أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص















المزيد.....

اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 13:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*
بنتيجة الازمة الخانقة التي تتعرض لها الولايات المتحدة، فإن الادارة الاميركية تقف امام خيار اما الافلاس واعلان العجز عن الدفع، واما تحقيق الصدمة المالية بطباعة كميات كبرى من الدولارات الرخيصة. وبمثل هذا المخطط يمكن للولايات المتحدة ان تسوي المتوجبات عليها نحو الدائنين الخارجيين.
فاذا ما وصل سعر صرف الدولار/ يورو الى معدل 1،5/1، فهذا يؤكد الاقاويل المتداولة منذ وقت بعيد بأن الولايات المتحدة ستحل مشكلاتها الاقتصادية على حساب الاخرين جميعا عن طريق طباعة كميات جديدة من العملة الاميركية وتخفيض سعر صرفها. وهذا الاسلوب هو معروف، وقد سبق استعماله في الماضي. فأميركا تنفق الدولارات التي تستدينها من الآخرين، ثم تعمد الى تخفيض قيمتها الفعلية. ولاضفاء الطابع الاقتصادي "المشروع" على هذه اللصوصية الدولية المفضوحة، تمت مؤخرا الصفقة بين البيت الابيض ومجلسي النواب والشيوخ، وبين الحزبين الكبيرين الدمقراطي والجمهوري، على رفع سقف الدين العام المسموح به، اي المصادقة على اطلاق دفعات جديدة متتالية من سندات الخزينة والدولارات الورقية الرخيصة لتسديد اقسام من الديون القديمة بالدولارات الارفع سعرا فعليا.
ويقول بعض الخبراء ان الخلل الاقتصادي لاميركا بلغ حدا ميؤوسا منه، وان كل الحقن المالية المصطنعة لاستعادة التوازن الاقتصادي سيكون لها نتيجة واحدة هي زيادة خلخلة الاقتصاد الرأسمالي العالمي دون ان يساهم ذلك في انعاش الاقتصاد الاميركي الذي دخل في مرحلة "الموت الكلينيكي".
وفي السنوات الاخيرة، وبالرغم من وجود رئيس يميني على رأس السلطة، فإن الادارة الاميركية لم تفعل شيئا لا لاعادة التوازن الى الميزان التجاري والميزانية المختلين، ولا لتخفيض النفقات الحكومية، ولا لتشجيع النمو الحقيقي. وكل ما تم القيام به، كان يجري في الاتجاه المعاكس، وكان يمكن ان يشكل كارثة تامة للولايات المتحدة الاميركية، فيما لو ان عملتها بقيت مستقرة، او لو ان سعرها مال نحو الارتفاع.
وفي الوقت الراهن، وبحجة وجود مشاكل في سوق الرهن العقاري، فإن الفيديرال ريزرف (البنك المركزي) يعمد بشكل متواصل الى خفض الفائدة، الامر الذي يشجع بشكل مباشر على تخفيض سعر صرف الدولار.
وبمثل هذا المخطط، فإن الولايات المتحدة الاميركية تعمد فعلا الى تسوية متوجباتها للدائنين الخارجيين بأرخص شكل ممكن. فالقسم الاكبر من الدين العام يتشكل من دولار اغلى بكثير من سعر الدولار الحالي، اي ان قسما من الدين العام قد تم فعليا تسديده بفعل تخفيض سعر الدولار.
من حيث المبدأ، ان هذا النوع من السياسة يؤول الى إفقار السكان المحليين، بفعل تخفيض قيمة الاموال التي بحوزتهم. مما يعني تخفيض قيمة الاجور وتخفيض مستوى المعيشة. ومن شأن ذلك عادة إسقاط الحكومات.
ولكن هذا لم يحدث في الولايات المتحدة الاميركية لسبب بسيط، هو ان المنتج الاساسي للسلع المستوردة الى اميركا هو الصين، التي ثبـّتت عملتها فعليا على الدولار. وهذا يعني انه مهما انخفض سعر صرف الدولار، فإن الصينيين سيواصلون توريد سلعهم الى اميركا بالاسعار ذاتها المحددة بالدولار. وفي هذه الحالة فإن المستهلك الاميركي لن يشعر بأي فارق. ولكن في ظروف اخرى، طبيعية، فإن هذا المستهلك كان سيشعر بالفارق. ففي ظروف طبيعية كان ينبغي ان يرتفع سعر صرف العملة الصينية تجاه الدولار، وبالتالي ان ترتفع اسعار السلع الموردة الى اميركا، ومن ثم ان يرتفع حجم التضخم في اميركا. اي ان يتحمل الاميركيون على كواهلهم عبء نتائج طباعة العملة.
الا ان هذا لم يحدث، لان الذي تلقى الضربة هو المصدرون الى الولايات المتحدة الاميركية، الذين يحصلون على دولارات ذات قيمة ارخص مقابل السلع التي يصدرونها. ومقابل هذه الاموال المتناقصة القيمة يتوجب على المصدرين الى اميركا ان يشتروا خامات اعلى سعرا، مثل النفط، الغاز، خامات الحديد وغيرها.
وهذا المخطط يقوم بمجمله على عاملين:
الاول هو وضعية الدولار بوصفه عملة دولية، وهو ما يسمح بمختلف اشكال الاستغلال والتلاعب لمصلحة الولايات المتحدة الاميركية.
والثاني هو شكل آلية تنظيم الاقتصاد العالمي، حيث يبدو السوق الاميركي وكأنه قدس الاقداس، الذي يطمح الجميع للوصول اليه. ولاجل المحافظة على هذا السوق فإن الصينيين لا يرفعون سعر صرف عملتهم؛ بل انهم ـ فوق ذلك ـ يعمدون الى شراء كميات ضخمة من السندات الاميركية، التي يعرف الجميع ان قيمتها ستسقط مع سقوط قيمة الدولار. ان جميع الدورات الاقتصادية هي مرتبطة بالاقتصاد الاميركي وهذا ما يجعلها جميعا خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة الاميركية.
وحتى الان لا يوجد اي علائم ان الاميركيين ينوون تغيير سياستهم. يوجد مشاريع لاعادة التوازن الى الميزانية، ولكنها مصاغة بطريقة لا يمكن ان تؤدي معها الى نتائج في المدى القريب.
وهذا المسلك غير المسؤول من قبل الولايات المتحدة الاميركية يمكن ان يؤدي الى ازمة اقتصادية عالمية. وامكانيات الصين لتخفيض ارباحها بسبب تخفيض قيمة مداخيلها وزيادة نفقاتها، هي امكانيات ذات حدود في الحساب الاخير. وفي لحظة معينة يمكن حصول ما لا يجري تصوره الان، وهو ان تبدأ اسعار السلع الصينية بالارتفاع، مما سيقطع الطريق على النمو الاقتصادي في الصين، ويشكل ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي.
ان الاقتصاد العالمي يتجه نحو العولمة. ويوجد في العالم الان عدة محاور اقتصادية اهمها: الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي واليابان. والدولار كان هو العملة العالمية الرئيسية. وكان من اعلاها سعرا. ولكن بعد ازمة 2008 بدأ سعر صرف الدولار ينخفض. وتشير الدلائل ان الولايات المتحدة تسير اما نحو التعرض لصدمة مالية تدفعها نحو تخفيض جدي للنفقات الحكومية، واما نحو اعلان الافلاس والعجز عن الدفع. وفي الوقت الراهن فإن مداخيل الضرائب بالكاد تغطي 60% من ميزانية الدولة، وهذا يعني ان احتمال تخفيض النفقات الحكومية يمكن ان يؤدي الى اغراق الاقتصاد الاميركي في بضعة اشهر فقط.
وفي حال اللجوء الى الصدمة المالية (عن طريق طباعة كميات كبرى من الدولارات الرخيصة) او اعلان العجز عن الدفع، فإن علاقات الولايات المتحدة بالدائنين الخارجيين سوف تتعرض للانهيار، اما الدولار فإنه سيصاب بضربة لن يستطيع ان يتعافى منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية للمفكر الاسلامي الثوري المصري مصطفى حامد المعتقل في ا ...
- القفزة الجديدة لصناعة التسلح الروسية
- اميركا تتخبط في مستنقع الازمة
- تعمق الازمة الاقتصادية العالمية
- اوباما يواصل نشر الدرع الصاروخية باسم الناتو وبلغاريا تنضم ل ...
- الامبريالية والصهيونية تحضّران لحروب الابادة الجماعية الجيني ...
- -الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد ...
- الامبريالية الاميركية و-الارهاب-
- جرثومة رأسمالية (اميركية؟) جديدة تضرب موسما زراعيا آخر في او ...
- الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية
- شبح -الباشبوزوك العثماني- و-الفوضى البناءة- الاميركية يجول م ...
- اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)
- حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية
- الوجه البشع لاميركا
- الازمة الاقتصادية العالمية والظلال القاتمة للحرب الباردة
- اليوضاسية
- -الدبلوماسية السرية- ...في العمل
- الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
- الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة ...
- الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص