من رسالة الى الاتحاد البلغاري للمناضلين ضد الفاشية

جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرفاق الاعزاء
اسمحوا لي اولا ان اعبر عن تقديري الكبير للدور التقدمي الذي يضطلع به الاتحاد البلغاري للمناضلين ضد الفاشية، والذي يمثل احد الوجوه المشرقة للكادحين البلغار وللمجتمع البلغاري ذي التقاليد العريقة في النضال ضد الفاشية والرأسمالية والامبريالية.
وانطلاقا من ثقتي الكبيرة بكم، وباسمي الشخصي، بصفتي شيوعيا غير حزبي، ووطنيا لبنانيا وقوميا عربيا، أتقدم منكم ببعض الملاحظات والاقتراحات الضرورية، من وجهة نظري، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية والاعلامية والسياسية والنضالية بين اتحادكم وبين الحركة الوطنية اللبنانية وعلى رأسها المقاومة الشعبية المسلحة التي يقودها في المرحلة التاريخية الراهنة الحزب الوطني ـ الاسلامي العظيم: حزب الله.
ـ1ـ هناك سؤال اساسي ينبغي علينا جميعا، وعلى كل واحد منا بمفرده، ان نجيب عليه وهو: هل الفاشية هي ظاهرة قومية محددة (المانية، ايطالية او غير ذلك) وظرفية محددة (مرتبطة بظروف النصف الاول من القرن العشرين، ولا تتجاوزه الى ما بعد ذلك)؛ ام انها ظاهرة طبقية ـ قومية مرتبطة بوجود الرأسمالية والامبريالية والكولونيالية والنيوكولونيالية والصهيونية؟
ـ2ـ هل النضال ضد الفاشية هو شكل من اشكال النضال ضد الرأسمالية والامبريالية، ولتحرير المجتمع الانساني بأسره من الرأسمالية والامبريالية، ام انه شكل من اشكال "تنظيف" و"تطهير" و"اصلاح" و"توطيد" الرأسمالية والامبريالية تحت شكل الدمقراطية البرجوازية؟
ـ3ـ اذا عدنا الى الابن العظيم للطبقة العاملة البلغارية، غيورغي ديميتروف، فإنه يقول (في مقابلة صحفية له سنة 1947) "ان الفاشية المعاصرة هي الاميركانيزم". وبهذا التشخيص العبقري فإن غيورغي ديميتروف يكشف كنه كل المرحلة التاريخية لما بعد الحرب العالمية الثانية، وما بعد سقوط الهتلرية.
ـ4ـ استنادا الى مقولة غيورغي ديميتروف فإن الاميركانيزم، التي تجد ترجمتها العملية في العولمة الاميركية، هي فاشية العصر الراهن.
ـ5ـ اذا أجرينا اي بحث اقتصادي ـ سياسي ـ ثقافي ـ فلسفي، لآليات نشوء وهيمنة الطغمة الاحتكارية الرأسمالية على المجتمع الاميركي نكتشف أمرين جوهريين:
الاول ـ ان الاميركانيزم او العولمة الاميركية (اي الفاشية الاميركية) هي نتيجة "طبيعية" لتطور المجتمع والدولة الاميركيين، اللذين تأسسا على جماجم 112 مليون هندي احمر (راجع كتابات الباحث الاميركي من اصل فلسطيني: منير العكش) هم اصحاب الارض الاصليين الذين تم ابادتهم جماعيا والاستيلاء على ارضهم ومحو حضارتهم.
والثاني ـ هو التدامج العضوي بين الاميركانيزم والصهيونية ذات "الثقافة" العنصرية اليهودية ـ التوراتية التي تدعو الى ابادة الآخر واستلاب انسانيته وحيْوَنـَتِـه (اي اعتباره حيوانا ومعاملته كذلك). واذا حللنا الامبريالية الاميركية الى جسد وروح، فإن الدولة الاميركية هي الجسد الذي تتلبسه الامبريالية الاميركية، وان الصهيونية (بكل "ثقافتها" العنصرية ـ التوراتية) هي روح الامبريالية الاميركية.
