أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)















المزيد.....



اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 21:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اميركا دولة استعمار ذاتي (AUTOCOLONIALISM)
صوفيا ـ بحث: جورج حداد*
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة "الاشتراكية" السابقة، بدأ في اطار الحركة الشيوعية "المسوفتة" سباق محموم للتقرب من اميركا و"تمسيح الجوخ" لها والتقرب منها ومديح "دمقراطيتها"، وذلك طبعا عن طريق الاستخدام الكامل للقاموس الماركسي الشكلي، تماما كما يستخدم رجل دين كذاب ومرائي القاموس الديني الداعي للاخاء الانساني والتسامح والمحبة، من اجل تبرير جرائم سادة العبيد والاقطاعيين والرأسماليين ودعوة ضحاياهم للقبول بوضعهم المأساوي والقبول بالوضع المميز للسادة باعتبار ذلك "ارادة الله" و"مشيئة الله" و"حكمة الله" و"قسمته".
وقد رأينا كيف ان ما كان يسمى "الحزب الشيوعي العراقي" سار في ركاب الاحتلال الاميركي، ومارس الخيانة الوطنية بمعناها البسيط المباشر، بحجة الحصول على الدمقراطية بواسطة الدبابات والطائرات والمدافع الاميركية. كما قرأنا لعبقري(!) ستاليني يدعى فؤاد النمري بأن اميركا لم تعد بلدا رأسماليا (وبالتالي لا ضرورة للنضال ضدها) لان الانتاج المادي (السلعي) فيها لم يعد يمثل سوى 17% من الدخل القائم، وكأنما الرأسمالية هي ظاهرة وطنية اميركية فقط، وهي ظاهرة انتاج سلعي مشروع فقط، وكأنما تجارة المخدرات والاعضاء البشرية وتزوير العملات والسرقات والبورصات والمضاربات ونهب المستعمرات والتوظيفات الخارجية (في الصين مثلا) ليست "رأسمالية" او ليست تحققا ذاتيا للرأسمال بأشكال غير اعتيادية، ولا تدخل في اطار مكونات النظام الرأسمالي العالمي فالاميركي استطرادا!!
وقد تزامن هذا السباق "الشيوعي المسوفت" للتقرب من اميركا والعمالة لها، مع ظهور الخط السياسي الصيني الانتهازي الذي عمل على تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع اميركا على حساب العلاقات الصينية السابقة مع حركات التحرير في العالم.
وقد ادى ذلك كله الى تلميع وجه اميركا نسبيا الى درجة ان الادارة الاميركية ذاتها لم تعد تصدق نفسها انها، ودون ان تدري، هي "جيدة" الى هذه الدرجة ومقبولة "ماركسيا" الى هذه الدرجة.
ولكن الوقائع والممارسات الاميركية ذاتها، قبل وبعد احداث 11 ايلول 2001، وقبل وبعد الازمة المالية ـ الاقتصادية التي انفجرت في 2008 ونهب فيها لصوص المضاربات في اميركا الوف مليارات الايداعات الاجنبية في البنوك الاميركية، كما نهبوا مدخرات غالبية "الطبقة الوسطى" الاميركية، ـ جاءت لتؤكد ان الدولة الاميركية هي عدوة جميع شعوب العالم، بمن فيها الشعب الاميركي ذاته. وتستخدم الدولة الاميركية قوتها وجبروتها، بما في ذلك قوتها الاعلامية التضليلية وقوة مخابراتها، لكسر ارادة الشعوب ودوس كرامتها وحقوقها ونهب ثرواتها ايا كانت. وهي تتدخل اينما كان في الصغيرة والكبيرة لتأمين فرض هيمنتها الامبريالية على العالم.
انطلاقا من هذه الحقيقة البسيطة فإن النضال التحرري لأي شعب في العالم، من النضال لاجل تحقيق ابسط المكاسب الحياتية الى النضال لاجل تحقيق التحرر الوطني والدمقراطية الحقيقية والحفاظ على الاستقلال الوطني، يصبح مرهونا بالنضال ضد الدولة الاميركية. وبكلمات اخرى، فإن العداء الجذري للدولة الاميركية يصبح ضرورة حياتية وجودية ملازمة لوجود جميع شعوب العالم وحركاتها التحررية. وكل قائد وكل كادر وكل مثقف وكل قيادة حركة تحررية او حزب او تنظيم وطني، او شعبي، او سياسي، او نقابي، او ثقافي، يصدقون او يتظاهرون بتصديق امكانية "مصادقة" او "مهادنة" الدولة الاميركية ومؤسساتها، انما هم يخدعون انفسهم ويخونون شعوبهم وجماهيرهم، ويجب ان يحاسبوا لا بوصفهم مخدوعين وحسب بل بوصفهم عملاء وخونة ينبغي القضاء عليهم مثلهم مثل نوري السعيد وبشير الجميل وانور السادات.
النظام "الدمقراطي" الرأسمالي
ان النظام الرأسمالي الاستغلالي ـ الاحتكاري هو الارضية الطبقية ـ الاجتماعية التي تقوم عليها جميع اشكال التمييز القديمة والجديدة بين البشر: العبودية، والاقطاعية، والعنصرية، والاتنية والدينية والمذهبية، والاستعمارية (الكولونيالية) والامبريالية. ، واصبح النظام الرأسمالي "يحتضن" او الاصح "يحتوي" كل اشكال الاستغلال والتمييز والظلم القديمة، المشار اليها، وهي تتفاعل في داخل احشائه، مع نظام الملكية الفردية الرأسمالية "المقدسة"، كي يتشكل من نتاجها العام النظام الرأسمالي العالمي الذي نعرفه.
ومن ثم فإن التناقض الرأسمالي العام، اي التناقض بين البرجوازيين (الرأسماليين) والبروليتاريين (الطبقة العاملة والجماهير الكادحة) "يحتوي" ويخضع جميع التناقضات الاخرى، ولكنه لا يحل محلها ولا ينفيها.
اي ان التعريف العام للنظام الرأسمالي وللتناقض الرأسمالي الرئيسي (بين البرجوازية والبروليتاريا) لا يفي بالغرض المعرفي، ولا يعفي من النظر في وضع كل دولة، وكل شعب، وكل قومية، وكل اتنية، وكل جماعة دينية، وكل عشيرة، على حدة. اي انه لا يمكن اختزال التناقضات الاجتماعية ـ السياسية، العنصرية والقومية والاتنية والدينية، الى تناقضات طبقية فقط، كما هي الحال في دول رأسمالية غير كولونيالية، مستقلة، كالدول السكندينافية افتراضا.
وللمثال وحسب: اذا افترضنا اننا في الهستدروت (اتحاد النقابات) الاسرائيلي، فسيكون لدينا ثلاث فئات من العمال في اسرائيل، بصرف النظر عن الانتماء او عدم الانتماء الى هذا الهستدروت: العمال اليهود، والعمال "العرب" مواطنو دولة اسرائيل (اي ممن يسمون "عرب الـ48")، والعمال "الفلسطينيون" (اي القادمون مما يسمى في اسرائيل "الاراضي" او "الاراضي المحتلة"، اي المحتلة في 1967 وما بعد). واذا كان يوجد في الهستدروت نقابي "اشتراكي شكلي" من المدرسة "الشيوعية!" التقليدية الستالينية، من تلامذة الرفيق حسقيل قوجمان او الرفيق يعقوب ابراهامي، فإن هذا النقابي، وبالرغم من ستالينيته، سيكون مضطرا للتعامل مع كل من الفئات العمالية الثلاث بأشكال مختلفة؛ وذلك ليس لاسباب ذاتية، بل لاسباب موضوعية، لان الرأسمالية الاسرائيلية (واستطرادا: مؤسسات الدولة الاسرائيلية والقوانين الاسرائيلية و"المجتمع" الاسرائيلي)، وهي واحدة، تتعامل مع كل فئة عمالية بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تتعامل بها مع الفئة الاخرى.
وللمثال ايضا: اذا اخذنا اي شركة رأسمالية ـ احتكارية كبرى عابرة للحدود وللقارات، سنكتشف فيها أمرين متناقضين ظاهريا فقط وهما: 1ـ المركزية الشديدة لادارة تلك الشركة؛ و2ـ التنوع الشديد في التعامل مع مختلف الفئات التوظيفية والعمالية في مختلف البلدان حيث لتلك الشركة فروع ومعامل وشبكات توزيع الخ.

وهذا المثالان يقودانا الى الاستنتاج التالي: ان التعدد والتنوع في درجات واشكال العبودية للرأسمال هو ما يسمى "الدمقراطية" البرجوازية، المتمثلة في عصرنا "خير تمثيل" بالامبريالية الاميركية والصهيونية، التي اصبح من اتباعها واذنابها وكلابها المدللة اليوم جميع "الشيوعيين!" المسوفتين حتى الامس القريب: الستالينيين وفضلاتهم الخروشوفيين والغورباتشوفيين، الذين يحملون اليوم المباخر لـ"الدمقراطية الاميركية!"، كما كانوا بالامس يحملون المباخر لـ"الاشتراكية الستالينية والنيوستالينية".

الوجه الداخلي الحقيقي لـ"الدمقراطية" الاميركية
كل هذا ينطبق طبعا على الدولة الاميركية، مثلها مثل اي "امبراطورية" استعمارية وامبريالية اخرى. الا ان هذا ليس كل شيء، بل ليس هو الشيء الاساسي بالنسبة لظاهرة "عقدة فيتنام" الاميركية، التي ظهرت على المسرح الدولي بعد الهزيمة الاميركية في فيتنام، والتي يمكن اعتبارها ظاهرة مميزة خاصة بأميركا، حيث انها في الاساس ظاهرة "داخلية" اميركية قبل ان تكون ظاهرة "خارجية".
فالدولة الاميركية هي دولة استعمارية ـ امبريالية "عادية" و"نمطية" تجاه البلدان والشعوب الاخرى، كأي دولة مشابهة. ولكنها، بالاضافة الى ذلك، بل بالأصح قبل كونها كذلك ، فهي نفسها تقوم، سكانيا وعنصريا، وبالتالي "قوميا"، "وطنيا" و"شعبيا"، على تركيبة استعمارية ـ امبريالية "داخلية"، فيما بين عناصرها المكــِّونة بالذات.
وهذا ما يجعل اميركا، كدولة رأسمالية ـ امبريالية، "تختص" بكونها تقوم ليس على شكلين فقط، بل على ثلاثة اشكال رئيسية من التقسيم التمييزي بين الناس، وهذه الاشكال هي:
ـ1ـ التمييز الداخلي الطبقي، التقليدي العام، الموجود في كل المجتمعات الاستغلالية.
ـ2ـ التمييز الخارجي العنصري ـ القومي، التقليدي العام، الموجود في كل الانظمة "الامبراطورية" و"الامبريالية".
ـ3ـ التمييز الداخلي العنصري ـ القومي، الخاص بنظام الدولة الاميركية.
ومع هذا التقسيم "الاميركي الخاص"، يمكن ان نميز، في داخل اميركا، ليس فقط اجتماعيا بين طبقتين رئيسيتين: طبقة مالكة واحتكارية، وطبقة عاملة وشعبية؛ بل وكذلك سكانيا بين كتلتين عنصريتين "قطبيتين"، وكتلة ثالثة "رمادية" خاضعة للاستقطاب بينهما. وهذه الكتل هي:
اولا ـ الكتلة "البيضاء" الانكلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية، بالاضافة الى الجماعة اليهودية الطفيلية وعلى رأسها الطغمة اليهودية الصهيونية، التي التصقت على الدوام بالكتلة "البيضاء" الانكلو ـ ساكسونية، وخصوصا في اعقاب الحرب العالمية الاولى. وهذه الكتلة "البيضاء" ذات العنصرية "الثنائية المركبة"، اذا صح التعبير، تقدم في وقت واحد "الخامة البشرية" الرئيسية او "الاطار البشري" الرئيسي للطبقة الرأسمالية الاميركية، بشكل عام، ولنواتها الاوليغارشية الاحتكارية الامبريالية ـ الاستعمارية، بشكل خاص.
ثانيا ـ كتلة "السود والملونين"؛ وهي ليست لها اية صلة ترابط "عنصري" تأسيسي مع الظاهرة الامبريالية الاميركية. بل هي، على العكس، كانت ولا تزال "اول ضحية عنصرية" لتلك الظاهرة الداخلية أساسا، التي "تطورت"، في الزمان والمكان "الاميركيين الخاصين"، قبل ان يمكنها التحول الى ظاهرة امبريالية ـ كولونيالية خارجية.
ثالثا ـ أما الكتلة الثالثة التي سميناها "رمادية"، اخذا بالاعتبار الواقع البراغماتي المصطنع للمجتمع الاميركي، فهي كتلة البيض "الآخرين" (اللاتينوس والروس والاوروبيين الشرقيين والاوروبيين الغربيين الكاثوليك) اي غير الانغلو ـ ساكسون ـ البروتستانت واليهود ـ الصهاينة. وهي أشبه شيء بمؤخرة احتياطية للكتلتين السكانيتين الرئيسيتين، وتخضع، اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، لمؤثرات الاستقطاب بينهما.
وبوجود هذا التقسيم الخاص للمجتمع الاميركي، فإن الفرز الطبقي "العادي"، "النمطي"، وما ينتج عنه من ظهور أقلية اوليغارشية سائدة، واكثرية جماهيرية مسودة، يصح على الشعب الاميركي بأسره، بمختلف كتله العنصرية. ولكنه يصح بشكل مضاعف على الكتلة الثانية، "السوداء ـ الملونة"، وبدرجة اخف على الكتلة البيضاء "الرمادية". ذلك أن هذا الفرز يتداخل ويتفاعل بشكل عُـنفـَوي، حرْفيا ومجازيا، "قانونيا" و"غير قانوني"، مع التقسيم العنصري ـ القومي، الذي يمثل التقسيم الاهم والاخطر في اميركا، بمختلف الابعاد، بما في ذلك البعد الاجتماعي، الطبقي ـ الاقتصادي.
وبنتيجة ذلك فإن الجماهير، "الاميركية" (غير البيضاء خصوصا، وغير الانغلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية واليهودية ـ الصهيونية، عموما)، التي وقعت ولا تزال ضحية للتمييز العنصري، مثلها مثل جماهير البلدان المستعمَـرة والتابعة، تحولت بنتيجة ذلك الى جماهير شبه ـ مستعمَـرة في "داخل وطنها!" بالذات، خاضعة لـ"كولونياليتها"و"امبرياليتها" الوطنية بالذات!
وهذا يعني ان النظام الاميركي لا يمثل فقط، مثله مثل اي نظام امبريالي آخر، نظاما "شوفينيا طبقيا" استغلاليا في الداخل، و"شوفينيا عنصريا ـ قوميا" امبرياليا في الخارج، بل يمثل نظاما خاصا مركـّبا، "استغلاليا ـ امبرياليا"، "طبقيا ـ عنصريا"، في داخل اميركا بالذات، قبله في خارجها.
ولتبيان هذه الخصوصية الاميركية، لنجر مقارنة بسيطة بين "الامبراطوريتين" الاميركية والبريطانية، بوصف الاخيرة تعتبر تاريخيا نموذجا اصليا(prototype) مزدوجا للبلد الرأسمالي، من جهة، وللبلد الاستعماري ـ الامبريالي، من جهة ثانية:
إن العلاقة بين الطبقة الاميركية السائدة، ذات النواة والاغلبية الانغلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية / اليهودية ـ الصهيونية، وبين ـ بالاخص ـ "مواطنيها" من الجماهير الشعبية للكتلة السكانية السوداء والملونة، لا يمكن ان تقاس او تشبـَّه، بشكل مباشر وبسيط، بعلاقة "الطبقة الرأسمالية" في بريطانيا مع "الطبقة العاملة والجماهير الشعبية" فيها، بوصفها فقط علاقة استغلال اقتصادي، طبقية ـ لاعنصرية. بل الأصح ان يتم قياس وتشبيه هذه العلاقة - الموقف، بعلاقة "الدولة البريطانية" مع الجماهير الشعبية الكادحة في "المستعمرات السابقة والبلدان التابعة"، اي بوصفها، اولا، علاقة الاستعماريين بالمستعمَرين، والامبرياليين بالتابعين، التي يقوم عليها الإذلال الانساني المبني على التمييز العنصري، كشرط مسبق للنبذ الاجتماعي والنهب والاستغلال الاقتصادي المضاعفين.
الهوية القومية والوطنية الملتبسة
من هنا ان "عقدة فيتنام"، بمعناها المجازي العام، لدى مختلف الدول الامبريالية، تبدو بوصفها "عقدة أسيادية" في العلاقة مع الشعوب "الغيـْرية"، "الدونية"، دون ان تمس أحادية "الشخصية القومية" او "الهوية الوطنية" للدولة الامبريالية المعينة. فالانكليزي الابيض (من غير المجنسين) هو "انكليزي" في الهند ومصر وكذلك في بريطانيا.
اما بالنسبة لاميركا، فإننا امام شخصية "قومية" أو"وطنية" لاأحادية، ملتبسة ومتناقضة، في عملية تكوينها بالذات. وهذا ناشئ عن "انكسار" وتناقض البعد العنصري ـ القومي لتشكـُّـل ظاهرة الاستعمار والامبريالية في اميركا. اي ان "الاميركي" الاسود او اللاتينوس في افريقيا واسيا كما في داخل اميركا ذاتها، هو شيء مختلف تماما عن "الاميركي الابيض" الانغلو ـ ساكسوني ـ البروتستانتي واليهودي ـ الصهيوني. فنحن هنا امام "شخصيتين انسانيتين ـ اجتماعيتين" مختلفتين: "اميركي ابيض: انغلو ـ ساكسوني ـ بروتستانتي ـ يهودي" و"اميركي اسود وملون" (على غرار "الاسرائيلي ـ اليهودي" و"الاسرائيلي ـ العربي" اليوم، و"الافريقاني الجنوبي ـ الابيض" و"الافريقاني الجنوبي ـ الاسود" بالامس). واذا استثنينا الملونين المجنسين في بريطانيا، فإن "المجتمع الانكليزي" و"الثقافة الانكليزية" هما ذوا هوية "وطنية" و"قومية" واحدة، مع التحفظ حيال الفروقات الطبقية. اما "المجتمع والثقافة الاميركيين" فهما ذوا هويات "وطنية" و"قومية" مختلفة، بصرف النظر عن الفروقات الطبقية، مع التحفظ طبعا حيال كون التمايز والتمييز الطبقيين يقربان بين الاغنياء "ثقافيا" وسياسيا، كما يقربان بين الفقراء في اتجاه معاكس.
والطبقة السائدة في اميركا تحاول على الدوام، ولكن عبثا، طمس هذه الخصوصية، والظهور، تجاه "العالم الخارجي"، بالمظهر الزائف لـ"دولة قومية اميركية!" واحدة ذات "وحدة وطنية اميركية!".
الا ان الواقع يبين انه يوجد حقا "مواطنية اميركية" و"تشكيلة دولوية اميركية" ، ولكنه ليس هناك "أمة" او "قومية" اميركية موحدة، بل "أمم" أو"قوميات" "اميركية!" مختلفة ثقافيا وتاريخيا. ويبدو بوضوح، لكل مراقب عادي، ان هذه التشكيلة الدولوية الاميركية تضم "شعبا مركـّبا" يتألف، أساسا، من "شعبين متعارضين": "استعماري" و"مستعمـَر"، "امبريالي" و"تابع".
وبالتالي فإن "عقدة فيتنام"، في نسختها الاميركية، ليست شيئا آخر سوى تعبير سياسي ـ ستراتيجي مرحلي عن الازمة التاريخية لـ"الهوية القومية" و"الهوية الوطنية" للدولة والشعب الاميركيين:
ـ فالدولة الاميركية "الجديدة!" (ما بعد كولومبوس)، بأساس تكوينها التاريخي، المستمر الى اليوم بفعل نظامها الشوفيني المتداخل، "الطبقي - العنصري"، ليست "دولة كل الشعب الاميركي"، بل هي دولة امبريالية، منقسمة قوميا، تهيمن فيها الى الآن العنصرية "البيضاء"، الانغلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية / اليهودية ـ الصهيونية. وبالتالي، فهذه الدولة، بصفتها الامبريالية ـ الاستعمارية، وحتى تحقيق تغيير تاريخي لهذه الاوضاع، هي حصرا وعلى وجه التحديد دولة هذه العنصرية "البيضاء" المهيمنة فيها.
ـ اما غالبية الشعب الاميركي، ولا سيما بشخص الكتلة السكانية "السوداء والملونة"، فهي تتألف، تاريخيا وراهنا، من مواطنين من "درجة دنيا"، "أغيار"، يمثلون "شعبا اميركيا آخر!"، هو في الواقع "شعب" ـ ضحية، شبه مستعمـَر وخاضع، "داخليا"، مثله مثل أي شعب اخر في "العالم الثالث"، ضحية للاستعمار والامبريالية، "خارجيا". واذا تجاوزنا جدلا الحدود الدولوية، الجغرافية والقانونية الشكلية، فإن هذا "الشعب الاميركي الاخر!" ليس في الحقيقة والواقع سوى جزء لا يتجزأ من "العالم الثالث"، تاريخا ومصيرا.
وبالرغم من كل "شطارة" الاعلام الاميركي، وتزيين الادارة الاميركية ببعض الوجوه "الملونة" الديكورية (وعلى رأسها الان باراك اوباما)، فإن هذا لا يغير في الواقع شيئا، اكثر مما غيرت فرقة الحرس المغربي الخاص للدكتاتور الاسباني السابق فرنكو في طبيعة الاستعمار الاسباني للمغرب، او اكثر مما غير المتعاونون مع الاحتلال الاسرائيلي في لبنان وفلسطين، من طبيعة هذا الاحتلال. فوضع الكتلة السكانية "الملونة"، ذات "الجنسية الاميركية!"، هو اشبه ما يكون بوضع "حاملي الجنسية" في بريطانيا او فرنسا، من ذوي الاصل الهندي، الباكستاني، الجزائري، الفيتنامي وغيرهم من ابناء المستعمرات البريطانية والفرنسية السابقة. وهو يشبه بشكل عجيب وضع "الاسرائيليين (!) العرب"، داخل الدولة الاستعمارية الاسرائيلية، من حيث اشكال التمييز العنصري، النبذ الاجتماعي و"الحضاري!"، الاذلال الانساني والاستغلال الاقتصادي المضاعف، التي يتعرضون لـها على جميع الاصعدة والمستويات. (هذا مع التحفظ ان وضع "الاغيار" و"الملونين" داخل البلدان الامبريالية والاستعمارية، يبقى نسبيا افضل معيشيا من وضع ابناء جلدتهم واشباههم في بلدانهم الاصلية وفي بلدان العالم الثالث عموما. وهو "فارق" يشبه "الفارق" المعيشي بين ابن الضيعة الذي يعمل خادما في تنظيف اسطبلات "البيك"، وبين بقية "الفلاحين" البؤساء ابناء الضيعة ومنهم الاهل المباشرين لذلك الخادم).
وفي نضالها لأجل تحررها الذاتي، والحصول على حقوقها الدمقراطية والانسانية، عن طريق تصفية العنصرية التي تقوم عليها، بالاساس داخليا، الدولة الامبريالية الاميركية، فإن هذه الكتلة السكانية المستعبدة والمظلومة تقع على عاتقها، موضوعيا وتاريخيا، مهمة القضاء، من الداخل، على الطابع الاستعماري والامبريالي لهذه الدولة الاميركية.
اما وضع الكتلة السكانية البيضاء "الرمادية" في اميركا، فهو وضع انتقالي، كوضع ما يسمى "الطبقة الوسطى" في اي بلد رأسمالي وامبريالي. كما ان التسرب من الكتلة الرمادية الاميركية الى الكتلة الانغلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية / اليهودية ـ الصهيونية يتم، اذا قدر له ان يتم، بشكل فردي او اقلوي، مثلما هو الامر بالنسبة لتسرب افراد "الطبقة الوسطى" الى الطبقة البرجوازية الاغنى في البلدان الرأسمالية. ويمكن تشبيه وضع الكتلة الرمادية الاميركية بوضع جماهير اليهود "الشرقيين" واليهود الروس في "دولتهم!" اسرائيل، التي تحتل مركز الهيمنة الرئيسية فيها "اليهودية الغربية"، الاكثر ارتباطا عضويا بالطغمة المالية الصهيونية العالمية.
ماقبل "فيتنام"
ومن هنا ان "عقدة فيتنام" الاميركية، في بعدها "الخارجي" العام، يمكن سحبها بالتساوي على جميع الدول "الامبراطورية" الامبريالية، بما في ذلك اميركا. إلا انها، في النطاق الاميركي لوحده، تجسد مركـّبا استثنائيا لثلاث عقد "قومية" و"وطنية" خاصة:
الاولى ـ "عقدة الحقد والخوف الباطن"، لدى العنصريين الانغلو ـ ساكسون ـ البروتستانت / اليهود ـ الصهاينة، لما سبق وارتكبوه، خصوصا، ضد الهنود الحمر والسود والملونين، من لحظة تكوّن الدولة الاميركية "الجديدة!"، ولا زالوا يرتكبونه حتى يومنا هذا. وهذه العقدة "تتبلور" و"تتجدد" يوميا، في استمرار و"تحديث" نظام التمييز العنصري داخل اميركا، بالارتباط مع توسيع، "تطوير" و"تحسين" الممارسة العنصرية للهيمنة الاميركية في الخارج.
و"تتفاعل" هذه العقدة و"تتعمق"، عبر "تداخلها" مع عقدة امبريالية اخرى هي "عقدة احتقار الآخر والخوف منه"، الخاصة بالطغمة المالية الصهيونية، بعد "التصاقها" بالعنصرية الانغلو ـ ساكسونية. علما ان هذه العقدة الاخيرة المضافة تنشأ عن الدور "الخاص" للطغمة الصهيونية، الذي هو بالاساس دور استغلالي طفيلي "لااميركي"، يرتبط عضويا مع دورها الفئوي ـ الكوسموبوليتي العالمي، في نهب واذلال مختلف الشعوب.
الثانية ـ "عقدة الشعور بالذنب"، لدى الانتلجنتسيا والجماهير الشعبية الاميركية "البيضاء" الانغلو ـ ساكسونية واليهودية، كانعكاس لما ارتكبته وترتكبه الطغمة الاحتكارية العنصرية، الانغلو – ساكسونية / اليهودية ـ الصهيونية، باسم "هويتهم" "القومية"، العنصرية والاتنية.
الثالثة ـ "عقدة الشعور بالظلم والدونية"، لدى "المجتمع الاسود والملون" في اميركا، الذي كان مستعمـَرا بأبشع أشكال الاستعمار في الماضي، في مرحلة عهد العبودية، والذي تنطبق عليه كل مواصفات المجتمع شبه ـ المستعمـَر حاليا. وهذه العقدة تفرض على هذا المجتمع "الاميركي!" المظلوم والمنبوذ في "وطنه!"، ان يكون باستمرار متحفزا للدفاع الذاتي عن حقه الطبيعي في الوجود الانساني الكريم.
وهذا "الواقع القومي" المركـّب الاستثنائي للدولة الاميركية "الجديدة!" يكشف تماما الطابع الاصلي، "الوطني" الخاص، لـ"عقدة فيتنام" الاميركية. والاوليغارشية العنصرية الانغلو ـ ساكسونية ـ البروتستانتية / اليهودية ـ الصهيونية، المتحكمة حتى الآن بهذه الدولة، وفي معاناتها المرَضية من هذه "العقدة"، انما تخشى دائما، اكثر ما تخشاه، ان يؤدي الاصطدام مع "القوى المعادية" الخارجية، الى "كشف" هذه العقد الاميركية الخاصة، وفضح أزمة "الهوية القومية والوطنية" الاميركية الملتبسة، وبالتالي الى تلاقي نضال غالبية الشعب الاميركي ضد هيمنة هذه الاوليغارشية، بوجهها الامبريالي الطبقي ـ العنصري في "الداخل"، مع نضال الامم والشعوب والاتنيات "الغيْـرية" ضد هيمنة هذه الاوليغارشية ذاتها، بوجهها الامبريالي القومي ـ العنصري في "الخارج".
الموهيكان عائدون!
ان المصابين بالامراض النفسية الاجتماعية، من "النخبة" او من الفئات الرثة، المبهورين بـسطحيات "نمط الحياة الاميركي"، والداعين المبتذلين لـ"النظام العالمي الجديد"، و"ايديولوجيي الماكدونالدز" وغيره من الوجبات السريعة، المنادين بـ"صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ" و"الامبريالية الجديدة"، يحاولون ان يقنعوا انفسهم بأن هذه الحقائق الاميركية قد اصبحت "في ذمة التاريخ".
ولكن، لسوء حظهم، وحظ جميع "اسياد العولمة" أكلـة لحوم البشر الجدد، فإن العكس تماما هو الصحيح:
فاليوم، مضى اكثر من خمسمائة سنة على "اكتشاف!" (= غزو واستعمار) اميركا، التي عوملت كـ"ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض!"، مثلما فعل الصهاينة لاحقا في فلسطين. خلال هذه المدة، وبفضل "التمدين (!)" العنصري الابيض، لم يتبق مثلا من شعب الموهيكان الذي ذكرناه آنفا، سوى بضع مئات من "المخلوقات" يعيشون، كواحد من الاجناس الحية المهددة بالانقراض(!)، في "محمية ستوكبريدج" في ولاية وسكونسن.
ولكن بالرغم من كل العنصريين القدامى والجدد، فإن هذا لا يعني ان ظاهرة الهمجية الاجتماعية "الطبيعية" (أي العنصرية) في الجنس البشري، قد انتصرت الى الأبد على الطبيعة ـ الأم، في صورتها الانسانية ـ الاجتماعية، التي تتكون من تنوع عناصر الجنس البشري. كلا أبدا! فالطبيعة، كجوهر كلي متصعـِّد (تدخل فيه الحقيقة الانسانية، المنسجمة مع قوانينها التطورية)، هي دائما المنتصرة بذاتها.
ولعله عبرة لمن يستطيع ان يعتبر، ان عدد "الملونين" الان في اميركا يكاد يعادل او يزيد على عدد الاميركيين البيض. ولن تنتظر البشرية خمسمائة سنة اخرى، هي عمر اميركا "الجديدة!"، بل لن تمضي سوى بضعة عقود، حتى تصبح الكتلة الديموغرافية الانغلو ـ ساكسونية بأجمعها، ومعها كل اليهود الصهاينة، اقلية في اميركا.
ان العنصرية، بالمفاهيم والمعايير السطحية والمزيفة للداروينية، هي الارضية "الطبيعية ـ الاجتماعية" للامبريالية. وبالانتصار العسكري على الهتلرية، تلقت العنصرية ضربة زلزالية. ولكن على الرغم من هذا النصر التاريخي، للانسان على الهمجي، فإنه لم تتم التصفية النهائية للعنصرية، بفعل سبب رئيسي هو: استمرار "سيادة الرجل الغربي الابيض" في "البيت الانساني". (في تصريح صحفي للمناضل البلغاري الاممي ضد الفاشية غيورغي ديميتروف، سنة 1947 يقول مستشرفا المرحلة التاريخية القادمة: ان الفاشية اليوم هي الاميركانيزم).
أما الآن، ومع المواجهة الشاملة للامبريالية العالمية، بنواتها "المحورية" الاميركية ـ الصهيونية، فإن العنصرية بدأت تواجه "ازمة وجود" كلية. ومثلما ان الشعب الالماني لم يرهن وجوده المصيري بوجود النازية، فإن الكتلة السكانية الاميركية البيضاء واليهودية ذاتها لن ترهن وجودها المصيري بوجود الامبريالية والصهيونية، و"روحهما": الرأسمالية. وهذا "التاريخ المستمر"، منذ ماقبل وفي مابعد 11 ايلول 2001، هو ما يدفع وسيدفع اكثر فأكثر الجماهير الشعبية والمثقفين الشرفاء، من الاميركيين البيض واليهود، للتميـّز أكثر فأكثر عن العنصرية، بمظهريها الابشع في التاريخ الحديث: الامبريالية الاميركية المعولمة والصهيونية.
وستراتيجية "الهروب الى الخارج"، المتمثلة في "حرب تكنولوجيا الفضاء" و"الارض المحروقة"، التي تشنها اليوم العنصرية الانغلو ـ ساكسونية، والصهيونية، خصوصا ضد الشرق، وعموما ضد جميع "الاغيار" و"الملوّنين" في العالم، لن تنقذها من الهزيمة، حتى بفعل العامل"البسيط"، الطبيعي ـ الديموغرافي، داخل اميركا واسرائيل، وخارجهما، بل هي ستعجل في هذه الهزيمة!
والعنصريون الاميركيون الانغلو ـ ساكسون، اصحاب "امجاد" "صيد" ومحق وإذلال الهنود الحمر والزنوج، واليابانيين والفيتناميين والعراقيين والافغان والمسلمين الخ، مثلهم مثل الصهاينة، اصحاب "امجاد" "صيد" ومحق واذلال الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، يصبحون اكثر فأكثر محاصرين بـ"الملونين"، داخل اميركا واسرائيل وخارجهما. وكل جبروتهم، مع كل بطشهم النازي، لا يمكن ان يستر رعبهم المتزايد وهم يرون، كما في الكوابيس، "الموهيكان قادمون!" في كل وجه "ملوّن" بنور الشمس، الطبيعية والانسانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية
- الوجه البشع لاميركا
- الازمة الاقتصادية العالمية والظلال القاتمة للحرب الباردة
- اليوضاسية
- -الدبلوماسية السرية- ...في العمل
- الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
- الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة ...
- الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية
- التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
- الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب ...
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان
- التبدلات الديموغرافية ومضاعفاتها المرتقبة في اميركا
- الامبريالية والعنف


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)