أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية















المزيد.....

الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 19:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


صوفيا ـ إعداد: جورج حداد*
بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني هو تسينتاو الى واشنطن في كانون الثاني الماضي، نشرت "فايننشال تايمز" مقالا للمندوب الاميركي السابق الى الامم المتحدة جون بولتون، اعاد فيه التذكير بعبارة ماو تسي تونغ الشهيرة "ان القوة السياسية بمجملها تنبع من فوهة البندقية". ويضيف بولتون ان الرئيس الصيني قد يعطي اهمية خاصة لهذه العبارة في تعاليم ماو تسي تونغ. الا انه من المؤكد ان جيش التحرير الشعبي، الصيني، يؤمن بعمق بكلمات ماو تسي تونغ.
وتتأكد الاهداف العملياتية لجيش التحرير الصيني في: الزيادة المتواصلة للاسلحة النووية الستراتيجية، صفقات شراء الغواصات، التوظيفات الضخمة في انظمة حماية المديات الدفاعية، تشكيل المناطق الدفاعية، ادخال الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، واخيرا لا آخر تحسين تكنولوجيات الحرب الكيبيرنيتيكية.
ان قادة الحياة السياسية وقطاع الاعمال الغربيين يتحدثون منذ سنوات عن الصين، بوصفها "مساهم مسؤول" في الاقتصاد العالمي يعتمد على التطور السلمي. وقد سعى الرئيس هو لابراز هذا الوجه المقبول للصين خلال زيارته الاخيرة لواشنطن.
وفي الوقت نفسه فإن الحزب الشيوعي الصيني تعود له السلطة المطلقة في البلاد، ويبقى جيش التحرير الصيني هو العنصر الاقوى لفرض هذه السلطة.
وخلال زيارة قام بها مؤخرا الى بكين وزير الحرب الاميركي روبرت غييتس، كانت تجري اختبارات للمقاتلات ـ الشبح الصينية من طراز J-20. وقد فاجأ غييتس الرئيس هو تسينتاو بسؤاله عن مغزى اجراء التجارب في هذا الوقت، فأوضح له الرئيس الصيني ان تزامن الاختبار مع الزيارة هو صدفة محض.
وحسب تعبير بولتون، فإن النفقات الاجتماعية لادارة اوباما وانتفاخ بالون الدين العام للولايات المتحدة الاميركية، سوف يقويان مواقع الصين على المسرح العالمي، على حساب المواقع الاميركية.
وحيال هذا الضعف الاميركي المتزايد، من غير المتوقع الا تستمر الصين في متابعة سياسة التوسع الاقتصادي والسياسي والعسكري. ويتوقع ان تتخذ اجراءات تمييزية حيال المستثمرين الاجانب في الصين. وكانت الغرف التجارية لاميركا والاتحاد الاوروبي قد عبرت مؤخرا عن الشكوى على هذا الصعيد.
كما انه من المحتمل ان تعود الصين لطرح مطالباتها حيال البلدان المجاورة لها في اسيا الشرقية. ولنأخذ مسألتين مهمتين: تايوان وكوريا الشمالية.
عندما قامت الصين بتهديد تايبه سنة 1996 عمد الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى ارسال اسطولين بحريين بما فيهما حاملات الطائرات الى مضيق تايوان، ليبرهن عن التزام اميركا بالدفاع عن تايوان.
وهل يظنن احد، ولا سيما بكين، ان اوباما يمكن ان يفعل الشيء ذاته الان؟
وبالنسبة لكوريا الشمالية فقد اتبع اوباما النهج ذاته الذي اتبعته اميركا طوال 20 عاما، وهو نهج الاحترام للصين، الذي يسمح بوجود النظام النووي والمتأهب للقتال في بيونغ يانغ.
ويعتبر بولتون انه فيما لو شعرت بكين ان اميركا هي عازمة على ان تحافظ على وضعها المسيطر في غربي المحيط الهادي، وان تدعم هذا العزم بالميزانية المالية المطلوبة، يمكن ان تقتنع بعدم اتباع سلوك غير مرغوب فيه. وفي مثل هذه الاوضاع كان من الممكن ان تظهر الى الوجود علاقات اكثر توازنا، واكثر تعاونا واكثر انتاجية، بين البلدين. ومن جهة مقابلة، ينتهي بولتون الى الاستنتاج انه اذا كانت الصين عازمة على زيادة قوتها الحربية، بصرف النظر عن موقع واشنطن، فتوجد اسباب اكثر تدفع الولايات المتحدة الاميركية لتكون اكثر استعدادا.
ونذكر هنا انه سنة 1964 اثناء طرح مشروع قانون ميزانية الدفاع امام الكونغرس الاميركي، ظهر في وقت ما ان القوات البحرية لاميركا ستحصل على زيادة مالية اقل من القوات الجوية المنافسة لها. وفي هذا الوقت بالضبط تم اكتشاف غواصة نووية سوفياتية من فئة "نويمفري" في خليج سان فرنسيسكو. وللحال تغير الوضع في الساحة القتالية، ودعا نواب الكونغرس لاتخاذ اجراءات سريعة في الميزانية، لاجل تجنب التهديد المتأتي من جانب الاسطول الاحمر. وخلال مؤتمر صحفي عقد اثر ذلك في البنتاغون، ولدى سؤاله عن هذه المصادفة الملائمة في الاحداث، اجاب قائد البحرية الاميركية مبتسما: "لا ادري. وافترض اننا ببساطة كنا محظوظين".
وفيما بعد فإن الانتصار في الحرب الباردة وضع المجمع الصناعي ـ الحربي الاميركي في وضع صعب في التسعينات من القرن الماضي. اذ ان "الشركاء السوفيات" توقفوا عن الاضطلاع بدورهم (كعدو ضروري!)، تاركين للبنتاغون ان يبحث عن طرق تمويل بمبادرات مع "شركاء" اوروبيين ومن الاعداء السابقين. وهذا لم يغن عن ضرورة وجود عامل اثارة اكبر للامن القومي، ولكن بلدان الاتحاد السوفياتي السابق كانت غارقة في نزاعات محلية، اما الصين الشيوعية فكانت لا تزال تبدو عدوا صغيرا لا يؤبه له. وهكذا ولدت النظرية التآمرية حول وجود تهديد مفترض من قبل خصوم اقليميين، كإيران، العراق وكوريا الشمالية، التي يمكن ان تنسق جهودها ضد اميركا.
وفي هذا السياق جاءت المغامرة في صربيا سنة 1999، ولكنها كانت قصيرة جدا. ولكن الدعم لمتطلبات العسكريين الاميركيين للمزيد من التمويل جاء بشكل مفاجئ من مصدر غير متوقع، وهو الحليف السابق للسي آي ايه في الحرب الافغانية اسامة بن لادن، الذي نسبت اليه هجمة 11 ايلول 2001 التي صدمت المجتمع الاميركي الى درجة انه اعطي للبنتاغون "كارت بلانش" مفتوح لانفاق الاموال على كل ما يريد بدون حسيب ولا رقيب. ولكن قوة هذا المهيج ايضا بدأت تتضاءل. ثم جاء الركود والازمة المالية ليضغطا بشدة من اجل تقليص ميزانية البنتاغون.
ولحسن حظ البنتاغون الان ان الصين هي كبيرة بما فيه الكفاية، وفي بعض الجوانب اكبر من الاتحاد السوفياتي السابق في افضل ايامه.
وهكذا فإن هذا المزاحم الاقتصادي الاسيوي الكبير عرض على الاميركيين في مطار تشيندو "الشو" المثير للحواس والمتمثل في الطائرات المقاتلة الحديثة جدا، والتي وصفت بأنها "شبحية" لا تلتقطها الرادارات، شبيهة بالطائرات الاميركية F-22.
