أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير المصادفة - ميس إيجيبت الفصل الخامس















المزيد.....

ميس إيجيبت الفصل الخامس


سهير المصادفة

الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 09:01
المحور: الادب والفن
    



ونحن نتدثر بوهم امتلاك اليقين ونحاول الصعود إلى ما لسنا ندرى .

عبد الرحمن الكاشف
==============================================

استغرق " تاج العريان" وقتاً طويلاً ليترك كرسيه حتى كاد " عبد الرحمن " أن يطرده من عيادته ، ظل يتأمل باحتقار روشتة العلاج التي كتبها له ويشك أنها ستعيد إليه رجولته المسلوبة لاضطرابه النفسي كما يدعى صديقه.

- يعنى إيه يا تاج .. انت ماعندكش شغل !

- انت عارف .. أنا خلاص باتفق على تقديم استقالتى .

مسح بعينيه جدران حجرة الكشف في عيادة صديقه... دببة قطنية ملونة متناثرة على الأرفف أمام الكتب ، لاشك أنها هدايا من نسائه المتعددات، تحف من جميع أنحاء البلاد التي زارها، أضخمها سوفنيير زجاجي لتمثال الحرية ..غريب أمر هذا الرجل! فكر " تاج " وهو يعيد تأمل أشياءه . لطالما دخل عليه فوجده منكفئا على أوراقه أو كتبه أو أبحاثه وكأنه في عالم آخر ، وأحياناً كان يدخل عليه فيجده يودع واحدة من نسائه وهو يطردها ويقذف حقيبتها في وجهها هكذا بكل بساطة . لم يفهمه "تاج" أبداً..هل هو عدمي كما قال له ابنه " عارف" مرة ضاحكاً:

- يا بابا لا تتعب نفسك مع عمى " عبد الرحمن " ..الدكتور انسان عدمي .. أقرأ عن الشخصية العدمية وانت تفهمه.

يومها خجل " تاج" أن يسأل ابنه:

- إذا كان عدميا ، فلماذا يعمل كما لو كان راهباً في معبد؟!

لم يفهمه " تاج " أبداً ، ولكنه واقع في أسره كما لو كان إحدى نسائه، أزعجته الفكرة الجديدة التي توصل إليها في علاقته بصديقه، وأزعجه رنين تليفونه المحمول.

ظل " عبد الرحمن " ينظر إلى شاشة تليفونه ولا يرد، وعندما عاد رنينه تجهم وجهه فجأة وعكس كراهية مرعبة فأمسك به وأجاب بصوت صارم :

- أيوه !

- عندك أسئلة تانية غير إزيك ؟!

- وغير ها تعمل إيه النهاردة ؟

- وغير هاأشوفك إمتى؟ ، ولا أقول لك حلو السؤال ده ، مش هاتشوفينى تانى ...

- علشان دي رغبتي أو أقول لك علشان أنا بعت السرير.

ثم صمت لأكثر من دقيقة يستمع وملامح وجهه تلتوي التواءات ازدراء وتهكم ونفاد صبر ، ويكاد " تاج العريان" الذي تسمر أكثر على كرسيه أن يتحول إلى أذن كبيرة حتى يستمع إلى ما تقوله المرأة على الجانب الآخر.

- أكيد انت عارفه السبب ، ومع ذلك ممكن أغششك بشرط ما تتصليش بي تانى ! السبب انى استمتعت بيك خلاص، بقيت مملة بالنسبة لي .. مش عايزك .. أقول كمان؟!

ثم صرخ فجأة كأنه هو من يتألم :

- كفاية بقى الكلام اللي اتسمع في مئات الأفلام ده ، إنت عايزة ترجعيني خمسين سنة ورا .. واحد بيقول لك أنا حقير ودنيء ، تقولي له بس أنا باحبك .. إنت إيه ؟ غبية .. وضع يده على رأسه واستمع هذه المرة لأكثر من دقيقتين ثم قال بصوت هادىء وحزين ومهزوم وحلو :

- تعملي إيه ؟ تعملي إيه؟ ده سؤال لازم تردى عليه انت، ومع ذلك سأحاول أن أساعدك .. انسيني خالص. .اعرفي رجل تانى. . اتجوزى .. أقول كمان.

وكادت تطفر الدموع من صوته الآسر وهو يردد بصوت خافت وكأنما لنفسه :

- تعرفين لا يوجد شيء أبدى على الإطلاق.. لست وحدك العابرة، كلنا عابرون .. الشيء الوحيد الأبدي هو الأبدية نفسها.

ثم قهقه بصوت ساخر وعال ، وانتفض واقفاً مثل الشمبانزى وهو يجز على أسنانه:

- تنتحري.. تروحي فى ستين داهية .. بس ما أشوفش وشك ولا أسمع صوتك تانى. انت فاهمة؟

أغلق تليفونه ، ألقاه على الأرض ، وانهار هو على الشيزلونج مغمضاً عينيه، بينما زحف " تاج " وهو مازال فاغراً فاه ، أخذ التليفون ، سجل على محموله أخر رقم اتصل بـ "عبد الرحمن " تحت أسم A MAZEN . فتح " عبد الرحمن" عينيه على صوت تكات التليفون ، وقال بصوت خافت وكأنه خارج من مرض طويل :

- يا "تاج" ألف باء حضارة ألا تقحم نفسك في حياتي الخاصة ، لا تتدخل فيما لا يعنيك يا " تاج " انت كده حرامى سرقت رقم من تليفوني الشخصي ، وأرجوك احذفه .

- حضارة إيه ؟ عندك أخلاق قوى عارف الحرام ..هه ‍؟ إنت إيه ؟ فيه واحدة ها تنتحر عشانك يا حيوان .

- ماحدش بينتحر عشان حد يا " تاج" اللي بينتحر يبقى في كل الحالات ها ينتحر .

- يخرب بيتك، ده انت عايز دكتور نفساني .

- أنا عايز متين سنة على الأقل علشان انتهى من مشروع وجودي ، من تأليف كتاب واحد ، وجايز أموت بعد سنة أو بعد يوم وهى بتكلمنى عن حب أبدى. . أبدى ؟ ! إنت عارف إحنا إيه من الأبد ده يا " تاج" مجرد غمضة عين ، وراءنا ملايين السنين وأمامنا ملايين السنين.

- يا حيوان .. فيه واحدة ها تنتحر، وانت هادىء ومغمض عينك وقاعد تتفلسف.

ضحك " عبد الرحمن " بمرارة وتمعن في وجه " تاج" ثم قهقه مرة أخرى وقال بالهدوء نفسه :

- انت مجرد عسكري غبي يا " تاج " ، انت شبهها بالضبط ، شايف مكانك في الطابور بس .. اطمن يا " تاج " مش ها تنتحر.

وأضاف بمرارة أكثر وكأنه يحدث نفسه :

- ستمنعها محبتها ، سيمنحها الأمل الرغبة في البقاء ، والاتصال بالتليفون وطرق بابي من جديد، أمثالي هم من ينتحرون .. هؤلاء الذين بلا حائط ولا أمل ولا قدرة على المحبة ولا إيمان بـ من أين جاءوا وإلى أين هم ذاهبون.

رن التليفون من جديد ، فنهض ببطء ، ونظر إلى شاشته ، وإلى وجه " تاج" الذى احمر من الغضب ، وقبل أن يرد بصوت مرح همس لـ" تاج " :

- سأرد المرة دي عشان خاطر عيونك يا " تاج"

- ازيك يا أمل دلوقتى ؟،

- والله أنا باحسدك يا أمل، عندك قدرة على البكاء في أي وقت، ممتع البكاء مش كده ؟ لقد أكد أحد العلماء الأمريكيين مؤخراً أن البكاء يطيل عمر المرأة ويفسر العالم هذا بأن الدموع تحتوى على نسبة من السموم التى تخرج من الجسم عن طريق البكاء مما يؤدى إلى خلو الجسم منها وطبعاً بما أن المرأة لديها الاستعداد الفطرى للبكاء أكثر من الرجل ، فأنها تعيش أطول منه .

ثم التفت إلى " تاج" الذي أحمر وجهه أكثر من الخجل والدهشة وقال وكأنه يعاتب طفله:

- انت لسه ماعندكش شغل يا "تاج" ؟

- لا كملي يا "أمل" .. أنا باسمع كلامك الفارغ أهو

- ده صديقي كان قلقان عليكِ جداً.

ثم تمعن في وجه " تاج " بفتور وهو يهتف :

- عايز تسمع حاجة تانى يا " تاج" ؟ أنا والله ممكن أقول لها أى حاجة وأعمل فيها كل حاجة قدامك.

نهض " تاج" وأغلق الباب على قهقهات " عبد الرحمن " وهو يتمنى من كل قلبه أن يستطيع خنق هذا الرجل في يوم من الأيام.

لن تتحقق أمنيته تلك أبداً ، فمنذ تاريخ ذلك اليوم وبالضبط بعد خمس سنوات وثلاثة أشهر ستتصل جارة الدكتور " عبد الرحمن عبد الرحيم الكاشف " وسيفهم بعد أن يعيد حرفي شينها وثائها إلى السين .. أن العيادة تنبعث منها رائحة كريهة ، وأن تليفون الدكتور المحمول مغلق وتليفونه الأرضي لا يرد ، وأنها أبلغت البوليس ويبدو أنهم يتباطئون فى تصديقها ، وأنها بحثت عن رقم محموله هذا كثيراً عندما طلب منها الدكتور منذ سنة إذ كان مسافراً إلى أمريكا فى إجازته السنوية أن تلجأ في حالة حدوث شيء لشقته - أثناء غيابه - إلى قريبه الوحيد اللواء " تاج العريان" أغلق فى وجهها التليفون وقفز إلى سيارته ، ثرثرت كثيراً في انتظار ان يشكرها وهو يصعد ببطء درجتين بعد خروجه من المصعد إلى باب العيادة ، كسر البوليس الباب واحتشد رجاله مكممين أفواههم وأنوفهم ، صرخ في وجوههم وهم يحاولون فهم معرفة من هو؟

وصرخ في وجه المرأة العجوز لتخرس فتجمد على لسانها سؤال عن مدى قرابته للدكتور .

دخل وهو يربط حزام روبه بإحكام على بيجامة لم يتذكر أنه خرج بها إلا الآن، أتاح له لسانه الطويل وحضوره المسيطر الآمر الذي كونه في سنوات خدمته الطويلة .. أن يكون داخل الشقة بالقرب تماماً من الحمام، تمعن في وجه ملازم يضع يده اليمنى على كمامته واليسرى على بطنه ويجر قدميه جراً حتى يواصل دخول الشقة، ويتمتم بصوت غائم :

- اخرج بره لو سمحت

ببطء وصوت جهوري لا تحجبه كمامة.. نهره "تاج":

- بس يا روح أمك .

دخل الحمام بجثته الضخمة وآلام ساقيه التي لا تطاق ووقف على بابه المفتوح ، كان هو أول من رأى جثته كما تمنى وهو يصرخ في ظهر سائقه أن يسرع.. رائحة ثقيلة تجعل العين غائمة ، كل الرجال في الخارج، مذهولين يتساءلون .. دون شك – كيف يحتملها هو ؟ سمع ضجة فتح نوافذ العيادة في الخارج . تمتم وهو مفتوح العينين والفم والأنف :

- حرمتني أيها الحيوان الغبي من احتضانك في هذه اللحظة.

ظل يردد

- مبسوط يا " عبد الرحمن "

أجهش بالبكاء وهو متسمر أمام جثة صديقه ، أخذت تهاجمه أفكار غريبة ليس هذا وقتها ، مثل أن المرء عندما يعيش وحيداً فهو بالضرورة لا يغلق عليه باب الحمام ، أو أن الإنسان ربما اخترع الزواج والأسرة حتى يجد من يدفنه في التو واللحظة بعد موته، خيل إليه أن الدكتور " عبد الرحمن " يبتسم في وجهه ساخراً ولكنه تأكد أنها حركة طفيفة من الدود وبعض الحشرات التي أخذت تسرح فوق وجهه وتخرج من أنفه وشفتيه ، كان منفوخأً ومشوهاً تماماً ومن الصعب رؤية ما إذا كانت عيناه مغلقتين أم كانتا مفتوحتين ، شورته البرتقالي ملقى على قدميه ، وساقاه عاريتان ومتورمتان ولا شيء واضحا فيه أكثر من كلمات مطبوعة بالبرتقالي على الـ" التي شيرت" الأبيض الذي يرتديه ، ظلت تبحلق فيه :
" look at me " .

كان جالساً صامداً على قاعدة الحمام كتمثال متقن الصنع لم يرد بعد في رأس نحات.

لم يستطع " تاج " السيطرة على صوت نشيجه ، ولا يدرى لماذا كان حانقاً عليه إلى هذه الدرجة كابن عاق لم يتح له الفرصة كي يحتضنه أو يترك له مكاناً يصفعه عليه ، فجأة هبت علي أنفه تلك الرائحة العفنة ووجدها الآن فقط كريهة وكأن " عبد الرحمن " يطرده من حضرته للمرة الأخيرة. استدار يعدو بجثته الضخمة ، تاركاً نفسه للمرأة العجوز تغلق عليه شقتها وتتركه يغسل وجهه ورأسه وتعطره بماء كولونيا رخيص وهى مازالت تثرثر، وهو مازال يطرد أفكاراً ظلت تهاجمه بلا ترتيب ولم تتوقف إلا عندما شم فيها شماتة في صديقه الوحيد الذي مات بطريقة لم ترد حتى في صلوات النساء اللائي حرق قلوبهن بابتعاده وتعاليه عليهن والهروب منهن ، كان تاج يهز رأسه بيقين والجارة العجوز تتابع ثرثرتها وهو يتساءل .. ألم تستطع واحدة منهن مسامحته تماماً بدرجة يتفادى بها الموت في أثناء قضاء حاجته؟

أشاح بيده لسائقه ليعود إلى البيت وحده ، ووقف هو أمام العمارة ليعطيه انطباعا بأنه سيصعد مرة أخرى إلى العيادة ، نظر إلى التقاطعات الثلاثة أمامه، وقرر أن يتوه في شوارع المهندسين حتى تكل قدماه فيستقل تاكسيا ويعود إلى بيته.

لقد أراد أن يسر له – اليوم بالذات - بإحساس دائم بالموت يقترب منه ، أراد أن يحدثه عن شبح " نفرت جاد " وانتهاء حياته المهنية أمام أنفها الجميل وعينيها المغلقتين ، أراد أن يتمدد على الشيزلونج ويصرخ معترفاً له :

- أنا أقرأ أعين الجثث المفتوحة .. أنا أرى الجريمة كاملة في بؤبؤ العين حتى ولو استمر تنفيذها ساعات.

أراد أن يشكو له من أن تلك العيون تطارده الآن منذ أعمت عينا " نفرت جاد " المغلقتان وإلى الأبد بصيرته ....عيون تفقس في مخدعه كل يوم عشرات الحكايات ، وتأخذه بلا هوادة إلى حياة أجسادها، عيون جائعة إلى عريه وجنونه، تطوف به حول جثتها وتستحثه على الطواف معها وتستنطقه أن يسمى قاتليها.. عيون ساعدها هو نفسه على الخلود فصارت كالنسور الجائعة تلتهم خلايا مخه يوماً بعد يوم، كان في مسيس الحاجة إلى أن يرتاح في عيادته قليلاً ، لكن ها هو يهيم الآن في الشوارع ككلب ضال تطارده جيوش العيون الفواتك ، ضاعت وجهته من وطأة جسده الثقيل وعينيه اللتين تحلقان بعيداً .. بيوت متشابهة فى شوارع متشابهة ، يخرج منها بشر أصبح يراهم جميعاً متشابهين وكأن قدرته على التمييز صارت تقتصر على التفريق بين الميت وأخيه الميت . أشجار السرو المخروطية المتربة على جوانب الشارع الذي طال أمامه ، نعم هو ذا الشارع نفسه.. . يتذكر منذ عشرين عاما أنه صدم بسيارته الـ" سبور " بائع تفاح عجوز، كان يرتدى ملابس مدنية وفى طريقه لالتقاط بعض الأصدقاء والفتيات لسهرة الخميس عندما صاح فى وجهه " العجوز " وهو ينهض من تحت عجلاته :

- أنت اتعميت ؟ .

نزل من سيارته ومزق جلباب "العجوز" وضربه حتى كاد يموت بين يديه ، ولم يسترح إلا بعد ان فرط تفاحه على الأرض للسابلة ، وبعد أن رأى دموعه الشحيحة وهو يلهث :

- والله يا "باشا" ما كنت اعرف انك "باشا" يا "باشا" ، معلهش يا" باشا" والله اللي ما يعرفك يجهلك يا "باشا" ، المقامات محفوظة يا "باشا" ، أنا بيتي اتخرب يا" باشا" ، والنبي قول للبلدية يا "باشا" ترجع لي العربية.

يقال ان مدينة المهندسين تم تعميرها بنقود الممرضات اللائي عملن في الخليج، فمن زرع هذا الشارع الطويل كله بأشجار السرو فقط ؟ لقد صنع الفراعين من خشبه توابيت للموتى المحنطين ... ويعرف أن أوراقه وثماره تحتوى على زيت يستخدم فى صناعة العطور ...

زفر " تاج العريان " ليكبح أفكاره وتمتم ..

مات هذا العجوز – دون شك – مات، وأنا مدين له باعتذار.

تورمت قدماه وندم على أنه صرف سائقه وسيارته ، عليه أن ينهى هذا الشارع حتى يجد تاكسيا وعليه أن يقضى عمره متردداً خاضعاً لعيوب برج الميزان، يتأرجح بين الخطأ والاعتذار ... بين الرغبة في الحياة والرغبة في الموت ... بين حب أبيه وكراهيته، ولن تتزن كفتا الميزان أبداً إلا لحظة سكونه المطلق..أيعود إلى عيادته مرة أخرى ؟ أراد أن يأنس إلى " عبد الرحمن " قليلاً، يتذكر الآن ضحكته المدوية عندما سأله منذ سنوات :

- كيف ترى العين ؟

- أنا مندهش يا " تاج" .. فعلاً ! تصور يا " تاج "أنك أنت الذي يحكم هذا البلد تقريباً. أنت الذي يتربص بالمجرمين ، وأنت أيضاً الذي لا يعلم كيف تعمل العين ؟ هل هذا حقاً سؤال يا " تاج "؟

يومها هز رأسه بحزن وتأكيد واستمع إلى صوت صديقه الآسر وهو يشرح له قواعد الإبصار التي يعرفها هو جيداً .. ظل " عبد الرحمن " مسترسلاً كعادته بطلاقة وكأنه أمام مدرج محاضرات ..

ثم إن حاكم البصرة طلب من" أبو الحسن بن الهيثم" ان يشيد له قصراً، وقد كان أيضاً مهندساً بارعاً ، فاعتذر قائلاً أخليت قلبي لله والعلم ، فاستشاط الحاكم غضباً على ابن الهيثم وقبل أن يبطش به تمكن من الهرب تحت جنح الظلام من البصرة إلى بغداد ثم الشام ثم إلى مصر بدعوة من الحاكم بأمر الله وظل بها في أمان لكي تخترع أوروبا من رحم نظرياتـه واكتشافاتـه الكاميرا . كـاد تاج أن يقاطعه .. يا " عبد الرحمن " هل اخترعوا كاميرا تسجل ما حدث بالفعل؟ هل من الممكن تسجيل الزمن الماضي ؟

يومها ظل " تاج " يسأله عن كيف أجروا لأبيه " محمد العريان" عملية بالليزر في الشبكية وما تزال عينه ترى ؟ ظل يدور ويلف حوله سؤاله الرئيسي ولكنه لم يجرؤ أبداً أن يسر له بأن عينيه هو تقرآن ما تم حدوثه بالفعل في أعين الجثث المقتولة.

= يتبع =



#سهير_المصادفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميس إيجيبت الفصل الرابع
- ميس إيجيبت الفصل الثالث
- ميس إيجبت - الفصل الثاني
- ميس إيجيبت


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير المصادفة - ميس إيجيبت الفصل الخامس