل " اسماعيل يس" فى فيلم عفريته هانم أو" رشدى أباظة" فى فيلم"عروس النيل" .

توقفت عيناه عدة مرات على" ميرنا "،بينما يتطلع إلى حماسهم باستغراب ، ورأى ما كان يخشى أن يراه .. وجها شاحبا .. عينين منطفئتين باكيتين .. شعرها القصير ملموم بدبوس شعر كيفما اتفق و ما نفر منه من خصلات كان يتأرجح بأسى على جبينها وفوق أذنيها .. صوتا حالما منكسرا وكلمات قليلة متقشفة إذا وجه لها أحدهم سؤالا . .هذه أجمل مرة يراها فيها ، ولكنه فجأة وخزته فكرة أنه سيكون قاتلاً للمرة الثانية لفتاة موهوبة جميلة إذا استمر هجره لها أكثر من ذلك .

ود لو أضاع معهم ساعتين أو ثلاث ساعات حتى يستطيع الاتصال بالدكتور " عبد الرحمن" وزيارته ، ولكنه بغل غير مبرر وغضب أنهى اللقاء فى عشر دقائق من الصياح المتواصل .. وهل لابد أن يرتدى الكفار تلك الهلاهيل ؟ هل من المنطقى أن يكونوا جميعاً متخلفين إلى هذه الدرجة ؟ ألا يوجد فيهم من هو ذكى أو نبيل أو أنيق ؟ هل يعقل أن تجار قريش الموسرين كلهم على هذه الدرجة من الوحشية والهمجية والقذارة بينما الجوارى والعبيد يرفلون فى ملابس بيضاء كالملائكة وكلهم على درجة عالية من الجمال ؟ نفس الزفت . نفس الأحادية فى التفكير .. كلهم أشرار . هه! والعبيد والجواري كلهم ملائكة . هه! إن نصفهم أسلموا من أجل العتق والحرية هل تعرفون ذلك ؟

وطبعاً ستوزعون الأدوار هكذا ..الممثل الوسيم من المسلمين والمشوه القبيح من الكفار ، وحتى إذا لم يكن قبيحاً فالماكيير سيقوم بالواجب سيجعل حاجبيه منفوشين كالشيطان ولحيته كالمقشة وعينيه حمراوين وجاحظتين وربما يجعله أبله ويلثغ فى حرف أو أكثر.. والله حرام عليكم.. لماذا تعيدون كل هذا العته الذى قدمته بالفعل الدراما المصرية ؟ أنتم بتستغفلوا مين بالضبط ؟ لا لا . أنا خارج القرف ده .

انتظرها فى سيارته حتى تخرج معهم والغيظ يكاد أن يفتك به ، وما كادت تفتح باب سيارتها وتجلس فيها حتى لحق بها قبل أن تنطلق وهمس بكلمات وكأنه حفظها من كتاب مطالعة : " ميرنا " أنا مريض . أنا بالفعل مريض وتقريباً أشعر أننى قاتل.

انفرجت شفتاها قليلاً ولكنه أغلقها بأصبعه وأمسك بخصلة شعرها القصيرة المتطايرة وقال بحزم : عايز شعرك طويل . طويل جداً ، وابعدى عن المسلسل ده ، وأعدك ها نعمل حاجة أحسن بكثير من الهبل ده .

واستدار حتى لا يرى فرحة روحها تثب من عينيها الدامعتين فيضعف ويحتضنها وهو يجيب على سؤالها : لا لا. أنا اللى ها اتصل بيك .

استمع إلى رائحة النوم فى صوته وهو يصيح مرحباً : يا أهلاً يا أهلاً . طبعاً يا عارف ، تعالى وهات لى فطار معاك وأنا ها أصحى وألبس على طول .

ولكنه بدون شك أغلق تليفونه ونام من جديد ، وكان على "عارف" أن يواصل الضغط على جرس الباب أكثر من عشر دقائق حتى فتح له ولم يزل مرتدياً بيجامته وصاح وهو يبتسم بخجل:

- يا أخى انت سريع جداً . شباب . بقى.

- يا عمى أنا كلمتك من ساعة .

جاءه صوته الضاحك وهو يحلق ذقنه :

- "عمر الجوهرى " إيه ؟ وزفت إيه . إنت مش عارف المثل اللى بيقول : ما يجيبها إلا نسوانها . دلوقت نروح للست "لوسى" وأديها حقنة ، وأنت تلف فى " للوكيشن" بتاعك زى ماانت عاوز،لكن يا"عارف" انت اتقدمت فى كتابة السيناريو .

بالكاد همس " عارف" :

- لم أكتب كلمة واحدة.

صاح عبد الرحمن وهو يجفف وجهه :

- ها تكتب بالتأكيد ها تكتب . المشكلة أنك خائف أن تكرر الآخرين أو تكرر نفسك ، لكن ثق انك لا يمكن أن تكرر شيئاً أبداً . إن كل شىء منذ الأزل وحتى الآن نسيج وحده ، حتى إذا خيل للآخرين انه مشابه لشىء آخر ، هل تعرف لماذا ؟ لأن الزمن قاسم مضاف إلى كل الأشياء والزمن وفقاً لما اكتشفناه حتى الآن مجرد سهم منطلق فى المالا نهاية ، أى أن الزمن + شىء لا يساوى أبداً الزمن + شىء ، مع الأسف.يا " عارف " لا توجد فى الحياة متشابهات ، ولذا يحب الناس الشعراء لأنهم يكذبون طوال الوقت مشبهين الغدر بطعنة سيف نجلاء ، والغدر لا يشبه إلا الغدر وطعنة السيف تشبه نفسها والألم لا يشبه إلا نفسه ، بل لا يشبه ألم إنسان ألم إنسان آخر ، يحب الناس الشعراء لأنهم يلهونهم عن مأزقهم الوجودى .

ثم صرخ فجأة وكأنه "نيوتن " حين اكتشف قانون الجاذبية :

- وإذا فرض أن هناك تكرارا ما فالتكرار مهم أيضاً فى بعض الأحيان ، عدم وجود ما نظنه تكرارا قد يؤدى إلى رداءة اللوحة التشكيلية أو المشهد ، تخيل يا"عارف" أن الحياة مجرد فيلم .. بدأ منذ الانفجار الكبير ولا يعرف نهايته إلا خالقه .. تخيل أننا جميعاً ..أبطالا وكومبارس .. قتلة ومقتولين .. لصوصا وشرفاء .. مؤمنين وملحدين نسعى فى سباق محموم لتصوير كادرات غامضة لن نفهمها أبداً إلا بعد عمل المونتاج وتجهيز الفيلم للعرض ، وحتى تحين تلك اللحظة فنحن مستمرون فى دأب ، يوماً بعد يوم ، وقرن بعد قرن ، وألفية بعد أخرى فى إنجاز ما لسنا ندرى ، قد يهيأ لك أحياناً أن هناك تكرارا ما ولكننى أتحداك أن تثبت ذلك ثم انطفأ حماسه تماماً وخفت صوته وهو يسأل بدهشة حقيقية مشوبة بسخرية:

- ألم يكتب شكسبير شيئاً مثل هذا ؟

ابتسم "عارف" وهو يغمز بعينه :

- " عمر الجوهرى " بيقول ان "لوسى " بتحبك أو فيه علاقة يعنى .

- اللى مـش ممكـن هـا يفهمـه " عمـر الجوهرى " إن " لوسى" انتحرت فعلياً قبل ما بنتها تتقتل بكثير، وإن اللى بتتحرك قدامكم دلوقت مجرد جثة خرقاء ، " وعمرالجوهرى " ده مجرد ثور ها يفهم الموضوع ده إزاى لكن انت المفروض فنان وعينك مفروض تشوف اللى ما حدش قادر يشوفه .

وهمس بصوت خافت :

- يا " عارف" من هم مثلى ومثل "لوسى " على الرغم من اختلافهم خلصوا حساباتهم مع الجنس والحب والمستقبل والماضى والحاضر وكل الأشياء،وهم يقفون الآن يحملقون وجهاً لوجه فى نهايتهم كل بطريقته.

تأكد " عارف " أن كل الكلمات التى قد ينطق بها لإخراج الدكتور من الحالة التى وضعه فيها ستبوء بالفشل وخاف أن يغير رأيه فى الذهاب إلى "لوسى" ويفاجئه بإحدى مقولاته التى من أشهرها: ما تسيبنى لوحدى يا "عارف" وحاول أن تحل مشاكلك بنفسك .

ولكنه انتفض فجأة غاضباً :

- ياللا يا كابتن . أنا جاهز .

الطابق الثانى من كوافير "لوسى" ما هو إلا الصالة الكبيرة فى الشقة التى خصصتها " لوسى " لـ " نفرت جاد" بعدما كبرت ولم يعد من المناسب أن ترى ضيوف أمها وهم يستبيحون وضع أيديهم على كل جزء من أجزاء جسدها ، فى أقصى يمين هذه الصالة باب يغلق جيداً بمفتاح توجد منه ثلاث نسخ مع" لوسى"و"نفرت" و"نهلة" الخادمة الصغيرة التى تدور منذ الصباح وحتى المساء فى محل الكوافير الرئيسى بالطابق الأول وشقة "لوسى" وشقة"نفرت".. هذا الباب يفتح على ردهة طويلة لم يتبق فيها إلا ثلاث غرف مغلقة وحمام صغير ومطبخ هي التي تعيش فيها " نفرت جاد" ، بينما تم استقطاع الحمام الكبير من الشقة ليتحول إلى ما يشبه الساونا ، وضعت فيه " لوسى " بانيو جاكوزى كبير يسع ثلاث سيدات معاً ، ثم غطت جدران الصالة بمرايا عملاقة وكراسى وفوتيهات ونثرت أدوات الكوافير من غاز ومكاوى شعر وسشوارات وحقائب باديكير ومانيكير ، وخصصت قسماً للألعاب الرياضية وكتبت أسفل السلم الذى بنته ليصل بين الجزء المهدود من سقف الكوافير وصالة شقة "نفرت" ..قسم المحجبات.

عندما مر "عارف تاج" على الغرف الثلاث فى الردهة الطويلة داخلاً من باب الشقة الرئيسى لم يشأ أن يتوقف عندها ، أراد أن يرى أولاً محل الكوافير الرئيسى ، وأن يقف وجهاً لوجه أمام البقعة التى لاقت فيها حتفها .. فربما تباغته هنا كما ذهبت كاملة العرى والبهاء إلا من قطعة صغيرة من جسدها . تسمر فى مكانه طويلاً .. المسجلة رابضة فى مكانها لا تغنى الآن ، وهو لا يسمع إلا أصداء ضحكات مجلجلة وفتيات يعبثن فى الماء ،أو يتأوهن عند نزع الشعر الزائد منهن بمعجون السكر والليمون ، ونصائح لعروس متوترة ، بينما عشرات الأيدى تجهزها لرجل ما ، شم رائحة شعر محترق ، وعطر بالغ الخطورة هو خليط من أنوثة مكثفة وكل ما يعرفه أنفه من كل أنواع العطور الأنثوية ، استطاع أن يحدد وفقاً لوصف " عمر الجوهرى "المكان الذى أرداها فيه القاتل .. هنا كانت ممددة عارية مزينة بمكاوى شعر ساخنة لم يجد لها أى أثر على جسدها الذى داهمه لأكثر من ثلاثة أشهر. وخزه شعور حاد بالذنب لأنه وطئه بقدميه قبل أن يضىء النور ويتأمل المكان .

أصدرت السلالم الحديدية صريراً مزعجاً وهو يهبط عليها ..عليها نفسها صعد القاتل ممسكاً بالدرابزين .. هل سمعت " نفرت جاد" هذا الصرير ؟ أم أن صوت المسجلة كان أعلى منه ؟ أم أنها اعتقدت أن" نهلة" عادت مرة أخرى ؟

لم يعد بحاجة الآن إلى إضاءة نور الكهرباء،فضوء الشمس كان يغرق الطابق الأرضى من الكوافير تماماً .. المكان خاو.. حكى له " عمر الجوهرى "أن الكوافير أصبح ملعوناً بعد الحادث لا تطأه قدم امرأة،ولكنه أنيق ونظيف جداً،لم ينتبه إلى وجودها فى البداية فانتفض وهو يجيب على تساؤلها :

- أنا صديق الدكتور " عبد الرحمن " .. هو مع مدام " لوسى " فوق ، وأنا باتفرج على المكان ، بالتأكيد أنت " نهلة".

وكأنها لم تتكلم منذ ثلاثة أشهر لم تتوقف عن إطلاق الكلمات والتنهدات ومسح دموعها التى تهطل بمقدرة تحسد عليها .. بنت لم تتخط السادسة عشرة ولكنها تتكلم كامرأة تخطت السبعين عاماً ، أخذ يلتقط من بين شفتيها جملاً مثل :

- يا حبة عينى راحت فى عز شبابها .

- لو شفتها يا أستاذ كنت تقول دى بنت موت .

- حتى عاملات الكوافير والزباين ماكنوش بيقدروا يرفعوا عينيهم من عليها .

- يا حول الله كانت زى الملاك اللى نزل يزور الدنيا وجربها شوية وقرف منها بسرعة فطلع مكانه تانى.

ترتدى السواد من أخمص قدميها وحتى حجابها الأسود المغطى بترتر وخرج نجف ، لا يخفى على أى عين أنها وضعت مكياجًأ ثقيلاً ولكنه ذكى فى الوقت نفسه فليس فيه ألوان فاقعة ، اعتمدت فقط على الكحل والماسكرا اللذين لا يسيلان مع الدموع وعلى البودرة الملونة بلون وردى خفيف ، ولكن أيضاً لا يخفى أيضاً على أى قلب أن حزنها حقيقي حتى أنه ينعكس على جدران المكان ، شرب القهوة التى أعدتها له على عجل ، وهو يفكر ..كم من الوقت سيسمح له الدكتور عبد الرحمن بالبقاء فى المكان؟ وفجأة ركز معها بجميع حواسه .. تأمل عينيها الضيقتين المنحرفتين لأعلى قليلاً وكأنها من أصل صينى سرعان ما يكذبه أنفها الأفطس وشفتاها المكتنزتان الافريقيتان.

أخذت تسر له بصوت هامس . أنها ذهبت مع مدام " لوسى" فى اليوم السابق للجريمة إلى الشيخ " فلفل " فى بلدها بالمنيا ليعمل لها عملاً يجعل "أيمن بركات"يحبها ويتزوجها ، كانت قد حكت لها أن .. أمها لما أحبت أباها كان يحب بنتاً من بنات أحد أعيان البلد ، فزارت هذا الشيخ قبل فرح أبيها بيومين على عروسه ، أمها لم تكن تعتقد فى هذه الأشياء ولكنها ذهبت لأن زواجه من غيرها وهى تحبه هكذا لدرجة العبادة والجنون جعل الحياة والموت عندها شيئا واحدا ، وفى يوم زفافه وبعد أن نامت البلد ودخل هو بعروسه ، ترك فجأة الطست الذى يستحم فيه وجرى فى البلد عارياً كما ولدته أمه ، حتى وصل إلى بيت أمها ، فستره جدها بملاءة وما كادت الشمس تشرق حتى كان كبار البلد يحيطون بالبيت ، ولكنه قال ..أنا يا قاتل أو مقتول ، وأصر ألا ينتقل من البيت قبل أن يأتى المأذون ليطلقه من البنت التى أحبها ويزوجه من أمها ، وضحكت " نهلة" بصوت عال ووجنتاها مبللتان بالدموع :

- وفضلت أمى طول عمرها تقوله فى كل خناقة " الله يلعن اليوم اللى جريت فيه فى الغيطان عريان ، ويقطع الشيخ "فلفل" والله خسارة فيك العشرة جنيه اللى دفعتها له علشان تتجوزنى"

حاول أن يشاركها حتى بابتسامة فلم يستطع،كان كل يوم يتعاطف أكثر مع كره "عمر الجوهرى " ل لوسى ، ويزداد استغرابه من تعاطف الدكتور " عبد الرحمن " مع الجميع الظالم والمظلوم .. القاتل والقتيل .. العاهرة والقديسة ، الضابط والمجرم ، قال لأبيه ، " تاج العريان " ذات يوم وهو يلقى بفوطته على السفرة صارخاً :

- ولماذا تحتقر المجرمين هكذا يا "تاج" ؟ هه ! ألست تأكل عيشاً من مطاردتهم ؟ أنت مثير حقاً للضحك لأنك طالما لا تحترم خصمك لن تستطيع التغلب عليه ، اعتبرها لعبة شطرنج يا أخى واحترم ذكاء خصمك ، هل تعرف لماذا ينتصر عليك المجرم ؟ لأنه يخاف منك ويحترمك ويقدر خطواتك التافهة فيسبقها ، بينما تفكر أنت طوال الوقت فى كيفية جديدة لازدرائه وتعذيبه والحط من شأنه والتنكيل الدائم به . ثم إنه يؤدى الدور الذى خلق ليؤديه يا" تاج" فلماذا لا تؤدى أنت دورك أيضاً بنفس الإخلاص والجدية . أم أن ذكاءك يسر لك أنه إذا لم يكن هناك مجرمون ستعيش أنت كلواء عاطل عن العمل يستجم على حافة حوض السباحة فى قصره .. لن يكون ساعتها هناك قصر يا " تاج" أو حوض سباحة .. لن تكون هناك ساعتها الحياة نفسها . عليك أن تحاول تطوير أدائك كضابط ، وأن يحاول المجرم تطوير أدائه كمجرم حتى ننتقل إلى مرحلة أعلى .. حتى نصل إلى تحقيق نهاية لا نستطيع تخمين شكلها ولسنا ندرى على أية حال ما الهدف منها .

عادة ما يخفت صوته ويمتليء بما يشبه الدموع بعد أن يصرخ هكذا كلما أخرجه أحد عن هدوئه ، ويهرب على الفور من المكان .

ازداد صرير السلم الحديدى تحت ثقله وثقل " نهلة " التى تقوده إلى شقة "نفرت " ، اجتازا الصالة مرة أخرى ولم يلتفت إلى المكان الذى أشارت إليه وهى تنهنه فلقد تعرف عليه من قبل ، دلفا من الباب الفاصل بين الطابق الثانى فى الكوافير وردهة شقتها الطويلة ، ظل يتتبع رائحة أنفاسها طويلاً هذه المرة ، وحاول اصطياد حركة ظلها الذى تتركه عادة على سريره، فتح باب الحمام الصغير ، لم يكن به سوى دش تحته بانيو قديم لا يزيد عن نصف المتر ، كانت " نفرت" إذن تستخدم طوال الوقت البانيو الكبير المخصص للكوافير ، أو الحمام الكبير فى شقة "لوسى" ، ولكن "نهلة" أكدت له أنها مذ دخلت الجامعة لا تذهب إلى هناك أبداً وإنما مدام "لوسى " هى التى تفتح هذا الباب لتطمئن عليها من وقت لآخر أو تجلس فى هذه الحجرة معها .. أشبه بحجرة معيشة بها تليفزيون ضخم وفيديو وجهاز DVD وريسيفر وجهاز تسجيل كبير ومكتبة بطول الحائط تحتوى ذلك كله بالإضافة إلى أعداد كثيرة من مجلات الموضة والفنون وأخبار النجوم وبعض كتب الأبراج وكثير من الكتب غير ذات القيمة .

حاول أن يحثها أن تسرع ليدخل حجرة نومها ، بينما أخذت هى تثرثر بلا توقف .. كانت تحب أن تجلس على هذه الكنبة وفى يدها كل الريموتات ..كانت تحب أن تسجل بعض الأفلام الأجنبية وتشاهدها بعد ذلك مرات عديدة .. كانت تتكلم قليلاً حتى أن اليوم قد يمر عليك بدون أن تسمع صوتها .. كانت تأتى لنا بالجديد فى وصفات علاج الشعر المتساقط والثعلبة وآخر صيحات الموضة فى المكياج والقصات الجديدة ، وما هى آخر صيحة فى ألوان المانيكير وأحدث رسومات الوشم ، كانت تتفرج على بعض البرامج أو تقرأ ثم تكتب فى هذه الأجنده وتنصحنا أن نتعلم الجديد فى التجميل .. كانت تمر علينا فى الكوافير وتتأمل وجه العروس ثم تنادى أحد الصنايعية وتهمس له شارحة كيف يصغر أنفها بالمكياج أو كيف يوسع عينيها أو ماذا يفعل لتطويل رقبتها إذا كانت قصيرة جداً ورأسها ملتصق بكتفيها أو كيف يكبر شفتيها إذا كانت بلا شفاه وكيف يصغر فمها إذا كان كبيراً وكيف يصنع رموشاً لمن لا رموش لها وكيف يستخدم الفرشاة لتكبير ذقن الزبونة إذا كان صغيراً أو تصغير ذقنها إذا كان طويلاً .. كانت تنفر من التعامل مع الراقصات وعاملات البارات الزبائن الدائمات للكوافير ولكنها إذا طلبت منها إحداهن شيئاً كانت تبتسم بأدب وهى تقول لها :

- حالاً الأسطى ها يخلص المدام ويمسكك .، وإذا ما ألحت كانت " نفرت " تنبهها إلى أن ميعاد شغلها الذى لا يبدأ قبل منتصف الليل لم يحن بعد على أية حال... كانت ترتدى ملابس عادية قديمة وتلم شعرها الجميل وتحاول ألا تكون أجمل من كل الزبائن أو العروس وتنزل لتساعد الصنايعية إذا كان هناك ضغط شغل خاصة فى الأعياد أو عند خروج أكثر من عروس .

دلف إلى حجرة نومها وحده متعمداً إرسال "نهلة " لتعد له قهوة أخرى ، وكأنه دخل حجرة طفلة ممتلئة بالعرائس والدببة القطنية وألعاب أطفال، انتفض من بينها فجأة قط ضخم ، أخذ يموء وينظر إليه بعينين حزينتين، استغرق دقائق لكى يدرك أنه قط حقيقى ، فلقد تفننت " نفرت " فى صباغة شعره بألوان صاخبة متنافرة ومتناسقة فى الوقت نفسه ، حرك ذيله البنفسجى ، وتمطى ، ثم أغلق عينيه وكأنه دمية واختفى بين الدببة القطنية من جديد ، فتح خزانة ملابسها وفاجأته الملابس نفسها التى رآها ترتديها .. لم يشاهد لها صورة من قبل وهى ترتدى مثلاً بذلة مزركشة برسوم ذهبية تشبه بذلة جارية أيام الخلافة العباسية. أو مئزراً يشبه ماكانت ترتديه حواء قبل اختراع الملابس ، فتح فاه مندهشاً وهو يقلب بين يديه فستاناً أبيض شفافا مشقوقا من الأمام من أعلى فخذيها وحتى القدمين ومزخرفاً بأغصان ذهبية وأوراق لوتس ، بدون شك سيجد فى مكان ما هنا إذا ما بحث جيداً الخلاخيل الفضية التى كانت تلبسها معه ، والأساور التى تلتف حول ذراعيها على شكل ثعابين .

متى عرف " نفرت جاد " ومتى شاهدها وهى ترتدى هذه الملابس ؟ وكيف لايتذكر سوى أنه قاتلها ؟

استيقظ على صوت " نهلة" وكأنها كانت تقول.. كانت تحب أن تشترى ملابس غريبة وتقف بالساعات أمام المرآة تتأمل نفسها .

هز رأسه وهو يتمتم دونما خوف هذه المرة :
أعلم هذا جيداً .

كانت الغرفة الثالثة لا أهمية لها على الاطلاق .. يبدو أن بها كراتين تحوى أجهزة جديدة لم تفتح بعد.. ربما كانت ما اشترته " لوسى" لتجهيز ابنتها الوحيدة ، خمن أن بها ثلاجة والأخرى غسالة أطباق وأخرى بوتجاز عملاق ، وغسالة ملابس ثم كراتين كثيرة متناثرة ومغلقة على ما ليس يدرى .

عادا إلى حجرة المعيشة التى بها باب يصل هذه الشقة بشقة "لوسى" ، حاول السيطرة على لجام أفكاره وهو يحفظ مداخل ومخارج البيت الذى كانت تعيش فيه وكأنه متاهة مفتوحة على زوار أمها وزبائن وعاملى الكوافير ، اختفى فيها وإلى الأبد قاتلها.

فتحت "نهلة" الباب الذى كان موارباً بعد أن طرقته ، فوجد نفسه فى مساحة شاسعة مفروشة بموبيليا تصلح للوضع فى قصر .. ذوق رفيع نثر أنتريهات أمريكية الصنع وصالونات فرنسية مذهبة ، وكراسى هزازة مختلفة التصميمات والألوان ، جلست على أحدها " لوسى" كما تجلس حشية من القطن ، بعينين زائغتين ، وشعر وكأنه فجأة فقس أبيضه بكثافة وتدلى على كتفيها ببلاهة ، رمقته بنظرة هى نفسها التى رمقته بها عندما ظن أنها تستمع إليه وهو يطلب منها القاء نظرة على المكان منذ شهر، فصفقت الباب فى منتصف جملته فى وجهه ودخلت .. إنه يستطيع الآن أن يصفها فهى ليست نظرة كره أو حزن أو غضب أو جنون أو بله أو ازدراء أو لا مبالاة أو حتى نظرة فارغة ، أنها ببساطة نظرة عين اقتطعت بالفعل من جثة ما ، خلفها شاشة عملاقة مثل التى توضع فى قاعات دور السينما الصغيرة ، نفس الفازات والأباجورات والتماثيل الذهبية والجرانيتية حاملة المشاعل التى فى قاعات استقبال قصر " العريان " الذى يعيش فيه ، تساءل : متى اخترعت البشرية مهنة مهندس الديكور هذه لكى يلغى شخصية المكان وتصبح النقود هى صاحبة الشخصية الرئيسية ، فيصير بيت ضابط الشرطة مثل بيت الداعرة مثل بيت الفنان مثل بيت تاجر المخدرات ؟ لم يستطع التاريخ أن يسعفه .. هل كانت بيوت الأغنياء فى الماضى متشابهة إلى هذا الحد رغم اختلاف مهنهم وشخصياتهم؟ ولكنه ضبط نفسه وهو يغبط القيصر الذى سمل عين من صمم له " الكرملين" والملك العاشق "شاه جيهان" الذى قتل من صمم له " تاج محل " ليحوى رفات محبوبته..أوانى للحلوى ومطافىء سجائرمن الفضة والكريستال . اصطدمت عيناه بالجدار فأوقفتهما " نفرت جاد" من تجوالهما بضحكة خلابة لايدرى على ماذا كانت تضحك وهى قتيلة هكذا ومحبوسة فى إطار مذهب كبير طوله متران وعرضه متر ! .

= يتبع =



#سهير_المصادفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميس إيجيبت الفصل التاسع
- ميس إيجيبت الفصل الثامن
- ميس إيجيبت الفصل السابع
- ميس إيجيبت الفصل السادس
- ميس إيجيبت الفصل الخامس
- ميس إيجيبت الفصل الرابع
- ميس إيجيبت الفصل الثالث
- ميس إيجبت - الفصل الثاني
- ميس إيجيبت


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير المصادفة - ميس إيجيبت الفصل العاشر