وكما كان متوقعا، فإن ردة الفعل من الجانب الاميركي كانت حماسية. وبهذا الصدد يقول ريتشارد فيشر، الباحث القديم في الشؤون العسكرية الاسيوية العامل في احد مراكز الابحاث التابعة للبنتاغون "من هذا الذي يمكن ان نراه، يمكن التوصل الى الاستنتاج بأن هذه الطائرة تمتلك قدرات عالية وهي من بعض الجوانب تتفوق على الطائرة الاميركية F-22، وربما حتى علـى الطائرة F-35".
ولكن غيره من الخبراء التابعين للمجمع الصناعي الحربي يزايدون في المبالغات، حيث يتوقعون ان هذه الطائرة، التي تبدو ضخمة في الصور، ربما تكون غير مرئية بتاتا على شاشات الرادارات.
وقد ضم وزير الحربية الاميركي روبرت غييتس صوته الى المناظرة، الا انه عبر عن القلق. وقال "كنا نعلم انهم يعملون لصنع طائرة شبح. وهذا الذي رأيناه يبرهن انهم ربما كانوا اكثر تقدما قليلا، في تطوير هذه الاداة الجوية الطائرة، مما تنبأت به اجهزتنا الاستخبارية".
ولن يمر وقت طويل قبل ان يبدأ انصار لوبي البنتاغون في الكونغرس بالمطالبة بتجديد انتاج طائرات F-22، التي اوقفها غييتس سنة 2009، بعد انتاج 187 طائرة فقط.
وكل ذلك يبعث من جديد الذكريات الطيبة من ايام الحرب الباردة، حينما كان يبدو ان الجميع يربحون من سباق التسلح.
وحينذاك كان يتم باستمرار شحن الرأي العام الاميركي بالاخبار ان البراعة التكنولوجية ـ العسكرية السوفياتية تتفوق على الجهود الاميركية السقيمة، الناتجة عن التمويل غير الكافي لتسليح الولايات المتحدة الاميركية.
ولكن هذا لم يكن صحيحا دائما. لان الطائرات الحربية السوفياتية كانت تعاني من نواقص تتعلق بالمدى غير الكافي للطيران، وبالوزن والحجم الزائدين، وعدم كفاية قدرة المحركات، وغيرها من النواقص. وعلى سبيل المثال، فإن الدعاية الاميركية كانت تقول ان طائرة ميغ ـ 25 هي طائرة اعجوبة، تطير الى مسافات شاسعة بسرعة تبلغ 3،5 مرات سرعة الصوت. ولكن هذه الاسطورة اختفت حينما انعطبت احدى هذه الطائرات فوق اليابان سنة 1976، حيث تبين ان مداها هو مقدار 1/3 مما هو معلن عنه، وان محركاتها يمكن ان تذوب فيما لو حافظت لوقت قصير جدا على السرعة المعلن عنها.
ان الصينيين يعتمدون في صناعة الطيران الحربي على التكنولوجيا الروسية. وفي الوقت نفسه ينفقون اموالا طائلة لصناعة طائرات حربية شبيهة بالطائرات الاميركية. ولكن الصربيين استخدموا في 1999 رادارا روسيا مكنهم من اسقاط طائرة شبح من طراز F-117، واصابة طائرة اخرى باعطال جدية.
ومع ذلك فإن الاوضاع الاميركية الخاصة تدفع اميركا الى الدخول مجددا في احدى جولات سباق التسلح مع الصين، وزيادة الميزانية الحربية المنفوخة جدا، بالرغم من كل العواقب الاقتصادية المرتقبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
- الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب ...
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان
- التبدلات الديموغرافية ومضاعفاتها المرتقبة في اميركا
- الامبريالية والعنف
- الهيمنة العالمية لاميركا: بداية النهاية..
- التقسيم الامبريالي الرأسمالي لاوروبا
- تقرير معهد SIPRI يؤشر الى مرحلة تفكك الامبريالية
- بداية انحسار موجة العداء للشيوعية في المانيا
- بعد 20 سنة: الشيوعيون القدامى يطالبون بتجديد الدعوى حول احرا ...
- لبنان الوطني المقاوم حجر الاساس لنهضة عربية حقيقية
- الثلاثة الاقمار اللبنانيون الكبار في سماء الشرق
- إزالة المسيحية الشرقية: هدف اكبر للامبريالية الغربية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية