جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 23:16
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يبين لنا كتاب التوراة الاول ماذا يعني عدم اطاعة اوامر السلطة العليا و هو الطرد من الجنة و هذا بالضبط ما يريده منا ايضا جميع انواع اولياء الامر و اصحاب السلطة و القرار من السياسين و المشايخ و الملالي و الاطباء و و مدراء الدوائر و ارباب العمل و لكن و كما نعرف ان في الطاعة بجميع انواعها مشاكل. فمثلا لغاية عام 1900 كان الافضل عدم الذهاب الى الطبيب لان الطبيب المحترم بدل ان يشفي كان يزيد من الطين بلة.
ان يكون اصحاب السلطة و الامر على خطأ قد يشكل مشكلة و لكن الوقوع في الاخطاء جزء من طبيعة الانسان و احيانا لابد منه لنتعلم منه. قال مرة رب عمل امريكي بانه لا يعين شخص في شركته اذا لم يرتكب اخطاء و لكن المشكلة الكبيرة في الطاعة هي اننا ننسى بان لدينا دماغ ايضا نستطيع التفكير بشكل مستقل عن المتسلط و احيانا نطيع الاوامر حتى اذا كنا على علم بانها اي الاوامر غبية خالية من المنطق. احد اهم اسباب هزيمة المانيا في الحرب كان عدم تجسر مقربي هتلر على التكلم اليه مباشرة عن اخطاءه و اني اعتقد ان المشكلة هي نفسها مع دكتاتوريي الشرق خاصة اذا كان القائد قاسيا لا يعرف المجابهة و المسامحة.
تسرق منا الطاعة احيانا ( و لا اقصد بالقطع) احترامنا لانفسنا باننا نتمكن ايضا على التفكير المستقل و تسرق منا فرصة البحث و التفتيش عن الصحيح و هذا هو بالضبط ما سرقه و لا يزال يسرقه الرجل الشرقي من المرأة الشرقية. قد تتحول الطاعة الى خطر اذا اطاع على سبيل المثال مساعد طيار اوامر رئيسه الطيار اذا كان على خطأ. لذلك تشجع اليوم المدارس الامريكية Crew Resource Management على عدم السكوت على الاخطاء و التمرد على الاوامر.
في الحقيقة لا يريد جميع ارباب السلطة غير الاعتراف بسلطتهم بحكم ملابسهم الرسمية dress code سواء كانت سترة الطبيب البيضاء او لباس الضابط العسكري او بدلة رئيس البنك و رباط عنقه او ملابس البابا الرسمية و لهذا السبب تستطيع الممثلة الحسناء ايضا بيع عطر النساء بحكم قدسيتها halo effect . لا تستحي ان تعارض رأي خبير و ان تتمرد على سلطة سياسية او مرجع ديني مادام الله لا يستحي من الحق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