أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - التبعية لاميركا تأخذ اوروبا الى القاع















المزيد.....

التبعية لاميركا تأخذ اوروبا الى القاع


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعداد: جورج حداد*
اذا استثنينا عملاء واذناب الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية، القدماء والجدد، بمن فيهم المتسترين بالماركسية المزيفة (الستالينية والخروشوفية والغورباتشوفية)، فإن الغالبية من المحللين الموضوعيين يجمعون على الدور الرئيسي للاحتكارات العالمية الكبرى التي تسيطر عليها الرأسمالية اليهودية المعششة في اميركا، في تحضير واشعال الحرب العالمية الثانية، لتدمير جميع بلدان العالم، تمهيدا لفرض الهيمنة الاحادية الامبريالية الاميركية ـ اليهودية على العالم.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي ظل الدمار الهائل الذي حل بأوروبا، وشبح القنبلة الذرية التي القتها الولايات المتحدة (بدون ضرورة عسكرية) على اليابان لترويع العالم بأسره، اطلق تشرشل شرارة الحرب الباردة في كلمة القاها في اميركا، ثم طرحت اميركا مشروع مارشال بحجة مساعدة اوروبا الغربية على النهوض، وهو ما لم يكلفها سوى طباعة كمية من العملة الورقية سميت "اليورو دولار" (الذي لم يكن يدخل الاسواق المالية الاميركية الداخلية)، ثم تم تشكيل الحلف الاطلسي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وتشكيل المؤسسات الدولية (الامم المتحدة، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي) التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ايضا، بالاضافة الى سيطرتها الرئيسية على منابع وممرات النفط، التي تحولت فيها بريطانيا العظمى الى مجرد شريك صغير. وبذلك فردت اميركا مظلتها العسكرية ـ النووية، والمالية ـ النفطية ـ الاقتصادية، والسياسية، على اوروبا الغربية، وفرضت عليها تبعية شبه كاملة.
والتاريخ الظاهري لاوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، كان تاريخ الصراع ضد الكتلة السوفياتية (خارجيا) وضد الحركة الشيوعية (داخليا)، في اطار "الحرب الباردة"، وذلك طبعا بقيادة الولايات المتحدة الاميركية. ولكن التاريخ الضمني، والفعلي، لاوروبا الغربية، فكان تاريخ الصراع لاجل تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة الاميركية. وفي مجرى هذا الوضع الالتباسي المتشابك جسدت المانيا وفرنسا، بشكل خاص، النزعة الاستقلالية الاوروبية. كما جسدت بريطانيا التي كانت عظمى، نزعة التبعية الذيلية لمستعمرتها "الاميركية" السابقة، وذلك بفضل الدور الرئيسي الذي تضطلع به الصهيونية العالمية في بريطانيا واميركا معا. وكان تشكيل "السوق الاوروبية المشتركة" ثم "الاتحاد الاوروبي"، واصدار "اليورو"، وتشكيل "منطقة اليورو"، كمؤسسات "مزدوجة الاستعمال"، حيث يمكن استخدامها لتعزيز وتسهيل التبعية لاميركا، من جهة، او لتعزيز وتسهيل الاستقلالية الاوروبية، من جهة ثانية.
وبعد ان تعزز "اليورو" في الاسواق المالية العالمية، على حساب الدولار بشكل خاص، تحركت البؤر الاحتكارية الامبريالية ـ الصهيونية العالمية للامساك بشدة بالسوق المالية الاميركية، دفاعيا، ولتوجيه مدفعيتها المالية الثقيلة، هجوميا، ضد اوروبا الغربية بشكل خاص. على هذه الخلفية كان انطلاق الازمة المالية والاقتصادية في اميركا، التي تحولت سريعا الى ازمة عالمية.
لقد كانت الضحية الاولى للازمة التي بدأت مفتعلة الودائع العربية ـ الاسلامية (التي تبلغ الوف مليارات الدولارات) في البنوك والبورصات في اميركا، التي فتكت بها واستولت عليها البؤر الاحتكارية المالية الامبريالية الاميركية ـ اليهودية. والهدف الستراتيجي الاكبر الذي تضعه هذه البؤر نصب اعينها، فهو تطويع واخضاع اوروبا وسد المنافذ عليها ومنعها من الخروج من بيت الطاعة الاميركي ـ اليهودي. ولهذه الغاية تستخدم اميركا المؤسسات المالية الدولية، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكل آليات اللعبة المالية الاحتكارية، كي تأخذ اوروبا الى قاع الازمة، بحجة انقاذها.
وفيما يلي لمحة عن اوضاع المعالجات المالية لاوروبا، كما تعرضها الصحافة الدولية:
شدوا الاحزمة بقوة! سنة 2012 ستكون محملة بالتوتر لاوروبا. هذا ما تتوقعه وكالة الصحافة الالمانية. والموضوع الاول سيكون العمل لانقاذ الاتحاد العملوي. ولكن توجد ايضا الكثير من المسائل الخلافية التي يمكن ان تتحول الى ازمات. وقد بدأت السنة الجديدة في القارة من حيث انتهت السنة الماضية ، اي باجتماع القمة الخاص بالازمة الذي عقد في 30 كانون الثاني 2011 في بروكسل. وستعقد مثل هذه الاجتماعات شهريا حتى ايجاد حل لازمة المديونية. وبقيادة انجيلا ميركيل ونيقولا ساركوزي ينبغي ان يوضع نص اتفاق حول الاتحاد المالي لـ26 دولة اوروبية بدون بريطانيا.
والاتفاق العتيد ينبغي ان يدخل في التطبيق قبل نهاية سنة 2012. وخلال الاشهر الاولى من السنة فإن الدول الواقعة في ازمة ينبغي عليها ان تعيد تمويل ديون بقيمة 300 مليار يورو. والسؤال الحاسم هو: هل ستستطيع هذه الدول ان تتوصل لفعل ذلك بفوائد محمولة. ان صندوق الانقاذ في منطقة اليورو والذي يبلغ حجمه 500 مليار يورو يمكن ان يكون غير كاف. ولم تنجح الى الان المحاولات الجارية لتكوين صندوق جديد تقوم من خلاله البنوك المركزية الاوروبية برصد مبالغ اضافية لصندوق النقد الدولي بصفة قروض. وفوق جميع المبادرات للسيطرة على الازمة في منطقة اليورو يرتفع كسيف ديموقليطس تهديد وكالات السمعة التصنيفية بأن تقوم بالتحقق من قدرة الدفع للدول الاوروبية وان تخفض تصنيفها الاقراضي. فاذا حدث ذلك في الربيع، فإن فوائد سندات الدولة، بما في ذلك الالمانية، سوف ترتفع. في حين ان فوائد سندات الدولة الاميركية بقيت مستقرة بالرغم من تخفيض تصنيفها في صيف 2011. وقد قام ساركوزي بدرجة اكبر او اصغر برهن مستقبله السياسي بورقة الابقاء على تصنيف فرنسا في مرتبة السمعة AAA. فاذا فقدت فرنسا سمعتها الاقراضية العالية ووقعت هي ايضا في دوامة ازمة المديونية، فإن سياستها المالية والاوروبية سوف تتعرض للفشل.
ان البنك المركزي الاوروبي هو المؤسسة فوق الدولوية الوحيدة التي يمكنها ان تستجيب بسرعة وبمرونة للتطورات الجارية في الاسواق المالية. وفي الوقت الراهن يحاول البنك المركزي الاوروبي تأمين الاستقرار في النظام البنكي في الاتحاد الاوروبي. والبنوك الواقعة في ازمة يمكنها ان تحصل من البنك المركزي الاوروبي على قروض غير محددة ولمدة ثلاث سنوات بفوائد مخفضة جدا. وبهذه الطريقة قدم البنك المركزي الاوروبي حتى الان قروضا بمبلغ 489 مليار يورو. ولكن المؤسسات المالية التي حصلت على هذه القروض لم تمررها بدورها الى الان بشكل اعتمادات في سلسلة المؤسسات والدول الواقعة في ازمة. وحتى 30 حزيران 2012 ينبغي على البنوك ان ترفع بشكل ملحوظ رساميلها الخاصة، كي تكون مستعدة لان تعوض الدفعات الحكومية غير الواصلة لتاريخه. والبنوك المهمة تحتاج الى حوالى 100 مليار يورو، ينبغي ان تجمع من مالكي تلك البنوك او من اسواق الرساميل. والبنك المركزي الاوروبي لا يزال مستمرا في رفض "تمويل الدولة العملوي" اي طباعة العملة، لان خطر التضخم يمكن ان يكبر بشكل غير متوقع، وان تتخلى الحكومات فورا عن اجراءات التقشف. ويعمل البنك المركزي على وضع مخططات طوارئ في حال قررت وكالات السمعة التصنيفية تنفيذ تهديداتها.
ويقف الاتحاد الاوروبي امام تحد كبير هو المحادثات التي ستجري حول وضع ميزانية مشتركة للاتحاد للفترة 2014 ـ 2020. فالتفاهمات ينبغي ان تتم قبل نهاية 2012. والدول الثماني التي تدفع في خزينة الاتحاد اكثر مما تأخذ، قد رفضت المسودة الاولى لمشروع الميزانية.
ودبلوماسيو الاتحاد الاوروبي يتوقعون حدوث اصعب محادثات في تاريخ الاتحاد، واكثر من ذلك سيجري الحديث عما يسمى "التخفيض البريطاني". فبعد ان اعلنت بريطانيا عن عدم رغبتها في المشاركة في الاتحاد المالي الجديد، فإن عدة بلدان اعضاء تعارض الغاء التخفيض الخاص لرسوم اشتراك لندن.
ان رئيس الوزراء البريطاني المحافظ دايفيد كاميرون سوف يدافع بشدة عن اولويات بلاده. ومن المواضيع الخاضعة للنقاش: التوزيع الجديد للاعانات الزراعية، حيث كانت فرنسا حتى الان تحصل على الافضلية.
وخلال رئاسة الدانمارك في النصف الاول من السنة ينبغي اتخاذ قرارات حول التوسيع اللاحق للاتحاد الاوروبي. كما توجد تحديات جدية اخرى في السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي. اذ ان جميع الدول تلح ان يقوم الاوروبيون بمجهودات اكبر لاجل منع الازمة الاوروبية من الانعكاس على الاقتصاد العالمي برمته. في حين ان تلك الدول غير مستعدة لمد يد المساعدة.
هذا ويواجه الاتحاد الاوروبي مسألة مالية "داخلية" هي مسألة فهرسة رواتب الموظفين في مؤسسات الاتحاد. وقد اذاعت وكالى "بلغا" البلجيكية انه سيتم عرض هذه المسألة على المحكمة الاوروبية، استنادا الى قرار صادر من مجلس الاتحاد الاوروبي. اذ ان المفوضية الاوروبية والدول الاعضاء المتمثلة في مجلس الاتحاد، لم تتوصل الى الاتفاق حول هذه المسألة، اذ ان المفوضية الاوروبية تؤيد فهرسة الرواتب بزيادة 1،7% ، في حين ان الدول الاعضاء في الاتحاد هي مع الرأي القائل ان الازمة تقتضي تخفيض وليس زيادة نفقات الميزانية. ومن اصل 27 دولة ايدت 20 منها طرح المسألة امام المحكمة الاوروبية. وحسب رأي وكالة الانباء البلجيكية فإن امكانية ان يكون قرار المحكمة لصالح الموظفين هو كبير. ويبلغ تعداد موظفي مؤسسات الاتحاد 44000 موظف وتحتسب رواتبهم على اساس زيادة تكلفة المعيشة في بروكسل بلجيكا وفي بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا. ويعمل في بروكسل حاليا 17000 موظف في الاتحاد الاوروبي.
ـــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا تبيع الاوهام القاتلة لحلفائها وروسيا تستنفر قدراتها ا ...
- الدور -العثماني الجديد- للطورانية الاسلامية الكاذبة!!!
- ازمة المديونية تهدد العالم الرأسمالي الغربي
- تقرير بيلاطس البنطي عن قضية صلب السيد المسيح
- التعاون التكنولوجي العسكري بين ايران وروسيا يرعب اميركا
- الحرب السرية الاسرائيلية ضد ايران وحزب الله
- فلاديمير بوتين الفائز الاول في الانتخابات الروسية
- الصين ترفض الوجود الاميركي في آسيا
- اوروبا تترنح امام الازمة الاقتصادية
- السياسة الاميركية في مواجهة الاحتجاجات في الداخل والخارج
- سوريا امام فرصة تاريخية
- اميركا: رجل العالم المريض
- الاتحاد الاوروبي يعمل لحل الازمة على حساب الشغيلة
- الاقتصاد الروسي ينهض من الازمة والغرب يفشل على الصعيد الاجتم ...
- قادة الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان يتبادلون الاتهام بتسليم ف ...
- اميركا تترنح واوباما والكونغرس يتابعان البهلوانيات فوق هاوية ...
- ارباب -الاموال الوظيفية- يطبعون العملة ويراكمون الديون والمو ...
- الامبريالية والصهيونية في إشكالية -الثورات؟!؟!- العربية
- هل ستعترف صربيا باستقلال كوسوفو؟!
- اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - التبعية لاميركا تأخذ اوروبا الى القاع