ـ6ـ ان الاميركانيزم، التي انطلقت، في اواخر القرن الخامس عشر، من رحم النزعة الاستعمارية للرأسمالية الاوروبية المتوحشة، ونجحت في الابادة الكاملة لـ"الاميركيين" الاصليين واستلاب الارض "الاميركية"، قد نمت كوحش كاسر، لم يعد يتسع له "القفص الوطني" الاميركي. وتحت لواء "العولمة" تندفع الفاشية الاميركية (الاميركانيزم) لاحتلال العالم بأسره وتقويض حضارات وانجازات جميع الشعوب، ومحو هوياتها التاريخية، والاستيلاء على اراضيها ونهب خيراتها، وتحويل جميع شعوب العالم الى قطعان شبه بشرية تعمل كعبيد معاصرين في خدمة الرأسمال الاحتكاري العالمي الذي تقوده الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية. وعن طريق ادارة الازمات الاقتصادية الدورية للرأسمالية، والالاعيب المالية والنقدية والاسواقية والبورصوية، تعمل الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية على افقار واذلال وتجويع جميع شعوب العالم لمصلحة اقلية طغموية من حيتان الرأسمال واتباعهم من رجال السياسة والحرب والمخابرات والاعلام و"الثقافة"، الكبار والصغار، الذين باعوا نفوسهم للشيطان.
ـ7ـ لاجل تحقيق اطماعها الرأسمالية الجشعة لا تتوانى الفاشية الاميركية عن استخدام كل الاساليب الوحشية كإطلاق الامراض من المختبرات السرية لاجل الحد من زيادة سكان العالم، ولزيادة مبيعات الادوية ذات الاسعار المرتفعة الاحتكارية. وللغاية ذاتها تعمل الفاشية الاميركية على الاستفادة من تلوث البيئة، وزيادة التلوث، والحؤول دون محاربة التلوث. وفي هذا البعد اصبحت الفاشية الاميركية تهدد لا الوجود البشري على الكوكب الارضي وحسب، بل وتهدد وجود الكوكب الارضي ذاته.
ـ8ـ لقد مارست دول اوروبية عديدة ظاهرة الاستعمار (الكولونيالية) ضد البلدان الاسيوية والافريقية، التي كان يطلق عليها التعبير الاستعماري التحقيري "اراضي ما وراء البحار". وقد استفادت كل اوروبا الغربية من ظاهرة الاستعمار، حتى منها البلدان التي لم تشارك مباشرة في الاستعمار. وكان الاستعمار المصدر الاول والاساسي لغنى البلدان الاوروبية الغربية جميعا على حساب شعوب الشرق المظلومة. وكانت دول المحور الفاشية (المانيا وايطاليا واليابان) تطمح الى الحلول محل الاستعمار الغربي للشرق. ولكن في نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع هزيمة دول المحور الفاشية، وانتصار الثورة الصينية العظيمة والثورة الفيتنامية والثورة الجزائرية وغيرها من ثورات التحرر الوطني، سقطت ظاهرة الاستعمار (الكولونيالية) عن غالبية بلدان العالم الشرقي.
ـ9ـ ولكن خلافا لكل الآمال والتوقعات المتفائلة، فإن فجر الحرية لم يبزغ على العالم. بل ان شعوب العالم وقفت وجها لوجه امام الوحش الامبريالي ـ الصهيوني الفاشي الجديد: الاميركانيزم، التي هي مزيج سياسي ـ اقتصادي ـ عسكري ـ "ثقافي" ـ "اخلاقي" من "الفاشية الالمانية"، و"الكولونيالية الكلاسيكية" الاوروبية الغربية، و"النهيليستية القومية" و"الغانغستيرية" و"البراغماتية" الاميركية، و"الاستعلائية الاصطفائية" اليهودية.
ـ10ـ في هجمتها الشاملة للهيمنة على العالم تستخدم الفاشية الاميركية ـ الصهيونية كل استراتيجيات ووسائل وميكانيزمات السيطرة الممكنة: الحروب العدوانية، الانقلابات العسكرية، الحروب الاهلية، العمليات السرية للمخابرات التي تحولت الى جيوش حقيقية سرية، الحروب الاقتصادية، الحروب النفسية الجماهيرية التي تدار بواسطة الاعلام المأجور الذي تنفق عليه الوف مليارات الدولارات، تنظيم "الثورات الملونة" المأجورة التي تنادي بـ"الدمقراطية" و"حقوق الانسان" تحت راية الاميركان، "شراء" و"استئجار" شتى الاحزاب والنقابات والمنظمات الجماهيرية بما في ذلك الاحزاب الشيوعية، نشر الفساد والجريمة المنظمة والمخدرات والدعارة على نطاق واسع جدا، واخيرا لا آخر استخدام "الدمقراطية الشكلية" المدعومة بالفساد وشراء القيادات الحزبية والنقابية ووسائل الاعلام واستخدام "المال السياسي" على نطاق واسع جدا. وكانت اولى نتائج الهجمة الامبريالية ـ الصهيونية العالمية انهيار المنظومة السوفياتية السابقة، بفعل الخيانة المكشوفة للنيوستالينية (الخروشوفية والغورباتشوفية)، التي كانت امتدادا طبيعيا للستالينية بزعامة يوسف ستالين، خائن الشيوعية الاكبر، الذي كان صنيعة صهيونية مهمته القضاء على الشيوعية في الشرق، مثلما كان ادولف هتلر صنيعة صهيونية مهمته القضاء على الشيوعية في الغرب.
ـ11ـ نظرا للموقع الجيوستراتيجي المتميز للعالم العربي (وحوله العالم الاسلامي)، بكل مميزاته العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ونظرا للثروات الهائلة التي يحتويها ولا سيما النفط والغاز ـ العصب الحيوي للاقتصاد العالمي، ونظرا لتفكك العالم العربي وتجزئته الى عدد كبير من الدول والدويلات والتناقضات الاقليمية والدينية والاتنية والطائفية والعشائرية داخله، مما يغري جميع اعدائه، ـ نظرا لهذه العوامل يتعرض العالم العربي لأشرس هجمة من قبل الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية لتمزيقه والسيطرة الكاملة عليه. ويتجلى ذلك بالدرجة الاولى في غزو واحتلال فلسطين وتشريد اكثر من نصف الشعب الفلسطيني واقامة دولة اسرائيل المغتصبة التوسعية، والصراع الاسرائيلي ـ العربي المزمن الذي لا يمكن حله الا على قاعدة التحرر التام من الامبريالية الاميركية والصهيونية. كما تجلت الهجمة الاميركية ـ الصهيونية في الحرب على العراق (سنة 2003)، وفي العدوان الاسرائيلي على لبنان (سنة 1982) واحتلال بيروت وتنصيب رئيس جمهورية مواليا لاسرائيل، واخيرا وليس آخر في العدوان الوحشي على لبنان سنة 2006 وتدمير مناطق سكنية كاملة والقسم الاكبر من البنية التحتية في لبنان. وتمثل اسرائيل تهديدا دائما وشاملا للبنان ولجميع الدول العربية. واخيرا تتجلى الهجمة الاميركية ـ الصهيونية على العالم العربي في تحريك التناقضات الداخلية العربية وركوب موجة المعارضات العربية في ما يسمى "الربيع العربي"، من اجل استبدال الانظمة الدكتاتورية القديمة المهترئة وخلق جيل جديد من الانظمة الموالية للغرب الامبريالي والصهيونية تحت ستار "الدمقراطية الشكلية" المزيفة.
ـ12ـ لدى احتلال لبنان من قبل اسرائيل في 1982، اضطلع الحزب الشيوعي اللبناني الى جانب المنظمات اليسارية والتقدمية الاخرى بدور طليعي في المقاومة الشعبية المسلحة للاحتلال الاسرائيلي تحت اسم "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية". ولكن في ظروف انهيار المنظومة السوفياتية وخيانة القيادة الغورباتشوفية، ومثلما جرى في العديد من الاحزاب الشيوعية الاخرى، فإن قسما كبيرا او غالبية الكوادر القيادية للحزب الشيوعي اللبناني التحقت بالخط الخياني والانتهازي الغورباتشوفي الموالي لاميركا. وهكذا تخلى الحزب الشيوعي اللبناني عن دوره الطليعي في قيادة المقاومة الوطنية الشعبية المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي. وسقطت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" لسبب رئيسي واساسي هو خيانة القيادة الشيوعية. ولكن باعتبار ان التاريخ لا يعرف الفراغ، فقد تقدم "حزب الله" لاحتلال الدور الطليعي في المقاومة الشعبية المسلحة للاحتلال الاسرائيلي تحت اسم "المقاومة الاسلامية". وكان "حزب الله" احد التنظيمات الاسلامية ـ الشيعية في لبنان. وقد نجح في خلال سنوات قليلة في التحول الى قوة شعبية منظمة وقوية، عسكريا وسياسيا. وفي ايار سنة 2000 نجحت "المقاومة الاسلامية" بقيادة حزب الله في طرد جيش الاحتلال الاسرائيلي من جميع الاراضي اللبنانية المحتلة المأهولة، ولم يبق تحت الاحتلال سوى رقعة صغيرة نسبيا، غير مأهولة، تقع على الحدود الثلاثية بين لبنان وسوريا واسرائيل وهي رقعة احتلتها اسرائيل لدى احتلال الجولان السوري سنة 1967. ويعود نجاح "حزب الله" في التحول الى قوة شعبية منظمة كبيرة في الطائفة الشيعية والى امتلاك القدرات العسكرية التي مكنته من التغلب على المحتلين الاسرائيليين في ميدان القتال، الى عدة عوامل اهمها:
اولا ـ ان غالبية سكان الاراضي اللبنانية المحتلة سابقا هي من ابناء الطائفة الشيعية التي ينتمي اليها الحزب.
ثانيا ـ ان "حزب الله"، من بين مختلف فئات وتنظيمات الطائفة الشيعية، يمثل الفئة الاكثر حرمانا والاكثر فقرا في الطائفة الشيعية. وقد استطاع، بشكل عام، تجنب الانزلاق الى النزاعات الطائفية والفساد واللصوصية التي انزلقت اليها تنظيمات وطنية واسلامية اخرى. وهذا ما جعل الحزب يستقطب اكثرية المثقفين الشيعة وخصوصا الكوادر التي كان لها تجربة سابقة مع المقاومة الفلسطينية ومع الحزب الشيوعي وغيره من الاحزاب اليسارية والوطنية الاخرى. وهذا ما يفسر المستوى الرفيع للاداء السياسي والكفاحي للحزب.
ثالثا ـ ان الحزب، بادائه الصائب والموجه نحو العدو الرئيسي، استطاع كسب ثقة قيادة الثورة الاسلامية الايرانية. وبنتيجة ذلك حصل على الدعم غير المحدود من قبل الثورة الايرانية، دينيا وسياسيا وماديا وعسكريا. وفي غضون سنوات تحول "حزب الله" الى قوة اقليمية لا يمكن لاسرائيل بكل قوتها ان تقضي عليها. وهذا ما تأكد ميدانيا في حرب سنة 2006، حيث صمد "حزب الله" بوجه الآلة العسكرية الاسرائيلية بكل قوتها، التي فشلت في زحزحة الحزب من مواقعه، وفشلت ـ طوال 33 يوميا من الحرب الشعواء ـ في احتلال شبر واحد من الارض اللبنانية. كما نجح الحزب في الصمود امام كل المؤامرات لجره وجر لبنان الى فتنة طائفية اسلامية ـ مسيحية او مذهبية سنية ـ شيعية، تمهد لاعادة احتلال لبنان من قبل اسرائيل او قوات الاطلسي بزعامة اميركا. و"المقاومة الاسلامية" و"حزب الله" هما اليوم الضمانة الرئيسية لحماية استقلال وسيادة لبنان والوحدة الوطنية اللبنانية (بالمعنى الديني والسياسي والجغرافي) من كل الاخطار الخارجية والداخلية.
ـ13ـ بعد انهيار المنظومة السوفياتية السابقة، سادت اسطورة القطب الاميركي الواحد. ولكن سرعان ما بدأت هذه الاسطورة تتبدد. فروسيا ـ القومية والمسيحية الشرقية ـ عادت لتضطلع بدورها من جديد على المسرح الدولي. والصين التي انحرفت لفترة ما عن الطريق الصحيح بسبب تأثيرات الغورباتشوفية الصينية، اخذت تعود الى جادة الصواب. وقد برزت ايران الثورة الاسلامية كقوة عالمية يحسب لها الف حساب. والان ينقسم العالم من جديد الى معسكرين: محور الفاشية الجديدة الاميركي ـ الصهيوني ـ الاطلسي، والتحالف المعادي للفاشية الذي يمتد من جبال لبنان العاصية الى سوريا وايران وروسيا والصين وغيرها وصولا الى فنزويلا والبرازيل وكوبا. و"حزب الله" هو اليوم رأس حربة الحلف العالمي المعادي للفاشية، بوجه الدولة العنصرية الهتلرية الجديدة: اسرائيل.
اين هي مصلحة الدولة والشعب البلغاريين في هذا الوضع الدولي المعقد والمعرض لكل المفاجآت؟
ان من مصلحة بلغاريا ان تكون منفتحة وصديقة لجميع الدول. ولكن لا شك ان المصلحة الاساسية التاريخية لبلغاريا هي ان تكون ضد العدوان الفاشي، ومع الحلف المعادي للفاشية. وفي اضعف الاحتمالات ان تكون في حالة "حياد ايجابي" حيال الانقسام العالمي القائم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل

#جورج_حداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات